أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - تصدع حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة .. فتمترسوا بالعشيرة .!!














المزيد.....

تصدع حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة .. فتمترسوا بالعشيرة .!!


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 07:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن العشيرة كوحدة إجتماعية وسياسية ، شكل ظهورها في مرحلة مبكرة من مسار حركة تطور المجتمع الإنساني ، ضرورة موضوعية لتنظيم العلائق الإقتصادية والإجتماعية البدائيه الناشئة بين أفرادها ، اللذين منحوها ولآءآ مطلقآ حتى إتسع دورها ونفوذها ، الى الحد الذي لم تعد فيه قادرة على إستيعاب وتنظيم المخرجات المادية والثقافية لعمليات الإنتاج والتبادل السلعي داخل وخارج حدود بيئة العشيرة ، وتناقظت المصالح الإقتصادية بين أفرادها وتقاسمت ولآءآتهم هيئات ونظم مختلفة، وتشابكت المصالح بينها وبين العشائر المحيطة بها ، حتى أفضت الى نشوب صراعات وإنتهاكات مؤلمة وحزينة أرست أسس الحاجة الى شكل أرقى للتنظيم بين هذه التكوينات والنظم الإجتماعية ، تجلى هذا الشكل في نشؤ الدولة – كعقد إجتماعي تنازل فيه الأفراد عن بعض من حرياتهم لها – لقاء القيام بواجباتها في تنظيم العلاقات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بين رعاياها ، وحماية مصالحهم وأمنهم ، وتطورت الدولة هي إلأخرى ، حتى بلغت أشكالآ راقية وقائمة على مبادئ الإدارة الديمقراطية لظمان المساواة والعدالةالنسبية ، وهي مازالت متجه صوب أشكال إدارية أرقى لتستجيب الى شروط موضوعية سيكون الزمن القادم كفيل بتحديد ملامحها ،
ولذا فإن الدعوات ، التي يطلقها السيد رئيس الوزراء والتي تحظى بمباركة أحزاب الإسلام السياسي من الطائفتين ، بإنشاء مجالس محلية للعشائر ومن ثم مجلس أعلى في العاصمة ،لا تتسم ببعد إستراتيجي تقدميآ ، بل أنها دالة على النهج الرجعي لهذه القوى ، وعدم قدرتها على مغادرة عوالم الماضي المتخلف إداريآ لكونها تدين بالولاء للمدارس التجريبية وتخشى المبادرات الجديدة. ولأن أدواة تحليل الظواهر الإقتصادية والإجتماعية عندها لتخمين مديات تطورهذه الظواهر بسيطة وبدائية ، مما أوقع هذه الأحزاب في مهلكة السلوك الإزدواجي متمثلآ بتناقض البعد الأديولوجي بشقه النظري مع الفعل العملي ، الذي تفرضه عليها مقتضيات النشاط الحكومي في بيئة جيوسياسية مظطربة ،وتدفعها مصالحها الأنانية الضيقة لتنهج الإنتهازية والخداع – وأخطره خداع النفس – إسلوبآ لحشد الفقراء وراؤها ، لظمان خلق توازن اديولوجي موهوم ، سرعان ما يتكشف عن خيبه أمل كبيرة ،تطيح بأحلام وتطلعات الجماهيرالغفيرة من الكادحين المؤيديين لها .
وبناءآ على ما تقدم فإن إهدار المال العام لتأطير العشائر في مجالس مقترحة ، وإعادة الحياة لهياكل تنظيمية بالية ، بزعم مساهمتها في أستقرار العراق وإعادة بناءه ، يعد ضرب من الوهم الزائف وشكلآ من أشكال الفساد المالي ، فظلآ عن كونه لا يستقيم مع الدعوة لإحترام الدولة والتقيد بقوانينها ، حيث أن العشيرة بكل مستويات هيكلها التنظيمي ، لا توجد فيها أقسام مسوؤلة عن تطوير الصناعات البتروكيمياوية ، أو إنتاج الكهرباء من أستخدام الطاقة النووية أوتيارات مياه البحار ، وإنما تنحصر مهامها في الغالب - وعند غياب الدولة - بحل النزاعات القبلية ، وبطرق ظالمة في أحيان كثيرة وليس أدل على ذلك من مظاهر الإذلال للمرأة ، المعطاة كتعويض لإهالي ضحايا النزاعات ، والتي يطلق عليها الناس “ بالفصلية ”
ولعمري إن الدعوة لإحياء العشيرة ودورها ليس له ألا بعد واحد في أيام الإنتخابات هذه ، ألا وهو ، أن أحزاب الإسلام السياسي التي تخندقت خلف حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة شعرت بتصدعه وأمكانية إنكشاف أمرها ، بفعل فشلها الذريع في إدارة الدولة ، لذا قفزت الى حصن العشيرة ، لتتمترس وراءه ، وهو الذي بكل تأكيد لم تزكي الحياة قدرته على الصمود ومن ثم حمايتها ، أمام تصاعد وعي الجماهير التواقة الى التقدم والإزدهار ، وليس هناك من تجربة إنسانية معاصرة لا في الشرق ولا في الغرب أكدت عكس ذلك .





#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بأمثال هؤلاء تبنى الدولة الديمقراطية ..؟
- مرحلة معقدة...وهيكل أيديولوجي متخلف...وقدسية مزيفة...يالها م ...
- إنها أكثر أمهات المعارك شرفآ !!!
- الإفاء بمستلزمات الديمقراطية ....لوازكم الى العلم المتقدم !!
- إستراتيجية(الخمور) خديعة ومصيدة مكشوفة !!
- صار العراق حقلآ تجريبيآ للرجال والنساء الفاشلين..!!
- من رأى منكم عباسآ ،فليخبره....!!
- أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!
- أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في ...
- هل ستمر الإتفاقية المشبوهة...تحت غبار معارك الإسلاميين البائ ...
- فشلوا في إدارة الدولة...فأشاعوا البؤس والخرافات !
- التكامل الصناعي -الزراعي ...أساس تطور الريف العراقي !
- الإقتصاد المختلط..يوفر العمل..والحريات السياسية للناس ..في ظ ...
- سمير! أيها الراقد بشموخ بين الجبال لك المجد كله
- الى اصدقائي الشيوعيين مع أطيب التمنيات
- حل البرلمان ..طريق أكيد..لموصلة البناء الدمقراطي!
- كنا بين مطرقة صالح المطلك ...وسندان أريكه جونسون !
- معاهدة مشبوهة.....تتناقض مع مصالح شعبنا !
- انقذوا فقراء التيار الصدري من اعدائهم الطبقيين من الافندية و ...
- على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوث ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - تصدع حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة .. فتمترسوا بالعشيرة .!!