ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أصبحنا لشدة استخفافنا بموروثاتنا الدينية والتاريخية وانعدام قدرة الحفاظ عليها ، نقيس قوتنا فقط نحو بعضنا ، رغم الضعف الذي نمتاز به بلا منازع ، قياساً بما لدى خصمنا من مقدسات وخطوط حمر ، الويل كل الويل لمن يفكر في تدنيسها أو مسها بسوء، بينما مقدساتنا سقطت قدسيتها أو كادت تسقط تحت أقدامنا ، ربما لأنها أصبحت تحت أقدام خصومنا ، فالمنافحة عنها تأتي من باب حفظ رمزيتها التاريخية وقيمتها فوق الأدبية والأخلاقية .
نتحدث بسوداوية عن المصحف ، ذلك الكتاب الذي قيل بأنه دُنِسَ في سجن قريب من دير القديسة السورية ( صيدنايا) التي ذاقت الأمرين كما سطرت الكتب والروايات، وأياً كان مصدر الأنباء ، لا نجزم بداية بصحة ذلك الخبر، على أن تدنيسه ، إن جرى فعلاً ، فعلى من دنسه أن يتذكر (اللهم إذا بقي عنده ذاكرة) أن هذا الكتاب السماوي ، أنزل على نبي عربي وبلغة العرب ، فكيف يستقيم أن ندنس نحن العرب ، كتاب تلتقي حوله شعوب العالم قاطبة بلغاتها المتعددة ؟.
لسنا من نحافظ على قداسة كتبنا ، مهما فعلنا ، ومهما غضبنا وثرنا ، يبقى حفظ الذكر عند من أنزل الذكر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) لكن على ضوء استضعافنا نحو الآخر واستقوائنا تجاه بعضنا ، نتساءل بمرارة ، هل ثمة من يجرؤ على تدنيس التوراة ؟ نشير إلى التوراة على سبيل المثال ، لطالما شكلت الوقود الحيوي لبعث إسرائيل من الماضي السحيق إلى الحاضر وأحلامها التوسعية في المستقبل ، ولا نحبذ المس بأي كتاب سماوي ، فإن تدنس كتاب يعني أنك تزيد النار إضراماً في الداخل والخارج .
تدنيس المصحف بأقدام عربية، سلوك مجوسي - كونهم (المجوس سالفاً) أشد تربصاً وفتكاً بجوارهم، وخصالهم عكس خصال العرب- ينطوي على الغيرة والحسد ويخفي الحقد في ثناياه لكل من هو عربي قبل أن يكون مسلماً.
عندما سمعنا بحماقات الجنود الأميركيين وتدنيسهم للمصحف في العراق وغوانتانامو ، أرجعنا سلوكهم المشين إلى الجهل المطبق وسوء فهم مشاعر المسلمين وحرماتهم ، كما وقرأنا في سلوكهم استفزازاً يستثير ماضي الحروب الصليبية ويذكر بها من جانبهم ، إلا أن سلوكهم بمجموعه العام يمكن تبريره في سياق حربهم المفتوحة التي لا تعرف أحمر أو أسود ، أما حينما نسمع بتدنيس المصحف بأقدام جنودنا ، لا يسعنا سوى القول ... على دينها جنت براقش ، فلا عتب لما يصدر عن المتربصين ، وعلى العرب والإسلام السلام .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟