عزيزي القارئ
تحية من إنسان تربى على الفكر الشيوعي " بنسخته السورية " إن صح
التعبير والتي ، للأسف ، بدت بعد انهيار المنظومة الاشتراكية أنها كانت
تقليداً باهتاً ومع بعض البلادة ، عذراً ، العقلية للنمط الذي كان سائداً
لدى القيادة السوفييتية من سطحية التفكير وضيق الأفق ولا ماركسية التحليل
سواء في تعاملها مع قضايا حزبها ووطنها ، أو مع الأحزاب الشيوعية الأخرى
ليس فقط في البلدان العربية بل والأوروبية كذلك . وهذا ما يمكننا لمسه من
كتاب ( كريم مروة يتذكر : في ما يشبه السيرة ) – حيث كان الرفاق السوفييت
يتدخلون في كل شاردة وواردة من عمل ونشاط الأحزاب الشيوعية ، بل كانوا
يمارسون العنجهية والإرهاب تجاه قادة تلك الأحزاب ( تماماً كالأنظمة
العتيدة في بلداننا العربية ـ وظلم ذي القربى اشد ) . وبما أن موقعــكم
يُعتـــبر قـــاعدة متقــدمة نحو تأسيس فكر عقلاني وعلمي ماركسي بعيداً عن
الدوغمائية وعن عبادة الفرد والأنانية ، لذلك وجدت ، وقد أكون مخطئا في اختياري ،
في ترجمة هذه الدراسة ما قد يساعد في إغناء الحوار حول أسباب هزيمة نمط
التجربة الاشتراكية السابقة . والقصد – ليس الإساءة لأي كان ـ وإنما مجرد
إعمال العقل والفكر في التابوات التي زرعت في عقولنا جميعاً ، وبحيث أصبحنا
متشابهين ومستنسخين في حب الكرسي والمنصب وخدمة السلطان . وربما يفيد ذلك
حتى بعض القادة في الأحزاب والبلدان في المنطقة العربية المليئة بشتى
الأمراض ، المستعصية كما يبدو . إذ يؤسفني القول أننا جميعاً ، وبعد أكثر من
ثلاثة أرباع القرن من وجود الفكر الشيوعي ، واكثر من نصف قرن من وجود
الفكر القومي واستلامه السلطة في بلدان عدة ، نبدو جميعاً وكأنه في داخل كلٍّ
منا مشروع إنسانٍ طائفيٍّ صغير وبائس ، وهذا ما نلمسه تقريباً كل يوم ـ
وليس آخر الأخبار في هذا المضمار محاولات القوى السياسية ، وعلى رأسها
الدينية طبعاً ( وبمباركة من قوات الاحتلال الامريكي ) تشكيل عراق طائفي
واعتماد الشريعة ( المذهبية الدينية ) أساسا لنظام الحكم في العراق ـ وهذا
لوحده يؤسس لزرع حــالة عــراقية مُفخّخـــة تمهِّد لنشوء فتنة مـزمنة بين
أهالي العراق حتى في المستقبل البعيد ، هذا إن لم يكن ذلك كافيا لتقسيم
العراق لاحقاً . فهل يُعقل أن يغيب ذلــك عن الشرفاء والعقلاء في العراق ؟.
إن الآراء السياسية المعاصرة للمجتمع الروسي وكذلك موقف الناس من الشخصيات
التاريخية ، التي لاشك أنها بهذا الشكل أو ذاك تركت أثرا ليس على تطور بلد
واحد فحسب بل العالم كله ، أن تلك الآراء قد تعرضت خلال السنوات الأخيرة
لتغيرات جذرية . لكن هذا لا يعني انه بالضرورة يحق لنا أن نتجاهل التجربة
التاريخية لتلك الأيام البعيدة ، على الأقل من باب أن كل ذلك قد حدث بالفعل
وكانت له آثاره ، وان الناس الذين قادوا بلاداً كبيرة قد تمكنوا من تحقيق
نتائج معينة . وهذا بدوره يعني انهم كانوا أقوياء وأذكياء بما فيه الكفاية
.
و لا يمكننا أن ننكر انه من بين كل الرجال ، الذين وجهوا الشعوب على طريق
التطور الشيوعي فان لينين يشغل المكانة الأولى من جميع الأوجه . ولهذا
بالضبط تثير اهتماما خاصا آراؤه في أواخر حياته بعد أن ظهرت نتائج محددة
لنشاطه ولنضاله وقد اصبح بإمكانه أن يكتشف بنفسه أخطاءه وأخطاء غيره .
وبالتالي كان عليه بطريقة ما أن يصوّب مسار " النضال الثوري " وان يطور ،
بالاعتماد على الممارسة العملية ، وجهة نظره حول طريقة بناء الاشتراكية .
ولقد ضُمنت أعمال لينين الأخيرة في المجلد ال45 من أعماله الكاملة والذي صدر
تحت عنوان " الرسائل والأعمال الأخيرة ل ف .إ . لينين " . ربما إن
الحالة الصحية في مرحلة كتابة ، بشكل أدق إملاء ، أفكاره الأخيرة انعكست على
مضمون تلك الوثائق. ومهمتنا هنا لا تقوم على ضبط أخطاء وتناقضات المؤلف ، بل
سنحاول تحليل محاولات لينين الرامية إلى إعادة تصويب سياسة الحزب وكذلك
تقييم دور ونتائج تلك الأفكار من وجهة نظر معاصرة .
لنبدأ ب " رسائل إلى المؤتمر " حيث يجري الحديث في الجزء الأول منها عن
ضرورة رفد هيئة اللجنة المركزية بالعمال . نحن الآن نعرف نتائج، للأسف ،
سياسة اختيار الكادر تلك – متمسكين بهذه المقولة بل وتطبيقها ليس على
تركيبة اللجنة المركزية وحسب، بل و على جميع هيئات الحزب ، أن الشيوعيين ،
عملياً بدلاً من رفع المستوى الفكري والثقافي لقيادة البلاد ، أسسوا لتدهور
مريع في بنية الحزب وبذلك سببوا ليس فقط فقدان هيبة الحزب وأعضائه وإنما
أساءوا أيضا لفكرة العدالة الاجتماعية ذاتها . قلة هم في العالم كله أولئك
الذين لا زالوا يؤمنون اليوم بفكرة العدالة الاجتماعية . إنها لمدهشة
السذاجة التي ينطوي عليها طلب لينين بهذا الخصوص . لو أن تلك المقولة كانت
مرفقة ببعض التفسيرات والتعليقات وغير ذلك لكان يمكن الشك في أن الخلف أساءوا
فهم الفكرة . وبما انه ليس كذلك فهذا يعني أن الفكرة لم تكن صائبة كلياً .
أما الجزء الثاني من " رسائل إلى المؤتمر " فيحتوي على سرد الصفات
الشخصية للقادة البارزين في الحزب . على الرغم من طلب لينين إبقاء تلك
الكتابات سرية ، فإنها ، كما يرى المؤرخون ، أصبحت معروفة لجميع أعضاء اللجنة
المركزية قبل وفاة لينين . ويُعتقد أن هذا الرأي [حول السمات الشخصية للقادة
في الحزب ] كان السبب وراء الجزء الأول من الرسائل . لكن في هذه الحالة
ينتج أن عدم الرضى ذاك عن تركيبة اللجنة المركزية أراد لينين أن يصححه ليس
بالشكل الأفضل . كما يجب علينا الاعتراف بسذاجة أو لا واقعية محاولات لينين
إجبار " .. الطليعة الحزبية .. أن تعمل على تطوير ذاتها ، أن تغير نفسها
بنفسها ، وان تعلن صراحة عن عدم جاهزيتها وعدم إدراكها الكافي " [ ف .
إ.لينين - الأعمال الكاملة . المجلد 45 ص . 137 ].
كما هو معروف لقد تم اعتماد اقتراح لينين حول توسيع اللجنة المركزية ولكن
ليس على حساب العمال . وقد جرى اعتماد هذا المبدأ بشكل دائم وكانت النتيجة
المعروفة : أصبحت قيادة الحزب مؤلفة من أشخاص لا يمكن حسابهم لا على
العمال و لا على المثقفين ولا على أي نوع من الرجال الذين بمقدورهم القيام بدور
فعال لصالح المجتمع .
توجد نقاط عدة في الأعمال المنضوية تحت الوصية السياسية يمكن اعتبارها
لدرجة ما حيوية لنا في وقتنا الحالي . وهذا لا علاقة له بالتوجهات السياسية
للنظام الاجتماعي القائم حالياً . فقد عمد لينين في أحيان كثيرة إلى انتقاد
الموظفين الإداريين ( الأفضل اقل ، لكن الأفضل – أو الأفضل اقل لكن الأحسن
) . ولكن البيروقراطي هو هو نفسه في كل المجتمعات والأنظمة . ويجب عدم
الخلط بين الموظف الحكومي وبين المستخدم في شركة خاصة أو مؤسسة تجارية .إن
تجربة عمل الشركات الصناعية- المالية العملاقة في الغرب تبرهن على أن الجهاز
الإداري لأية شركة يكبر ويتضخم طرداً مع توسع نشاط الشركة نفسها مما يجعل
مستخدمي الشركة اقرب إلى الموظفين الحكوميين . ومع ذلك يوجد فرق بينهما .
مهما كان عدد الإداريين فان جميع موظفي الشركة لهم مصلحة في زيادة الربح
والحصول على علاوات . في حين أن الموظف الحكومي ، سواء في النظام
الاشتراكي أو الرأسمالي ، يهمه بالدرجة الأولى رخاؤه الشخصي والترقية في الوظيفة .
تلفت الانتباه أيضا الكيفية التي أراد بها لينين أن يطور الجهاز الإداري
في بلادنا : " يجب تعليم الجماهير الإدارة ، لكن ليس بواسطة الكتب
والمحاضرات ... " أولا انه يريد أن يعلّم الجميع ـ أي أن الكل سيشرف على الكل
؟ ، ثانياً ، أن يعلمهم من دون علم ، بالاعتماد ، الله يعلم ، على تجربة
مَن وأين ؟! .
وكان بودنا أن نفهم الأفكار بخصوص " المعلم الشعبي .." الذي يجب أن
يُوضع " .. على تلك الدرجة العالية ، التي من دونها لا يمكن الحديث عن أية
ثقافة .. " . اليوم يمكننا أن نفهم أن المقصود بالمعلم هم ، بالطبع ،
المدرسين في المعاهد والمدارس وبدرجة ما المثقفين أيضا . وبينما نجد أن
القيادة أولت في السنوات الأخيرة اهتماما ما بشريحة المثقفين ، فان المطالب على
نوعية المعلمين في المدارس لم تكن في الأعوام الأخيرة من المستوى الجيد ،
وكذلك وضعهم الاجتماعي أيضا .
كما لامس لينين في أعماله الأخيرة طيفاً واسعاً من المسائل المتعلقة ببناء
الدولة – قضايا الثقافة ، الموضوع القومي ، تطوير التعاونيات وغير ذلك .
إن الكثير من آرائه كان ينقصها التفرد والإبداع وربما لهذا بالضبط وفقط
تكمن أهميتها حتى في أيامنا هذه . مثلاً الجميع يعرف كم هو ضروري وهام
التعامل بدقة مع المشاعر القومية ومع عادات وتقاليد الشعوب و الأقلّيات .
وهكذا يجب أن يكون دوماً : في الأمس واليوم وغداً . كما لا بد من تطوير
الصناعة والزراعة والثقافة ( لا يهم كيف نسمي ذلك " ثورة ثقافية " أم شيء آخر).
أما وثيقة " عن ثورتنا " فيمكن اعتبارها محورية من بين مجموع الأعمال
التي تشكل الوصية السياسية . وربما أن تلك النتيجة تنبع من ملاحظة أن
مسائل تطور الثورة لتشمل العالم كله تبرز فعلياً من خلال كل عمل تقريباً .
يصعب اليوم أن نقرأ كيف أن لينين اعتبر " عملاً حضارياً " طرد الإقطاعيين
والرأسماليين . الإقطاعيين ربما ـ هم عرقلوا تطور الاقتصاد والبلاد . لكن
ليس الرأسماليين الروس ـ فروسيا حتى ذلك التاريخ لم تكن قد عاشت في ظل
النظام الرأسمالي ولو كان بإمكاننا اليوم مجادلة لينين لكان بدا العالم كله
من حولنا غير حضاري ، بينما نحن - ومعنا كوريا الشمالية وكوبا ، قلعة
الحضارة . و أما الصين فغير مفهوم كيف نصنفها : من حيث الشكل هي بلد اشتراكي
، لكن لديها نمو اقتصادي بنسبة 9 % سنوياً . قد يكونوا هم قرءوا لينين
بشكل صحيح وافضل ، أو انهم لم يقرؤوه أبدا ، و إنما يعيشون ويعملون بعقولهم .
في عمله " كيف ننظم المباريات " يطالب لينين بإلحاح بالرقابة من قبل
جماهير العمال والفلاحين "... على الأغنياء ، على النصابين ، على الطفيليين
و الزعران ... " واصفاً إياهم ببقايا المجتمع الرأسمالي البالي العفن .
المحتالين وأمثالهم ـ نعم ، هذا مفهوم . لكن لماذا تجب مراقبة الأغنياء في
الدرجة الأولى طالما انهم ليسوا لا لصوص و لا زعران ولا طفيليون وعلى
العموم هم ليسوا مجرمون ؟؟ . المفارقة أن لينين يلزم الصمت إزاء عالم الإجرام
. هل يمكن الشك كما لو انه لم يكن هناك مجرمون في البلاد في تلك الفترة .
أم المجرمون _ هم كلهم أغنياء ؟ .في مثل تلك العبارات يبدي لينين سذاجة
بالغة ووجهة نظر مثالية . بالرغم من ذلك لابد ، بشكل ما ، من تفسير تأثيره
على الوضع في البلاد وعلى بناء الدولة الحديثة القوية .كيف يمكن شرح ذلك ـ
لا أحد يمكنه ذلك بكل تأكيد . أما انه الإرادة السياسية القوية والميزات
الشخصية وإما أن الأمر لم يكن له علاقة به .
أما تطلعات لينين نحو الثورة العالمية من خلال جذب بلدان ذات كثافة سكانية
واقتصاد متخلف ـ الصين والهند ـ إلى العملية الثورية ، فقد بقيت كلها مجرد
أحلام . إذ يبدو انه إلى جانب الحشود والجماهير توجد عوامل أخرى لا تقل
أهمية لم يأخذها لينين بالحسبان .
يثير الاهتمام تحليل ودراسة رأي لينين " حول التعاونية " . من الواضح أن
لينين كان يصر على تطوير التعاونيات بطريقة حضارية وبدون استعجال . لكن من
الصعب أن نفهم شيئاً آخر : إذا كانت التعاونية يجب أن تتطور بشكل حضاري
على أساس العلاقات المالية- الافتراضية بين أعضائها ، فلماذا إذن يجب أن
تعود ملكية جميع المؤسسات التعاونية للعمال فقط ؟ . ألم يكن هذا ما قاموا
بفعله : الملكية الكلخوزية - ليست و لا بأي شكل تعاونية حضارية .كيف إذن
يمكن إنهاء التناقض بين ملكية العضو التعاوني الخاصة وبين ملكية " الدولة "
المُنّوه عنها من قبل لينين . هناك إجابتان لذلك :
1- من المحتمل أن لينين لم يأخذ بالحسبان ، أو بشكل أدق كان لديه تصور
مبهم ، كيف يمكن إجبار الفلاحين على الاتحاد .
2- أو أن الكلام عن التعاونية هو مجرد محاولة مغلّفة من اجل حرمان
الطبقة الأكثر عدداً في البلاد من ملكيتها بهدف إعادة توزيعها أيضا على الجميع
.
نعم ، حسب رأي بعض الأخصائيين ، يمكن الاستنتاج انه كانت لدى لينين رغبة
فعلية لجذب الطبقة الأكثر جماهيرية إلى العملية الثورية لإعادة البناء .
هذا ، حسب رأي ليس لينين فقط بل وزملائه في الحزب أيضا ، ينسجم مع الجواب
الثاني لسؤال مهم جداً .
يوجد في روسيا اليوم عدد كبير من الأحزاب . المحزن أن غالبيتها ترفع نفس
الشعار : " اخذ وتوزيع " . اغلب السياسيين لا يرون طريقاً آخر لإنقاذ
بلد بأكمله من المشاكل . لماذا لم يبحث لينين في رفع إنتاجية العمل ؟ لماذا
اقتصرت أعماله الأخيرة على الجوانب الشخصية لسياسة الحزب ؟ الجواب بسيط
وغير مقبول في نفس الوقت : في تلك الفترة كان لينين قليل المعرفة والفهم ،
بعد أن انقضى زمن الخطابات وصار ضرورياً إنجاز عمل محدد وليس مجرد رفع
شعارات ، وبالضبط أمام موظفين لهم مصالحهم وليس أمام حشود البروليتاريا . إنها
لعبة ساذجة لعجوز كان يعيش في عالم الخيال .
وهكذا بعد التحليل الموجز لأعمال لينين الأخيرة وبعد التعرف على آراء
رجالات السياسة السوفييت ( الآن لن يبادر أحد إلى مناقشة ذلك الموضوع ) يمكننا
التوصل إلى النتيجة التالية :
1-إن لينين وزملائه ، أو شيوعيي تلك الأيام ، وقد قبضوا طموح الغالبية
العظمى من الناس للعدالة الاجتماعية ، لم يستطيعوا ( وعلى الأرجح لم يكن
بمقدورهم ) أن يوصلوا شعوب البلاد الكبيرة إلى ذلك النوع من العلاقات
المتبادلة ، التي تتوافق مع تصور الناس عن العدالة .
2-إن التغيير الثوري للنظام القائم حينذاك ، على الأقل ثورة أكتوبر ، لم
يكن نتيجة لظروف موضوعية ، وكذلك هو بناء الدولة الاشتراكية لاحقاً أن فكرة
العدالة الاجتماعية كانت تشغل وستبقى الشغل الشاغل لعقول الناس بغض النظر
في أي بلد يعيشون .
3- إن محاولات رجالات السياسة السابقين في الاتحاد السوفييتي السابق
تقويل لينين ووضع بين سطور أعماله الأخيرة ،كما لو أنها كذا ، فكرة " عظيمة
" غير مفهومة للجميع ما هو سوى رغبة منهم لتبرير حقهم المطلق ، ولمصلحتهم
فقط ، باحتكار تفسير وشرح الأفكار المبهمة لإنسان مريض في أيامه الأخيرة ،
وبهدف تحقيق رأسمال سياسي أبدا غير وهمي ، ومن ثم استغلال هذه الصلاحيات
بهدف الترقية في المناصب الوظيفية وكذلك ، وبلغة البلاشفة ، من اجل اضطهاد
الشغيِّلة الفقراء ( البروليتاريا ) .
عن موقع انترنيت referat.ru
الكاتبــة ل . يو . تيخوميروفا
إعــداد و ترجمــة د . إبراهيم استنبولي