أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - قرار الكاشير ولغة الغطرسة !















المزيد.....

قرار الكاشير ولغة الغطرسة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 723 - 2004 / 1 / 24 - 06:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الجدل الدائر حول قرار ( الكاشير ) المرقم 137، والذي منحه البعض قدسية ما بعدها قدسية، ظنا منه أن العراقيين ، وطلائعهم من المثقفين أصحاب الفكر المتنور ، يرهّبون باساليب رخيصة قد أستهلكت ، ومضى زمنها ، فالعراق وطن للجميع ، وثانية للجميع ، وليس لنفر يريد أن يفرض أراءه وأفكار بطريقة صدامية جديدة ، وبروح من الغطرسة المرة ، والتي خرج منها العراقيون للتو بعد أن عانوا منها ، وعلى مدى سنوات مديدة ، كثيرا من العسف والاضطهاد ، وعلى هذا فيتوجب على بعض من الذين يرون أنفسهم قد أصبحوا حكاما على العراق ، وهم مازالوا يرزحون هم والعراق تحت الاحتلال ، يتوجب عليهم أن يقتصدوا في تصريحاتهم ، وأن يراعوا مشاعر العراقيين كل العراقيين ، وعلى مختلف مذاهبهم وأدياناتهم ، وليتذكروا أنهم تحت حراب المحتل المشرعة فوق رؤوسهم ، وهم لا يملكون لأنفسهم عنها دفعا ، وليتذكروا أنهم كانوا قد ارتقوا تلك المناصب بمشيئة المحتل والاتفاق معه ، وليتجنبوا فتنة عمياء لا يسلم منها أحد ، فقد سالت من الشعب العراقي المظلوم دماء كثيرة ، وها هي أبواق مشبوهة تدفع بأهلنا في الجنوب الى نار حرب بينهم وبين قوات الاحتلال هم في غنى عنها ألأن ، وأول هذه الأبواق عملاء الداخل ، والأعلام الانجليزي ، وطليعته أذاعة لندن 0

يقول أحدهم في معرض تأييده لقرار الكاشير المرقم 137 ، والذي يلغي قانون الاحوال المدنية ، مثار الجدل : لا يعنينني ان وافق علماء السنة على القرار ام لم يوافقوا ، حتى رأي الشيعة لم يؤخذ ، وأنا أطالب الأنسان بأن يعمل وفق ما يؤمن به ، مادام ذلك لا يسبب ضررا للمصلحة العامة 0

وعلى هذا الرأي فقد اصبح من حق المواطن الشيعي المتدين أو العلماني أن ينجز معاملته المتعلقة باية حال من أحواله الشخصية في أية محكمة تتبع أي مذهب سني ، وتتمسك بقانون الاحوال الشخصية النافذ ، فهو في هذا يعمل وفق ما يؤمن به ، ولا يسبب ضررا للمصلحة العامة ، وهذا ليس ببعيد عن المواطنين العراقيين الشيعة ، والذين أجرى الالاف منهم عقود زواج ، او تفريق في محاكم سنية في سورية والأردن وغيرهما ، وما ضرهم شيء من ذلك ، وما ضر المصلحة العامة من ذلك شيء أيضا ، وهاهم يعيشون مع زوجاتهم وأطفالهم في دول اللجوء بكرامة ، وبحرية قل نظيرهما في بلدهم العراق 0

إن لغة الألغاء المارة الذكر ( لا يعنيني ان وافق علماء السنة 000الخ ) تعود وتظهر بذات الغطرسة الصدامية التي عرفها العراقيون وملوها ، وهذه المرة في اباحة قتل المسيحيين في البصرة ، اذ يقول آخر ، وهو تحت حراب البريطانيين : ( إن أتباعه يبينون لباعة الخمور الضرر الذي يلحقونه في المجتمع ككل ، والعار الذي يجلبون للمدينة 00 وإن الاستمرار في بيع الخمور بعد النصيحة يستوجب القتل في الاسلام 0)

لغة القتل هذا هي التي ينادى بها حكامنا الجدد ، وهم لا زالوا تحت حراب الاحتلال ، فكيف بنا حين يحزم الجنود الانجليز أمتعتهم ، ويرحلون عن البصرة ؟ تلك المدينة التي كانت ترفل بسماحة الفكر في القرن الثاني الهجري ، والذي اختلفت فيها المدارس الفكرية في صاحب الكبيرة، شارب الخمر مثلا ، فمنهم من رأى أنه فاسق ، ومنهم من رأى أنه كافر ، ولم يجرأ أحد منهم على اصدار قرار قتل على أم نواس الشاعر المعروف مثلا ، والقادمة من ايران ، والتي كانت تبيع الخمرة في حانة لا تبعد كثيرا عن المساجد الذي كان يدور فيها جدل صاحب الكبيرة بين فقهاء أهل البصرة وعلمائها 0

وحتى زمن الخلفاء الراشدين لم يمتنع بعض من المسلمين من تعاطيها والتغني بها ، وهذا أحد شجعانهم ، والذي خاض غمار حرب القادسية ، ألا وهو ابو محجن الثقفي يقول :

        إذا متّ فادفني الى أصل كرمة        لتروي عظامي بعد موتي عروقها

وقد روي أن الامام علي زمن خلافته في الكوفة ، وجد جماعة يشربون الخمرة في بستان منها ،وفي شهر رمضان ، فأقام الحد عليهم ضربا بالسوط ، قائلا لهم : ولانكم تجرأتم على حرمة شهر رمضان سأزيد كل واحد منكم خمسة أسواط ، لكنه لم يقتل أحدا منهم 0

وهذا الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، أخو الخليفة الثالث عثمان بن عفان لأمه ، وواليه على الكوفة، وقد كان شريب خمر، فشرب بالكوفة وقام ليصلي بهم الصبح في المسجد الجامع ، فصلى أربع ركعات ، ثم التفت اليهم وقال لهم : أأزيدكم ؟ وقرأ بهم في الصلاة وهو رافع صوته:

 علق القلب الربابـــــــــا       بعد ما شابت وشابـــــــا

وقد حده الأمام علي أمام الخليفة عثمان ، وحين قال الوليد لعلي : أنا أحد منك سنانا ، وابسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة طعانا ، فقال له علي : أسكت 0 فإنما أنت فاسق 0

أما بعد الخلافة الراشدية فقد أصبح للخمرة مكانة خاصة عند أمراء المؤمنين من المسلميين ، فقد أقاموا لها مجالس خاصة ، أزانوها براقصين والراقصات ، وغنوها شعراؤهم بجيد الشعر وبديعه، فقال أحدهم :

           راق الزجاج وراقت الخمر           وتشابها فتشاكل الأمر

           فكأنما خمر ولا قــــــــــدح           وكأنما قدح ولا خمـــر

وحتى السيد الشهيد محمد سعيد الحبوبي ، وهو عالم في الدين معروف ، لم يجد غضاضة من أن يتغزل بالمرأة ، وأن يتغنى بالخمرة ، رغم أنه لم يعاقرها ، لكنه ساير في ذلك شعراءها المجيدين،  والذين أبدعوا القول فيها ، فيقول :

   يا غزال الكرخ والهفي عليك          كاد سري فيك أن ينهتـكا

  اسقني كأسا وخذ كأسا إليــــك          فجميل العيش أن نشتركا

لكننا مع هذا لم نسمع قديما ولا حديثا برجل دين قد أفتى بقتل باعة الخمرة وشربها قبل اليوم ، مثلما سمعنا حاكم البصرة الجديد ! وهو يفتي ، محملا الأسلام مالم يحمله ، بوجوب قتل الذمي الذي يبع الخمرة ، مع أن أهل الذمة وغيرهم من الملل قد باعوا الخمرة على مدى العصور التي عاشها المسلمون أسيادا عليهم ، لكن لم يقتل أحد منهم ، فهل في الامر كاشير أيضا ؟

ومن هذا الكلام كذلك ما أدلى به وزير جديد في وزارة الأحتلال ، وهو في زيارة للكوت يقول :

ونلاحظ أن الجنوب العراقي الذي يدين بالولاء للمجلس الأعلى وللمرجعية المتمثلة في السيد السستاني ، هو في حالة من الأمن والاستقرار 0 )

أنا هنا لا اريد أن اعلق على كلام الوزير كله ، أريد فقط أن اوضح حقيقة وهي أن جنوب العراق عرف ثلاثة أحزاب قبل أن يعرف المجلس الأعلى الذي قام ونشأ في ايران ، والأحزاب هي ، وحسب الظهور التاريخي ، الحزب الشيوعي العراق ، وحزب البعث ، وحزب الدعوة الأسلامية ، هذا بالاضافة الى حركات قومية صغيرة ، ثم ظهرت جماعة الصدر فيما بعد،  وهذه الحقيقة يعرفها أهل الجنوب ، أما ما شكل من حركات أخرى من مثال حزب الله ، وثار الله 00ألخ فهذه صناعة ايرانية لاحكام السيطرة على الحركة الاسلامية الشيعية ، والتي ترفض فصائل مهمة منها الخضوع للنفوذ الايراني ، وإذا كان الحال مثلما بسطت ، فعلام يلغي الوزيز الجديد الأخرين الذين رسخت جذورهم في أرض الجنوب قبل أن يفتح هو عينيه على هذه الدنيا أم أنها صدامية جديدة؟

وبعد ذلك ليتذكر هؤلاء أن المحتل سيطيل صبره معهم ، ولكنهم إن تمادوا فالمحتل مسؤول مسؤولية قانونية وأدبية عن حفظ أمن الناس في العراق ألان ، وليعلموا أن الامريكان يملكوا خيارات كثيرة ، سيلاقونهم بها ، وأبسط هذه الخيارات صافرة يطلقها ضابط أمريكي لجنود جيش صدام كي يتجمعوا من الجديد ، وهم مستعدون لذلك ، رغم ما فعله الامريكان بهم ، وساعتها سيضيق على هؤلاء حتى الفرار !

كما يتعين على جميع الاحزاب العراقية العلمانية ، والاحزاب الكردية ، وحتى بعض الاحزاب الاسلامية أن تأخذ حذرها من هؤلاء منذ ألأن ، ولتتمعن بما يقولونه من تصريحات ، وهم في مواقعهم المعروفه ، والتي هي تحت سلطة الاحتلال ، فكيف إذا طفروا الى السلطة ، وقتها سيبطشون بكل الاحزاب ، ولا فرق في ذلك بين حزب علماني ، أو أسلامي ، ما دام هذا الحزب يقف معارضا لطروحاتهم ، وهذه تجربة ايران شاخصة أمامكم ، وإن الذين امتهنوا اسلوب الاغتيالات مهنة سيصلون اليكم يوم ما ، وما حديثهم عن الديمقراطية ألأن الا من أجل تثبيت أقدامهم ، والطفر الى السلطة فيما بعد ، وعندها ستسيل الدماء حمراء قانية في شوارع العراق من الجديد ، واذا كان العراقي في عهد البعث الغادر يذبح بحجة سب السيد الرئيس ، فانه هذه المرة سيذبح بحجة سب الله والدين ، فهؤلاء ينظرون الى أنفسهم على أنهم ظل الله في الأرض ، وأن عداهم من العراقيين ما هم الا قرد قد مسخت بشرا ! افاعتبروا يا أولي الألباب !

 



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - قرار الكاشير ولغة الغطرسة !