أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي ناصر سعيد الباقر - طرق الحياة يدفعنا بها القدر















المزيد.....

طرق الحياة يدفعنا بها القدر


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للحياة طرق قد يدفعك في احد منها حادث قد يبدو بسيطاً لاول وهلة الا انه يضع قدمك لتمضي في طريق معين. والرأي مسلك او فكرة قد تبلورها لديك كلمة او موقف من عابر سبيل او شخص تلتقي به صدفة او قصداً، وقد تبدو لك هذه الحادثة او الكلمة او الموقف لا اهمية لها، الا انها تؤثر فيك لتتجه اتجاها معيناً.
وهذا ما يجب ان نتعلمه في حياتنا: ان لا نهمل شيئاً ولا نستهين بشخص او موقف، ان نتفحص البيئة والمحيط الذي نعيش فيه بعين العقل الفاحصة التي هي ميزة من ميزات الانسان، ولا نهمل مواقفها وظواهرها مهما اعتقدنا انها لا تستحق الاهتمام.. فالحياة والبيئة سلسلة حلقاتها مترابطة تعتمد كل منها على الاخرى وتؤثر فيها، لتكون مادة البيئة ونسيج حياتنا اليومية واطارها العام.
ولكل انسان قصته الطويلة مع طرق الحياة التي يسلكها ووجد نفسه مدفوعاً في خضمها، وقد يتظاهر الكثيرون منا انهم يصنعون قدرهم وحياتهم ولكننا، وكذلك لكنهم في قرارة انفسهم يتصارحون مع ذواتهم انهم يجدون انفسهم يومياً يدفعون دون ارادتهم او تخطيط منه ليجدوا ان هناك من يصنع لهم حياتهم وقدرهم.
فالقدر يلعب لعبته في رسم الحياة والمصير. وما هو القدر هل هو ارادة الله ومشيئته، ام هو كذلك محصلة تدخلات وارادات متعددة في هذا المجتمع تتصارع على اشباع الحاجات… والمغانم.
وقدري هو مع الكتاب… مع القلم… مع القراءة ثم اصبح طريقي واضحا مع القراءة منذ سنة 1958 بعد تخرجي من الجامعة الاميريكية وحصلت على مؤهلي في البيئة والصحة فسرت في طريق البيئة محاولا ان امد صلة لكل شيء اليها.. وكنت ولا زلت اكتب واترجم واهيء المحاضرات وتجمعت لدي ما يقارب او اكثر عن الخمسة الآف صفحة A4 والكثير منها اودعته محاضرات وكراريس طلابي.
وقد قامت زوجتي -حفظها الله- قبل سنوات بجمع هذه الصفحائف والمسودات وهي تشجعني باستمرار ان اباشر بالتأليف. واستقر الرأي ان اقوم بتأليف سلسلة سميتها ((المدخل لدراسة البيئة والصحة)) وقد يصل عدد كتبها العشرة او يزيد.
و الكتاب الاول منها "مفاهيم في الصحة والمرض" يعطي فكرة عن الصحة والمرض واسباب المرض ومسبباتها من المكروبات وطرق انتقالها وقصة التعرف عليها… وارجو من الله العلي القدير ان يمكنني من انجاز هذه السلسلة واخراجها الى ايدي القراء المنتفعين بها.. عسى ان اتمكن من اداء خدمة بسيطة الى بلدي هذا العراق… الصابر… المانح… المجاهد… ومن الله التوفيق. ان العلم والمعرفة شعبية المصدر وهناك حقيقة هامة وهي ان العلم والمعرفة والثقافة لا يمكن ان تكون حكراً ومصدراً في طبقة معينة.
الشعب كله يمثل مصدر الحقيقة والقاعدة الذي ترتكز عليه كافة جذور العلم والمعرفة وكافة عمليات التخطيط والتنمية.. كما انه لا توجد مستويات ثقافية عليا ودنيا تفضل بين طبقات المجتمع كل منها تحتاج الى اسلوب خاص للتحدث اليها ((وفق عقولهم كما يقولون!)) لان الكلمة الحق الخيرة يفهمها الجميع. فمن الصعب ايجاد مقاييس ومعايير واضحة ثابتة تحدد مستويات الفهم والمعرفة.
فمن خصائص هذا العصر الحديث انه جعل العلم والثقافة بمتناول الجميع فمن رغب اخذ من منهلها العذب ما شاء ومتى شاء رغب عنها. فبعد ان كان العلم حكراً، بالعصور المظلمة، ووفقاً على من يستطيع شراء الكتب ممن يستطيع دفع ثمنها من الطبقات الغنية، قامت المطبعة الحديثة واجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية المسموعة والمرئية والمقروءة، بنشر الكلمة بثمن رخيص او مجان ودفعها دفعاً لمتناول كل فرد اينما كان…
ولم يعد التعليم والتربية خدمة من الخدمات تؤديها الدولة بل حقاً من الحقوق لجميع افراد الشعب وواجباً وضرورة لازمة من ضرورات الحياة والتقدم وواجباً تلتزم به الدولة.
لقد غدا العالم صغيراً، كانما الغيت المسافات الغاءاً، فانك لتتحدث اليوم امام المذياع فيسمعك من هم في النصف الاخر من سطح الارض قبل ان يسمعك مباشرة من هم معك في نفس القاعة. وانك لتقف امام التلفاز فيراك من هم على الطرف الاخر من سطح الارض، وقد لا يراك بوضوح من هو غير بعيد منك على بعد عشرات الامثار… وانك لتتناول طعام افطارك صباحاً في بغداد ونستطيع ان تأخذ طعام الغذاء في لندن والعشاء في نيويورك او طوكيو… وانك لتستطيع ان تطلب اية بضاعة او ترسلها من والى اية بقعة في العالم فتصل في وقت قياسي.
فلم تعد المسافات تشكل عامل خوف وازعاج، وعلى العكس ان التقدم في هذا العصر مدين في وسائل النقل والمواصلات وعليها ترتكز اسس التطور الحضاري: الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وحتى البايولوجي… وادت تمازج الانسانية بخيرها وشرها فأدت الى الغاء الفوارق بين سكان هذا الكوكب الارضي وادت الى المشاركة الانسانية وتضامنها بكافة اوجهها.

ديمقراطية المعرفة
العلم والمعرفة لا تأتي من مصدر واحد في الطبيعة ولا من فئة وانسان معين، لان هذا مناقض لقواعد المنطق ودلائل التاريخ وسنن الطبيعة وقوانينها، فليست هناك قوانين طبيعية تجعل التقدم العلمي والتقني يقتصر على فئة دون اخرى ولا على امة دون اخرى. لان في هذا ضياع للحقيقة ودعوة لوضع حدود طبقية جامدة غير متفاعلة، واتجاه ضد مبدء الديمقراطية والمشاركة الشعبية.
فالديمقراطية والمشاركة الشعبية هي التي ينظر اليها صعوداً من القاعدة على انها مشاركة الجماهير في اتخاذ ومناقشة وتنفيذ القرارات التي تعينهم، والمشاركة الشعبية هي العنصر الذي لا يمكن الاستغناء عنه في العملية الديمقراطية التي تستهدف حشد طاقات المجتمع وتوجيها نحو عملية التطور والتنمية.
فالديمقراطية والمشاركة الشعبية هي المبدأ الاساسي الذي يعمل على ربط الاهتمامات المختلفة داخل اطار من الوحدة الفعالة وهو كذلك مبدأ من قوانين البيئة الطبيعة. وبواسطتها يتم اكتشاف طرق التعاون التي تؤدي الى اقصى مصلحة ومنفعة للجميع.
وجماهير الشعب لديها المعرفة والفهم بلغة العلم ويتقبلون قواعد المعنى، حتى انهم يستطيعون من ناحية المبدأ، كالخبراء، ان يختبروا صحة ما يقبلون على انه حقيقة علمية. وينتج عن هذا نظرة جديدة للمجتمع الديمقراطي الا انه على اساس انه مجموعة من الافراد يعيشون على ادنى مستوى من الاشتراك ولكن على اساس انه مجتمع يتضمن مجتمعات من البحث والفهم، كل منها مفتوح لجميع ممن لديهم الذكاء والقابلية لقبول النظام الذي تتحدد على اساسه المعرفة… وهنا يمكن اسهام الديمقراطية والمشاركة الشعبية في خلق مجتمع متطور مفتوح من رجال متساوي دون تضحية بالتمييز العقلي او القدرة المتخصصة.
فالعلم والمعرفة هما قبل كل شيء نتاج الملاحظة الانسانية والخبرة والتفاعل مع الحياة وظواهر البيئة، وما المعرفة الا وليدة المعاناة والملاحظة والتشخيص المستمر، والتفاعل التراكمي عبر التاريخ والحاضر… فالعامل والفلاح وساكن الجبال والسهول والمراعي وكذلك الذي اتخذ من الاهوار مستقراً لحياته وعمله، كل هؤلاء هم مثقفون وخبراء بيئتهم ومشاكلهم ومعاناتهم ومظاهر التفاعل مع هذه البيئة وهم يحملون معهم جوانباً من الحقيقة العلمية للمجتمع الذي يعيشون فيه.





#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخامة دولة السيد رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي المحترم - ...
- الحمى الصفراء Yellow Fever او القيء الاسود(( الحمى التي هزمت ...
- الأمراض الإنتقالية ( الوبائية والمتوطنة ) Endemics & Epidemi ...
- النظام الداخلي لمنظمة المتطوعين الإنسانييه للسلام الأخضر ونظ ...
- اولا-: تداول الاسلحه والمساعده الانسانيه والقانون الدولي الا ...
- الأمراض الإنتقالية ( الوبائية والمتوطنة )Communicable diseas ...
- هل نحن مقبلون على كارثه بيئيه ؟؟ !! (( بحث منشور سنة 2004 في ...
- صوره من صور ظلم الشيعه في العراق .. وصور من ادب الاحتجاج وال ...
- هذه صوره من صور معاناتنا في العهد الدكتاتوري المنقرض والاسلو ...
- حرية الاختيار للمرأه والاجهاض
- فلسفة الديمقراطيه ____ والحملات الانتخابيه
- مبادىء اوليه عن الاسعاف الاولي (من كتاب للمؤلف )
- علماء (الاوفيز) ومنظمات ( الاوفيز )
- المؤشرات التي توضح معالم الطريق للعمل البيئي
- حمى الوادي المتصدع Rift Vally fever
- Mal aria الملاريا والهواء الفاسد
- حرمان المرأه من حقها في الاختيار---- ينتج جيلا- مشوها- عنيفا ...
- {البيئه ----- والعنف -----والبيئه الاجتماعيه
- حقوق الانسان --- هل وجدنا الطريق اليها
- انّا لله واليه ترجع الامور ........... صرخة مهجّ ر


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي ناصر سعيد الباقر - طرق الحياة يدفعنا بها القدر