|
النظام السوري يستمر في انتهاك حقوق الإنسان...سجن صيدنايا مثالاً آخر!
نصر حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مرةً أخرى يتمادى النظام السوري في استمرار ارتكاب جرائمه المشينة بحق الأحرار سجناء الرأي في صيدنايا, مضيفاً إلى سجله الأسود المشؤوم الذي خطه بدماء الأبرياء في سوح جرائمه المتعددة , من حماه إلى تدمر إلى صيدنايا, مرتكباً مزيداً من التصرفات والمواقف المشينة غير المسؤولة والمستهترة بقيمة المواطنة وحق الحياة وكرامة المواطنين ,ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية ,منتهكاً بإصرار أدنى شروط شرعة حقوق الإنسان التي باتت مهددة بشكل خطير في سورية , معرضاً للخطرأسس الإستقرار الداخلي بممارسة العنف ضد السجناء الأبرياء وهم محاصرين في زنازينهم وفي ظروف غاية في السوء والإهمال واستهتار قيمة الإنسان التي نصت كل الشرائع والمواثيق والأعراف على حمايتها واحترامها حتى في ظروف استثنائية في حالات الحروب والاحتلال والصراعات .
فهل النظام السوري يريد إظهار عقيرته مرةً أخرى بفتح معركة ضد أسرى لاحول لهم ولاقوة في تكرار خسيس لجرائمه في سورية وخارجها ؟ وهل فخراً له أن " ينتصر " على سجناء محاصرين في حريتهم ورأيهم وحركتهم وفاقدي أدنى الحقوق الإنسانية , كتغطية لفشله في حماية الأمن الوطني والقومي وتركه سماء سورية وأرضها وشعبها ومصالحها عرضة لكل عابر سبيل ؟! أهو الجلاد نفسه الذي أدمن الجريمة وقتل الأبرياء وأهان الإنسان وجرده من آدميته ...يتمادي اليوم في ساديته بدون حسيب أو رقيب ؟! أم هو الغول الأمني اللقيط الذي أنتجه هذا النظام غير الشرعي وغير القانوني , فهو فاقداً كل القيم والمعايير والمشاعر والأحاسيس , ولاحياة له سوى بالرعب والوحشية التي تتكرر في السجن الكبير سورية ؟! ويسترسل الغول في طغيانه وغيه وسقوطه إلى القاع الوطني والإنساني والأخلاقي في خوض معاركه مع سجناء الرأي والحرية في الزنازين والمهاجع وهم مجردين من الحرية ومن الكرامة ومن أبسط وسائل الدفاع عن النفس ؟! الجلاد واضح ,وفعله مستمراً في غياب العدالة والقانون والمحاسبة ,وفي الاستمرار في تغطية جرائمه في سورية وخارجها ! بل المدهش مكافأته باستقباله بطلاً للسلام المنشود والاستقرار الموعود على أشلاء قيم وحقوق الإنسان ؟! أهي المشاركة في انتهاك الحقوق والطعن بالصميم لشرعة حقوق الإنسان الدولية التي تحمي الإنسان من الطغاة والجلادين والمنحرفين إنسانياً وأخلاقياً ؟! ماذا يريد النظام من الاصرار على ارتكاب جرائمه ضد الشعب السوري وبهذا الشكل المروع ؟! سؤال برسم المجتمع الدولي والعالم الحر ومنظمات حقوق الإنسان !.
إذ ليس خافياً على أحد ,أنه في سورية الأسد اختلت المعايير وانهارت القيم والأخلاق وانعدمت محددات الشعور بالمسؤولية لنظام فاسد فاشل ضعيف تهزه مصالحه الفردية ورياح إقليمية ودولية بكل الاتجاهات ويدفع ثمن هذا التخلخل المهين الشعب السوري حصاراً وفقراً وسجناً وقتلاً ! ويحرم المواطنين من أدنى حقوق البشر ودرجات الإحترام وصيغ القانون والقضاء , فالشعب السوري في ظروفه الحالية البائسة بظل هذا النظام الفاقد للشرعية والمسؤولية الوطنية أصبح معدوم من الحرية , معدوم من الحقوق السياسية , معدوم من الحقوق المدنية , وشدد الحصار عليه الآن بأن رهن النظام السوري حياة المواطن ليصبح مهدد بحياته حتى داخل السجن وهو في عهدة الدولة والقضاء كما هو مفترض ومتعارف عليه , وهذه سابقة خطيرة في انتهاك حقوق الإنسان لامثيل لها سوى في عرف النظام السوري الخارج عن القانون !.
ماحدث في سجن صيدنايا في الخامس من تموز 2008 هو جريمة دنيئة بحق سجناء عزل نيام مقيدين في المكان والزمان وفقدان الأمان , إنها الجريمة بعينها يتكرر وقعها من قبل نفس الجلاد الأمني الذي فقد انتماؤه وعقله وإنسانيته ويمارس عنفه بهمجية ضد الأبرياء والسجناء في إجراء غير إنساني وغير قانوني وغير وطني وغير أخلاقي ...إنه خيار يائس طائش أرعن... وبماذا نصفه بعد ؟! بعد أن استنفذ بانهياره دلالات الأشياء وأهان رمزية الانتماء وبات النظام رمزاً للخواء الإنساني والأخلاقي ! عندما يرتكب فعله الشنيع باستفزاز الأسرى وإهانة مقدساتهم وكرامتهم تمهيداً لفتح النار على السجناء في صيدنايا وارتكاب مجزرة بصمت وتعتيم ! ... مستمراً في ممارسة القمع السياسي ومنع نشاط المثقفين والطلاب وتجويع الشعب وملاحقة متصفحي النت وغلق نوافذ الحرية , وتطوير الخيار الأمني وتعميم القمع وإلغاء كل مظاهر حرية الرأي وكبت الحريات , مضيفاً إلى سجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان الصارخة , طقوساً جديدة في ارتكاب الجريمة بقتل السجناء في زنازينهم, الأمس في تدمر وحماه والقامشلي والجزيرة وحلب والساحل وريف دمشق وصيدنايا مجدداً اليوم ...!.هل هو حكم على الحياة والأحياء في سورية التي أصبحت سجون لاتعد ولاتحصى ؟ ! وهل هذا ثمناً ورسماً إجبارياً يدفعه الشعب ليبقى النظام المستبد مستمراً في غيه ومساوماته وفساده وجرائمه وإهانته الكرامة الإنسانية ودوره في سورية ومحيطها ؟!..
النظام السوري يتصرف مع الشعب على أنه " حيطه واطي " ويتيم لاسند ولاحول له ولاقوة ...يغريه ذلك في ممارسته هوايته الآثمة بارتكاب الجرائم والتمثيل بالأحياء في داخل السجون وخارجها ...ويدفعه إلى الوقاحة في إخراجها , أن جرائمه الحالية كسابقاتها ستمر دون محاسبة بل وحتى دون عتاب ودون ذكر من المجتمع الحر, ودون تبني فاعل مؤسسي قانوني من منظمات حقوق الإنسان ...فمالذي يمنعه من التمادي أكثر مع قناعته أن قيمة الإنسان في سورية تساوي الصفر ! والخطورة أن النسيان والصمت أصبح "نعمة " لدى البعض ... والتغطية ومساعدة النظام على البقاء هاجساً لدي البعض الآخر ...بينما يستمر عرض حي لفصول الجريمة ليل نهار!.
من تدمر إلى حماه إلى حلب إلى القامشلي إلى دمشق إلى صيدنايا مرةً أخرى اليوم ,إلى القادم من المآسي ....إلى شهداء وسجناء الحرية منذ عشرات السنين ..إلى عارف دليلة وسجناء ربيع دمشق وإعلان دمشق ...إلى ميشيل كيلو ...إلى فداء الحوراني ...إلى الطلبة والشباب ...إلى شهداء الخبز والحرية ...إلى شهداء صيدنايا ...إلى استقبال الرئيس السوري في باريس ملطخاً بالعار ودماء الأحرار ...تكبر كثيراً كرة النار ..!.
د.نصر حسن
#نصر_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرية بين الخاص والعام ..( طيبة فولتير وخبث السيطرة ).!
-
النظام السوري ...ممانعة على خطى السادات !.
-
هل يحقق - سلام الضعفاء- مالم تحققه - حروب الأقوياء -؟!.
-
النظام السوري بين سراب السلام ووهم المقاومة!
-
السلوك الإنساني وتحديات التتكنولوجيا......
-
انقلاب حزب الله ...مدخل طائفي إلى الدولة!
-
تعقيباً على السيد عبد الباري عطوان...
-
قمة في دمشق ..بمن حضر!.
-
قمة - المعلقات - في دمشق إلى أين ؟!.
-
شباط حماه ..وعبث الشياطين!
-
شباط حماه ...وعبث الشياطين
-
شيئ عن الحرية
-
سورية بين سقف وحضيض!.
-
رفعت أسد وحماه ... من المقابر إلى المعابر !.
-
محنة حماه شباط 1982 - 2008...يستمر الكابوس!.
-
علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا؟!.
-
علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(3-4)
-
ماذا يجري في غزة ياعرب؟!
-
علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(2-4)
-
اذهبي فيروز لدمشق وغني ...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|