|
الدكتورة نادية (( روح أنثى ملوكية )) ، تعقيباً على مقالة الكاتب الكبير الاستاذ ابراهيم علاء الدين ( تحية الى الدكتورة نادية استاذتي الشيوعية المصرية )
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:53
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ربما ، لاتتذكرون هواجس الاديبة الكبيرة حبيبتي غادة السمان ، وهي تقول تحت مظلة فقدان الذاكرة ، عبثاً أخدر وجع الروح ، بابرة ضوء الشمس في العروق ، عبثاً ترفع مياهي الاقليمية رايات النعاس ، ويصدح قلبي بنشيد النسيان ، وأنا أسد أذني بااصابعي وأحشوها بالرمل كي لاتحمل لي الرياح أصوات مايدور هناك ... كأنني لا أريد أن أنسى ، لكنني أزني مع النسيان من وقت الى آخر .. كأنني مصٌممة على الاستمرار في درب الحلم والدهشة ... هواجس تَذكرتها وانا أرى كلمات لمقالة جذبتني بدهشة وهي ، تَتَبخرُ بها ، وأستطيع من خلال هذه الهواجس ، وصف مقالة الكاتب والناقد الكبير إبراهيم علاء الدين ، بانها مساحة من مساحات الروح ، والتي تحمل عنوان ( تحية الى الدكتورة نادية استاذتي الشيوعية المصرية ) ، حقيقةً ، أنها المرة الاولى التي أجد فيها مخلوق في هذا الكون يشبهني يحمل تعابير باتت مدفونة بداخلي ، لكثرة ماقابلتُ من أناس أمتلكوا ، أرواح لرواية أسطورية الاجواء ، ملحمية الصياغة ، تتكاثف فيها الاحداث التي أكتسبت مع مرور الحياة وتجاربها مشاهد موت الروح والضمير ، تفاصيل مرعبة لعمليات قتل الارواح ، وكأن الخالق وضعها في حالة رعب كجزء من حالة الانتقام بالتعذيب النفسي قبل الانتقام بالقتل او الذبح ... ومن خلايا هذه الاحداث التي سردها لنا الكاتب عن هذه الشخصية ، والتي أتوٌجها ملكة من ملوك مدن الارواح ، لما تحمل من صفات ، تأخذ النفس ، الى حيرة غريبة عند تأملها ، هذه الاحداث هي مدهشة تستنطق مابدواخلنا ، من محاور الظل والضوء، وهما يتحركان في مسار الروح الزكية النقية ، ربما هي بسبب وجود جينات ، تحملها هذه السيدة الرائعة ، جينات كامنة تُنبع حوارات خفية تبوح بها عيونها وملامحها الشخصية ، ملامح تنطق ، بشيء ما ، أو أنها لن تنطق بأي شيء ، فرسومها أطلقت كلماتها ... هناك يااستاذي الكبير ( إبراهيم علاء الدين ) مصدر صريح لضوءكَ ، مغرم الدقائق والسويعات ، تحتفظ بها في جهة عالية ، هي الجهة اليسرى من جسدك ، جهة القلب ، عندما قرأت مقالتكَ ياسيدي ، عَلت الكلمات فيها بنورها الدافيء ، بنعومة ليضيء لي زاوية من أيامي ، مرمية بعبث فوق أزمان متحجرة .. مقالة أحتوت على وصف خفي يعكس العراء داخل نفوس اشباه البشر ، تدُخلنا في ثقب من غيمة صيف ، يتسلل منها بصيص ضوء خافت باهت يَمر بهدوء فوق أجسادنا التي أغرقتها الذنوب والخطايا ... سيدي شَكلتَ جملاً ، قَدَمتَ من خلالها ، رياح تهب علينا بقوة ، ووضعتها بجدارة في مصاف أرواحنا ، تعكس وَلعكَ برسم هذه الروح ( روح أنثى ملوكية ) ، سيدة نبيلة حاملة رسالة ، وأمرأة ملامحها تقرا رسالة بجوار أجساد بعضها أستنشقت عبير رسالتها وآخرون خنقَهم عطر عبيرها ، أما المتبقين منهم فقد قتلهم هذا العطر ، لقطات وأحداث لاتضم سوى شخصين ، لكنها في الحقيقة تميزت بالاصالة الصورية التي تأخذنا الى تصورات عن جميع المخلوقين ...غير أنك سيدي لم تنهي الابعاد عند ملامح هذه الملوكية ورسائل عينيها وشفتيها الغامضة ، بل تفجر لنا دراما مدهشة في ذلك الحب اللالهي ، الكبير والغريب ، الذي ينبثق بقوة في عتمة الواقع ، والذي أحتل روحها ، أستطعت سيدي أن تحرك وتنطق الذكريات المندثرة في خوالجكَ ، لتمنحنا شعوراً يسير في أروقتنا ، أنها سيدي أغلى أنواع المشاعر وأعلاها ، تشتعل بذرة علاقة خاصة وغريبة توازيها نيران ملتهبة لو كان غيركَ من الرجال قد أخذ مكانكَ ، إنها أحداث إيروتيكية من غير أجساد ، ولا حتى كلام أجساد ، ربما من يقرا هذه الاحداث والذكريات سيتهمُها بالسذاجة ، وربما يقول أنها فقط سرد للاثارة ، وأشاعة الحيرة في نفوس العشاق ( عشاق زمن المصالح واللعب على كل الحبال ) ... أقولها لكم أيها القراء ، اذا كانت هذه أقاويلكم صحيحة ، فإننا سنقف أزاء زمن طويل من الحب المزيف المغشوش ، عالم حافل متعدد الأبعاد ، وليست مجرد أقاويل وليست مجرد آراء ، وليست مجرد طريق ، وأنما هي حياة ... والحياة بدون حب نقي طاهر يبدأ بالوطن وينتهي بترابهُ لا أظنها حياة ، فأنا أشبهها بمخلوقات تسير على أربع .... وكما بدأتُ بحبيبتي غادة السمان ، انتهي بهواجس في قارب الرحيل من على سفر كلماتها ، التي تقول ( ولأني شربت من بئر لبنان مياه الصحو الموجع ، لأني أنصت الى حكايا القاع والاسرار ، أخترقتني صرخة الماء ، ولم يعد ثمة ماينسيني نشيد الخصب الذي تعلمتهُ هناك ) ... أقف إجلالاً وأنحني تقديراً لكي ياملاك من عالم الارواح الدكتورة ( نادية ) .... ولكَ ياأستاذي الكاتب الكبير ( ابراهيم علاء الدين ) سلال من زهور الليلك ، ودمت بألق دائم ...
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تَصفيات بوجوه أخرى
-
- مفاهيم خفية- مع أوضد ؟؟
-
البطالة والفقر والتنمية الاجتماعية
-
الشر رديف الحياة
-
على ذمة الراوي
-
مجرد أسماء ...
-
أمراة مفخخة بالحزن
-
رجل ميت ...
-
الغموض النووي
-
غٌل القيود ، لبئر النساء في جدران الظلام ..
-
مرآة الوهم وأزمة الانسان واغترابهُ....
-
من قصص الشعوب ....أسطورة أسلحة الدمار الشامل
-
فحمُ كلمات ... زبانيتها إعلاميون
-
دراما الحياة ... نساء بين مبخرة ومجمرة الإسلام
-
ثوب ماكان ليستر ملامحها الشاحبة
-
الاديان و السياسة
-
كسرة من خبز عفن تشم رائحتها من عذابات الجوع الابدي
-
أدب بلون القلوب ...
-
وكان من الذكريات مايثقل الجفنين
-
عيون ترقب الموت ....
المزيد.....
-
-حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان
...
-
أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال
...
-
شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
-
أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
-
كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
-
غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ
...
-
حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
-
منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات)
...
-
المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر
...
-
البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان
المزيد.....
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
-
فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو
...
/ طلال الربيعي
المزيد.....
|