حسام يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:52
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هناك توجه عام ظهر و ينمو و يتفعل يوما بعد يوم فى بلادنا ونرى اثاره و فعالياته واضحة تزداد وضوحا وتواترا .
توجه التربح باى شكل و على حساب اى احد
وكلما كان التربح اكبر و الخصم اضعف كلما توحش اصحاب ذلك التوجه وازادوا سطوة وقسوة
ولهذا نشهد احداث قاسية بحق الكادحين و سكان العشوائيات و الفلاحين
أحداث طرد ونزع ملكية وفى أفضل الأحوال تعويض هذيل ولصالح المنتفعين من مستثمرين مصريين كانوا او اجانب
انها عمليات بلطجة حقيقية بحق الضعفاء و المستضعفين ممن يعتقد انه بسطوته المالية و السلطوية يستطيع طحن الضعفاء بكل سهولة و يسر
وهنا نجدنا امام اسوا انواع السلطة و الرأسمال
سلطة ورأسمال مستغل ومتوحش ولا اخلاقى
ذلك الراسمال ليس باى حال الا تطفلى و لا انتاجى و لا تنموى ولا يمت بصلة للراسمال الوطنى الانتاجى على نموذج طلعت حرب مثلا
نحن نؤيد وندعم الراسمال الوطنى الانتاجى البناء ونرى انه السبيل للتنمية شعبيا و اداريا ولكن شتان بين الراسمال الوطنى المنتج وبين ذلك الراسمال الطفيلى الهامشى السلبى الهدام
وهنا كان لابد ان يكون لنا تحرك وانحياز واضح ضد تلك الهجمة الجشعة على البسطاء الكادحين فى كل مكان ببلادنا الحبيبة الغالية مصر العظيمة بشعبها الصابر المكافح والذى فاض به الكيل تحت وطئه الاستغلال و القهر اللامحدود و اللا منظور له توقف أو تخفيف وطئه
اذن اصبحنا امام تبلور واضح واستقطاب الى معسكرين اساسيين معسكر الراسمال المستغل الطفيلى المتوحش و معسكر الكادحين الواقعين تحت الاستغلال
لا نتجاهل وجود تنويعات هنا وهناك ونماذج مختلفة و تفاعلات فى كل التيارات ولكننا هنا نبلور العام الرئيس
طبقة راسمال مستغل تطحن و تستلب حقوق طبقة الكادحين مستخدمة سطوتها المالية و السلطوية لاقصى مدى و مستخدمة وضاغطة بمالها وسلطتها على جهاز الدولة لاستخدامه كاداة لتدعيم و تنفيذ رغباتها
الدولة اذن ليست العدو ولكنها اداة فى يد الخصم و الخصم هو الاستغلال و الجشع و اللااخلاقية لطبقة الراسمال الطفيلى
واستكمالا للتحليل الطبقى الاجتماع اقتصادى نلمح الطبقة الوسطى من متعلمين و تكنوقراط مضغوطين نحو التهميش و يلتحمون مع الكادحين ومن هنا كان لزاما ان تتبلور حركتهم و تستغل قدراتهم لتحقيق توازن فى الصراع
نحن هم هؤلاء وها نحن ننضم للكادحين ونزودهم بسلاح هام فى الصراع هو سلاح العلم و التنظيم
ان تبلور دور الطبقة الوسطى ووعيها بذاتها و بوحدة مصيرها مع الطبقات الكادحة هو بداية هامة للتحرر من الاستغلال و عدل ميزان القوى وتحقيق العدل الاجتماعى و التنمية الوطنية لصالح الغالب من المواطنين
وعى الكادحين ايضا باصل المشكلة سينمى وحدتهم و قوتهم و يركزها لتدخل الصراع
اذن ان وعى الطبقة الوسطى و متعلميها و تقنييها سيبلورون وعى الكادحين ايضا ويدخل الجميع بقوتهم الذاتية ساحة الصراع و يتحقق بالتالى توازن العدل و تتحصل الحقوق ينضم لتلك القوى الراسمال الوطنى المنتج والذى يعانى التهميش ايضا و التضييق
تلك القوى متحدة هى الامل و ماكينة السير على طريق المستقبل الافضل لنا جميعا
الكادحين و الطبقة الوسطى و الراسمال الوطنى
ان العدل الاجتماعى ليس منحة وليس مطلب اخلاقى مثالى وانما نتاج لتوازنات قوى
كان لابد من تلك المقدمة لفهم القضية التى نبروزها هنا وهى قضية تطوير العشوائيات
يظهر بكل مكان بمصر حاليا احداث لطرد ونزع ملكية كادحين من ممتلكاتهم ولصالح المستثمرين و كبار الملاك مستخدمين سطوة الدولة
فى شمال امبابة فى قرصاية فى ماسبيرو فى كفر العلو وفى ابو رجيلة وفى الريف يطرد الفلاحون من اراضيهم فى كمشيش و سراندو و عزبة البارودى و فى كل مكان
حال يدمى القلب و يدمع العين لفئات مقهورة بسيطة تئن تحت العوز و الضعف و لا يحميها شئ من القهر و الاستلاب المسلح بكل اسلحة السطوة وبلا رحمة ينتزع اخر لقمة فى ايدى الاطفال و النساء و الشيوخ ويطحن عظامهم الهشة اصلا لكى يصيغها ربح وربح وربح من جديد
ربح لا يحتاجه ولن يزيده كثيرا ورغما عن هذا نجده يتوحش لانتزاعه رغم علمه انه يعنى طحن البسطاء و نزع اسس حياتهم ويهدد وصحتهم ووجودهم ذاته
فاى جشع ولا اخلاقية افظع من هذا
ينتزع السادة المتربحون املاك البسطاء ويدعون انهم يقومون بمشاريع تنمية وتطوير وهى بحقيقتها مشاريع تطفل و هدم وسلب وتدمير اجتماعى ثقافى اقتصادى
هنا جاء دورنا لنميز وبوضوح بين التطوير ضد الشعب و التنمية لصالح الشعب
ونقترح حلا استراتيجيا للقضية
نعى ان المناطق العشوائية تشكل مشكلة واجبة الحل و الحل هو بالتطوير العمرانى و لكننا نختلف فقط مع تحقيق ذلك التطوير لصالح فئات على حساب البسطاء فيصبح التطوير مشروع تربح بدلا من ان يكون مشروع تنمية وطنى
من هنا نقترح حل يحفظ الحقوق الشعبية و يحفظ التطوير لصالح المواطنين و الوطن ومع توازن لصالح مصالح المستثمرين و لا يلقى باى اعباء على جهاز الدولة
وهو الاتى
فى المشاريع التطويرية للعشوائيات و خلافه يتم تقسيم المشروع لجزئين احدهما لصالح سكان المنطقة و الاخر للمستثمرين او المنفعة العامة وحيث يضمن السكان تطوير لصالحهم فى نفس منطقتهم التى يرتبطون بها عاطفيا و عمليا و ترتبط بها اعمالهم ويمول ذلك التطوير لصالح السكان من جزء من ارباح المستثمر من المشروع الذى يقيمه على باقى الارض
هنا حقق المستثمر ربحه و حقق المواطنون تطوير لمنطقتهم و لم تدخل الدولة كاداة قهر تسبب لها عداء شعبى و حركات تمرد سافر
اذن تحقق السلام الاجتماعى و المصلحة للجميع
اذن ايها المستثمر انت لن تستطيع ان تربح كل الاموال كل الوقت فالشعب يغلى ولن يكون بمصلحتك غدا ان ينقلب عليك تماما وينتزع كل ما لك
لتكن اذكى من وعيك القصير النظر للربح السريع الفاحش وقدم جزء لن يضيرك من الربح لياكل الاخرين بجوارك و ينموا حياتهم ولنعيش معا فى ود من جديد
هو حل بسيط و ممكن فورا و لاصدامى يحفظ حقوق الكادحين ويحقق الربح الامن للمستثمرين واستغلال قدرات الطبقة الوسطى و يحقق امن الدولة
ونحن كتكنوقراط مستعدين وجاهزين بالدعم الفنى من دراسات و تصميمات عمرانية و معمارية
دعونا نضع ايدينا معا معارضة وحكومة وكادحين و مستثمرين ونقدم نموذج للتضامن الوطنى
ان مشروع عالى الكثافة من وحدات سكنية جيدة الدراسة و التصميم يضمن تركيز السكان بشكل حضارى فى جزء من الارض و اتاحة البقية للاستثمار ما يجعل مشروع التطوير لصالح السكان مكتفى ذاتيا من جزء من ربح وعائد الاستثمار تلك الطريقة لتخطيط مناطق عالية الكثافة بشكل حضارى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية فى اوروبا و كرغبة بالتعمير بعد الدمار الذى حاق بمدن اوروبا فظهرت دراسات و نفذت مشاريع على اعلى مستوى واخص بالذكر اعمال المعمارى الفرنسى لوكوربزييه ومنها عمارة مارسيليا التى تعد نموذجا فى هذا المجال وكذلك مشروعه لتخطيط مدينة الجزائر
لقد قدم لوكوربوزييه مشاريع عالية الفنية و الكفائة تقدم اسكان عالى الكثافة ولكنه صحى و جميل و مكتمل الخدمات
نحن و كمعماريين ومخططين معاصرين نقدم حلولا اعلى حتى من تلك التى قدمها جيل مابعد الحرب العالمية وبحكم التطور الكبير الذى حدث منذ تلك الايام
اذن نحن نضمن مشاريع تطور فعالة و ممكنة و عالية الكفائة ومنخفضة التكاليف ولصالح السكان
و ساتناول استكمالا لهذا الطرح أمثلة حالية لمناطق تطوير عمرانى منها منطقة ماسبيرو و منطقة عرب أبو رجيلة
#حسام_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟