جمال كريم
الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:09
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
يمر العراق اليوم بتجربة سياسية جديدة على مختلف المستويات ، هذه التجربة تمهد الطريق واسعا لاقامة وترسيخ النظام الديمقراطي الذي يشرك جميع مكونات الشعب العراقي بالعملية السياسية وفق مرجعية دستورية تكقل حق وحرية كل الكيانات والتيارات ، المؤتلفة بقائمة انتخابية ،او تلك التي تخوض الانتخابات منفردة ،مراهنة على رصيدها الشعبي ، لتشارك في عملية تداول السلطة السلمي ،على اساس مبدأ التنافس والصراع الطبيعيين في اطار المفهوم الديمقراطي .
ان التحولات الجارية في البلاد تتطلب اشاعة ثقافات متعددة بين شرائح المجتمع العراقي ، كثقافة الحوار والدستور والانتخابات والديمقراطية ،فضلا عن ثقافة مؤسسات المجتمع المدني ، وثقافة تشكيل الاحزاب ، كل تلك الثقافات ضرورية وهامة في دعم مسيرة النظام الديمقراطي وبخاصة في المرحلة القادمة التي ستهيىء للانتخابات المقبلة ، ليس ثمة من حكمة في تكاثر الاحزاب على الساحة السياسية العراقية ، دون تبني تلك الثقافات ، وليس ثمة من مبرر في تناسلها وتكاثرها ،دون ان يكون لها اساس وطني راسخ وفاعل في العملية السياسية ، بل تصبح عبئا ثقيلا على كاهل التجربة العراقية برمتها ، اذا ما سعت الى الفئوية والمصالحية النفعية الخاصة ، على حساب آمال وتطلعات الشعب .
لقد اعلن خلال الشهر الماضي عن تشكيل ثلاثة احزاب جديدة ، فالنائب المستقل وائل عبد اللطيف اطلق ما اسماه بــ"حزب الدولة " ،مشيرا الى مشاركة شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية في تشكيله السياسي الجديد ،مؤكدا انه سيسعى الى بناء مؤسسات الدولة من خلال اعتماده على الكفاءات ، بطبيعة الحال ، كما تصرح الاحزاب الاخرى ، انه سيتبنى الفكر الديمقراطي ، معززا وجوده بشخصيات ليبرالية ، ولم يمض يوم او يومان ، حتى اعلن المتحدث باسم نائب رئيس الوزراء المستقيل سلام الزوبعي انه سيعلن عن عن تشكيل حركة سياسية ، وهذه الحركة ستضم في تشكيلها رجال الاعمال وشيوخ العشائر ، النائب طه اللهيبي عن جبهة التوافق هو الاخر كشف انه سيعلن رسميا في وقت قريب عن تشكيل كيان سياسي جديد باسم التجمع الديمقراطي الوطني ، اذن تم الاعلان عن تشكيل ثلاثة احزاب خلال الشهر الجاري ، لتضاف الى قائمة العشرات من الحركات والاحزاب والتيارات السياسية العراقية ، وربما القائمة ستطول في قادم الشهور قبل الانتخابات العامة في البلاد ، نحن ، هنا ، لسنا ضد هذه الظاهرة ، بل العكس ، ندعو الى التعددية داخل البيت السياسي العراقي ، شريطة ان تكون فاعلة ومؤثرة بماهو ايجابي وداعم للتجربة العراقية الجديدة ، كما لن يعارض احد الاعلان عن اي تشكيل سياسي جديد اذا كان منطلقه وطنيا ، وجادا في بناء مؤسسات الدولة على اسس ديمقراطية ودستورية ، ولا خلاف اذا تعددت الاصوات واختلفت في الراي وتباينت في الاداء، ولا خلاف ايضا اذا ضم اي تشكيل سياسي جديد في تنظيماته ، ديمقراطيين ، وليبراليين ، وتكنوقراط ، ورجال اعمال ،او شيوخ عشائر ، ورجال دين ، اقول لاخلاف ،اذا كان كل ذلك في النهاية يلتقي عند مصالح الوطن العليا .
#جمال_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟