أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال كريم - الاتفاقية الامنية وهل ما خفي ليس باعظم ؟!














المزيد.....

الاتفاقية الامنية وهل ما خفي ليس باعظم ؟!


جمال كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قبل ايام عدة تناولت في مقال ما آلت اليه الاتفاقية طويلة الامد بين الولايات المتحدة الاميركية والعراق ، واشرت ان هناك غموضا وكتمانا يلفانها ، عدا ما يشاع وما ينفي عن وجود اسرار خفية عنها ، لايعلمها الا الله والراسخون في فنون والاعيب السياسة ، فلا بعض المسؤولين ولاالمواطنين بشكل عام يعرفون شيئا عن مضمونها واهدافها ، ثم هل هي اتفاقية تنحصر بالجانب الامني فحسب ؟ ام تتعدى ذلك الى جوانب السياسة والاقتصاد والثقافة ؟ ، هذه التساؤلات واخرى مازالت بحاجة الى اجابات وافية وصريحة ، وظلت التصريحات من قبل المفاوضين من كلا الطرفين تتسم بالعمومية والضبابية ، ولن اغالي اذا قلت : ان حتى بعض الشخصيات السياسية والثقافية والدينية لم تطلع على بنود وفقرات الاتفاقية ، بالرغم انها ما زالت تعلن رفضها القاطع لهذه الاتفاقية ، بدعوى انها تمس السيادة الوطنية ، فضلا عن كونها تسهل للاميركان بناء قواعد عسكرية غير معروف مداها الزمني على ارض السواد التي ابتليت على مدى قرون ن متصلة بمحن ونوائب وكوارث وفدت اليها مع العثمانيين والالمان والانكليز والاميركان وغيرهم من الاقوام المحتلة ، ومن ثم جثمت عليها الانظمة العسكرتارية ،والشمولية ، الدكتاتورية ، هذا عدا الصراعات الداخلية بين ابنائها جريا وراء الهيمنة على السلطة السياسية والاستحواذ على بيت المال العام ، مما دعا المستئثرين بهما الى التجبر والقسوة والاستفراد المطلق بشؤون البلاد والعباد ، وتوالت الحروب والحرائق ، ليعم الخراب والموت والتقهقهر على كل مستويات الرقي والتقدم والتحضر .
التصريحات العامة والمتناقضة ، هما الابرز فيما تتناقله وسائل الاعلام حول الاتفاقية ، لتبقى "غامضة" ، و"ضبابية" ، وعسيرة الفهم لدى الغالبية العظمى ،من اوساط الشرائح الاجتماعية العراقية صاحبة الشأن الاهم في مثل هكذا قضية .
فقبل ايام قلائل على سبيل المثال، كشف النائب عن قائمة التحالف الكردستاني محمود عثمان ، أن وزير الخارجية هوشيار زيباري قال خلال حضوره جلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي ، أن الاتفاقية الأمنية مع أميركا "أمر لا بد منه"، وأن الأميركيين وافقوا على رفع الحصانة عن منتسبي الشركات الأمنية العاملة في العراق.
وتزامن هذا الكشف مع تصريح آخر لزيباري نقله تلفزيون الحرة – عراق ، من ان الاتفاقية وصلت الى نقطة محرجة ، وغير مثل هذه التصريحات كثير ، لكننا لو امعنا النظر في خطابها العمومي ، من مثل ،" أن الاتفاقية الأمنية مع أميركا "أمر لا بد منه"، وأن الأميركيين وافقوا على رفع الحصانة عن منتسبي الشركات الأمنية العاملة في العراق"، وتساءلنا ، مالذي يفهمه المواطن ، من "اللابد منه " ؟ او مثل العبارة القائلة – العبارة لعثمان - : ان "غالبية الكتل البرلمانية ناقشت موضوع الاتفاقية مع زيباري"، مشيرا إلى أن المناقشات ركزت على جملة مواضيع منها الحصانة، التي دعا البرلمانيون "إلى ضرورة أن تكون منسجمة مع القانون العراقي".
او قوله ايضا : أن البرلمانيين دعوا أيضا "لوضع حد للاعتقالات التي تنفذها القوات الأميركية بمجرد الشبهة، وأن لا يبقى لديهم سجون خاصة بالعراق".
ولايفوتني ان اذكر ، هنا ، ان معارضة الديمقراطيين في الكونغرس الاميركي ، قد قدمت الاسبوع الماضي، ممثلة بالنائبين بيل ديلاهنت عن ولاية ماساشوستس ، وروزا دي لور عن ولاية كونيتيكت ، مشروع قانون الى يدعو تأجيل التوقيع على الاتفاقية طويلة الامد بين الولايات المتحدة الاميركية والعراق الى ما بعد الانتخابات ، بمعنى عندما سيكون هناك رئيس جديد للبيت الابيض ، واعضاء كونغرس جدد ايضا ، ولم يكتف النائبان الديمقراطييان المعارضا ن بمشروعهما هذا ، بل وجها في السادس والعشرين من الشهر الماضي رسالة واضحة وصريحة الى رئيس مجلس النواب د.محمود المشهداني ، واستفسرا من خلالها عن التشريعات الدستورية العراقي الخاصة ، او المتعلقة بالتصديق على المعاهدات او الاتفاقات الدولية ، وهي تحدبد ما تتضمنه المادة "61" من الدستور العراقي الدائم .
بلا شك ان المفاوضات المكثفة الجارية الان هي امتداد لـ "اتفاق المبادئ" الذي وقعه رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جورج بوش، يوم 26 من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ويتمحور جوهره حول أسس التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة وليس في الجانب الامني كما تشير تصريحات بعض المعنيين بمسالة الاتفاقية ، واذا كان هذا التوقيع على هذا الاتفاق قد مضى عليه اكثر من ثمانية اشهر ، لماذا لم يكشف عن اسبابه واهدافه للراي العام العراقي لكي يكون مطلعا على مدونة بنوده وفقراته ، ولكي يكون لديه متسع من الوقت لقراءته ، قراءة واعية ومتأملة ، ومن ثم سيكون بامكانه ان يبدي حوله رايا موضوعيا ،وبطيبعة الحال هذا لن ياتي الامن خلال مزيد من المناقشات والحوارات والسجالات العلنية التي تنقلها مختلف وسائل الاعلام المتاحة الان في العراق ، الا ان كل هذا لم يحصل ، وتدور النقاشات الان تحت قبة مجلس النواب العراقي حول الاتفاقية المزمع توقيعها بين الجانبين قبل نهاية الشهر الجاري ، وما زالت الغالبية العظمى من ابناء السواد لاتفقه شيئا عنها سوى العموميات ، هذه الغالبية تتطلع الى معرفة ما يدور بين المفاوضين في قاعات وغرف الاجتماعات وما خلف الكوليس، كما تدعو المعنيين الاعلان عن بنود الاتفاقية ، وتتمنى ان يكون ماخفي ليس باعظم ! .








#جمال_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور-روي- ونوارس جسر الاحرار
- دور الفئات الدنيا في الثورات الشعبية
- صنعة الشعر لخورخي لويس بورخيس
- حياة شرارة سيرة حافلة بالعطاء الابداعي والانساني...
- عجز الكفاءت
- الديمقراطية والمساواة
- قبلة ابن خلدون البراغماتية ليست معيارا اخلاقيا !
- الفيدرالية : نشأتها ونظامها السياسي
- مأزق الدستور- نقد وتحليل 2/2
- دريدا عربيا ...قراءة التفكيك في الفكر النقدي العربي
- المهاجرون ثانية ..
- مأزق الدستور- نقد وتحليل 1-2
- أس البلاء
- د.محمد حسين الاعرجي في -مقالات في الشعر العربي المعاصر -رؤى ...
- الاصغاء وثقافة الحوار
- الكاتب والمفكر فلك الدين كاكه ي : فاضل العزاوي كان يميل الى ...
- الكاتب والمفكر فلك الدين كاكه ي : الموسيقى ستحمل المعنى الاخ ...
- الكاتب والمفكر السياسي فلك الدين كاكه ي:
- في -حامل الهوى-سرديات مشهدية تفضي الى تضاديات شرسة بين الذات ...
- لمحة في خصوصية المكان لدى الروائي فؤاد التكرلي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال كريم - الاتفاقية الامنية وهل ما خفي ليس باعظم ؟!