أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار














المزيد.....

المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يحلل شخصية المواطن العراقي و يكتشف فيها العديد من الصفات الخاصة من سرعة البديهية و الرد و الانفعال و الخشونة و حرارة الدم و التشدد في كلامه و افعاله، يرى الاخطاء الكبيرة الناتجة من الكلام و الافعال و الحوادث العرضية الصادرة عنه التي تؤدي في بعض الاحيان الى المآسي في حياته ، و ربما يقول البعض ان الشرق الاوسط بكامله يتميز بهذه الصفات و ياتي بالعوامل و الاسباب العلمية من التاريخ و جغرافية المنطقة و الظروف الجوية و المناخ و تراكمات و ابعاد و مؤثرات الثورات و المعارك و طرق نشر الافكار و العقائد بقوة السلاح الى غير ذلك من الاسباب الواقعية الحقيقية التي يمكن ان تكون صحيحا، الا ان التطرف الظاهر على تصرفات الفرد العراقي اكثر من اي انسان في اية بقعة من العالم اللهم الا المناطق التي نبعت منها الافكار و العقائد و الاديان المتطرفة و المتشددة و التي استندت على الوسائل العملية الحاسمة و الرافضة للمقابل اي كانت افكاره، و هذا ما يدعوا الى التامل و التعمق في بيان الاسباب الحقيقية . الا انني من خلال المناقشات و الحوارات المتعددة لي مع الكثيرين من اصحاب الثقافات المختلفة و منها العالمية تلمست ان الاسباب عديدة و متفرعة، منها تربوية و اجتماعية و سياسية بالاضافة الى الوضع الجغرافي و تاثيرات المناخ و الجو الثقافي و الاخلاقي للمحاور، و لكن اكتشفت بعد التمعن و التحليل ان العامل الحاسم في تحديد ثقافة المحاور هو العامل النفسي و الاقتصادي و السياسي و الفكري للفرد، و كما هو تاثيرات هذه العوامل على شخصية الفرد كأن يكون متحررا هادئا مثقفا بكل معنى الكلمة و هذه الاسباب هي التي تدع الفرد ان يكون منطويا منعزلا لااجتماعيا و مقيدا لا متحررا و من ان يكون عاطفيا لا عقلانيا، فالبيئة العائلية و المجتمع هو الذي يحدد الخطوة الاولى لتحديد صفات الانسان و ثقافته و طبيعته و امكانياته، و يظهر كل ذلك في المحاورة و المناقشة العلمية المتعددة الجوانب.
اما الاسباب السياسية التاريخية الحاسمة لتصرفات الفرد هي الاهم، عند قرائتنا للوضع السياسي للمجتمع الشرق الاوسطي نستنتج ان العالم العربي يعيش في حالة خاصة يعاني الكثير منذ امد طويل نتيجة التسلط السياسي و انعدام الحريات وتجلي النزعات الدكتاتورية المتسلطة عليه و انعدام التعددية و التعبير الحر عن الراي و حق الاختيار ، و المثقف في عالمنا يعيش في حالة من الانزواء نتيجة كل تلك الضغوطات السياسية الاقتصادية الاجتماعية و السلبيات المتعددة الاوجه من العاداة و التقاليد المسيطرة على الحياة السياسية و الشخصية له من قبل الانظمة المفروضة على رقاب الشعوب من دون ارادتها و عدم تعرٌفه على المفاهيم التي تساعد على حسن التصرف و التحاور الجميل كالديموقراطية و التعددية و حقوق الانسان و تقبل الاخر و الاحترام المتبادل، ان من كان ينقصه و فاقدا للمقومات الاساسية للحوار الثقافي الهاديء فكيف له ان يعطيه، ومن فقد الامان و السلام و الحرية فليس له ان يقبل لغيره ان يتنعم بها، و لذلك فلا نجاح لاي حوار ان لم يتكافأ الطرفان في الكثير من الجوانب و منها المستوى الثقافي و الاجتماعي و الاخلاقي و العلمي،و بشكل عام الخطاب العام المستقل الذي يعبر عن الراي العام يعيش حالة غير منطقية و ليس في ظرف ان يقوم بدوره الفعال في توجيه المواطن للحوار الثقافي المتكامل و هو ما يضرٌ بالسياسة العامة، و العقليات السائدة تعيش في ظرف لا تساعد في توسيع الارضية لبناء الصرح الثقافي و الارضية الواقعية لتعليم الحوار و تحديد و تنظيم اسلوب ثقافة الحوار.
من المهام الرئيسية للنخبة المثقفة و السياسيين الديموقراطيين المؤمنين بالتعددية و احترام و تقبل الاخر ان يعملوا على هذا المسار لبناء مجتمع هاديء سليم يحاول حل المشاكل و القضايا العويصة قبل السهلة بالحوارات المثمرة، و هنا لابد ان يتوفر الوسائل اللازمة للعائلة و المجتمع بشكل عام لتعليم الصغار قبل الكبار على اسلوب و ثقافة الحوار و استنتاج الحل الناجع للقضايا و المشاكل و المواضيع العالقة و المخالف عليها من خلال الحوارات المثمرة، و ثقافة الحوار من الاهداف الهامة للعراق ما بعد الدكتاتور و في ظل المجتمع الديموقراطي لنكون نموذجا ناجحا في المنطقة و هذا ما يحتاج الى مجموعة متعاونة و متناسقة من مؤسسات الدولة و المواطنين لوضع البرامج و المناهج العلمية السليمة لتعليم الجميع ثقافة الحوار و الكلام المنطقي و منها وزارات الثقافة و التربية و التعليم العالي و الصحافة و الاعلام الحرة و المثقفين النخبة الذين لهم خبرة عالمية في هذا المضمار و ما الى ذلك من تصرفات الكبار و الساسة و سلوكهم و نوعية حوارهم و مناقشاتهم و مدى ثقافتهم الخاصة للحوار و استنتاج الصح من حواراتهم دون التمسك براي الذات و الاصرار عليه حتى و ان كان مخطئا، و العمل على اساس الاقناع و الاقتناع و به يزول العديد من اسباب الوضع الماساوي الذي عاشه و يعيشه العراق و ابناءه، و الجميع على العلم ان الحوار يتطلب الخلفية الثقافية المليئة من كافة النواحي و الاختصاصات و معرفة الشيء الوافي من كل ما يتحاور بشانه ليتمكن المحاور من معرفة مضمون ما يتحاور به و من يحاوره و يستنتج الصالح ليكون في خدمته و خدمة المجتمع بشكل عام، و به لا تظهر المشاكل العرضية، و الثقافة العميقة تُهدا الاعصاب و تجعل المحاور يناقش عقلانيا بعيدا عن العاطفة و الفوضى و بشكل موضوعي و حيادي و يدافع عن ماهو الصح و ليس هناك خاسر و فائز في الحوار العام و انما المنتصر الدائم في الحوار الحقيقي هو الصالح العام و لذلك نستنتج ان من اولويات المهام الآني للوضع العراقي هو محاولة الجميع لنشر ثقافة الحوار و من اهم مهمٌات النخبة المثقفة العمل على ذلك قبل الاخرين.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين اليسار الكوردستاني في الوضع الراهن
- العراق و ثقافة الخوف
- الجوع يفتت وحدة الارض و يمزق اوصال الشعب
- من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
- رسالة الى المراة العراقية
- سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
- تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
- كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا
- دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية
- قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية
- اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
- هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
- الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
- المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي
- لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
- هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
- هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
- الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
- كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار