بم يفكر القتلة والساديون أعداء الشعوب الطامحة للإنعتاق والحرية، عندما يضعون قنبلة هنا وقنبلة هناك ، لقتل أب ينتظره أبنائه ، أو إمرأة عاملة تسعى وراء رزق عيالها أو شيخ هرم أضنكه العيش سنين عددا هي عمر الدكتاتورية التي رزحت على صور العراقيين منذ 41 عاما ، يوم جاء قطعان البعث وحرسهم الوحشي لقتل خيرة أبناء الشعب العراقي غدرا وغيلة ، أو لقتل طفل برئ يحمل كتبه وكراريسه بيده الصغيرة ؟؟ .
ولم يكفهم كل ذلك القتل والتدمير ، وظلت نفوسهم المريضة التي لا يستهويها إلا منظر الدماء وهي تسيل من أجساد العراقيين الطاهرة ، تمارس جرائمها التي فطرت عليها ، فراحوا يمارسون هوايتهم القديمة الجديدة في القتل والتخريب بحجة مقاومة سادتهم الأوائل اللذين جاؤوا بهم إلى السلطة في إنقلابهم الأسود يوم 8 شباط 1963 ، وهم أنفسهم من قال عنهم شاعرنا بحر العلوم :
أحزب البعث أم بعث العبيد بقايا الغرب في العهد الجديد
نعم هم أنفسهم قتلة الطيبين من عرب وكرد وتركمان وبقية العراقيين من أبناء شعبنا الطيب ، فهم من ضرب أحبتنا بغازاتهم السامه ، وهم من يتم أطفال شهداءنا في حروبهم العبثية القذرة ، وهم من دفن شيبنا وشبابنا وأطفالنا في مقابرهم الجماعية ، وهم من يشارك المجرمين المتخلفين عقليا من شراذم القاعدة عملياتهم القذرة ضد أبناء شعبنا بحجة ( المقاومة ) .
نقول لهم وبكل فخر : لن تستطيعوا إيقاف العراقيين عن بناء بلدهم والتمسك بحقوقهم في بناء مجتمع ديمقراطي .. فيدرالي .. حر .. موحد ، يسع كل العراقيين بدون النظر إلى قوميتهم ودينهم وإنتمائهم الطائفي ، عراق المحبة والخير والسعادة ، فكل ما فعلتموه من جرائم وتصفيات منذ 8 شباط 1963 لحد الآن لم يلن قناة شعبنا الصلبة ، ولم يؤثر في عزيمتة القوية ، بل وقف شامخا يطارد القتلة المرعوبين كالفئران ، ويخرجهم الواحد تلو الآخر من جحورهم من تحت الأرض ، ليقدمهم ل ( محكمة العصر ) طبقا لقوله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ، ولن يكون سوى البعث وحلفائهم من مجرمي القاعدة هم الخاسرون .
أما الشهداء من أبناء شعبنا فلهم الذكر الطيب ، والسيرة الحسنة ، وستظل ذكرى الشهيدين العزيزين ( ياسر عبود " أبو جمال " ) و ( شاكر جاسم عجيل " أبو فرات " ) ، حية في قلوب العراقيين الطيبين أجمع ، وللقتلة الخزي والعار .
* كاتب وصحفي عراقي / النمسا