أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربحان رمضان - عنما تضيق مساحة البحر














المزيد.....

عنما تضيق مساحة البحر


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدمت النادلة له فنجان قهوته المعهودة ، فهو زبون منذ زمن طويل ، وتعرفه النادلة منذ فترة طويلة ..
يفضل السكن في إجازاته التي يقضيها هنا في هذه البلدة البحرية الصغيرة في البيت الذي يعلو مقهاها الصيفي .. هذه المرة جاء معه ابنه ولذلك ونكاية به وبينما كان أخوها يراجع عناوين الصحف راحت تقبل شابا ً ُيعتقد أنه صديقها الجديد في حين أن أبوهما كان مشغولا ً في إعداد البتزا ، والمشروبات للزبائن ..
في اليوم التالي وبينما كان يتابع غياب الشمس وهي " تغطس " في مياه البحر لمح كاترين " تلك المرأة اللعوب " التي تعرف عليها ذات مرة في مقهى من الدرجة الخامسة على شاطئ البحر .
لمحها تمشي مع ابنتها التي أصبحت صبية حسناء ، ولمحته هي أيضا ً لكنها أشاحت عنه بنظرها إلى الفضاء اللانهائي المتصل مع البحر ..

صغر البحر بعينه ، وبدت له تلك القوارب السيارة في عباب البحر ألعاب طفل صغير ..

في مساء ذلك اليوم دعى ابنه إلى تناول الطعام في مطعم يطل على البحر من الجهة الغربية .. كانت هناك امرأة جميلة تدعوا المارّة إلى زيارة مطعمها ، وتذوّق مأكولاتها ، فرائحة الشواء تصل حتى مركز المدينة وهي وحدها كفيلة بدعوة الناس إلى الطعام ..
كان هناك ثلاثة أشخاص يشووا اللحم ، وفتاة تقدمه للزبائن المحشورين " برضاهم " بمواجهة البحر " ، وامرأة غجرية تغني وترحب بالضيوف فردا ً فردا على الطريقة الشرقية حتى أنها رحبت بضيفنا وبابنه وحيت الكرد وكردستان سيما بعد أن " فقسها" بمبلغ محترم وعرفـّها "خلال الفقسة" على شعبه ..
في اليوم التالي اســــتيقظ على أصوات النوارس والحساسين "بدلا ً عن صياح الديكة " ...
انسل من غرفته تاركا ً ابنه يكمل نومه الملائكي وســـــرى إلى الشـــــاطئ متمتما ً أذكار وآيات قرآنية حفظها مؤخرا ً ، اســـتهلها بالفاتحة ووهبها لوالدته التي ماتت قهرا ً عليه "عندما فر ّ بجلده من بين أهله وأحبابه وأقرانه " ، ثم كرر قراءتها ليهبها لجميع المؤمنين بالله وللمؤمنين بالسلام على كوكب الأرض ، أردفها بآية الكرسي والمعوذات وتسابيح و " جملة أدعية " ..
مشى مسرعا ً وتوجه إلى مرفأ المدينة الصغير الذي بني في زمن مضى لإستقبال القوارب الحربية ..
رأى في طريقه فتاتان جالستان القرفصاء ، وامرأة تربعت في جلستها تمارس رياضة اليوغا ، وأخرى توجهت إلى الشمس تنتظر منها أن تبزغ ، ورجل ثمانيني العمر يجلس على كرسي تحت مظلة شمسية ، في حضنه عكاز ، وفي يده هاتف خليوي .
وضع أمامه ميزانا ً وكتب على لافتة صغيرة بجانب الميزان : " بعشر سنت يمكنك معرفة كمية المأكولات التي تناولتها في مدينتنا الجميلة "
تابع مشيه ناقلا ً ناظريه بين البحر والشمس التي بدأت بالشروق ..
حاول صاحبنا وقدر الإمكان غض النظر كلما وقعت عيناه على منكر" جميل" حتى وصل إلى ماقبل نهاية المرفأ ، رأى شعر امرأة ينسدل على صخرة .. شعر امرأة أسود فاحم يشبه شعر أول امرأة أحب ، جثمت صاحبته على صخرة كبيرة وتعلقت عيناها بالسماء في ما يشبه صلاة ..
لم يستطع غض بصره .. توقف عن الذكر والدعاء ، نظر إليها نظرة تأمل ..
استدرك أنه يجب عليه ختم ماقرأ من آيات الله ، فردد بصوت مسموع : " صدق الله العظيم " وقعد بجوارها ..
تعلقت عيناه بالسماء .. لكن لم تعره اهتمام ..

في اليوم الرابع رأته يجاهد في غرز مظلته الشمسية في الرمال على الشاطئ ، اقتربت منه وكان معها طفلها الذي لم يعرف لماذا اختارت امه هذا المكان !!
غرزت بالقرب منه مظلتها ، وفرشت حصيرة صغيرة ، وأخرجت ألعاب الطفل من حقيبتها ..
تظاهرت بأنها مشغولة بطفلها الذي أفلت يده منها وركض نحو البحر ..
التفتت إلى الرجل وقالت :
هائج ..
البحر هائج هذا اليوم ، والشمس ملتهبة ..!! "
أصلحت من وضع "مايوه" سباحتها ..
هز رأسه ..
توجهت نحو البحر ..
ارتمت فيه .. ابتعدت حتى اختفت بين الأمواج ..
جلس ، ثم وقف ، ثم ارتمى على الأرض .

تراكضت نسوة ، تحلقـّن حوله ، وجدنه هامد بلا حراك .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن
- في آذار تضحك الدنيا .. إلا في بلدي ..!!
- كردي في بلد - قليل -
- نصيحتي إلى السيد الوزير
- تصريح أحمق ، سياسة خرقاء
- أصوليون يغتالوا امرأة ، علمانيون يعتقلوا نسوة ....!!
- تضامنا ً مع السيد سليمان يوسف يوسف
- مرايا السجن (7)
- في الذكرى التاسعة لرحيل المناضل أبو جنكيز ، أعترف بأني لم أف ...
- تدخل فظ في شؤون الجوار ، تضامنوا مع شعبنا من أجل وقف الحرب
- حول كتاب حي الأكراد في مدينة دمشق 3/3
- حي الأكراد في مدينة دمشق 2/3
- حول كتاب حي الأكراد في مدينة دمشق1/3
- أسباب الأزمة داخل فصائل اليسار الكردي في سوريا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربحان رمضان - عنما تضيق مساحة البحر