|
لمصلحة من هذه الافتراءات على الحزب الشيوعي العراقي ؟!
بهاء كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 138 - 2002 / 5 / 22 - 16:17
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يخيم خطر جدي على العراق، بشن حرب كاسحة جديدة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ستعرض وطننا الى مزيد من الدمار والخراب، وقد لا تبقي شيئاً عامراً فيه، وستسبب كوارث أخرى، فتفاقم الفواجع والماَسي التي يعيشها شعبنا العراقي تحت مطرقة الحصار الظالم وسندان النظام الديكتاتوري. وفي اَتون هذا الخطر المحدق تتجاذب القضية العراقية قوتان: الولايات المتحدة الامريكية من جهة، والنظام الحاكم من جهة اخرى، وكلاهما يشتركان ليس فقط في استمرار معاناة شعبنا، بل وفي العمل على تغييبه، وهو ما يطرح اعباء اضافية على عاتق قوى المعارضة الوطنية المعبرة حقا عن ارادة الشعب وطموحاته المشروعة. ومن بين تلك المهام وحدة الصفوف، والارتقاء الى مستوى التحديات، وصياغة البديل الملامس لمتطلبات الشعب العراقي بكافة قومياته واديانه وطوائفه. من هذا المنطلق عمل الحزب الشيوعي العراقي ويعمل، كما يلمس المتتبعون الموضوعيون، من اجل حشد الطاقات وتعبئة قوى المعارضة الوطنية المتواجدة على ارض الوطن والمتلمسة لهموم الناس وآلامهم. ودعا، طوال السنوات المنصرمة، الى صياغة التوجهات الملموسة على هذا الصعيد، وتنظيم النشاطات والفعاليات وايصال صوت شعبنا الى المجتمع الدولي، إلا أن النشاط المعبر عن تلك القوى الوطنية الفاعلة ظل، للاسف، دون مستوى الطموح، مما طال من امد معاناة شعبنا، ووفر الفرص للحكام الدكتاتوريين كي يواصلوا سياستهم الاستبدادية.واَخر مساعي الحزب في هذا المضمار، هو توقف لجنته المركزية، في اجتماعها الدوري المنعقد في اواسط نيسان/ أبريل الماضي، امام مستجدات الاوضاع السياسية ومهام المعارضة العراقية ومستلزمات توحيدها، فتوصلت الى عدد من الاستنتاجات الهامة تتعلق بسبل تفعيل دورها للتأثير على مسار الاحداث وما يرسم للوطن من آفاق وللشعب من مصير، ملاحظة بهذا الشأن مدى التأثير السلبي للتدخل المباشر الدولي - الامريكي بالذات - والاقليمي في عرقلة توجه المعارضة لبناء تحالفها وصياغة الشكل التنظيمي الصحيح لوحدة نشاطها، على اساس برنامج وطني - ديمقراطي يعبر عن استقلالية القرار الوطني العراقي. وارتباطا بذلك شدد الحزب الشيوعي العراقي على ضرورة ان توحد المعارضة الوطنية قواها من دون وصاية او هيمنة او رعاية مباشرة من اي جهة كانت، معتبراً أن هذا يمثل، من جهة، مصدر قوة لها ولدورها داخليا وخارجيا، وهو، من جهة اخرى، عامل تفعيل للاتجاهات السليمة لمعالجة القضية العراقية، مؤكداً بأنه سيتعامل بمرونة وانفتاح، وبشعور عال بالمسؤولية، مع ما تبذله قوى المعارضة الوطنية لتوحيد جهدها. كما سيسعى الى تأمين حضوره فكريا وسياسيا في الجهود التي تتعلق بمصير شعبنا وبلدنا. وضمن هذا السياق دعا الحزب مجدداً الى لقاء يجمع قوى المعارضة على ارض الوطن للبحث في الوسائل المناسبة بما يؤمن ليس فقط التفاعل على طريق تجاوز الخلافات الجانبية والثانوية فيما بينها، بل وتحديد الاليات العملية للارتقاء بمستواها واطلاق المبادرات وتنظيم الفعاليات المشتركة لابراز قضية شعبنا وكسب التأييد والتضامن الفاعل معها والسير قدما على طريق الخلاص من الدكتاتورية ونهجها المقيت، واقامة البديل الوطني- الديمقراطي المعبر عن تطلعات العراقيين جميعا. وبهذا يمكن صياغة الرؤية البديلة للنظام الدكتاتوري من جهة، وللولايات المتحدة واتباعها من جهة اخرى، وبهذا يمكن، أيضاً، تحقيق آمال شعبنا وتقريب يوم تحرره المنشود-بحسب إعتقاده حيال مواقفه الوطنية المسؤولة هذه ، تصاعدت الحملات الإرهابية للنظام الدكتاتوري الصدامي الفاشي، ولعمليات القمع الدموي والبطش البريري ضد الحزب الشيوعي العراقي وركائزه ومناضليه في عمق الوطن وأرجائه، مقرونة بحملة اعلامية منظمة لأبواق النظام في كل مكان، في الداخل والخارج، ضد الحزب وسياسته ومواقفه الوطنية، وبخاصة مساعيه المخلصة لتجميع الصف الوطني العراقي المعارض للدكتاتورية والتدخل الأجنبي، ضد الحرب والحصار الأقتصادي المفروض على الشعب العراقي. والمؤسف، في هذا الوقت بالذات، الذي يستلزم تكاتف كل قوى المعارضة العراقية، الحريصة على حاضر ومستقبل شعبنا، يجري نشر مقالات وتعليقات تفتقر الى الموضوعية والدقة، وتساعد في نشر بذور الاحتراب والإنشغال في مناوشات اعلامية تقود الى الفرقة، وتبعد هذه القوى عن هاجسها الأكبر ومهماتها الأساسية المتمثلة بإزاحة النظام الديكتاتوري. شخصياً، أتابع بإنتظام موقع " موسوعة النهرين" على الإنترنيت وتولد لديّ انطباع منذ الوهلة الاولى أنه أحد مواقع قوى المعارضة العراقية، وليس " بوقاً" من أبواق النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق وأزلامه في الخارج. ومن إعتقادي هذا كنت أنظر الى ما ينشره الموقع بين اَونة وأخرى من مساهمات تتضمن إفتراءات وإتهامات ضد الحزب الشيوعي العراقي، واعلل ذلك بأنه قد يكون مجرد " هفوة" تحصل سهواً، دون وعي وإدراك. إلا ان ما نشره الموقع،في 21/5/2002، للسيد حسن عباس تيسينلي، تحت عنوان:" من مخلفات الحزب الشيوعي العراقي صدام حسين و الطورانية" قد جعلني اعيد النظر في بعض تقييماتي للموقع، وتوصلت الى استنتاج، اتمنى أن يكون خاطئا ولو لمرة واحدة، بأن شتم أحد الاطراف الاساسية للمعارضة العراقية، وهنا بالتحديد الحزب الشيوعي العراقي، هو على ما يبدو ليس نتاج لحظة طارئة أو غفلة من السيد المحرر، بل هو بمثابة نهج قد يبدو ثابتا للموقع. ومع اتفاقي وما ورد من إشارات في "شروط النشر في موسوعة النهرين"، التي تنص على: " ان إدارة النهرين لا تنشر الا ما يصلها من مشاركات، ولهذا فهي غير مسؤولة عن كل ما ينشر فيه، والمنشور لا يعبر عن رأي او معتقدات إدارته "، وهي مبادئ عامة لا خلاف عليها، ولكن هل تسمح إدارة الموقع بإساءة استخدام هذه القواعد العامة لتنشر كل ما يصلها، مهما تضمن من إتهامات وإفتراءات وإساءات وتجريح،،وهي " ليست مسؤولة عنها"؟.. اليس من واجب السادة المسؤولين عن " موسوعة النهرين " الترويج لخطاب عقلاني يرتكن الى القواعد الصحيحة للحوار، من دون اعتماد سياسة الاتهامات والاقصاء والذبح على الهوية، وكيل الاتهامات الباطلة للقوى السياسية المناهضة للديكتاتورية ؟ ومن حق المواطن العراقي العادي، ناهيك عن الحزب الشيوعي ذاته الذي تعرض الى هذا الافتراء والتجريح، أن يتساءل : لخدمة من تم نشر الإتهامات التي كالها السيد التيسينلي جزافا ضد الحزب الشيوعي العراقي، والإفتراء عليه كـ " عميل للأجنبي" أو قام بذبح الاخرين. وطبيعي أن مثل هذه الإفتراءات ليست جديدة، بل نتساءل : لمصلحة من يحركها السيد المذكور، وهي التي كانت تهمة جاهزة لدى نوري السعيد وبهجة العطية، ومن بعدهما ناظم كزار وصدام حسين و أضرابهم ؟!! وإذا كانت إدارة الموقع تريد تبرير مثل هذا النشر بحجة " انفتاحها على الجميع " فإنني اعتقد أن مثل هذه السياسة خاطئة وتعبر عن عدم دراية باصول النشر التي تحمل الناشر مسؤولية النشر المتضمن الإساءة للآخرين، بل وتعرضه للمساءلة القانونية قبل الأخلاقية. ومن حق المتابع للموقع أن يتساءل : اليس هناك ثوابت ومعايير يرتكن اليها الموقع ؟ قد يقول قائل إن هذا السيد تيسينلي قد مارس حقه في النقد، ولكن يمكن الرد بسهولة على هذا الكلام بالقول أن هناك مساحة واضحة بين النقد وتجريح الاخرين. والحزب الشيوعي، ولمن يتابع صحافته ومجلته النظرية، يكتشف على الفور أن رفاقه ومناضليه وأصدقائه هم أول من يمارس حق النقد البناء تجاه الحزب والاخرين، ولم يتجاوزوا حدود النقد وأصوله وضوابطه، ويرتكنون الى الموضوعية والدقة، ويبتعدون عن نزعة الشتم واتهام الاخرين وتجريحهم. إن الحزب الشيوعي العراقي، رغم كل الافتراءات والتهم الباطلة، هو حزب وطني عراقي أصيل، وصاحب تأريخ نضالي عريق، قدم خلال مسيرته، منذ 68 عاماً، تضحيات غالية- الآلاف من كوادره وأعضائه وأصدقائه ومحبيه-في سبيل قضية شعبه ووطنه،على طريق الحرية والإستقلال والديمقراطية. وهو يعتبر، بإعتراف كثيرين، بما فيهم باحثون رصينون ومنصفون (راجع، على سبيل المثال: حنا بطاطو- العراق- الكتاب الثاني-الحزب الشيوعي العراقي) واحدا من أبرز مكونات المشهد السياسي العراقي بموزائيكه المتنوع، وهو حزب تحول نضاله الوطني الباسل الى جزء عضوي لا ينفصم من تأريخ شعبنا العراقي، و ستبقى رايته خفاقة خدمة لشعبه ووطنه، رغم كل الصعاب والتعقيدات. وكما كان طيلة تاريخه الطويل الصعب والمعقد، لن يبخل بتقديم المزيد من التضحيات حتى يتحرر شعبنا من ربقة الدكتاتورية، و يتكلل نضاله بالنصر وإقامة النظام الديمقراطي التعددي الفدرالي الموحد المنشود! ومن حقي كمتابع لموقع " موسوعة الرافدين" أن أجتهد واقول : لقد اخطأ الاخوة في ادارة الموقع في نشر مقال أراد صاحبه، ولو بشكل غير مباشر، أن يبرأ النظام الديكتاتوري من كل المصائب التي حلت بشعبنا طيلة ما يقارب من ثلاثة عقود ونصف. وبدلا من أن يقول كلمة صادقة بحق النظام وجرائمه، توصل السيد تيسينلي الى ما يلي حين قال إن " دور الحزب الشيوعي العراقي اللا مسؤول كبير فيما ال اليه العراق من خراب و دمار. و لعلنا لا نبالغ اذا قلنا بان الحزب كان له الدور الرئيسي في مصائب العراق" !!! .. الاستنتاج المستخلص من هذا الكلام هو من دون لف أو دوران : تبرئة نظام صدام حسين وزمرته من جرائم تدمير الوطن وخرابه، وكأن له دور ثانوي في هذه المصائب!! هكذا يبدو المجرم صدام حسين حملا وديعا، ورجلا طيبا، يقود نظامه وهو يلبس كفوفا بيضاء !! وأخيرا، أتطلع، عملا بحرية النشر، الى نشر هذا الرد في نفس المكان الذي نشر فيه مقال حسن عباس تيسينلي، وفي حالة عدم نشره من طرف الموقع سيكون ليّ الحق في نشره في مواقع أخرى. 22/5/2002 [email protected]
#بهاء_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
-
هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا
...
-
كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا
...
-
غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
-
مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر
...
-
عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات
...
-
أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو
...
-
ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة
...
-
البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب
...
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|