أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عباس الشيخلي - هل تستطيع المؤسسات الدينية الشيعية ترويض الشارع العراقي؟















المزيد.....

هل تستطيع المؤسسات الدينية الشيعية ترويض الشارع العراقي؟


عادل عباس الشيخلي

الحوار المتمدن-العدد: 723 - 2004 / 1 / 24 - 06:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحاول القوى السياسية الدينية الشيعية في العراق استغلال الشارع العراقي في الفترة الأخيرة بشكل  ملفت للنظر, املا  بان يتيح لها ذلك مجالا اكبر للمناورة السياسية, اوكورقة ضغط لتحقيق اهداف سياسية محددة في الوقت الحاضر,  اوبقاء الباب مفتوح امام مطالب اخرى في المستقبل. هناك مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها هي: كيف استطاعت الأحزاب الدينية وبالذات الشيعية, تحريك الشارع بهذه الفعالية؟... وهل ستبقى موجة الأحتجاجات ملتزمة بالأطرالديمقراطية المعروفة؟.. واي نسبة تشكل هذه الجماهير من مجموع الشعب العراقي؟

     

 ان الأجابة على هذه الأسئلة يعيدنا  الى فترة النظام الصدامي الذي دأب طيلة سنوات حكمه ودون كلل على قمع الأحزاب السياسية بكل اتجاهاتها واستعمل شتى الوسائل الأجرامية لسحقها.. ولم تكن الطائفة الشيعية ومؤسساتها الدينية بمنأى عن هذه الممارسات اللاانسانية بل نالت  القسط الأوفرمن البطش والتنكيل والقتل والأبادة الجماعية.. والمقابر الجماعية خير شاهد على ذلك كما لم تسلم بقية الطوائف والقوميات من القتل والأضطهاد والتعسف وسلب حقوقهم المدنية والسياسية والثقافية والأجتماعية,  لقد تمكن النظام السابق خلال سنوات حكمه ان يزرع الخوف في نفوس اغلبية العراقيين وان يجعل الشارع العراقي(عدا كردستان العراق) خاليا من اي تأثيرجاد  للأحزاب السياسية علمانية او دينية, وكرد فعل على هذه الممارسات  والشعور باليأس بقدرة الأحزاب السياسية المعارضة الموجودة في الخارج في تغيير النظام الدكتاتوري وتأثير التعتيم الأعلامي الصدامي وتدهور الحالة المعاشية لقطاعات واسعة من الشعب, اتجه الناس الى الدين يستغيثون به معاناتهم واضطهاد النظام لهم وانتشرت ظاهرة التدين في كل مرافق الحياة. واستمرت هذه الحالة حتى بعد مرور اكثر من ثمانية اشهر على اسقاط النظام الصدامي.

  

   لقد استطاعت القوى السياسية الدينية الشيعية تحريك الشارع بشكل جيد, مستغلة لتحقيق غرضها هذا, المشاعر الدينية لكثير من البسطاء من ابناء الطائفة الشيعية وحالة الفوضى وعدم الرضى لدى قطاعات واسعة من شعبنا نتيجة اخفاقات مجلس الحكم المؤقت في حل المشاكل اليومية للفرد العراقي. ان المظاهرات التي نراها اليوم ليست انعكاسا لروح الشارع العراقي كما تروج له المؤسسات الدينية الشيعية ومن ورائها, بل محاولة لترويضه بالشكل الذي ينسجم وأهدافها. كم انها تكشف عن نوايا مبيته...  تتمثل بالضغط على الأعضاء الأخرين في مجلس الحكم والأدارة الأمريكية المؤقتة للركوع امام مطاليبهم باعتبارها مطاليب الشعب العراقي كله وتمرير قرارات رجعية ومتخلفة مثل القرار المرقم 137 الصادر في 1/1/2004 الموقع من قبل الرئيس الدوري لمجلس الحكم في كانون الأول2003  السيد عبد العزيز الحكيم الذي الغي بموجبه قانون الأحوال الشخصية الذي صدر في اوائل الستينات من القرن الماضي.

  

   تسير القوى الدينية الشيعية بخطى حثيثة في تطبيق سياستها بجعل احكام الشريعة الأسلامية مصدر اساسي من مصادر التشريع ومراعاة المنهج الأسلامي وتعاليمه في الثقافة والأعلام والمناهج التربوية. وفي الأشهر الأخيرة عبرت عن هذا التوجه وبوضوح لايقبل الشك تصريحات عدة لكثير من السادة رجال الدين والمرجعيات الدينية مثل: المطالبة بإجراء انتخابات في اختيار لجنة كتابة الدستور وأعضاء مجلس الحكم الذي سيحل محل المجلس الحالي في نهاية شهر حزيران القادم... او رفض  ان تتولى سيدة عراقية  منصب القضاء بحجة ان الشرع لا يجيز ذلك... او رفض مبدأ حق الشعب الكردي في الاتحاد الاختياري من خلال الحكم الفيدرالي الا بعد استفتاء كل الشعب العراقي بانتخابات عامة.. او عزل العراقيين المغتربيين عن المساهمة في عملية الأنتخابات لغرض تقليص دورهم في العملية السياسية... او الأعتراض على مسودة قانون الجنسية الجديد فيما يخص تبني اللقطاء وقرار رقم 137 بإلغاء قانون الأحوال الشخصية وتطبيق الشريعة الإسلامية. بهذه السياسة الرجعية حاولت وتحاول المؤسسات الدينية الشيعية ترويض الشارع في بغداد والمحافظات الجنوبية.

 

   تحاول القوى السياسية الدينية استغلال حالة اللاقانون في العراق بتنظبم هذه المسيرات ودون ظوابط قانونية محددة وقد جرت التظاهرات لحد الأن ضمن الأطر الديمقراطية المسموح بها, ولكن لايعني التزام المتظاهرين لحد الأن بالأطر الديمقراطية  عدم امكانية حدوث مشاكل جدية داخل المسيرات نفسها  و ليس هناك اي شك في امكانية تحييد هذه المسيرات عن الأطار الديمقراطي من قبل فلول النظام السابق المندسة,  لتصبح مسيرات شغب قد تستعمل فيها الأسلحة النارية. ان هناك اطراف كثيرة تحاول ان تتصيد في الماء العكر وقد تعمل على خلق مجزرة بين صفوف المتظاهرين معتمدة على تصريحات لبعض المنتمين للمؤسسات الدينية الشيعية¸التي كررت مرارا بان هذه المؤسسات ستستعمل اساليب اخرى غير التظاهرات اذا لم تتحقق مطاليبها.

 

    ان الجماهير التي تجوب شوارع بغداد وبعض محافظات الجنوب بحجة تاييد مطاليب الأحزاب السياسية الدينية الشيعية لاتشكل الا نسبة أقل بكثير من نسبة الجماهير الأخرى التي لم تخرج الى الشارع لحد الأن والتي تطالب بالأنتخابات هي ايضا ولكن بعد ان تتهيء الظروف الموضوعية لأجرائها وبشكل سليم وعادل وباشراف دولي وبعد ان تعود الحياة لمؤسسات الدولة شبه المنهارة...  حتى وان أدى ذلك الى تأخير اعلان المجلس الأنتقالي بضعة اشهر   كما وتقبل بالفيدرالية باعتبارها الحل الأمثل للمشكلة القومية في العراق.

  من سياق التحليل السابق يتضح ان المؤسسة الدينية الشيعية سوف تستمر في استعمال ورقة الشارع العراقي وستحاول الأستفادة منها قدر الأمكان املا في تحقيق اكبر مساحة معينة من مطاليبها ولكن يجب ان لاننسى اننا نعيش ظروفا استثنائية في الوقت الحاضر وما التظاهر الا سلاح ذو حدين من شانه ان يلحق الضرر في الطرف الذي يتمادى في استعماله وعندها سيكون مصير العراق كله على كف عفريت كما يقول المثل.

 



#عادل_عباس_الشيخلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المرأة وتحررها .. قضية المجتمع المدني
- من اجل معالجة دقيقة لمسالة عودة الكفاءات الى العراق
- فصل الدين عن سياسة الدولة و العلمانية قضية ملحة في المشروع ا ...
- أراء فـــي المشاكل والتنميــةالزراعية في العراق
- الأحزاب السياسية في ظل النظام الديمقراطي - الجزء الاول والثا ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عباس الشيخلي - هل تستطيع المؤسسات الدينية الشيعية ترويض الشارع العراقي؟