أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي















المزيد.....

هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

بدأت تباشير النصر الذي توقعناه منذ 2003 تظهر اليوم. وبدأ العراق يدخل مرحلة النقاهة من جراء العملية الجراحية التي أُجريت له عام 2003، واستأصلت المرض الخبيث من جسمه وهو "سرطان الديكتاتورية" الذي حكم العراق ليس ثلاثين عاماً فقط، ولكن 14 قرناً، منذ بدأ حكم الأمويين في الشام. فقد مرت على العراق موجات إثر موجات، من الطغيان الأموي، والعباسي، والمغولي، والسلجوقي، والعثماني، ثم العربي مرة أخرى في العهد الهاشمي، والعهد البعثي.

-2-

فمنذ فجر التاسع من نيسان المجيد 2003، قرأنا – نحن الليبراليين- بوضوح صفحة العراق الجديد المشرقة بنور الحرية. ورغم الغيوم السوداء التي استمطرها الإرهابيون على العراق، ورغم آلاف الضحايا كل عام من الشعب العراقي، وعلى مدار خمس سنوات، ورغم أن عدد المشككين بنجاح نخلة الحرية والديمقراطية في العراق، أكثر من عدد المتفائلين بكثير، استناداً إلى أن الراعي الأمريكي لا يريد الحرية والديمقراطية للعراق، وأنه قد جاء بجيوشه لاستنزاف آخر قطرة بترول من العراق.. رغم هذا كله، إلا أننا صبرنا وصممنا على الوقوف إلى جانب حرية وديمقراطية العراق، رغم ما أصابنا من أذى وتهديد ووعيد. فلقد اعتبرنا أن حرية وديمقراطية العراق جزء من حرية وديمقراطية العالم العربي، بل هي المقدمة الصحيحة والموضوعية إلى حرية وديمقراطية العالم العربي المستعصية.

-3-

نقول أن نخلة حرية وديمقراطية العراق بدأت تطرح ثمارها. وبدأت هزيمة تنظيمات الإرهاب في العراق تتضح الآن. فبعد الهدنة التي عقدتها حكومة المالكي مع "جيش المهدي"، وسيطرتها العسكرية سيطرة تامة على الجنوب العراقي، وتفرغها لملاحقة فلول الإرهاب في الموصل ونينوى وغيرها، بدأ منسوب العمليات الإرهاب ينخفض شيئاً فشيئاً. ولولا تضخيم جزء من الإعلام العربي، وعلى رأسه بعض الفضائيات المعادية منذ اللحظة الأولى لولادة العراق الجديد، لبدأنا نبحث وننكش عن أخبار الإرهاب في العراق بحثاً ونكشاً، علّنا نعثر على خبر هنا وهناك. بل إن ما يطغى على أخبار العراق الآن في الإعلام العربي، هو تحرك حكومة المالكي السريع نحو نشر سيادة الدولة على أراضيها، والقضاء على الإرهاب، واعتماد الجيش العراقي الباسل على نفسه في حماية أمن الوطن، ودمج الفصائل الإرهابية في العملية السياسية، ما أمكن ذلك.

-4-

لقد قلنا في السابق، وفي عام 2007، بأن تنظيم "القاعدة" يشهد الآن غرق سفينته الملأى بالقراصنة وقطّاع الطرق، وأوردنا لذلك عدة أسباب، منها:

1- أن القاعدة تلقّت صفعتين دينيتين موجعتين من ذوي القربى، الأولى من مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والثانية من الشيخ سلمان العودة الداعية السلفي السعودي المشهور. وكان هذان الشيخان قد أصدرا في الفترة الأخيرة فتاوى وبيانات دينية رسمية وشعبية، تُنكر دينياً ما قامت به "القاعدة" من عمليات إرهابية في العراق وغير العراق، مما شجع باقي الجماعات الدينية المسلحة الأخرى إلى الابتعاد عن "القاعدة"، وعدم تلبية مطالبها بالانضمام إلى ما أُطلق عليه "الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي شكّلها أيمن الظاهري عام 1998. وكان آخر الرافضين في هذا الشأن "تنظيم الجماعة الإسلامية" المصري، الذي حاول ابن لادن ومن معه ضمهم إلى تنظيم "القاعدة"، ولكنه فشل حسب ما نُشر في ( جريدة "المصري اليوم"، 31/10/2007).

2- وكانت الصفعة الثالثة للقاعدة ولابن لادن بالذات، وللإرهاب الدموي الدائر في العالم العربي قد جاءت من الكويت، ومن النائب وليد الطبطبائي، الذي يمثل التيار الديني المتشدد في البرلمان الكويتي، وهو الذي قال عن قرار البرلمان الكويتي بالسماح بترشح وانتخاب المرأة الكويتية في مايو عام 2005 بأنه "يوم أسود" (جريدة "السياسة" 17/5/2005). وربط في تصريحاته بخصوص حقوق المرأة السياسية، بحالات الشذوذ التي ستنتشر وازدياد اللقطاء في حال إقرار هذه الحقوق. وهذا النائب المثير لزوابع سياسية ودينية كثيرة في الكويت، عاد إليه الوعي الديني مؤخراً، ووجّه رسالة نقد قاسية ومريرة إلى ابن لادن (جريدة "الوطن" الكويتية،27/9/2007) أعلن فيها تجريمه لابن لادن، وقال له فيها تعليقاً على خطاب ابن لادن الذي دعا فيه الشعب الأمريكي إلى الإسلام:
"يا شيخ أسامة كيف يصلح أن تدعو الشعب الأمريكي للإسلام، وأنت تعترف بجرأة كبيرة بأنك وراء قتل الآلاف منهم في أحداث 11 أيلول 2001، ألا تعتقد ويعتقد كل عاقل بأن هذا تنفير لهم من الإسلام؟"
ثم يقول الطبطبائي صراحةً وبقسوة غير مسبوقة، منتقداً ومُديناً إرهاب "القاعدة" في العراق:
"ثم يا شيخ أسامة ألا تعتقد، ويعتقد العقلاء، أن ما فعله ما يُسمّى بتنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين من خلط الجهاد ضد الاحتلال بعمليات الخطف، والذبح، والتفجير، في الأماكن العامة، واستهداف دور العبادة والمدنيين من الشيعة والسُنَّة على السواء، قد أدى إلى تشويه صورة الجهاد والمقاومة في العراق".
وينتهي الطبطبائي في هذه الفقرة من رسالته إلى نتيجة أن أعمال "القاعدة" الإرهابية، قد أضرّت بالإسلام في جميع أنحاء العالم. ويقول الطبطبائي صراحةً لابن لادن ما لم يسمعه ابن لادن من أي من السياسيين الدينيين المتشددين الآخرين:
"إن الخطَّ الذي تسيرون عليه، قد أضرَّ بالعمل الإسلامي والدعوة الإسلامية، في شتى أنحاء العالم".
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

3- ونضيف الآن سبباً ثالثاً، وهو أن القاعدة تلقت توبيخات وانتقادات من عدة جهات عربية وإسلامية، كانت تتعاطف معها، نتيجة للأعداد الهائلة التي قتلتها من الضحايا والأبرياء المسلمين في العراق وخارج العراق. وهو أكثر بكثير مما قتلته إسرائيل في حروبها المختلفة مع العرب، بل هو أكثر مما خسره العرب والمسلمون في الحروب الصليبية في القرن الثالث عشر. مما دفع ابن لادن في خطابيه الأخرين إلى عدم ذكر العراق وإرهابه فيه والتركيز على فلسطين. وهذا ما لفت انتباه كثير من المراقبين الدوليين والمعلقين السياسيين، ومنهم نايجل انكستر، مدير قسم "التهديدات الدولية والمخاطر السياسية" في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن الذي قال: "في الواقع لم تفعل القاعدة الكثير لمقاومة إسرائيل. كانت تأمل في تأسيس قاعدة في العراق للانطلاق منها لمقاومة إسرائيل، ولكنها فشلت. وأن أحد أسباب التغير في سياسة القاعدة، قد يكون كثرة الشكوى من مقتل مسلمين في العراق على يديها. مما أفقد بن لادن شعبية تضاءلت كثيراً في العالم العربي. وربما كان التركيز على فلسطين الآن، وسيلة لاستعادة الشعبية المفقودة."

ولعل هذا ما أتاح للقوات الأمريكية وللإدارة الأمريكية، أن تلتقط أنفاسها الآن، وتضطر ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق من الإعلان عن توصية عسكرية بخفض جديد للقوات الأمريكية قبل سبتمبر القادم، من هذا العام.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان الأمريكي
- لماذا كل هذا الفزع من الاتفاقية الأمريكية - العراقية؟
- أوباما الصهيوني: مسؤولية مَنْ؟
- ذكرى هزيمة لم نتعلم منها شيئاً
- ما هو الدور الأمريكي المطلوب في الشرق الأوسط؟
- لبنان أكثر حاجة من سوريا إلى السلام مع إسرائيل
- -المهدي المنتظر- و-الهلوسات- الإيرانية
- كيف حكم حزب الله لبنان في -أسبوع الاجتياح-؟
- الخاسرون والرابحون في الشرق الأوسط
- ما الجديد في حريق لبنان؟
- ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟
- الديمقراطية العربية بين الوهم والحقيقة
- نجود وعائشة: فعلٌ واحدٌ وردُ فعل مختلف
- هل سيقود الغلاء إلى حرب عالمية ضد الأغنياء ؟
- ما هي عوائق السلام في الشرق الأوسط؟
- الإعلام العراقي بين مطرقة الطائفية وسندان الإرهاب
- الهولوكوست الكُردي وأزمة الضمير
- -حرب الأفيون- بين إسرائيل و-حزب الله-!
- بين نابليون الفرنسي ونابليون الأمريكي
- ماذا استفاد العرب من الثورة المعلوماتية؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي