أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بدر الدين شنن - سيدي إفني أكثر من قضية وطنية














المزيد.....

سيدي إفني أكثر من قضية وطنية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


السبت .. في السابع من حزيران.. 2008 .. أصبحت سيدي إفني مدينة مميزة في خرائط المغرب الجغرافية والسياسية والاجتماعية .. أصبحت حاضرة في نشرات الأخبار المحلية والعربية والدولية .. تحولت إلى رمز يمثل كل الناس البسطاء المقهورين .. الناس المحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة ، الذين يحاصرهم الفقر الأسود والخوف من الغد والحرمانات التي لاتحصى .

في ذاك السبت التاريخي من حزيران .. حدث الاعتصام الشعبي .. الطبقي .. أمام الميناء .. احتجاجاً على التوزيع غير العادل لعوائد الثروات الوطنية والناتج الاجمالي الوطني بين التقسيمات الجهوية والطبقات الاجتماعية .. احتجاجاً على الغلاء وانخفاض الأجور والبطالة .. ذاك السبت الذي تحول إلى انتفاضة .. وإلى مواجهات ..

كان يمكن لهجوم السلطات المغربية القمعي المتوحش ضد المعتصمين على عتبة الميناء ، أن يمر دون أصداء وارتدادات ، تفضح الديمقراطية الناقصة .. تفضح أظافر المخزن المخبأة داخل القفازات المخملية ، التي تستخدم بغريزة سادية عندما يتعلق الأمر بالطبقات الشعبية وبالمهمشين ، كما كان يمر مثله من هجمات السلطات على المناضلين والاعتصامات والمظاهرات في الماضي ، ويدرج ضمن لائحة المظالم السرية ، ويستقر في أرشيف البوليس .. وفي زوايا الذاكرة السياسية والشعبية .

يبد أن مبادرة القوى اليسارية السياسية والنقابية قد غيرت بنتائج هجوم السبت العنفي المخزني .. وحولت متراس الأجساد المتلاحمة المنتفضة ، الذي أرادت السلطات بالقوة المفرطة ، أن تجعل منه مقبرة لروح التمرد على الظلم الاجتماعي والسياسي ، وحصراً في سيدي إفني ، حولته إلى متراس وطني ، تجلى بمسيرات التضامن ، التي انطلقت من مختلف مدن المغرب .. وتلاقت وتعانقت في شوارع وساحات سيدي إفني . وأضافت لاعتصام المدينة الشجاعة أبعاداً وقيماً هي أوسع من مساحة مسرح ومطالب المعتصمين . وجعلت من الاعتصام تعبيراً تتكثف فيه كل الاحتجاجات الشعبية والاجتماعية الصامتة والناطقة ، التي صنعتها تجارب الماضي ، وتستدعيها مستحقات المستقبل . وجعلت المعتصمين يمثلون كل المضطهدين في المغرب ، وبخاصة المهاجرين المحرومين من دفء الأهل والأحبة والوطن ، الذين يهيمون في متاهات الاغتراب بحثاً عن الزاد والأمان .. يمثلون ضحايا زوارق الموت والحراقة البؤساء جرياً نحو شواطيء مجهولة المصير .. يمثلون العاطلين عن العمل الجامعيين والشغيلة اليدويين والعمال المحرومين من شروط الأمان في العمل ، الذين يتساقطون من الأبنية الخالية من أ سيجة الأمان ، أو يموتون حرقاً أو تسمماً في المعامل .. يمثلون الرؤية السليمة لحل أزمة الشغل البديلة للهجرة الذليلة ، وكسر معادلة الهجرة حلاً للبطالة ، بتوظيف ثروات الوطن في خطط تنموية صناعية وزراعيةوعمرانية وسياحية .

ومن خلال حركة أبطال الحدث في السبت الحزيراني ، التي كسرت حواجز الصمت والخوف ، وكسرت معادلة الهجرة حلاً للبطالة والفقر والعجز ، ومن خلال مبادرة اليسار السياسي والنقابي الصحيحية ، أصبحت قيمة اعتصام سيدي إفني تتجاوز حيزها المكاني لتغطي الوطن المغربي كله .. أصبحت قضية وطنية . بل وأصبحت ، من خلال التحدي النضالي الشعبي ، الذي قدمته سيدي إفني في مواجهة حصار القمع والمنع والقهر ، ومن خلال نهوض اليسار السياسي والنقابي للتلاقي والتفاعل الحي العملي مع الحدث ومنحه الأبعاد التي يستحقها ، والتي يتعين تعميمها للقيام بنضالات أوسع على مستوى مسرح البلاد كلها ، اصبحت أكثر من قضية وطنية . لأنها قدمت المثال النضالي الجماهيري .. المثال اليساري السياسي والنقابي في خضم الصراعات من أجل التغييرات الاجتماعية والسياسية المطلوب إنجازها على مستوى البلدان العربية كلها .

ويمكن بكل إنصاف ، اعتبار السبت " الإفني " في السابع من حزيران علامة لافتة في تاريخ النضال السياسي الاجتماعي في المغرب ، بل وفي البلدان العربية . خاصة وأنه جاء بجديد بالغ الأهمية بالنسبة للشعوب العربية ، التي تمر في ظروف شبه مماثلة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ، والتي تمر أيضاً في حالة إحباط شديدة ، نتيجة حالة التخبط ، في تحديد الخيارات والآليات الأكثر نجاعة في نضالها من أجل تحقيق تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية حاسمة . فجميع الشعوب العربية تتعرض لاضطهاد الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية والمفوتة ، وتحتل مسألة الحرية وحقوق الإنسان الرقم الأول في أولوياتها ، وتكابد ، ماعدا البلدان البترولية ، من سياسة أنظمتها الموالية للعولمة الرأسمالية واقتصاد السوق والتجارة الحرة ، التي أوصلتها أدنى مستويات الفقر والتجويع .

الجديد في سبت سيدي إفني البطولي ، أنه حقق إلتفاتة جادة فيما يتعلق بالخيارات والآليات ، التي يتعين تحديدها وا ستخدامها في الصراعات السياسية والاجتماعية القائمة على مساحة البلدان العربية باشكال مختلفة دون ا ستثناء .. والتي يمكن اختزالها بكلمات محددة .. الاعتصام .. الانتفاضة .. التضحيات .. نهوض ووحدة اليسار السياسي والنقابي .. الذي يتعين أن يكون رافعة النهوض الوطني الديمقراطي الاجتماعي .






#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد والتحولات الاقتصادية الاجتماعية
- شيء لايصدق .. حدث .. وقد يحدث بصورة أخرى
- سوريا أمام منعطف جديد ..
- لن تجلب روما الربيع لتصحر الغذاء العالمي
- المشهد اللبناني الجديد .. أكثر من تسوية وأقل من حل
- بديل نقابي مستقل .. مرة ثانية - إلى النقابي المعتقل مروان ال ...
- مجزرة معيشية جديدة
- الطبقة العاملة والجماهير الشعبية في مصر تنتزع المبادرة
- بديل نقابي مطلبي ممكن
- قمة تحت خط العجز
- حتى تنهض المعارضة وتحقق التغيير
- يوم المرأة العالمي وسمات المرحلة الراهنة
- انتصاراً لشعب غزة البطل
- وتبقى المعارضة عصية على القمع وعلى الانتهاء
- حول وحدة الطبقة العاملة والحركة النقابية
- المواطنة و- هيبة الدولة - والرعب
- ليس من طريق آخر للفوز بالحرية
- الأعزة في غزة لستم وحدكم
- الحرية والحياة لعارف دليلة
- السؤال الجدي في المشهد المعارض


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بدر الدين شنن - سيدي إفني أكثر من قضية وطنية