أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - الأكراد ضيوف الله على الأرض















المزيد.....

الأكراد ضيوف الله على الأرض


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 723 - 2004 / 1 / 24 - 05:59
المحور: القضية الكردية
    


بعيداً عن التطويب المسبق لأية ايديولوجية ، ايجاباً أو سلباً ، بل وبعيداً عن الحكم على سمو الحسّ الإنساني لدى أية أمة ،أو شعب ، أو مجتمع ، او أي قبيلة ..وفرد .....، تأتي – القضية الكردية – ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة ، لتقوم بفرز وامتحان نهائيين لنبل المشاعرالإنسانيةأو بلا دتها ، ولا ادريتها ، ، بل وحشيتها أحياناً ، وذلك من خلال الموقف من الحق الكردي في العيش ،والحياة الكريمة على أرضه التاريخية ، بعيداً عن التحبيرات المستحدثــة لخريطة المنطقــــــــة عموماً ..!.

وحقيقة بدأ المتابع يجد آراءً وكتابات ٍ – في ما يخص الموقف من القضية الكردية – تدعو إلى الدهشة بل الغثيان ، نتيجة انطلاقها من الذهنية التلفيقية، والتعامي إزاء قراءة الحقائق ، وليس أدل على مثل هذا الكلام ذلك السيل اليومي من الكتابات الرخيصة التي باتت ، وتحت دافع سطوات مختلفة تزوِّر تاريخ مدينة كركوك- على سبيل المثال -  في سياق الموقف من القضية الكردية لدوافع شوفينية  ،واستجابة لتوجيهات مراكز اقليمية ، ترى في عودة الكردي إلى مسرح الحياة – بعبعاً اسطورياً– لا بد من تغييبه النهائي ، لدرجة أن بعضهم راح يغض النظر عن أي قوى وأعداء حقيقيين يهددون وجودهم إزاء هذا الخطر الوهمي المحدق للتهرب من استحقاقات مستحدثة ، بل أن هناك من الكتّبة العروبيين من يؤسس طوعاً لإنسلاخ كركوك والحاقها بدولة جوار – تركيا- وتقديم مسوغات ( تركمانية ) هذه المدينة ، متجاهلاًأن الوثائق العثمانية – هي أولاً وأخيراً – خير شاهد على كردية هذه المدينة ..

صورة الأكراد إسلامياً :

إذا كان الباحث إبراهيم محمود – قد نشر كتابه المهم : صورة الأكراد عربياً – بعد حرب الخليج – 1992ووضع اصبعه آنذاك على مفارقات صعقت الانسان الكردي ، أينما كان ، إزاء مواقف أخوته العرب ، إلا ان مثل هذا السؤال ليستمد مشروعيته الآن – وبأوسع دائرة – للحديث عن صورة مماثلة اسلامياً ، وعالمياً ، حيث وجود حلف غير مقدس ، في الخفاء والعلن ، لمحاسبة – فرسان الشرق – على حد قول الأرمني – أبوفيان – وبالتالي اعتبارهم محض مهزومين ، لا النواة الرئيسة التي تم من خلالها الحفاظ على الخصوصيتين  العربية والاسلامية ،  ومنع إمحائهما ، نهائياً ، من الوجود ، مقابل التضحية بخصوصية الذات ، عبر أرفع صورة للتماهي مع الآخر عرفها التاريخ المدون كما هو معروف .

من أين جاء الأكراد إذاً ؟:

يبدو أن اطلاق التسميات المتعددة على الأكراد : أبناء الجن – يتامى المسلمين – أتراك الجبال ..الخ ..لم يأت من الفراغ البتة ، بل أنهم وبخلاف دورهم في التماهي مع الآخر ترجمةً لقناعاتهم المتعددة الراسخة على الدوام – تعرضوا لحملات متأصلة في امحاء شخصيتهم ، وجذورهم ، ولعل ما يعزز تأكيد هذه الحقيقة هو الندرة – إلى درجة العدم – في وجود الأصوات التي تتفهم مشروعية الحق الكردي على غرار – هادي العلوي – بل أن أعلى سقفاً في منظور بعض دعاة الديمقراطية لمستقبل الأكراد هو الارتقاء بهم إلى تلك الدرجة التي يتمكنون خلالها خدمة خرائطهم المقدسة ، وبالتالي ارساء مجموعة قناعات ملفقة قوامها ضرب وتخوين محاولة أي حلم رومانسي كردي خارج منظومة هذا الرأي الأعرج ، - مواقف ميشيل كيلو- على امتداد شريط زماني لأكثر من عقد مثلاً - .وبأسف ...! ، وهي – عموماً – أصوات لم يشهد أحد أثناء النكبات التي تعرض لها الأكراد – الأنفال – حلبجة – بالسينان – ان أصحابها قاموا بترجمة مجرد احساس انساني صادق في نفوسهم، من خلال التوقيع على  محض عريضة تضامنية معهم ،..او الوقوف دقيقة صمت لذكراهم .!؟ .

إذا كان المثقف الشوفيني الأتاتوركي يرى أن لا علاقة للأكراد بـ"سعادة السوبر مان التركي " وكذلك بالنسبة إلى المثقف الإيراني – فارسياً قومياً أم اسلامياً – ناهيك عن المثقف العفلقي – الاستعلائي – الذي يرى في سواه دخيلاً إلى درجة الخيانة المسبقة ، ما لم يتجاوز شرط اختلافه ، ويعترف بصوى الأمر والواقع ، رغم أن كل هذا الأنموذج نفسه لا يتورع عن البكاء على الجنة الأندلسية ، ويتوهم أن كل الأرض التي وطاتها أقدام أسلافه منذ ابن بطوطة وحتى آخر سائح في التاريخ انما هي مطوَّبة باسمه .، دون أن يتورع عن الإسهام في تزوير اللحظة التاريخية بل ودون أن يرمش له جفن !.

أسئلة مفتوحة :

أمام سلوكية مثل هذه العقلية المستخدمة – بطبعاتها المختلفة – بصدد تقويم – الكردي – الذي يعد في منظوره ضيفاً من قبل من يزعم استضافته ، كأنه قادم من كوكب مجهول ، آخر ، لا علاقة له باية بقعة جغرافية إلا ضمن العلاقة الموقوتة بأي ضيف ضعيف ! ، دون التفكير حتى بأداء شروط حسن الضيافة في حدودها الدنيا ، لا الحاتمية ، تماماً ، في الوقت الذي لا يتردد هؤلاء عن مناقشة حقوق جالياتهم في دول لم تطأها خيول فاتحيهم البتة ، ولن أسترسل للحديث مطولاً عن حرية المسلمة في فرنسا – في ممارسة حق الحجاب ..، وهنا ، إذا كان التضامن مع حرية فتاتين مسلمتين – وهو حق مشروع – قد أثار – كلَّ هذه الحمية الإسلامية والعربية ، في مشارق الأرض ومغاربها، واواسطها ،وأقاصيها ، من قبل عوّامّ وأئمة ، وعلماء عرب ومسلمين وملاحدة ، وهم أنفسهم الذين سكتوا إزاء بقر بطون الحوامل الكرديات ، - في كردستان - أو تثكيلهن ، أو ترميلهن  ، بل وانتهاك وهتك حرمات آلاف الكرديات إلى درجة الاتجار باللحم الكردي أمام مرأى أعينهم ، بل والعالم أجمع ...، وهذا ان دل على شيء ، فهو – بكل تأكيد – ليدل على ازدواجية العقل ( المشارك ) للكرد في جغرافياه الحالية ، ويتسبب بالتالي في دفع الكردي إلى دائرة ردة الفعل ، التي لم يرتم طوال تاريخه في شباكها ، وهي مسؤولية – هؤلاء سدنة الجوار – نخباً سياسية وثقافية وعوام في آنٍ واحد ...في وقت تتطلب فيه الحاجة أوسع تضامن وطني ، ولكن دون القفز فوق حقوق هذا الشعب او تجاهله البتة، ..وان تطلب ذلك في منظورهم الاستقواء حتى بمحتلين ، تحت ذريعة مواجهة الاستقواء بالمحتل ..!..

- إنها كذلك أبعاض أسئلة مريرة مفتوحة ...ابداً !.

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباب
- الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجاب ...
- ماهية الإبداع
- فلسفة الخطأ
- نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - الأكراد ضيوف الله على الأرض