أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم خليل - بين جاد الكريم و رهانات بعض مثقفينا















المزيد.....

بين جاد الكريم و رهانات بعض مثقفينا


إبراهيم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن أتصور بأن يأتينا صوت بعيد عنا نوعا ما ليشرح لنا واقعنا الثقافي المتردي و المأسوف على حاله هذا الذي نعيشه ، و يبعث فينا بعض الأمل أيضا بعد أن استبد بنا اليأس وأصابت نفوسنا الغثيان و نحن نرى هذا الكم الهائل من القذارة الفكرية يتساقط على رؤوسنا ، أو كمارد خرج من قمقمه المخبأ لوقت الحاجة ليعيث فسادا وسط هذا الفساد .
أتانا نداء من كاتب ( عربي ) و قد تشابهت أوجاعنا وآلامنا ليرينا حقيقة مؤلمة لكنه يحمل لنا و بنفس الوقت في داخله روح المقاومة في وقت تمادى فيه اليأس و الانهزام ....و ارتفع فيه صوت الحاقدين و تطاولت فيه ثقافة الكراهية على قيم المحبة و التسامح و سادت بذلك قوى الظلام ، في حين تعرضت قوى العقل إلى فرمانات مغولية همجية ، جاء في زمن يشوبه الانفلات الغوغائي على حساب القيم الداعمة لتنظيم علاقات البشر ، و اندحار للأخلاق على حساب سطوة ثقافة الشتيمة ، زمن عمت فيه المبادئ الميكافيلية بأبشع صورها و انتشرت فيه تجارة مصائر البشر و الأمم لحساب التسلط و الهيمنة و تزوير التاريخ ببساطة ، و تقزيم النضالات بالكذب الممنهج على يد الغوبلزيين الجدد و شعارهم في ذلك اكذب اكذب حتى لو لم يصدقك الناس .

في زمن ظهرت فيه على السطح ( تلك العلاقة المدهشة بين السلطة المستبدة، والأسافل من العامة، وهى علاقة تجلي إمكانات التعامل الخفي غير المتوقع بل أشواق التبادل وهواجسه المغوية بين الطرفين الذيْن يحكم علاقتهما شغف جارف، وميل عارم للابتذال والفضائحية!!) .
فكلنا يعرف أن كل نظام اجتماعي سياسي يقوم على نظام أخلاقي، وكذلك كل نموذج ثقافي ، أما حال نظامنا الاجتماعي الذي بات أسير أنموذج ثقافي فاقد للأخلاق في منظوره إلى العلاقات بين أطرافه مستخدما الإساءة إلى كل القيم المتعارف عليها و التي خاض الناس فيها و ناضلوا من اجلها إلا و هي الحرية المفقودة بفعل الاستبداد ، حتى تسود بذلك ثقافة اليأس و الاستسلام لدى هؤلاء الناس و بذلك يكون الرضوخ للثقافة الجديدة المطلوبة مهمة سهلة .

ثقافة أوصلت المجتمع إلى حالة جدلية بين مفهوم المصلحة الفردية على حساب الوطن حيث يباع الوطن و كما تباع الوطنية في كل بازار بغض النظر عن السعر المعروض طالما يوجد شراة و ( يكفي التدليل على ذلك بواقع أن المجتمع انقسم إلى راشين ومرتشين ورائشين بينهم، وإلى وشاة ومخبرين، مأجورين ومتطوعين، وموشيُّ بهم ومخبر عنهم ، ومن هو المخبر الواشي، هو ذاك الذي يعتبر الوشاية واجباً ثورياً ) ، نعم أيها السادة فـ (المسألة، كما تبدو لنا، ليست مسألة عيوب أخلاقية في الأشخاص، بل مسألة عيوب أخلاقية في النظام الذي ينتج العيوب الأخلاقية، ويهدر الكرامة الإنسانية، ولا يقوى ولا يستمر إلا بقدر ما يدمر ذاتية الأفراد وحريتهم واستقلالهم، وبقدر ما يهين كرامتهم ) لان هذا النظام الأخلاقي و الثقافي الفاسد يقوم على (التبعية والاستزلام والوشاية والكيد والانتقام، وعلى الولاء الحزبي والولاء الشخصي، وعلى ولاءات أخرى ما قبل وطنية ) .

و المسألة أيضا عيوب ثقافية كون هذه الثقافة لم تنتج لنا خلال الثلاثين عاما الماضية سوى المزيد من الحقد بدافع الانتهازية بحيث أخذت على عاتقها لعب ادوار غير أدوارها بغية إفساد الحالة السياسية ، فالثقافة بمختلف أشكالها إن لم يكن هدفها أن تنمي في الإنسان روح الإبداع و إن لم تكن قادرة أن تحسن و تطور في فكره المثل و القيم و تطور قدراته الفكرية و الأخلاقية فهي لن تعدو إلا بكونها مجرد ثرثرة عقيمة مدبرة تضاف إلى محاولات تهميش العقل و التي بدورها تصب في الأجندة السياسية المضادة بجميع أركانها و أسسها و صورة مصغرة عن حالة الاستبداد و إن بدت بشكل مغاير عنها لان غايتها الأساسية تبقى الحفاظ على حالة الضياع و التشتت الذي مارسته من قبل باتخاذها طريق الإثارة و اللعب على أوتار مشاعر الجماهير و أما عنوانها الحالي الصريح فهو ضرب الحركة الكردية في سوريا .
فأية ثقافة تلك التي تتخذ من أسلوب نضال شعب في سبيل تحقيق أهدافه القومية المشروعة و مناداته بتحقيق الديمقراطية كمادة ثقافية رخيصة يتم تشويهها و الافتراء عليها و اللعب بمصائرها تحت حجج و ذرائع تختلقها بنفسها و تكبير الأخطاء و العثرات و إثارتها بشكل يهدف لإرضاء نزواتها الانتقامية أو لحساب أجندات أخرى عن سابق علم و معرفة أو بغيرها .
و أية ثقافة تلك التي تدعو إلى إلغاء نضال عقود خمسة من النضال الطويل و الصبور و إلى إلغاء كل أشكال حياته السياسية تحت حجج التشتت و الانقسام رغم أحقيتها في بعض الأحيان مع العلم أن ( لا حياة سياسية سليمة بلا أحزاب سياسية مختلفة ومتنافسة يسعى كل منها لتقديم أفضل ما لديه لمجتمعه، في الوقت الذي يناضل فيه من أجل قضيته الخاصة) .

و أية ثقافة تلك التي تعرض بأولئك الذين عملوا بينما كان البقية نائمين و متفرجين و مصفقين و حاسدين و شتائميين تعرضهم إلى المهانة و بأساليب فاقدة لكل معاني النقد متجاوزة كل حدود الأخلاق التي بنيت عليها أسسنا المجتمعية و هذا بالرغم من أن (الحزبي في مبدئه هو "ملح الأرض"، لأنه يخرج من قوقعته الأنانية إلى رحاب الغيرية وإلى رحاب الجماعية والمجتمعية، وإلى رحاب الوطنية والإنسانية، وينظر إلى مصالحه الشخصية وإلى المصالح الخاصة من منظور المصلحة العامة، ويكرس وقته وجهده من أجلها، بل يخاطر بحياته في سبيل قضية عامة يدعمها وتدعمه. الغيرية وإيثار المصلحة العامة والانحياز إلى العدالة والتضامن مع الحقيقة من أهم فضائل الحزبي ) .

حقا نحن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الأساسي الأمية الثقافية و السياسية و هي حالة عمل الاستبداد طويلا عليها ليؤسسها و يحفر فيها و نحن وقعنا فيها و هي حالة لا يمكن أن تسفر إلا عن مساهمة فعالة في تخريب المجتمع المعرض للفساد رغما عنه و هو ما يقودنا إلى مراجعة التاريخ و إن بإمكان تلك النخب المزعومة من النفخ في هذه العجلة قدر ما يشاءون و لكن هيهات . فقد يستطيع المرء أن يكذب على بعض الناس بعض الوقت و لكن يستحيل أن يكذب على كل الناس كل الوقت .

شكرا لك جاد الكريم جباعي لأنك أيقظت فينا أملا كاد أن يختنق من هذا الهواء المسموم و قد اخترت طريق جبران حينما قال : قالوا لي إذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لأنه يحلم بالحرية فقلت بل إذا رأيت عبدا نائما أيقظته و حدثته عن الحرية .



2-7-2008





#إبراهيم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم خليل - بين جاد الكريم و رهانات بعض مثقفينا