أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - برنامج لينين: الصبر والسخرية














المزيد.....

برنامج لينين: الصبر والسخرية


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 723 - 2004 / 1 / 24 - 06:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


محزنة حال لينين. في مقابل اهتمام عالمي يحظى به معلمه ماركس الذي تُخصص له اعداد كاملة من كبرى المجلات الاوروبية وتكتب الدراسات عن <<عودته>> وشبحه الذي استأنف الطواف في العالم، ينزوي لينين منسيا في قبر زجاجي في الساحة الحمراء لا يجد الا بضعة شيوخ وعجزة يزورونه في الذكرى الثمانين لوفاته ليذرفوا الدمع على مصير دولته وعلى يتمهم.
لكن لينين، وخلافا لرأي سائد، لم يقل بعد كلمته الاخيرة. وما زال في الامكان الاستفادة من طروحاته في الثورة والتنظيم والتعبئة وتوفير الشروط التاريخية للتغيير، اكثر بكثير مما يعتقد بعض من اختزل افكاره في <<مركزية ديموقراطية>> تبارى مدّعو المعرفة في الانقضاض عليها.
صحيح، لا يمكن الفصل بين اللينينية والنهاية التي آل اليها الاتحاد السوفياتي، تماما كما لا يصح الفصل بين الماركسية ومحاولات تطبيقها في اوروبا الشرقية والوسطى. يتداخل مسار التجربة السياسية بمسار الفكر الذي يحملها، ولعل بدايات تجسده تحمل علامات زوالها، كما تنبأ <<المرتد>> كاوتسكي الناقد للتجربة البلشفية منذ مراحلها الاولى. ومن يرَ ان الماركسية واللينينية قد انتهتا كمناهج في التحليل والتفكير والتغيير الثوري ويحاسبهما على خطأ استنتاجاتهما التاريخية والسياسية، يتبوأ من الجهل المقعد ذاته الذي يحتله من ينفي عن الفكر الديني راهنيته وحيويته برغم ما يمكن ان يثيره من التباسات خلال تفسيره للظواهر الكبرى للعصر.
يمكن القول ان حضور لينين اليوم لا يضاهي حضور ماركس. على ان ذلك يجب الا يخفي الطبيعة <<اللينينية>> للكثير من الظواهر التي ينحو بعضها منحى البلشفة الصريحة في التنظيم والتأطير، وان تناقضت مع اسس الفكر الماركسي الذي كانت اللينينية تبشر به. وليس من باب المبالغة القول ان الكثير من الحركات الاسلامية تتبنى اليوم اسس التنظيم اللينيني، مع ان ذلك قد لا يدعو لينين الى التفاخر.
هل يمكن الذهاب الى حد القول ان برنامجا لينينيا للتغيير ما زال قابلا للتحول الى حقيقة واقعية في لبنان وغيره من دول العالم. يجوز الادعاء ان برنامجا كهذا يقوم على ركيزتين: تتطلب الاولى احاطة شاملة بمعطيات البلد المعني والعالم، على غرار ما فعل لينين في مؤلفه التأسيسي <<تطور الرأسمالية في روسيا>> وفي كتاب <<الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية>> (الذي أسيء تفسيره من قبل الثوروية العالمثالثية). وتقتضي الثانية ذهابا الى قَطع نهائي مع اشكال عمل اصلاحية مهادنة تبرر، من وجهة النظر اللينينية، تأبيد الحاضر. يندرج في هذا السياق ما يتعارف عليه ب<<المنظمات غير الحكومية>> و<<المجتمع المدني>> التي تؤدي في نهاية المطاف الى تأخير ظهور الشروط التاريخية الملائمة للانتقال الثوري نحو الاشتراكية. تتطلب هاتان الركيزتان شكلا تنظيميا يأخذ في الاعتبار المهمات الملقاة على عاتقه. اقترح لينين الحزب بتركيبته الحديدية حيث كان من المفترض ان يقود هذا الحزب الثورة العمالية وان يواصل بعد ذلك الصراع الطبقي للدفاع عن الثورة.
هل يصلح هذا البرنامج في لبنان؟ هل يمكن التحضير للانتفاضة (بمفهومها اللينيني) في الواقع الراهن؟ هل يمكن المراهنة على احياء الحركة العمالية في عصر اقتصاد الشبكات؟ هل يمكن الحديث عن لينينية تسعى الى تطبيق الماركسية والوصول الى السلطة لبناء الاشتراكية في زمن ما بعد الحداثة وفي مرحلة اضمحلال العقلانية الكلاسيكية؟
لعل الاجدى من محاولة الاجابة عن هذه الاسئلة التذكير بتعريف لينين للميزتين الرئيسيتين للمناضل، وهما: الصبر والسخرية. الصبر على حال التراجع والانحسار، والسخرية من تفاهة بعض مدّعي التغيير. 
 
©2004 جريدة السفير  



#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من زنزانة الوحدة - الحزب الشيوعي اللبناني
- وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط
- اليسار وضرب العراق
- محاكمة ميلوسيفيتش تهافت العدالة الدولية
- 11 أيلول الآخر
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - برنامج لينين: الصبر والسخرية