أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ركاطة حميد - رجال وكلاب لمصطفى لغتيري بين رواسب الماضي و إشكالات الحاضر















المزيد.....



رجال وكلاب لمصطفى لغتيري بين رواسب الماضي و إشكالات الحاضر


ركاطة حميد

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن القارئ لرواية "رجال و كلاب " سيخرج حتما بانطباع مفاده ،أنه المضايقة التي مورست عليه من طرف السارد من خلال تكسيره لخطية السرد و من ثمة تأثيره على لذة القراءة ، هذا فضلا عن المواجهة العنيفة و رجة الأسئلة، التي أمطر بها السارد "القارئ المفترض" و أرغمه على الإنصات لهلوساته ،..كل هذه الأمور ستقض- لا محالة- مضجعه ، أقصد القارئ، و تطرح عليه - بالتالي- أكثر من سؤال حول دواعي ذلك التوظيف للخطاب المباشر و المقلق ... لتكون النتيجة أن رغبة الروائي مصطفى لغتيري المستترة وراء هذا التوظيف قد أدت وظيفتها، و جعلت القارئ نفسه محط مخاض و موضع حيرة، إذ أنه أمام نص متميز كتب بدقة، وتم فيه توظيف جماليات متفردة عن وعي ونية مسبقة .

ولن يتأتى لنا توضيح هذا الطرح ،دون اللجوء إلى قراءة الظرفية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي إبان لاستقلال، وبالتالي المرور إلى تحليل شخصيات الرواية للخروج بالانطباع العام حول هدف الكاتب والرسائل ،التي رغب في تمريرها من خلال عملية وطريقة بنائه للنص الروائي، فاتحا لنا – من خلال ذلك- نافذة كبيرة للإطلالة منها على مدى فظاعة المرحلة وقسوتها ،وبالتالي تأثيرها في حياة الأفراد والمجتمع بصفة عامة.

ولعل أول إشارة تم التقاطها على لسان السارد جاءت في ص 26 عند حديثه عن هجرة الأسرة إلى الدار البيضاء " غداة الاستقلال وهي إشارة ذات دلالات تاريخية كبيرة ، اتسمت بالتحول والبحث عن الذات ، وإعادة هيكلة القطاعات الأساسية المنتجة ، نتيجة للفراغ الذي تركه المستعمر الفرنسي بعد خروج المستوطنين من المغرب مخلفين أملاكا فلاحية وصناعية كانوا قد استولوا عليها، أو شيدوها إبان الاحتلال "ص26.

ولعل هذا الوضع كان دافعا لاستقطاب العديد من سكان البوادي ،نظرا لما تقدمه المدنية من إغراءات أو نتيجة ظروف قاهرة ،كما حدث لأسرة السارد خصوصا بعد موت الجد ،و مرض العمة و ملاحقة لقب "بنو كلبون"لهم ص25 ، و لم تكن تلك الهجرة سوى نحو هامش من هوامش المدنية ،حيث تتمركز أغلب المؤسسات الصناعية ؟ كما لم تكن الفئة المستفيدة من ذلك الفراغ سوى أسر تقليدية قوية كأسرة "الفاسي"أو "أهل فاس "ص26.وهي التي استفادت من دخول و خروج الاستعمار سواء في تكوين ثروتها أو توسيع نفوذها و تعليم أبنائها، بعيدا عن ساحات المقاومة و الحروب، التي كان أغلب أفراد جيوشها و المتطوعين فيها من أبناء البادية.

و هذا المالك الجديد ..احتاج إلى عمال جدد ، هكذا لم يتعب أحد من أعمامه أو عماته في الحصول على عمل في مصنع الزجاج ..ص 27.

لم تكن المدنية رحيمة بالوافدين الجدد، حيث سيذوبون داخلها، و ستتغير طباعهم، و سلوكهم و نمط عيشهم،بل حتى أذواقهم ،و بالتالي تغيير طبيعة علاقاتهم الاجتماعية .."تخلصوا مما اعتادوا ارتداءه من ثياب في القرية ،و تزينوا بطواقم زرقاء تزينها قنينات بأشكال مختلفة تشي بانتمائهم لمصنع الزجاج "..ص27.

لقد أصبح النازح إلى المدنية فاقدا لقراره كذلك، وهو ما تم تقديمه في الرواية كنموذج "الأب" و المتمثل في حدث تزويجه من صاحبة المكنسة ،بقرار مسبق من الفاسي "فقد تقرر [مصيري] وزواجه بصاحبة المكنسة "ص29.

وبالإشارة فإن هذا الحدث له أكثر من دلالة في الإشارة إلى تكاثر مدن الصفيح و توسعها "حياة جديدة، منزل جديد، تضاف إلى عدد من المنازل المحيطة بالمصنع" ص30.

إن تكوين هذه الطبقة أعطت للهرم الاجتماعي شكلا آخر بعد خروج المستعمر ،فقاعدته أضحت تتكون من العمال و الفلاحين و طبقة الملاك "الفاسي" المتحكمة في الموارد الاقتصادية ،ثم طبقة حاكمة .وهي بنية تستأثر و ستتخلخل بفعل الأزمة الاقتصادية، نظرا لما تعرفه من عدم التوازن و الاقتحام .بحيث "عانت الأغلبية العظمى في قمة المدفع "ص53 وهو أمر أدى إلى ظهور فئة جديدة تجلت في العمال المهاجرين نحو الخارج، خصوصا بعدما ضاقت المعامل بالعمال ، و كثر العرض و قل الطلب ، و هو أمر أحدث اختلالا في الميزان التجاري للبلاد ، مما دفع الدولة التابعة اقتصاديا للخارج إلى التفكير في إعادة الهيكلة .مما أدى إلى طرد أو تسريح العمال بالجملة و أصبح الحصول على العمل أمرا مستعصيا و نادرا، بالمقارنة مع كان عليه الأمر في بداية الاستقلال .

جاء على لسان السارد "تطوعت أختي الكبرى للبحث عن عمل ..في أحد معامل النسيج (....) أمي كذلك ...وجدت لنفسها بعض الأعمال اليومية التي تسد رمقنا "ص70 وهذا الوضع الجديد أحدث خلخلة في بنية الأسرة التي كانت تعتمد على الأب ، فتحول كل أفرادها إلى عناصر منتجة من أجل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي ،عكس ما كان الأمر في بداية الاستقلال ،وهذا التحول أفرز ظاهرتي الهجرة المضادة نحو البادية وتجلت في عودة الأب نحو مسقط الرأس ، وهجرة العم نحو الخارج ..كما أن تعدد القطاعات

المنتجة في ظل هذه الأزمة لمحت إلى ظهور نمط إنتاج آخر تجلى في قطاع النسيج يستقطب النساء فقط .

في ظل هذه الظرفية القاسية جدا والعصيبة أصبح المجال مفتوحا وخصبا لبروز بوادر التطرف الديني، وظهور جماعات الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين" يقول السارد" لفت انتباهي وجود صنفين من المصلين ...

الأول يتزعمه إمام المسجد "الشيخ" أما الصنف الثاني كلهم في ريعان الشباب .. وحين تنتهي الصلاة يغادرون الصفوف دون قراءة الأدعية "ص71" بالإضافة إلى طريقة صلاتهم تحديد مجموعة من الأوصاف الخاصة بهم "لحيته الشديدة السواد المشذبة بعناية فائقة "ص".."71 لهجته متعالمة وأنيقة ، ينطق أكثر كلامه بلغة فصيحة "ص72" أما مجال نشاطهم فكان في بدايته مقتصرا على النصح و الإرشاد ،" نبهني إلى أن الصلاة التي أقوم بها، فيها كثير من البدع ...وأورد أحاديث تدعم قوله "ص72 – وقد أشار الروائي مصطفى لغتيري بحذر شديد إلى نشاط هذه الفئة في الأوساط الفقيرة "انخرط بكل كياني في حياتي "الجديدة ص72 وقد شكل السارد النموذج الأمثل لذلك نظرا لسيطرة الفكر الخرافي والغيبي على مصير الدارالبيضاء . وهو أمر فيه إشارة إلى التغلغل داخل أحزمة الفقر الجديدة المحيطة بالمعامل واستغلال ظرفية الأزمة .. التي أنتجت العديد من الظواهر الأخرى كالتعاطي للمخدرات في شخص الأب الذي لا يؤنسه في وحدته سوى المذياع...وتدخين نبتة الخشخاش "ص35 ولعل الاستماع إلى الموسيقى الشرقية ، أمر كان إيجابيا ،لكنه كان مقرونا بلذة لا توازيها إلا لذة "الكيف" ص35.

ولعل التعاطي للمخدرات خلال هذا الوضع القاتم ناتج عن التحقير المعنوي والجسدي الذي يهدف "إلى الإذلال وصولا إلى تحطيم صورة الذات ، والتقدير الذاتي بشكل يسبب "تدمير"إنسانية الإنسان ، وكيانه و"اختراق" حرمته" * انطلاقا من هذا الطرح يمكننا فتح قوس كبير نوبناء معبر أساسي لتحليل الحالات المرضية لبعض شخوص هذه الرواية نفي ظل الظروف الخاصة التي طبعت هذه المرحلة من تاريخ الدار البيضاء خصوصا والمغرب عموما .

لقد كان الدافع وراء إخضاع بعض شخوص هذا المتن الروائي للمقاربة، هو تميزها وتميز بطلها بمؤشرات سيكولوجية تتوجه نحو عالم داخلي يتميز بالإخفاق ،والسلبية ، وعدم الرضا بما هو كائن، فاتخذ من الأوهام والأحلام نافذة للجسد للتخلص من المكبوتات بلغة ذاتية تستحضر كليشيهات الثقافية العالمة والشعبية" * وسوف نتناول بعض العينات البارزة ،كالجد ، العمة، والفقيه، الأب ،ألام ، والدجال والسارد، والكلب لمحاولة تحليل حالاتها المرضية .

فالجد "أخذ يصرخ بقوة ، ثم انبطح على الأرض وشرع يتمرغ فيها "ص18 مقلدا كلبه ، وهي حالة انشطارية احتل فيها الكل مركز القوة والثقل داخل نفسية الجد ، وتحول على إثرها إلى مركز ضعف ومهانة يقول الدكتور مصطفى حجازي في تعريفه للانشطار.. "أنه أوالية نفسية بدائية للدفاع ضد القلق المرتبط بالنزوة العدوانية، يؤدي إلى قطيعة النظرة إلى الذات والوجود والآخرين" *

فتحول الجد إلى كلب سينزل لعنة، ستطارد الأسرة في كل مكان مع لقب "بنو كلبون" ص25 وهي لعنة لم تمت بوفاة الجد الذي "مات وعلى شفتيه الشاحبتين ابتسامة الرضى وكأنه يفارق الدنيا وقد حقق ما تصبو إليه نفسه من أحلام وتمنيات "،ص23.

أما العمة، فقد شكل مرضها امتدادا لمرض الجد ، وهو ما يوحي بنوع من توارث للحالة داخل الأسرة، وأن هناك خللا جينيا من نوع ما ، مما دفع بالعائلة إلى الهجرة بلعنتها إلى المدينة حيث استفحلت حالتها وأصبحت تجد راحتها الوحيدة في اقتعاد الثرى أمام البيت ، معرضة نفسها لحرارة الشمس اللافحة، ص31 وهي نفس حالة الأب رغم الاختلاف في حدة السلوك، الذي يدخل في خانة الانكفاء على الذات ، أو النكوص إلى الماضي وهو ما وصفه مصطفى حجازي بقوله " كلهم يستبدل الصورة البائسة من الوجود الراهن بالعودة إلى الماضي ... وذلك بالهروب الخيالي الذي لا يتغير الدلالة الذاتية ويغير الواقع النفسي *

إن ارتباط العمة بأبيها وتفانيها في محاولات علاجه ، وموته الغريب ، خلف لديها صدمة قوية وتأثرا عميقا، كان من نتائجه الوقوع ضحية لنفس الحالة التي حاربتها من قبل بكل ما أوتيت من إمكانيات...

*أما الفقيه : فقد صوره الأستاذ مصطفى لغثيري بشكل كاريكاتوري، وبأقنعة متعددة، فحضوره إلى بيت الأسرة من أجل التدخل لعلاج العمة أدى به إلى اغتصابها "اقتحمت {الأم} الغرفة فإذا بها تجد العمة عارية من ثيابها، والفقيه يجلدها بسوط، وعلامات الانتشاء واللذة بادية على سحنته" ص(32).

وهذه الصورة القاتمة والهمجية في التعامل مع المريض نفسيا لا تزال سلبياتها إلى الآن، وتنم عن جهل بأبجديات الطب النفسي أو لعدم انتشاره في تلك الحقبة .. وما كان الفقيه سوى صاحب الطب البديل لكل آفات الدهر لكونه فقيها، متعلما، عارفا، يمثل المقدس وهي ميزات منحته سلطة ونفوذا غير محدودين، وكل ممارساته تأخذ مشروعيتها دينيا، وتجعله في أعلى مقام كمتبصر، وناصح … فالأم استشارته حول الخطوة المرجو اتباعها من أجل استشفاء العمة ، رغم إحساسها وتيقنها من قذارة أفعاله وتصرفاته، فاقترح عليها "ضرورة إقامة حفلة للأسياد … والذهاب بها إلى البحر وتجعلها تغتسل في مياهه سبع موجات متتابعة في الصباح الباكر" ص(33) وفي حالة الجد اكتفى الفقيه بإعداد تميمة "أعد لها تميمة" ص(20)، يشير مصطفى حجازي أن "الاعتداء على المناطق الجنسية الحساسة، والاغتصاب بمختلف الأدوات … يتجاوز مسألة الألم الحسي المحض كي ينتقل إلى مستوى دلالي نفسي/اعتباري/قيمي" *

كما أن الضحية تتحول من خلال تلك الممارسات إلى سلعة "وتجارة رائجة تنتشر في أوساط البسطاء من الناس، تسلبهم القليل الذي يمكن أن يمتلكوه" *

ونلاحظ في حالة العمة كذلك كيف أن الأم لم تستطع تحمل حالتها ومرضها بكل أثقاله، نظرا لوضعية القهر والعجز، فأضحت تبحث عن وسيلة تمكنها من السيطرة على الوضع، مما دفعها إلى الحلول الخرافية وسقوطها بسهولة في أيدي الفقيه ،الذي يعتبر مجرد جلاد "تتحول [عنده] الضحية إلى شيء، وتسحب منها إنسانيتها، [كما أن] ممارسة التعذيب تحتاج إلى إلغاء الشعور بالذنب أو تعليقه" * وهي الصورة التي رسمها الروائي مصطفى لغتيري على لسان سارده "فإذا بها تجد العمة عارية من ثيابها واللذة بادية على سحنته" ص(32)، وكذلك عند تطرقه لحالات الصرع التي كانت تنتابه بقوله "غادرنا [الفقيه] وأنا على يقين أن الرجل لا يستطيع إزاء ما أعاني منه شيئا، وبالفعل لم تتحسن حالتي إلا بالقدر الذي أنعم فيه بالهدوء بعيدا عن التوتر" ص(76).

الفاسي : لقد صور داخل المتن الروائي في صورة المستعمر الجديد، وهو نموذج للفئة التي استفادت من خروج المستعمر الفرنسي "أهل فاس" ص(26) وهو المالك الجديد للمصنع الذي سوف يشغل اليد العاملة النازحة من البادية "احتاج إلى عمال جدد وهكذا لم يتعب أحد من أعمامي أو عماتي في الحصول على عمل في مصنع الزجاج" ص(27).

إنها البورجوازية الجديدة السابحة في فلك الاقتصاد الفرنسي والتابعة له بشكل مطلق.. استغلت الظروف التاريخية وسيطرت بكل ثقلها وقوتها على الاقتصاد الوطني، وقد انعكس ذلك على مصير الأفراد ووصل إلى حد التحكم فيهم واتخاذ القرار بدلا عنهم ،فعندما قرب الفاسي الأب منه و "كلفه بحراسة مكتبه الخاص" ص(28)، يعتقد القارئ معه أنها امتداد لثقافة الإيثار والمحبة والإحسان، لكن الأمور اتضحت عندما اتخذ قرار تزويجه من إحدى عاملات المصنع "فقد تقرر [مصيره] وزواجه بصاحبة المكنسة" ص(29) وهذه الوحشية ستظهر بشكل جلي مع استفحال الأزمة الاقتصادية ولجوء الدولة إلى سن سياسة إعادة الهيكلة ليتم طرد العديد من العمال ومنهـم كلـب حراسة مكتبه






الخاص "الأب" ودخول البلاد إلى مرحلة تحول خطير ،ولجوء الناس إلى البحث عن العمل بعدما كان متوفرا في

كل مكان – خروج الأم والأخت للبحث عن العمل –

لقد شكل "الفاسي" نموذجا مصغرا للفئة المتحكمة في الاقتصاد الوطني، وفي مصير الفئات المنتجة، وهي إشارة في الإمساك بزمام الأمور على المستوى السياسي، وتسيير البلاد بشكل عام.

الأب : لقد تم عرض العديد من الخصائص الشخصية له، فهو رجل انطوائي إلى حد كبير، لا يقدر على المواجهة، وخروجه من القرية هاربا من اللعنة التي لاقت العائلة، واندماجه في العمل مع الفاسي كإنسان فاقد للقرار والرأي، والمبادرة ،وتكليفه "بحراسة مكتبه الخاص" ص(28) إشارة إلى إخلاصه وهي سمة كلبية، خصوصا بعد ملاحظة انعزاله واختلافه عن الآخرين ولتميزه بالصفات الكلبية الأخرى كالطاعة وعدم إبداء الرأي ،كما هو الحال في مشروع زواجه "تم تزويجه" ص(29) وموقفه السلبي خلال مرض العمة وترك كل الأثقال ترزح تحت كاهل الزوجة "رجل سلبي وغير متعاون" وتعاطيه للمخدرات وإدمانه على الاستماع لأغاني م كلثوم "بالإضافة إلى سهولة إدعانه تحت إلحاح الزوجة بإرسال أخته "العمة" إلى بويا عمر "لتقضي نحبها هناك" ..ضعف الشخصية ثم انكساره بعد طرده من العمل وعدم البحث عنه في مكان آخر، وعودته في هجرة مضادة إلى البادية مهزوما.

ولعل أسباب هذا الانطواء راجعة إلى كونه كان مدمنا على تدخين الخشخاش، مما يجعل المتعاطي له مسالما وسلبيا إلى حد كبير، والإدمان يشكل "إحدى آليات القلب إلى الضد المعروفة لما فيه من تغيير لدلالة الوجود ذاتها وبالتالي دلالة الذات، يلعب دور التعويض على خواء الوجود وبؤس وانعدام القيمة من خلال الجرعة ينقلب الخواء إلى امتلاء" *

الأم : لقد شكلت الأم على امتداد صفحات الرواية صورة للمرأة الموضوعية في الأماكن الأكثر إجحافا وقهرا، تعيش داخل أسرة مختلة الأدوار "يحل الرجل مركز القوة والثقل، بقدر ما تتحول المرأة إلى مركز الضعف والمهانة" تعاني من مرض العمة وكذلك مرض السارد "تحكي أمي بين فترات متباعدة، أن معاناتها مع عللي لم تخب حدتها يوما" ص(40)، ومن خلال العنف الممارس عليها من طرف الأب" * حين كان يطردها أبي من البيت تحملني معها إلى بيت أهلها" ص(41)، ومع الذات والنفس "أمي لا تكف عن البكاء" ص(41) "وجدت لنفسها بعض الأعمال اليومية التي تسد رمقنا" ص(70).

كما مثلت نموذجا للمرأة الأمية المتخلفة، التي تقنع بتفسير الظواهر بشكل غيبي ،سواء في تعاطيها مع مرض العمة، أو ابنها علال، لكن إرادتها كانت قوية.

الكناوي (الدجال) : لقد رسمت لهذه الشخصية صورة متشابهة مع صورة الفقيه مع بعض الاختلاف الطفيف، وذلك من خلال طقوسه، مما جعله يمثل حالة من الانشطار النفسي للوجود إلى نقطتين متضاربتين الخير/ الشر، فإذا كان للفقيه تفسير ما ورائي للأحداث فهو الآخر - الكناوي - يقوم بفعل الإسقاط لصورة الشر على مختلف الحالات بزعمه "إغضاب الأسياد" ورد الفعل هذا ناتج عن عجزه وفشله في الوصول إلى الحل وطقس






الجذبة هو الآخر يمثل نفس المفهوم العام للفشل … وهو ما أشارت إليه الدكتورة سعاد مسكين بقولها عند تحليلها لنفسية السارد الانشطارية في رولية " رجال و كلاب" بقولها حرص "السارد على الصعود إلى مدارج الوهم والتخريف يقدم مثل هذه الطقوس المتحررة من [قيد] المنطق والتعقل، تتوق فيها الذات إلى العودة إلى المعتقد الشعبي ، باعتباره النبع الصافي الذي يفسر الظواهر، التي يعجز الإنسان على تحليلها والظفر بها" *

ومن خلال الرقص والحركات الغريبة والعنيفة بالإضافة إلى الهيئة التي يعطيها الدجال (الكناوي) لنفسه الغرابة/الانعزال/اللباس تجعل منه رجلا يتلاعب بأمل الآخرين في الخلاص، من خلال ممارساته السحرية ،يشير الدكتور مصطفى حجازي إلى كون المشعوذين "يحيطون أنفسهم عادة ببعض المظاهر الغريبة في الملبس والمسلك والحديث ويضعون ضحيتهم أثناء ممارسة هذه الوسائل [الطقوس] في جو غريب، فيه الإعجاب والكثير من الرهبة"

السارد (علال/الطفل)

لقد تبين من خلال الرواية أنه شخصية تعاني جدا من الوهم والانشطار والوسواس، منكفئ على ذاته ولا يحلو له سوى الهروب نحو الخيال .. وقد قدمه المؤلف في صورة بائسة جدا وبأعراض متعددة ورغبات كثيرة، تلح كي تشبع، لكنها تلقى دوما مقاومة.

فعلال، تأثر كثيرا بأمه نظرا لحبه المفرط لها، "كانت أمي لا تكف عن البكاء، كنت أجاريها في ذلك، كانت تنهرني وتأمرني بالكف عن العويل ثم تطلب مني أن أخرج من البيت لألعب مع أقراني، فلا أستجيب" ص(41)، رجل يتقاذفه الوهم "شككت في أمري، إنني أقرع بثبات أبواب الجنون" ص(9)، وفي حديثه عن حادثة اختطاف صاحب الدكان "الحالة تكررت مرات عدة" ص(12).

رواسب هذه الهلوسات كانت نتيجة للماضي وللظروف القاسية التي عاشها مع الأسرة، ولما ترسخ في ذاكرته الفجة، سواء من خلال حكايات الأم "تحكي أمي بين فترات متباعدة …" ص(40)، وهو ما كون لديه مجموعة من العقد النفسية "ابن أمه" ص(40) بالإضافة إلى ما تعرض إليه في المدرسة، وما انتابه من إحساس بالقسوة ،بحيث كان خاليا من كل درع يحميه، مسالما كان "أمام رجل يصدر الأوامر" ص(42)، ومخلفات الليلة الكناوية" يستحضر تلك الليلة بكل جبروتها وعنفها…" ص(47) وحادثة الحريق وهو أمر "أضاف إلى [نفسه] رعبا جديدا، [أصبح] معه أكثر جبنا وخوفا" ص(50)، مما نتج حالات مرضية ونفسية كالتبول في الفراش "تبولت في ملابسي أكثر من مرة" ص(52) "الطفولة البائسة" ص(53) والعلاقات الفاشلة مع الجنس الآخر "الأنثى" بالإضافة إلى ظهور "حب الامتلاك المتأخر للأشياء" الذي كان سببه الحرمان، وشراسة الأب" ص(62 والإحساس بالتهميش والخجل، بانتهاء عملية الرسم يعود "إلى إنسان خجول … أعيش على الهامش" ص(68) مما يؤدي به إلى الدخول في دوامة العنف والتدمير لأحب الأشياء له "جمعت كل لوحاتي وأوقدت فيها النار" ص(70).






ولعل هذه الرواسب كانت أكثر العلامات دلالة على انشطار هذه الشخصية، والتي سوف تصبح "بمرور الوقت … حياتان متوازيتان" ص(73) آمن بهما وتعلم كيف يتعايش معهما.

ولعل هذه الشذرات، توضح من ناحية الأعراض التي سيطرت على السارد، وهي جد متنوعة، لكن طابعها الأساسي مؤطر بالكبت/والقهر/والرفض/والحرمان/والوسواس …

يشير الدكتور مصطفى حجازي "أن الهجاس (الوسواس) في أعراضه، هو تعبير عن صراع حاد بين رغبات تلح لكي تشبع ولكنها تلقى مقاومة ضارية، لأن الفرد يعيشها كرغبات غير مقبولة "وهذا الأمر سوف يتضح أكثر خلال مرحلة وعي السارد، وبداية مرحلة التحول سواء على المستوى الفيزيولوجي أو في نمط تفكيره، بحيث ترسخت لديه قناعة الانعتاق من حالته المرضية" ص(66)، والرغبة في الاستشفاء و "من [أن] يكون جادا في طلب الشفاء، لابد أن يتحقق له ذلك يوما" ص(66) والرغبة في البحث عن "ربط علاقة متينة مع إحداهن" ص(58)، وهذا التحول جعله "مداوما على حضور الصلاة" ص(71) ويقينه الصادق من العلاج التقليدي والموقف من الفقيه وطرق علاجه "أنا على يقين أن الرجل لا يستطيع إزاء ما أعاني منه شيئا … لم تتحسن حالتي إلا بالقدر الذي أنعم فيه بالهدوء بعيدا عن التوتر" ص(76) وهو موقف ظهر بشكل جلي كذلك من خلال عملية الصرع التي قام بها الإخوان "الحقيقة، أنني وجدت نفسي، أقارن بين حفلة "الجذبة" التي حضرتها وأنا لا أزال صغيرا، وبين ما قام به الشباب، بدا لي أنهما وإن اختلفتا في الشكل فإن العمق واحد" ص(78).

وهي الرغبة في الانعتاق والبحث عن البديل، جاءت نتيجة لقناعته بزيف كبير من المعتقدات، والممارسات، والسلوكات، فاهتدى إلى الثقافة العالمة "التهمت كتبا لا حصر لها .. أخذت أسبح في عوالم جديدة، اكتشفت قارات فكرية لم تطأها قدمي من قبل … كان اكتشافي للتحليل النفسي تدريجيا" ص(78). وهو أمر أدى إلى تحسن حالته رغم كون المرض "ظل جاثما على [صدره] وإن بحدة أخف" ص(79).

وكان لتعلقه بالفلسفة الوجودية فوائد عديدة، مكنته من اكتساب الثقة في ذاته، وساهمت في تكوينه، وأعطته القدرة على التحكم في النفس، والتغلب على حالة الصرع التي كانت تنتابه، لكنها في المقابل "تركت مكانها للأوهام التي [تتملكه، وأصبح يتوهم] كثيرا من الأمور" ص(80)، وأدخلته مدارات العزلة "أصبحت وحيدا في هذا العالم بشكل فظيع، تدريجيا أخذت أعتزل الناس" ص(82).

وهذا التحول الجديد، ولد له كره الناس والزواج والأنثى، التي يهيم بشغفها في أحلامه، لكن في الواقع تسبب له القرف "حين أفكر في الزواج، أشعر بالقرف، ويصيبني الغثيان" ص(84).

كما أن التحكم في الذات مكنه كذلك من تسليط وتصدير الكره والقمع للآخرين، حين صد طلب زميلته في العمل بالزواج منه "أحسست أن مهمتي تمت بأحسن ما يرام" ص(85)، وهو أمر أدخل الحبور إلى نفسه "الآن أمارس حياتي كما أشاء" ص(85).







لقد شكل السارد نموذجا مثاليا للشخصية الانشطارية والمكبوتة، التي تتنازعها العديد من الحالات، وبقناعين ومستويين نفسيين، الأول واع يتصف بنوع من المنطق والقبول على المستوى الاجتماعي، والثاني يحكمه اللاوعي، ويتضمن كل المكبوتات، والعقد التي تهدد النفس في توازنها ،وتدمر الذات مع إثارتها لكثير من القلق.
الكلب : لقد شكل الكلب العمود الفقري، والخيط الرابط بين الحكايات الجانبية، والقصة الرئيسية للرواية ونموذجا مثاليا لبناء فضاء الرواية ،انطلاقا من الفكرة المحورية "اللعنة" ولقب "بنو كلبون" التي طاردت العائلة، كما أن كثيرا من أوصافه "الكلب" أسقطت على أغلب الشخوص "كالجد في تقليده لحركات الكلب، والعمة" عند تفضيلها اقتعاد الثرى والبقاء طويلا تحت لفحات الشمس، والأب في إخلاصه وتفانيه للفاسي وعودته إلى مسقط الرأس. وكذلك من خلال تعلق السارد به والاحتفاظ به فقط في أحلامه بعد قمع الرغبة في تملكه من طرف الأب، واستمرار نموه فقط في مخيلته، وعالمه الخاص، وتفضيله على كثير من الأشياء "الأنثى" وحضوره كذلك مجازا وتشبيها ككلب متشرد أو كلاب متشردة في نمط عيش الأسرة في فقرها المدقع والبائس، وفي صورة الفقيه الذي كانت له أخلاق الكلاب في اغتصابه للعمة، والكناوي في ممارساته وتدجيله في الليلة الكناوية بممارساته وجبروته ككلب … وكذلك اقتياد صاحب الدكان من طرف شخصين وهو ما أوحى، بصورة الكلاب "رجال الشرطة" وفي بحث السارد عن صاحب الدكان وتعقب أثره "ككلب" وفي تصرف السارد مع زميلته، بتصرفه الكلبي الخالي من الرأفة والإحساس بنبل الحب.

استنتاجات وخلاصات :

يمكننا الخروج بالعديد من الاستنتاجات ،التي حاول المتن الروائي ترويجها ومقاربتها، أو انتقادها، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :

· كون مرجعية الحكي اعتمدت في بناء النص الروائي على خلفية تاريخية مهمة من خلال عملية لاسترجاع لحصر وتأطير المرحلة بدقة.

· على علم النفس من خلال استعراض حالات الجد والعمة، والسارد …

· من خلال التشكيل (الرسم) والدين : صورة الفقيه والإخوان، وطقوس الجدبة "الكناوي".

· اللجوء إلى تقنية الخطاب المباشر مع القارئ "المفترض" وهي عملية أو تقنية وإن جعلت السارد متمكن أكثر ومتحكم في مجريات الأحداث، فقد أفقدت القراءة لذتها، ورغم ذلك شكلت لحمة أساسية ورابط مهم، وقنطرة للانتقال بين مختلف المحكيات، ومحطة أو محطات للاستراحة والتأمل، إما للتشكيك أو إعادة النظر فيها (المحكيات) للحيلولة دون ربطها كسبب مباشر لمرض السارد، وهلوساته.

· حضور الكلب بمختلف تمثلاته/الواقع/الحلم/ المرض، شكل تيمة أساسية داخل المتن الروائي وأعطى وقعا كبيرا وأضحى رمزا للعنة، وتحقق الذات في الحلم، وشكل استعارة كبيرة وامتعاضا مهما على سلوكات الشخوص الأخرى.

· أبرز المتن بشكل عميق، معاناة الأسرة النازحة إلى المدينة إبان الاستقلال، ورصد معاناتها داخل المحيط الجديد، وتأثرها بالكثير من العادات الجديدة مع احتفاظها برواسب ثقيلة من الماضي، وتقاليد البادية (التآزر/الأسرة النووية/ المعتقدات/ الطقوس/نمط التفكير …

· رصدت الشعور بالضياع، والقهر لمختلف الأبطال، والتوزع والانشطار والإيمان بالعلم/والخرافة (حالة البطل)…

· التعاطي للمخدرات، والإحساس بالاغتراب في محاولات للبحث عن تصالح مع الذات والآخر.

· تعكس الرواية من خلال أبطالها وشخوصها وضعا مأساويا، اتسم بالفقر، والحزن، وغياب الوعي.

· رصد التفاوت الطبقي للمجتمع المغربي إبان الاستقلال (ظهور فئات جديدة مسيطرة (الفاسي) في مقابل قاعدة واسعة من الكادحين).

· رصدت ظاهرة التطرف الديني وبروزها بشكل ملفت للانتباه، كنتيجة لاختلال القيم الاجتماعية والدينية، وكاحتجاج ضد الأوضاع المتردية.

· أبرزت أن المعاناة النفسية تفجر طاقات الإبداع.

· استقطاب الواقع الاجتماعي من جوانب متعددة جعل النص الروائي أكثر ثراء وإيحاء، وأكسب الرواية نموا عفويا وواقعا مشحونا بالموت، والحزن والمآسي.

· حضور لوحات وصفية : الصرع/الحفلة/مولاي إبراهيم.

· ضمها لأنماط مختلفة من الشخصيات المتباينة الأب/ الجد/ الأم / الفقيه / العمة /الدجال / الفاسي / الرحال / العمال/الشرطي/صاحب الدكان/الكلب/السائق … وأغلبها هامشي، بل ضائع، وضحية من ضحايا المجتمع.

· لا تظهر الرواية وعيا عماليا، أو سياسيا، كما أنها تتضمن اعتناق رؤية إيديولوجية.

· تصوير البورجوازية الجديدة بصورتين عند بداية الاستقلال وفي ظل الأزمة الاقتصادية.

· لم تتضمن الرواية فصولا، بل كانت أحداثها متسلسلة، تتخللها مناورة السارد مع القارئ الافتراضي.

· تحرر الرواية من قيود الزمن التقليدية، وحاولت خلق زمن نفسي، ناتج عن تقلبات مزاج السارد (البطل).

وفي الأخير لا يسعني إلا التنويه، بهذا العمل الجاد والرصين والذي يشكل إضافة مهمة للأدب المغربي والعربي، لما تضمنه من جماليات جديدة ومسوحات فنية رائعة، استطاعت منحه خاصية التفرد، والتمييز، وقد استغربت من كونه العمل الروائي الأول للأستاذ مصطفى لغتيري ،الذي ألفته قاصا ومبدعا متميزا في مجال كتابة القصة القصيرة جدا ،وما هذا الانتقال إلى فضاءات الوصف الرحبة والدقيقة إلا رغبة ملحة منه وقدرة على اختراق جميع الأجناس الأدبية والإبداع فيها بشكل خلاق ،وتطويقها وتطعيمها بجماليات وإضافات قل نظيرها.
هوامش

مصطفى حجازي "الإنسان المقهور" ص 145.

* الدكتورة سعاد مسكين "الانتظار وأسلوب الكتابة" في رجال وكلاب "المنعطف الثقافي عدد 183، 26/27 يناير 2008.

* مرجع سابق ص 238.

* د مصطفى حجازي "التخلف الاجتماعي" مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور ط 8/2001 المركز الثقافي العربي ص 109.



* مصطفى حجازي "الإنسان المهدور" ص 306 دراسة تحليلية نفسية اجتماعية

* مصطفى حجازي "التخلف الاجتماعي" ص 204 مرجع سابق

* مصطفى حجازي، الإنسان المغدور ص 134 مرجع سابق

* مصطفى حجازي "التخلف الاجتماعي" ص 140

* مصطفى حجازي "الإنسان المهدور" دراسة تحليلية نفسية اجتماعية ص 153

* الملحق الثقافي لجريدة المنعطف مرجع سابق

* د مصطفى حجازي "التخلف الاجتماعي" ص 140 مرجع سابق



* د مصطفى حجازي "التخلف الاجتماعي" ص 255 مرجع سابق





#ركاطة_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ركاطة حميد - رجال وكلاب لمصطفى لغتيري بين رواسب الماضي و إشكالات الحاضر