|
حقائق العصر الكبرى وتقادم الماركسية المزعوم
فؤاد النمري
الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:33
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من غير الجائز الإفتراض أن كارل ماركس نفسه كان سيكون ماركسياً لو لم ينحز مقدماً إلى البروليتاريا ونضالها من أجل الإنعتاق التام من نير العمل المأجور . وبذات المعيار لا يجوز لأحد أن ينظر في صحّة النظرية الماركسية ما لم يكن منحازاً للبروليتاريا مسبقاً، بمعنى أن يرى نمط الإنتاج الخاص بها، بعد حذف الرأسماليين بالطبع، هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتحرير البشرية، كل البشرية، من كل أنواع القهر والاستغلال والعوز والخوف، وهي وحدها أيضاً التي ستنقل الإنسانية شوطاً متقدماً جداً على طريق رحلة الأنسنة التاريخية حيث تتكامل إنسانية الإنسان حتى حدود الكمال فلا يعود الإنسان حينذاك يشبه بشيء إنسان اليوم وقد تطهّر من كل مواريثه الحيوانية الوحشية . لسنا هنا في معرض التشكيك بالمستوى العلمي للمتخصصين في الأبحاث العلمية الإجتماعية سواء كانوا أساتذة في الجامعات أو في معاهد البحث في شؤون العلاقات الدولية والإجتماعية من الذين يقولون بتقادم الماركسية وأنها كانت نظرية القرن التاسع عشر، دون أن ننسى أن الكفاءات العلمية لا تتكفل بتحرير الإنسان من مواريثه الطبقية، نقول لا نشكك بكفاءة كل هؤلاء، لكننا بذات الوقت لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة بديهية تقول أن تعيين المكان المقصود هو ما يعيّن طريق الوصول إليه. وهو ما يعني بالضرورة أن من لا يستطيع أن يتمثل مصائر نمط الإنتاج البروليتاري في المجتمع الشيوعي فلن يستطيع حالتئذٍ أن ينقد الماركسية ويخرج بنتائج ذات شأن أو ذات اعتمادية .
كان من التداعيات الهامة لانهيار الاتحاد السوفياتي والثورة الإشتراكية العالمية هو العودة الشاملة لدراسة النظرية الماركسية من جديد ومساءلة بعضهم لماركس عما أعتبر بمقدار أو بآخر النتائج الكارثية لنظريته. انقسم الدارسون إلى ثلاث فرق ـ فرقة انطلقت من مواقع طبقية رأسمالية وهي لم تقدم نقداً لماركس يستحق الإعتبار من مثل نقد فرانسس فوكوياما في نهاية التاريخ وصمويل هنتنغتون في صراع الحضارات. وفرقة ثانية تحمل مواريث البورجوازية الوضيعة وكانت هذه الفرقة تعشش داخل الأحزاب الشيوعية وانقلبت بين عشية وضحاها لتطعن بماركس وبأهم مكتشفاته في علم الإقتصاد المتمثل بقانون القيمة الرأسمالية وفي علم السياسة المتمثل بالدولة ودولة دكتاتورية البروليتاريا ومثل هؤلاء هم كافة أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي بعد طرد البلاشفة الستة في نهاية الخمسينيات وقد استنكفوا بعدئذٍ من العمل الشيوعي وانتهوا إلى تقسيم الإتحاد السوفياتي وشطب المشروع اللينيني في الثورة الإشتراكية . والفرقة الثالثة تقول بشيخوخة الماركسية وأنها بحاجة إلى تطوير وتجديد ومثل هؤلاء هم قادة الأحزاب الشيوعية التي ما زالت قائمة بصورة عامة ويشارك هؤلاء الفرقة الثانية في بعض طعونها فيرون ضرورة الاستغناء عن دولة دكتاتورية البروليتاريا والاستعاضة عنها بدولة الديموقراطية البورجوازية الليبرالية وتداول السلطة، كما يقولون أيضاً بأن المعرفة أخذت تلعب دوراً هاماً في تحديد القيمة الرأسمالية للبضاعة، وبلغت ضلالتهم حد المطالبة بحالة ميتافيزيقية تسمى”العدالة الإجتماعية“ عوضاً عن الإشتراكية !!
في الفرقة الثالثة أخطر أعداء الشيوعية، فلعل النقد البائس المتهالك الذي أتى به كل من فوكوياما وهنتنغتون لماركس خدم الماركسية وزاد من وهجها وخاصة بعيون المثقفين في الولايات المتحدة الأميركية نفسها وفي أوروبا الغربية كذلك . ولم تقدم الفرقة الثانية سوى الإفلاس الذي لا يشتريه أحد . أما الفرقة الثالثة، وهي بأجمعها من عجينة البورجوازية الوضيعة، فهي ألد أعداء البروليتاريا وأسفلهم. خذ مثالاً لهم نيكيتا خروشتشوف الذي عرض أميّةً وغباءً لا حدود لهما حينما سخر من مبدأ الصراع الطبقي في المؤتمر العام الإستثنائي للحزب الشيوعي السوفياتي عام 1959 وقال هازئاً .. ”لماذا يتقاتل عمالنا وفلاحونا ؟ أنتركهم يتقاتلون لِمصلحة الأعداء الرأسماليين ؟! ـ يا للعجب العجاب، من يشغل مركز لينين وستالين لا يفهم طبيعة الصراع الطبقي !! ـ ثم يتساءل بسخرية ممجوجة ..” ما حاجتنا لدكتاتورية البروليتاريا ولدينا الديموقراطية الإشتراكية ؟ “ كان يصيبني الغثيان كلما تذكرت القائد الأعلى للثورة الإشتراكية العالمية يقول مثل هذه الأقوال الغبية التي لا صلة لها بالفكر الماركسي إلى أن استمعت لابنه سيرجي متسائلاً ..” كيف صنعوا من والدي منظراً في الماركسية وأنا لم أشاهده يوماً يقرأ صفحة واحدة من أعمال ماركس ولينين ؟! “ إذّاك إنقلب غثياني إلى ما هو أكثر من الدهشة متسائلاً .. " كيف لمثل هذا الغبي الأحمق، الذي كان قد وصفه ستالين بعدم الفهم أن يتسلم أخطر مركز في العالم وفي التاريخ وهو مركز القائد الأعلى للثورة الإشتراكية العالمية، مركز لينين وستالين ؟!! هذا الغبي الأحمق الذي بلغ به السفه إلى أن يتصور أنه سيصل إلى الشيوعية بقيادة الفلاحين فلم يصل إلا إلى تقويض مشروع لينين ودفعه إلى الهاوية.
ما يثير السخرية حقاً هو أن الذين يتنطحون اليوم إلى ما يصفونه بتطوير الماركسية أو أحياناً تحديثها هم “ الشيوعيون “ من ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة . الحقيقة في هذا الشأن هي أن الصراع الطبقي بين البروليتاريا من جهة والبورجوازية بمختلف أطيافها من جهة أخرى قد انتقل منذ ظهور خروشتشوف في الحياة السوفياتية إلى ساحة معركة قاسية شديدة الوعورة تتسلح فيها البورجوازية بتراث فكري تنامى عبر تاريخ طويل امتد لخمسة قرون، وتستخدم مختلف صنوف أسلحتها مستهدفة تقويض الماركسية وتفتيتها أو تحويلها إلى جثة بلا حياة . تشن مثل هذه الحرب القذرة وهي تلبس لبوس الأصدقاء فتطالب فقط بتحديث الماركسية بقصد تفعيلها، كما تنافق، بادعاء أنها شاخت في بعض مفاصلها . إنها تطلق مثل هذه الصيحة “ المتواضعة “ أو “ الصديقة “ لأنها تدرك أن تقويض الماركسية هو مهمة مستحيلة حيث جهد قبلهم الرأسماليون بكل قدراتهم غير المحدودة ولقرن طويل لتحقيق ذلك دون أن يفلحوا ولو بمقدار.
السؤال الفيصل هنا هو .. هل الماركسية حقاً بحاجة إلى تطوير وتحديث أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ كان لينين قد خاض ذات المعركة لكن بصيحة معاكسة تماماً وكان هدفها أيضاً هو ذات الهدف وهو إفراغ الماركسية من قواها الحيّة كما تكون الأصنام . خلال العقدين الأول والثاني من القرن العشرين 1902 ـ 1922 خاض لينين أشرس المعارك ضد زعماء الأممية الثانية ، وعلى رأسهم المنظران الكبيران كارل كاوتسكي وجيورجي بليخانوف، وقد أرادوا أن يخنقوا ماركس في غرفة مغلقة مليئة بالزهور كما صوّر لينين . قبل نهاية المعركة بتخلّي الأممية الثانية نهائياً عن الماركسية عام 1922 ، أعلن لينين بعبقريته الفريدة .. ” إن الماركسية كليّة الصحّة “ . وهو ما يعني أن صحّة الماركسية تتجاوز الزمان والمكان . لم يعلن لينين هذا من باب التحزّب أو الانحياز الأعمى بل لأن ماركس كان قد اكتشف القانون العام للحركة في الطبيعة وهو قانون ” المادية الديالكتيكية “بمواده الثلاث، وحدة الأضداد ونفي النفي والثورة، ورأى أن المادة بمختلف تجلياتها الجامدة والحيّة كما الطاقة تخضع لهذا القانون خضوعاً تاماً لا لبس فيه ولا مهرب منه . لم يبحر ماركس في مختلف مناحي محيطه الفكري والفلسفي الواسع إلا مسترشدا بالنور الساطع لمنارة ” المادية الديالكتيكية “ السامقة . لهذا السبب تحديداً اكتسب مركب الماركسية خاصية فريدة وهي أنه لا يبلى ولا يتقادم . تبلى الأنظمة وتبلى قوانينها لكن مركب الماركسية لا يبلى . قد يدخل بحاراً جديدة ومظلمة لم يتسنَّ لماركس دخولها نظراً لعمره المحدود إلا أن أي قبطان يستطيع أن يبحر على ظهر المركب الماركسي في مختلف البحار المستجدة المجهولة دون أن يتوه أو يضلّ . أن تكون الماركسية دائماً وأبداً كلية الصحّة ذلك يعني مباشرة اتهاماً قوياً لكل الذين ينادون اليوم إلى تجديد أو تطوير الماركسية وبالخصوص أولئك الشيوعيون من ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة .
العسكر والفلاحون السوفييت، وهم أقوى شرائح البورجوازية الوضيعة، قاتلوا بعناد من أجل ألا يعبر الإتحاد السوفياتي برزخ الإشتراكية إلى الحياة الشيوعية وذلك من قبيل الدفاع عن النفس، عن نمط الإنتاج وبالتالي نمط العيش، بالإضافة إلى جهلهم بنعماء الحياة الشيوعية . لم يكن بإمكانهم تحقيق أي انتصار في صراعهم الطبقي طيلة حياة القائد البولشفي الفذ وتلميذ لينين النجيب جوزيف ستالين . بعد رحيل ستالين اختار هؤلاء الأعداء للاشتراكية وللبروليتاريا، اختاروا من بين أعضاء المكتب السياسي للحزب نيكيتا خروشتشوف وقد اشتموا فيه رائحة وضاعة البورجوازية وانعدام البولشفية إذ كان لديه رغبة جامحة ومدمرة لأن يصل إلى مركز القيادة في الحزب والدولة وقد أخذ لدى تسلمه أمانة الحزب المسؤولة عن التنظيم حال رحيل ستالين، أخذ بتقريب أزلامه ومحازبيه وتسليمهم المراكز المفصلية في الحزب تماماً مثلما كان قد فعل في الثلاثينيات المجرمان زينوفييف وكامينيف بالحزب في منطقة لينينغراد . اشتموا فيه عفن البورجوازية الوضيعة فاصطفوا خلفه ونجحوا في دفعه إلى سدة القيادة وقاموا بأكثر من انقلاب قصْر في هذا السبيل . في استجابة آلية بدأ خروشتشوف برنامجه التحريفي حتى أنه ادعى أن لينين لم يعاصر الشركات المتعددة الجنسيات ـ وليس من قبيل المصادفة فقط أن يتحجج المنادون اليوم إلى تجديد الماركسية بحجة خروشتشوف ذاتها وهي الشركات المتعددة الجنسية !!
الشيوعيون من ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة كالحمر الحرون، تحرن في منتصف طريق عبور الإشتراكية كرهاً منها للوصول إلى الشيوعية ـ ولئن سألتهم عن سبب الحرون قالوا لك ..” الإرشاد الماركسي لم يكن سليماً، العلة في النظرية “ !! من هنا أجمعت الحمر على أن النظرية الماركسية بحاجة إلى تعديل أو تجديد أو تبديل كما ذهب السودانيون !! ماركس من قبره في الهايغيت في لندن يتحدى هؤلاء الحمر ليقول .. دعوا البروليتاريا تسوقكم وستصلون إلى الشيوعية دون عثرات تذكر !
المنادون إلى تعديل أو تجديد أو تبديل الماركسية يوجهون رماحهم الغادرة إلى ثلاث نقاط توهموا أنها مقاتل في جسم الماركسية وهي (1) قدرتها التحليلية، (2) قدرتها الإستشرافية، (3) الحتمية التاريخية . في الأولى يقولون أن الرأسمالية تجددت ولم تنهر، وفي الثانية يقولون أن الإشتراكية العلمية لم تكن حقاً علمية، وفي الثالثة يقولون أن التعاقب الحتمي للأنظمة لم يجر والتاريخ ينتهي دائماً بأكثر من احتمال ِ. كنا وصمنا البورجوازية الوضيعة بأنها أقذر وأشرس أعداء البروليتاريا فإذا كانت الطبقات الرأسمالية قد صوبت رماحها الجارحة نحو الماركسية دفاعاً عن مصالحها الكبيرة وقد فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، فالبورجوازية الوضيعة اليوم بمختلف شرائحها ترشق الماركسية رشقات لا تنتهي من رماحها المسمومة علّها تصيب منها مقتلاً . بسبب من وضاعتهم البورجوازية لا يدرك هؤلاء الرماحون حقيقة كبرى تقول أن الماركسية لا تقتل ولا تموت لأنها في الأساس قانون فيزيائي . فإذا كان أصل الأكوان والمجرات هو الإنفجار العظيم (Big Bang) في جسيم أصغر من حبة الحمص ، فإن الإنفجار ما كان ليحدث وتتشكل الأكوان تبعاً لذلك إلا لأن قانون الديالكتيك غير قابل للإلغاء ولا يموت وحتى حين تختزل كل الأكوان في جسيم بحجم حبة الحمص . ليس ثمة أدنى شك في أن قانون الديالكتيك هو سر الإنفجار الكبير وهو كذلك سر عظمة اكتشافات ماركس .
التكوين النفسي الشائه لدى البورجوازية الوضيعة لا يساعدها في التحقق من نقاط القوة في الماركسية . المقاتل التي توهمتها في جسم الماركسية إنما هي المرتكزات الأقوى فيها سواء كان في قدرتها التحليلية أو في قدرتها الإستشرافية وكذلك في مبدأ الحتمية التاريخية . المناورة الحاذقة هي من أخص خصوصيات البورجوازية الوضيعة، لذلك نراها تصر بإلحاح شديد وبغير أدنى مبرر لذلك، تصر على أن النظام الرأسمالي لم ينهر بل قد بُعث في حياة جديدة هي العولمة، وتتمادى فتدعي أن المواجهة بين الإشتراكية والرأسمالية إنتهت بانتصار الرأسمالية وهزيمة الإشتراكية . بناء على مثل هذه المعتقدات السخيفة التي لا تمت إلى وقائع الحياة بصله تتمكن البورجوازية الوضيعة من تسويق فكرها الطبقي الوضيع .
لا يمكن لأي باحث في الإقتصاد السياسي وفي العلاقات الدولية أن يصل إلى نتائج صلبة وماثلة على الأرض دون أن يدرك إدراكاً كليّاً وشاملاً الحقائق الكبرى الثلاث في عصرنا الراهن وهي التالية ..
(1) عموم الإنتاج في مراكز الرأسمالية الإمبريالية سابقاً هو اليوم من الخدمات . والخدمات قياساً بأبسط الشروط الجوهرية للإنتاج البضاعي الرأسمالي لا تتم مطلقاً من خلال نمط الإنتاج الرأسمالي، سواء من حيث رأس المال، أو من حيث أدوات الإنتاج أو من حيث تقسيم العمل والعمالة. وعليه فإن الرأسمالية الإمبريالية قد انهارت في مراكزها، وما العولمة إلا هروب فلول المؤسسات الرأسمالية من المراكز إلى الأطراف التي يستحيل أن يتطور نظام الإنتاج فيها إلى النظام الرأسمالي .
(2) انهيار المشروع اللينيني الإشتراكي المتجسد في الإتحاد السوفياتي لم يتحقق نتيجة للمواجهة بين المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. بل إن تواجد المعسكر الرأسمالي الإمبريالي على حواف المعسكر الإشتراكي قد أطال من عمر الأخير بحجة الوحدة في وجه الخطر الخارجي . حتى سباق التسلح لم يكن دوره أكثر من دور القنابل الدخانية لتغطية هجوم الطبقة الوسطى السوفياتية ضد البروليتاريا بالإضافة بالطبع إلى تجويعها . الطبقة الوسطى، طبقة البورجوازية الوضيعة التي استولت على السلطة في الدول الرأسمالية سابقاً فيما بعد العام 1975 ، عام إعلان رامبوييه، فقد سبقتها نظيرتها السوفياتية في الإستيلاء على السلطة منذ وصول خروشتشوف إلى رأس هرم السلطة عام 1954 ثم حسمت الأمر بالانقلاب عليه في العام 1964. عالم اليوم هو حقاً عالم الطبقة الوسطى .
(3) نمط الإنتاج الخاص بالطبقة الوسطى لا ينتج سوى الخدمات وهي إنتاج كسيح لا يصل إلى السوق إلا محمولا في جوف البضاعة . الخدمات أشبه ما تكون بميكروب مرض الملاريا الذي لا تتم دورته الحيوية إلا خارج جسمه كجسم الإنسان . وهكذا فإن الخدمات لا تتم دورتها الإنتاجية على شكل (خدمة ـ نقد ـ خدمة) إلا من خلال البضاعة والبضاعة هي إنتاج البروليتاريا حصراً . من هنا استوجب القول بأن الطبقة الوسطى لا تمتلك مشروعا إجتماعياً قابلاً للحياة وهي لذلك تفتقد الأساس المادي لتقيم عليه سلطتها . سلطاتها القائمة اليوم في مختلف دول العالم باستثناءات قليلة إنما هي سلطات عابرة سرعان ما تزول.
الكتاب والمحللون السياسيون والدارسون الاستراتيجيون لن يصلوا إلى أية نتائج ذات قيمة أو لها نصيب ولو قليلاً من الاعتمادية ما لم ينطلقوا بداية من هذه الحقائق الكبرى الثلاث في عصرنا الراهن . الدارسون للماركسية وقادة الأحزاب التي ما زالت ترفع راية الشيوعية ومنظّروها هم الأكثر تيهاناً إذا ما تجاهلوا هذه الحقائق الكبرى الثلاث أو أيّاً منها . أما الليبراليون فإنهم يسترسلون في الكتابة في الميتافيزيقيا راكنين إلى أن الآجال القصيرة لن تكشف سترهم .
#فؤاد_النمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي اللبناني يستعير مكتبه السياسي من مكتب حزب الله
-
ما بين العمل البرجوازي والعمل الشيوعي (Individual production
...
-
الحرية في الجوهر
-
في حوارٍ ماركسي
-
في المعتقدات الصدئة
-
إلى الذين استبدلوا الماركسية اللينينية بالسياسات الوطنية الب
...
-
في الحوار غير الماركسي
-
إساءة إستخدام قوانين الديالكتيك (ما لا أزال مختلفاً فيه مع ا
...
-
الهدّامون من الشيوعيين سابقاً
-
لغز التسلح السوفياتي !
-
ما زال في أيتام خروشتشوف نَفَس يتكلم !
-
الأمين العام خالد حداده .. نصيراً للشيوعية !
-
المرتدون عن الماركسية
-
في تقادم - المسألة الوطنية -
-
قضايا محورية في المرحلة الطارئة على التاريخ - مناقشة مع الرف
...
-
أغرب ما في التسابق البورجوازي الرجعي لنقض ماركس !
-
من الأفكار السخيفة لدى أنصاف الماركسيين
-
غواية السياسة ضد العمل الشيوعي
-
لا لوحدة اليسار! نعم لاتحاد الشيوعيين!
-
قانون القيمة البضاعي هو قيد عبودية المرأة
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|