|
مناخ جديد بالولايات المتحدة الأمريكية
سيمون مارسو
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ثماني سنوات من رئاسة بوش، يتيح السخط الشعبي فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية. لكن هذا الدعم لا يستند على استئناف للنضالات، وللحركات الاجتماعية والنقابية .
يصعب، عشية انصراف بوش، رسم صورة موحدة عن وضع الولايات المتحدة الأمريكية. ليس فقط لأنها دولة فيدرالية مكتظة بالسكان وبالغة التنوع، ومنتجة لخيرات وأشكال تفاوت هائلة، بل أيضا بفعل الانقسامات الاجتماعية الحادة. تمتزج التفاوتات الاجتماعية مع عنصرية عميقة، ومع بعض أشكال الميز، وبخصوصيات النظام السياسي وتاريخ الحركات الاجتماعية. و ينتج هذا كله طبقة عاملة بالغة التشظي. أزمة وأمل
يعتبر الكثيرون من اليسار المناخ السائد مشجعا. فقد تدنت شعبية بوش بشكل كبير، لا سيما منذ الانتصار الديمقراطي الجلي بانتخابات نصف الولاية في 2006. ومن الجانب الجمهوري سرعان ما كرست الانتخابات الأولية ماكاين الجمهوري المعتدل، في أسلوبه وحتى في سياسته. وبالجانب الديمقراطي تمكن رجل اسود لأول مرة في بلوغ الترشيح بإحدى الحزبين الكبيرين، كما ان منافسه كان امرأة.
تناولت النقاشات الاقتصاد والتأمين الصحي والسكن. و صار الحديث عن التغيير على كل الألسن والمرشحون يتنافسون عليه. لكن عوامل كثيرة تكذب مناخ الأمل هذا، الشبيه بمحاولة جماعية لطمأنة النفس. فالإيمان بالنظام السياسي انطلق من جديد، وهذا مفارقة. و جرى في بعض النقاشات التشكيك في واقع الأزمة وخطورتها، بيد أن الاستدانة و الأجور المنخفضة وارتفاع الأسعار (بمقدمتها المحروقات) وحتى البطالة تعصف بقسم كبير من السكان. لكن الوضع لا يزال في إطار يستدعي إيجاد موارد لمواصلة " الحرب ضد الإرهاب"، وهذا علامة إضافية على ان التوق إلى التغيير يظل مبهما ولا يتزود بوسائل تحقيقه.
وضع الحركات الاجتماعية
يجري الحديث أحيانا عن حركة خلف اوباما. إنها مقتصرة على مساحة معينة: مشاركة قوية في الانتخابات الابتدائية و التسجيل بالقوائم الانتخابية والتطوع في الحملة. إنها ظواهر أكيدة، بخاصة لدى الشباب، والسود، لكن بكيفية تكاد تكون لا سياسية قوامها الدعم المادي للحزب. كما ان الوضع العام للحركات الاجتماعية بحصر المعنى وضع صعب. و تتواصل النضالات الدفاعية في الصناعة، وحالات الفشل عديدة. وتعاني الحركة النقابية من حالة تصلب لأسباب تاريخية [ [4] . ]. وثمة أيضا بريق أمل، ونضالات محلية لكنها مشجعة، وحتى نموذجية. وتستتبع أحيانا حملات واسعة تتخطى المقاولة، ووحدة المنظمات غير النقابية، والتأثير الايجابي للمهاجرين المكسيكيين واللاتينيين على الكفاحية والديمقراطية. لكن هذا يظل غير كاف لقلب الميل وتجديد إطار التعبئة الجماهيرية برمتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
خلال سنوات الحرب الخمس بالعراق، نظمت الحركة المناوئة للحرب تعبئة قد تتيح حركة "ساخنة"، وجملة تحركات جماعية هامة لممارسة الضغط. وليس للاستياء الشعبي المستمر أي شعار واضح. لا بل إن بوش يسمح لنفسه بترف معاودة الهجوم بالعراق، دون الحديث عن الحملات العسكرية الأخرى.
و نذكر بحركة المهاجرين بلا أوراق تبوثية التي هزت البلد في 2006. وقد طالت وخلقت توترا وامتدت على صعيد وطني واستعملت وسائل تعبئة جماهيرية على نطاق تاريخي، وتبوأ العمال والشباب كامل مكانتهم في المظاهرات وتنظيم النضال. وأعطت قسطا قليلا من المعنى لمنظور إضراب عام. وبعد سنتين تغير ميزان القوى وتحول مع سن قوانين قمعية جديدة بولايات عديدة. استمرت بعض مكاسب النضال، مع إمكان العودة إلى وسائل نضال من ذلك القبيل( مثلما جرى في أول مايو 2007 بقدر أقل، وفي أول مايو 2008 مع دور نقابي أفضل). وتواصل وزارة "أمن الوطن" التي أحدثها بوش تجاربها نصف القانونية ضد المهاجرين، مع حملات اعتقال بأشكال مختلفة، وأحكام بالسجن أشهرا عديدة بتهمة "انتحال هوية"، يليها الطرد. وتواصل غالبية المهاجرين بلا أوراق تبوثية الاقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ يرمي القمع إلى إبقائهم في اشد المواقع قساوة في قسمة العمل. إنهم يمثلون،حسب بعض التقديرات، ثمانية إلى عشرة أضعاف نسبتهم في فرنسا. وهكذا تم احتواء طاقة هذه الحركة جزئيا. ما زالت مجموعات المناضلين قائمة، وهي تبحث عن سبل مواصلة نشاطها بينما قد تؤثر الأزمة الاقتصادية على سياسة الهجرة. وتظل النضالات ضد ارتفاع الأسعار، ومن أجل أجر أدنى حقيقي، و ضد أشكال العنف البوليسية وبعض أشكال الميز ( انظر حالة سين بيل 1- [5] والستة في جينا 2- [6] ، ومن اجل حقوق المثليين جنسيا ( لا سيما الزواج) أو الإجهاض – جرى خفض عدد المراكز بقسمتها على 3 في 15 سنة- مطبوعة بالوضع الاجتماعي الصعب وتظل في الغالب محلية.
أي سياسة؟
ويمثل السياق الانتخابي إحدى العقبات بوجه التعبئات. إذ أدى الاختيار حصرا بين النضال وخدمة الحملة الانتخابية للديمقراطيين إلى خلق انقسامات، بالأقل مؤقتة، بين بعض المنظمات المناهضة للحرب او منظمات المهاجرين وأغلب الأجهزة النقابية، المتضامنة مع الحزب مند أمد بعيد. إن المساحة السياسية ذات البعد الوطني إلى حد ما هذه السنة هي الحملة الانتخابية.
وقد هدأت صراعات الكتل بين الديمقراطيين، بعد طور لجؤوا فيه أحيانا إلى مسبقات الناخبين بقصد الفصل، مقللين شأن العنصرية والميز على أساس الجنس في المجتمع للظهور بمظهر "قابلية انتخاب" أكبر.
أما ماكاين، فيحاول تقسيم معسكره، الموحل في لاشعبية الرئيس بوش، الذي يظل الحزب متمسكا به. ون كان اوباما قد يخشى العنصرية فله مؤهلات، منها أن التناوب منتظر من الجميع و وحجم ميزانية الحملة الانتخابية– أكثر من ثلاث أضعاف ماكاين في هذا الطور- بفضل الرأسماليين الذين يدعمونه. و تنبؤ نتائج انتخابات جزئية عديدة بنصر تاريخي. إنها إذن لحظة التشهير بالوعود الكاذبة وهجمات الديمقراطيين الحقيقية، رغم ترقب تصويت كثيف لصالح اوباما بقدر غياب أمل ومنظورات. لقد سار بوش بعيدا جدا في سياسته الداخلية والخارجية الرجعية، ويخلف وضعا لا يمكن لانتخاب ان يمحوه.
لا تزال التناقضات الاقتصادية قائمة وتحتد مع الأزمة، مفاقمة مشكل الميزانية. وتستمر تعقيدات السياسة الخارجية. أين، والحالة هذه، هامش المناورة لأكثر الاشتراكيين الديمقراطيين السلميين صدقا؟ ناهيك عن هامش لديمقراطي أمريكي! في مسألة الميزانية، سيتعاون الجمهوريون مع الذين يساندون اوباما. ففي هذا المضمار، سار بيل كلينتون لما كان رئيسا على خط الجمهوريين، من ريغان إلى بوش الأب. وعندما يتحدث اوباما عن الانسحاب من العراق، فإنه يتلاعب بالكلمات ويتحدث عن حضور ممدد لقوات " مضادة للتمرد" ، واللجوء إلى مرتزقة. قد يفيد اوباما في انجاز تغيير في ظل الاستمرارية مع إتاحة إعادة انتشار إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية بكامل المنطقة. سيشتد الضغط يمينا بعد الانتخابات. و يجب أن تنشر على نطاق شعبي واسع فكرة ان النشاط الجماعي سيكون حاسما. بعد سنتين من لا شعبية بوش والأغلبية البرلمانية الديمقراطية، ما زالت أوجه التقدم منتظرة. يجب الشروع منذ الآن في التعبئة ، وتوحيد النضالات وتوسيعها. كما يجب الدفاع ، داخل النقابات وفي أي حركة أخرى، عن مبدأ التنظيم الذاتي ومنظور التعبئات الوحدوية الجماهيرية. في انتظار ذلك يظل نظام الحزبين قائما ولا يترك خيارا آخر، بوجه الانتخابات، غير تسييس الأمل أو الحاجة إلى التغيير قبل التصويت وبعده على السواء.
الدولة ونظام الحزبين
يكاد نظام الحزبين يكون مسجلا في النظام الذي ولد في نهاية القرن 18 ، ويتيح للديمقراطيين وللجمهوريين السيطرة منذ 150 سنة. وهذا مفارقة في بلد قارة حيث تبلغ الريبة إزاء الدولة، والميز وأشكال التفاوت، أقصاها. إنها تفسر بالضبط بالطبيعة الخاصة للدولة والأحزاب، المطبوعة بالإحالة الدائمة إلى تجاوز المصالح " الحزبية" باسم الوطن، وإلى المبادرة الخاصة.
ان نمط الضبط هذا، القائم على عقبات صلبة بوجه الوعي الطبقي، سكوني جدا ويجعل تعريف الأحزاب تعريفا سياسيا أمرا صعبا، بسبب جمعها قطاعات ناخبين بالغة الانقسام. تستند الدولة كثيرا على كيانات مطبوعة بالقطاع الخاص ( تمويل وميزانية، و إذكاء التنافس...) ، بدءا بالأحزاب، ووكالات الدفاع العسكري العديدة، وجماعات الضغط أو المنظمات القاعدية(« community organizations ») . لا يمكن تسمية هذه الأخيرة بالجمعيات، لأنها ممولة من مؤسسات تربطها علاقة اجرية بمنشطيها الرئيسيين. يغطي هذا الاسم تنوعا ما، منه نضالات محلية حقيقية ومجرد إسداء خدمات. وتمثل علاقاتها بمؤسسات وطابعها المحلي حدودا هامة عندما يبحث فيها بعض المناضلين والنقابيين، منذ الأزمة النقابية وصعود نضالات المهاجرين، عن نقطة ارتكاز.
من شيكاغو ، سيمون مارسو
المصدر : اسبوعية روج عدد 2257 بتاريخ 19 يونيو 2008
تعريب : جريدة المناضل-ة
[1] النقابات والعقبات بوجه النضالات تميل الحركة النقابية منذ متم القرن التاسع عشر إلى تنظيم العمال المؤهلين حسب المهن وبشكل بيروقراطي. وتسم العبودية، ثم الميز والعنصرية،وغزو الغرب، انقسامات المجتمع. وقد طبعت نضالات ضارية، وثورية أحيانا، مطلع القرن (Industrial Workers of the World) ، ثم سنوات الثلاثين، مطلقة تشكل Congress of Industrial Organizations (CIO) . وتراجعت في سنوات 1940-50 المتميزة بتعبئات ضعيفة، و تطهيرات معادية للشيوعية في CIO ، وقانون Taft-Hartley في العام 1947 الذي قلص بشكل كبير الحريات النقابية، واتحاد AFL-CIO.
الحركة النقابية ملجمة، إذ أن التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي يستوجبان تصويت بأكثر من 50% بأماكن العمل، بوجه قمع شديد. قد تكون المكاسب المادية واضحة لكنها تظل محلية، وتحد البيروقراطية من المكاسب الديمقراطية والنضالية ( الاشتراك النقابي مقتطع من ورقة أداء الأجر، غياب ممارسات توحيدية في المقاولة أو الفرع الصناعي...). جهاز مفتشي الشغل شبه منعدم ، والنظام القضائي فيدرالي وثقيل جدا.
لذا يرتبط الاتحاد النقابي AFL-CIO بالحزب الديمقراطي أكثر من ذي قبل، وبالامبريالية وبالسياسات المعادية للمهاجرين، ويوجد في وضع عدم تناسق مع سياق نضالات سنوات 1960-1970 . ويخلق انخفاض أعداد المنظمين بالنقابات توترات داخل البيروقراطية. وقد ولدت كونفدرالية Change to Win من انشقاق تكتيكي بوجه هذا المشكل
[2] شاب أسود اغتالته الشرطة
[3] ست تلاميذ ثانوي سود، اعتقلوا بعد شجار مع البيض لجلوسهم في ظل شجرة"مخصص للبيض".
[4] النقابات والعقبات بوجه النضالات تميل الحركة النقابية منذ متم القرن التاسع عشر إلى تنظيم العمال المؤهلين حسب المهن وبشكل بيروقراطي. وتسم العبودية، ثم الميز والعنصرية،وغزو الغرب، انقسامات المجتمع. وقد طبعت نضالات ضارية، وثورية أحيانا، مطلع القرن (Industrial Workers of the World) ، ثم سنوات الثلاثين، مطلقة تشكل Congress of Industrial Organizations (CIO) . وتراجعت في سنوات 1940-50 المتميزة بتعبئات ضعيفة، و تطهيرات معادية للشيوعية في CIO ، وقانون Taft-Hartley في العام 1947 الذي قلص بشكل كبير الحريات النقابية، واتحاد AFL-CIO.
الحركة النقابية ملجمة، إذ أن التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي يستوجبان تصويت بأكثر من 50% بأماكن العمل، بوجه قمع شديد. قد تكون المكاسب المادية واضحة لكنها تظل محلية، وتحد البيروقراطية من المكاسب الديمقراطية والنضالية ( الاشتراك النقابي مقتطع من ورقة أداء الأجر، غياب ممارسات توحيدية في المقاولة أو الفرع الصناعي...). جهاز مفتشي الشغل شبه منعدم ، والنظام القضائي فيدرالي وثقيل جدا.
لذا يرتبط الاتحاد النقابي AFL-CIO بالحزب الديمقراطي أكثر من ذي قبل، وبالامبريالية وبالسياسات المعادية للمهاجرين، ويوجد في وضع عدم تناسق مع سياق نضالات سنوات 1960-1970 . ويخلق انخفاض أعداد المنظمين بالنقابات توترات داخل البيروقراطية. وقد ولدت كونفدرالية Change to Win من انشقاق تكتيكي بوجه هذا المشكل
[5] شاب أسود اغتالته الشرطة
[6] ست تلاميذ ثانوي سود، اعتقلوا بعد شجار مع البيض لجلوسهم في ظل شجرة"مخصص للبيض".
#سيمون_مارسو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|