أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - حياة الجحيم.. في عراق اليوم














المزيد.....

حياة الجحيم.. في عراق اليوم


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بلغتُ من الإجهاد والغضب الحد الأقصى.. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع وإلا صرتُ في حالة جنون.. يجب فعل شيء ما، لكني مقتنع أن كلامي أو كلام غيري لا يغير شيئاً أبداً.. نحن نعيش الآن في جحيم حقيقي. منذ ثلاثة أيام نواجه عاصفة رملية هوجاء بحيث احمرّ لون السماء، والهواء خانق، ودرجة الحرارة تصل إلى 60-70 مئوية في الشمس و 40-45 مئوية في الظل. لكم أن تتصورا "جمال" هذا الجو في غرف مغلقة النوافذ في مثل هذا الوضع الحارق والخانق.. جيد، أُراهن على أنك تسأل، ما هي المشكلة؟ فقط قم بتشغيل المكيفة أو المبردة!! جيد، لكن هذه الأجهزة كهربائية، تتطلب في الحقيقة شيئاً "نادراً" لتشغيلها.. إنه الكهرباء المقدس.. نعم، صدقني أن الكهرباء صار مقدساً في العراق.. أتصور ظهوراً قريباً عندنا لجماعة من الناس يعبدون الكهرباء.. لم لا؟ الناس اعتادوا، في الماضي، على عبادة النار، والكهرباء أكثر أهمية من النار!! لست مجنوناً ولا اقترب من الجنون، لكن صبراً، حاول أن تقراً للنهاية وستعرف وضعنا الكارثي..
نحن الآن في يومنا الخامس، ولا زالت المحطة خالية من الوقود! نعم خمسة أيام بدون قطرة وقود. هذا يعني عدم قدرتي على تشغيل مولدة المنزل، وحالما تنفد وقود سيارتي عندئذ أصبح مُجبراً على البقاء في البيت وغير قادر على العمل. بلغ الطابور، وبصفين، على الوقود في المحطة 6 كم (في محاولات العراقيين المُحبطين ملئ خزانات عرباتهم بالوقود صاروا يواجهون خطوط طوابير تمتد إلى أميال بدءاً من محطة الوقود وفي درجات حرارة عالية جداً..*). هذا يعني أن كل شيء سيتوقف قريباً جداً.. حتى المواد الغذائية ستختفي من الأسواق إذا ما استمر هذا الوضع.. هذا يومنا الرابع بدون كهرباء.. جيد، وصلنا التيار الكهربائي لمدة ساعتين قبل مائة ساعة مضتْ! ربما تسأل، "كيف استطيع استخدام الكومبيوتر والنت؟" الجواب بفضل مولدة جارنا الذكي، إذ ادّخر كمية جيدة من وقود الديزل تكفي لتشغيل مولدته ثماني ساعات يومياً، وجهازي المحمول laptop يحتاج إلى ساعة ونصف لشحنه وتشغيله لمدة ساعتين.
هناك طرقاً أخرى لمكافحة هذا الحر الذي لا يُحتمل: الاستحمام بأخذ دوش shower، أليس صحيحاً؟ عليه اتجهت للحمام، لكني لم أجد الماء، فمنذ أكثر من أسبوع صار الماء نادراً جداً. أما يصلنا في شكل قطرات أو لا يصل أصلاً.. أليس هذا شيئا "رائعاً" ونحن نملك اعظم نهرين بفروعهما العديدة، علاوة على بحيراتنا!!؟؟ حسناً، لا حاجة لأخذ دوش، فقد اغتسلت بالعرق الذي يتصبب من جسمي.. وكل هذا ونحن نواجه عاصفة رملية شديدة مستمرة. سأذهب إلى الثلاجة وأشرب شيئاً بارداً.. آه آسف، يجب أن استدرك، فالثلاجة ليست باردة وليس فيها شيء بارد، بل حتى الطعام تعفن فيها ويجب رميه في القمامة.. أليس هذا "عظيماً؟"
حسناً يجب أن أفعل شيئاً.. سأطوف الشوارع بحثاً عن الوقود في السوق السوداء، رغم محاولتي الفاشلة أمس في شراء أية كمية من الوقود.. إنها تُباع بـ 30 ألف دينار لكل 20 لتراً، أي بحدود 25 دولار (السعر الفعلي تسعة آلاف دينار في المحطة و 12 ألف دينار في السوق السوداء). ذهبتُ اليوم وأيضاً لم أجد وقوداً، لكن أحدهم أخبرني أنه سيحصل عليها بعد ثلاث ساعات ومستعد لبيعها لي بـ 40 ألف دينار... سأشتريها. ماذا استطيع أن أفعل سوى أن أتمنى نجاحه في مهمته!!
كل هذه الأشياء "الجميلة" والظروف "المريحة" لم تكن كافية.. بل أيضاً أصبتُ بجرح قبل بضعة أيام وعليّ أن اتحمل آلامه.. نوع من الجروح التي تحدث في العراق لأي شخص لا علاقة له بالعنف.. لكني لا استطيع البوح بتفاصيله لحماية نفسي.. يجب أن أتحمل كل هذه المعاناة (كما يقول المهرجون، عفواً، الوزراء)... يقول وزير النفط: إن السبب هو وزارة الكهرباء لعدم توفيرها الكهرباء اللازم لتشغيل المصافي، في حين يقول وزير الكهرباء أن وزارة النفط هي السبب لعدم توفيرها كمية كافية من الوقود لتشغيل محطات الطاقة!!! والبعض غيرهم يقول أن سائقي الشاحنات توقفوا عن العمل بسبب انخفاض أجورهم. ويرى آخرون أن الأنبوب الرئيس للنفط قد تعرض للهجوم.. وأنا أرى أنها لعبة قذرة من هؤلاء جميعاً، يلعبونها بقصد زيادة بؤس العراقيين المنكوبين بهم وبسيدهم المحتل.. أُراهن لو أن هذه الأمور حدثت في بلد حقيقي عندئذ يستقيل الوزراء في نفس اليوم. ولكن ليس المهرجون (الوزراء) عندنا ممن كشفوا أنفسهم كونهم لا يشعرون بالخجل وليس عندهم إحساس بالكرامة أبداً..
ممممممممممممممممممممممممـ
Living hell, (Mohammed, Last-Of-Iraqis), uruknet.info, July 1, 2008.
* Iraq Suffering Miles-Long Gas Lines Despite Oil Riches, (SEBASTIAN ABBOT), uruknet.info, July 1, 2008.


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!
- ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟
- الرئيس اللبناني: لبنان يقترب من تدمير الذات
- إنها حرب العراق المُدَمّر للاقتصاد.. يا غبي!
- العراق.. كثرة كاثرة من الأرامل!
- الكُلْية مقابل الخبز في العراق الغني بالنفط!
- تصاعد أزمة اللاجئين العراقيين في ظروف تجاهل المجتمع الدولي
- العراق- آثار استخدام القوات الأمريكية ل -الأسلحة الخاصة- على ...
- سجون العراق.. ظلم، تعذيب، رشاوى
- العراق ثالث أكثر دولة فساداً في العالم!
- خطة سرية لإبقاء العراق تحت الهيمنة الأمريكية
- هل ما زلت غاضباً؟
- التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين
- حرب بوش على أطفال العراق.. أبشع جرائم الحرب!؟
- قذائف اليورانيوم المنضب الأمريكية أكثر قتلاً من القنابل الذر ...
- العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل ال ...
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية
- حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين
- العراق: الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - حياة الجحيم.. في عراق اليوم