|
القافلة الوطنية للتضامن مع سيدي إفني:المدينة الجريحة خرجت لتزيل ندوب القمع
رشيد الإدريسي
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
بعد ثلاثة أيام على أحداث السبت الأسود 07 يونيو 2008 بسيدي إفني، بدأت الاتصالات بين تنظيمات اليسار بمراكش حول ضرورة التحرك من أجل تنظيم حركة تضامنية، والمساهمة في القافلة الوطنية التي انطلق التهييء لها من طرف تجمع اليسار الديمقراطي في أكثر من مدينة وبمشاركة الجمعيات الحقوقية والتنظيمات النقابية والعديد من مكونات المجتمع المدني ...
تعبئة استثنائية
في مراكش شرعنا في عقد أول لقاءاتنا يوم الجمعة 13 يونيو 2008 حضره الحزب الاشتراكي الموحد، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، النهج الديمقراطي، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان، بعض قطاعات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (التعليم، الجماعات المحلية والبريد)، الاتحاد المغربي للشغل (جامعة الفلاحة واتحاد الموظفين) وتيار الخيار اليساري والتحقت النقابة الوطنية للتعليم العالي.
في هذه الأثناء كانت الاستعدادات جارية من طرف أطاك المغرب وتنظيمات تجمع اليسار الديمقراطي والكونفدرالية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتزنيت ومناطق أخرى لتنظيم قافلة التضامن الأولى يوم الأحد 15 يونيو 2008 التي كانت قافلة ناجحة ومتميزة كما كانت تجري في العديد من المدن والمناطق حركات تضامن واسعة : وقفات، بيانات، لجن تضامنية في أكثر من مدينة، فالرأي العام والمناضلون شعروا بصدمة قوية تجاه صور القمع ومظاهره الوحشية التي فاقت كل التوقعات من تنكيل بالمواطنين واقتحام للمنازل وتحرش جنسي واغتصاب وتعذيب وإهانة ... إلخ.
اليسار يرفع التحدي
أما المناضلون فقد شرعوا في تفكيك رسائل النظام من خلال حملة القمع الوحشية وشرعوا في استخلاص الدروس من نضال وصمود جماهير سيدي إفني، التي ابتدعت أشكالا نضالية جديدة في مواجهة الاستغلال والفقر والنهب. لم ننتظر كثيرا، إنه تحدي كبير فلنرفع التحدي (لن يمروا) هكذا كنا نردد داخلنا وننشد مع الشيخ إمام : الكلمة كلمتنا والشارع أعظمها مغني.
شرعنا في إجراء الاتصالات والتهييء للقافلة : اجتماعات يومية، وتواصل وتنسيق مع الرفاق بالرباط وأكادير والعديد من المناطق، ومن جهة أخرى كان الرفاق باللجنة المحلية بأكادير على اتصال بتزنيت والأقاليم الجنوبية وسكريتارية سيدي إفني، كانوا منكبين على الأمور التنظيمية وبرنامج القافلة.
يوم الجمعة 20 يونيو نزل خبر منع قافلة تجمع اليسار القادمة الرباط والبيضاء، كان خبرا صادما، لكن لم يزد الرفاق في الرباط والبيضاء إلا إصرارا من أجل إنجاح هذه القافلة، تتقاطر طلبات المشاركة التي فقات كل التوقعات، ونعتذر للعشرات من المناضلين بمراكش ومناطق أخرى.
ابتداء من الساعة الحادية عشر ليلا أمام مقر الاشتراكي الموحد بمراكش بساحة باب دكالة بدأت تصل وفود المشاركين والمشاركات، ويصل وفد تجمع اليسار من الرباط ومن الصويرة وبن جرير وكذلك مندوبي المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف... بالإضافة إلى وفد معتقلي أحداث صفرو ...
في الواحدة صباحا من يوم الأحد 22 يونيو 2008، تنطلق الحافلتين والسيارات من ساحة باب دكالة مختعرقة شوارع هذه المدينة التي يحفظ لها التاريخ أنها كانت دائما في الموعد، كانت أجواء الإصرار والتلاحم والتحدي بارزة على الوجوه، كان الجميع يدرك أنها لحظة تاريخية واستثنائية.
حملت الحافلتان لافتتين بارزتين كتب عليها :
التنظيمات اليسارية والنقابية والحقوقية تتضامن مع سكان سيدي إفني
إذاعـة القــافـلـــة
نقف في شيشاوة، وبعد ذلك إمينتانوت ليلتحق ممثلو اليسار والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أما أجواء الحافلتين، فكانت متميزة، أقام الرفيق محمد العوني إذاعة القافلة التي تواصل بدون توقف : أشعار الشاعر جميل عبد العاطي والشاب ياسر وصوت ثورية وسعاد وسميرة وأخبار التنسيقيات التي نظمت وقفات يوم 20 يونيو 2008، كان العوني يضفي على تلك الإذاعة طابعا حيويا بخبرته وتلقائيته، ساعده في ذلك انضباط المستمعين ! ! فقرة للتعليق وأخرى للنقاش، وأخرى للفن وبرامج متنوعة وخصوصا برنامج حكومة الإنقاذ الثوري والتحول الديمقراطي والذي تتبعه جمهور الإذاعة بشوق كبير كما تتبع الجميع الخرجات الصحفية للهمة والذي أتقن خالد دوره بشكل ناجح ومثير.
وتصل القافلة إلى أكادير حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا، لتقف أمام مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث كانت اللجنة المحلية بأكادير تضع آخر الترتيبات التنظيمية لحافلات وسيارات أكادير، الذي وصلته وفود تارودانت ومناطق أخرى، وبعد تناول الفطور تنطلق القافلة الكبيرة حوالي الساعة الثامنة صباحا تجوب شوارع أكادير، مثيرة اهتمام المواطنين والمارة، تتوقف بإنزكان ثم أيت ملول لتلحق بها كوكبة أخرى من السيارات ليصل الجميع إلى تزنيت بعد أن وصلت إلى المدينة وفود أخرى من العديد من المناطق، فتزنيت من بين ثلاث ملتقيات أساسية للقافلة الوطنية (مراكش – أكادير – تزنيت)، وهي المحطة الثالثة الأساسية حيث استقبلت القافلة في وسط المدينة من طرف المناضلين والتنظيمات الذين كانوا يستعدون للقافلة، ونزل الجميع من السيارات والحافلات، لتصدح الحناجر بالشعارات ضد القمع الذي عاشته سيدي إفني وذلك أمام مركز البريد في وسط تزنيت واستمرت الوقفة الاحتجاجية عشرين دقيقة، بعد ذلك انطلقت القافلة من وسط جمهور غفير حج إلى هناك ليحيي ويشارك في هذه اللحظة, مخترقة شوارع هذه المدينة المتميزة بعمرانها الأصيل وطيبوبة أهلها وصفائهم وتاريخهم النضالي، كانت تحيات المواطنين والمواطنات دعما متميزا للمشاركين والمشاركات الذين كانوا يرددون الشعارات عبر مكبرات الصوت، مخترقين هدوء المدينة التي وجدت نفسها في هذه الظروف سندا داعما لسيدي إفني.
ميرلفت والبحث عن جمالية أخرى
وتصل القافلة إلى ميرلفت، هذه المنطقة المعروفة بشاطئها الجميل وبساطة وجمال طبيعتها، كانت المحطة الثانية لاحتجاج القافلة، توقفت حركة السير بالشارع الرئيسي لمدة 15 دقيقة، حيث نزل الجميع للاحتجاج في أجواء من الالتفاف الشعبي واعتزاز ومشاركة مواطني هذه البلدة في الاحتجاج، كنا نريد أن نوصل صوتنا وصراخنا إلى أقصى ما يمكن، نريد بكلمة واحدة أن نقول لهم وفي أي مكان مررنا به إنكم لن تستطيعوا إطفاء شعلة الكفاح في شعبنا، ولن تستطيعوا تركيعه أو إذلاله، كما لن نتسامح مع مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، نعم وصلتنا رسائلكم ونحن لم نتأخر بالرد، فسيدي إفني في عيوننا، وهي كما قال الطالبي أصبحت قضية وطنية.
وحين غادرنا ميرلفت التي كان الكثير منا يسمع عنها ولم يشاهدها قط، لكن خصوصية اللحظة التي جئنا فيها أنستنا أي بحث عن جمالية المنطقة، كنا نبحث عن جمالية أخرى في مكان آخر، عن جمالية تلك اللوحة النضالية الملحمية التي نسجتها سيدي إفني بالصمود والنضال والإباء والشموخ.
وتتواصل القافلة، كانت علامات التهميش والفقر والحرمان والخصاص الاقتصادي والاجتماعي بارزة على طول الطريق : لا فلاحة ولا أغراس ولا مشاريع صناعية ... فقط منازل ودور تقاوم قساوة الطبيعة ووحشتها وذلك على امتداد عشرات الكيلومترات، أما أمين الذي يعرف المنطقة جيدا، فلقد حكى لنا عبر إذاعة القافلة عن تاريخ منطقة أيت باعمران وكفاحها وتضحياتها سواء في مواجهة الاستعمار أو بعد الاستقلال.
بطولات أيت باعمران ماضي يتواصل في الحاضر
كان موكب القافلة سير بين جبال أيت باعمران الشماء التي تحكي بطولاتهم، جبال شاهدة على تاريخ مجيد يتواصل في الحاضر رغم كل الظروف والمحن، ولقد أتاحت هذه الجبال للجميع أن يتأمل في هذه القافلة التي أصبح من الممكن رؤية معظم أجزائها في لوحة رائعة تبرز أن مغربا آخر بدأ يتواصل ويتجدد، مغرب الأحرار والكفاح والتحديات والتضحيات، تضحيات مواطني ومواطنات سيدي إفني وصفرو والعديد من المناطق، وكذلك تضحيات هؤلاء المناضلين والمناضلات الذين خرجوا من بيوتهم ليلة السبت متوجهين إلى سيدي إفني، كانوا مستعدين لجميع الاحتمالات ولكل شيء، ولذلك كنا نضحك ونبتسم ونقول : إن سيدي إفني تستحق منا كل شيء.
إنها لحظة تاريخية لا مجال فيها للتردد، ولا مجال فيها كذلك للحسابات الصغيرة التي أنهكتنا أكثر مما أنهكتنا متاعب وصعوبات النضال الديمقراطي ومسؤولياته المتعددة، ولا مجال كذلك إضاعة الهدف في زحمة الأشياء.
استقبال القافلة بالزغاريد والعطر والعسل
وها هي سيدي إفني بدأت تتراءى للجميع، حيث خرجت إلى مشارفها جماهير سيدي إفني لتستقبل القافلة التضامنية الوطنية، في لحظة إنسانية ونضالية متميزة : شعارات وتحيات وعناق وزغاريد، وقبل كل ذلك تلك اللمسة التي تبرز تقاليد شعبنا في الترحاب من عطور وعسل وزيت ... كانت لحظة فرح وتواصل غاية في الروعة، الكثير منا فوجئ بهذا الاستقبال وخصوصيته، والذي أعطى الانطلاقة الرسمية للمسيرة التضامنية، حيث الأعلام الوطنية بجانب صور غيفارا هذا الثائر الذي لازالت صوره ترهب قوى الرجعية ومراكز الامبريالية، لافتات تجمع اليسار الديمقراطي إلى جانب لافتات أطاك المناهضة للعولمة ... صور معتقلي إفني إلى جانب لافتات فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، صور الكاركاتور التي تؤرخ إلى الاعتداءات الهمجية في سيدي إفني إلى جانب لافتات الجمعيات الاجتماعية والأمازيغية وجمعية حماية المال العام، كل المجموعات والجمعيات كانت هناك في مسيرة شعبية حقيقية بعمقها اليساري والتقدمي، كل فسيفساء اللوحة اليسارية والديمقراطية كانت هناك بتمثيليتها الوازنة أو الرمزية، العديد من الوجوه كانت هناك حتى الذين غابوا كانوا هناك سؤالا مفتوحا، وومعظم المدن والمناطق كانت هناك : الرباط، سلا، البيضا، صفرو، الصورية، مراكش، كلميم، تزنيت، تارودانت، إمينتانوت، شيشاوة، آسفي، طاطا، طانطان، وارزازات، بن جرير، القنيطرة، إنزكان، بويكرة، بوجدور، السمارة، ... ظلت الحناجر تهتف بسيل من الشعارات تعكس التعدد والتنوع وحتى الاختلاف في أجواء من التلاحم والتآزر، كانت بشهادة الجميع أكثر المسيرات تنظيما وانضباطا وأكثرها حرية وتسامحا، مما جعل لجن التنظيم تهتم بشكل أساسي بالمحطات الأساسية وبالجوانب اللوجستيكية والبرنامجية، لقد غابت قوات الأمن كليا عن المدينة، أين ذهبوا ؟ كيف ؟ ولماذا ؟ تتناسل الأسئلة وهم الذين حولوا المدينة الهادئة إلى ساحة قتال.
حين خرجت المدينة المجروحة لتغتسل من ندوب القمع
كان التدفق البشري يندفع مخترقا شوارع المدينة التي أغلقت متاجرها ودكاكينها، فالمدينة خرجت بكاملها بشبابها ورجالها ونسائها وأطفالها، جابت المسيرة كل الأزقة والشوارع، فالمدينة المجروحة تريد أن تغتسل من ندوب القمع الوحشي، كما أن كل شبر في الأرض وكل شجرة وكل حفنة تراب في هذه الأرض الطيبة كان يصرخ، كانت عيون الباعمرانيين تفيض فرحا واعتزازا بهذا التضامن، لقد أدركوا المغزى الإنساني والسياسي لهذه الحركة التضامنية، ولذلك أراد البعض أن يمارس التعتيم على هذه القافلة وعلى التي سبقتها وخصوصا حول هويتها اليسارية والتقدمية، لأن من شأن ذلك أن يفضح الكثير من الحقائق المتصلة بالمشهد السياسي، ويبرز من يقف دائما وأبدا إلى جانب الشعب المغربي في أحلك الظروف، إنه اليسار الديمقراطي والاشتراكي بكل امتداداته الجماهيرية، هذه الامتدادات التي يريدون عزل نضالها وعملها إعلاميا عن عمقها السياسي وارتباطها، ومن ثم تفكيك مفعولها السياسي وآثارها وتأثيرها على وضعية اليسار ووزنه في المجتمع، وهنا يتخذ التعتيم صورة حرب سياسية مفتوحة ضد اليسار، ويصبح هذا التعتيم والحصار الإعلامي هذا التعتيم والحصار الإعلامي وحش بأنياب ومخالب له جرائده ورموزه التي نبتت في غفلة من الزمن والتي أصبحت أكثر خداعا وأكثر احترافية في تشويه الحقائق لخدمة مشاريع مخزنية ورجعية.
لماذا استهدفوا النساء ؟
أكثر ما أثار الجميع في هذه المسيرة ونال إعجابه هو حجم المشاركة النسائية الكثيفة، فالنساء في سيدي إفني شاركن بمختلف أعمارهن، وخصوصا الشباب ولقد برز ذلك الوعي المتقدم للمرأة الباعمرانية وانفتاحها ومواكبتها للأحداث والتحولات وهو ما لمسه العديد من المناضلين والمناضلات في أحاديثهم معهن، ولذلك لم يكن غريبا أن يتم استهدافهن لأنهن لعبن دورا متميزا سواء في الاعتصام أو في حركة الاحتجاج أو التضامن. كما أثارنا حرص الباعمرانيين بنسائهم وشيوخهم وشبابهم وذلك من خلال العديد من الشعارات على إبراز تاريخ المنطقة وكفاحها، لقد كانوا يرسلون الرسائل للذين داسوا على هذه المدينة، فمن لا تاريخ له فلا حاضر ولا مستقبل له : باعمراني سير سير من أجل النصر والتحرير.
سيدي إفني قضية وطنية
وحين وصلت المسيرة إلى حي بولعلام وفق ما رسمته لجنة التنظيم كانت المنطقة تشهد الاستعداد لاستقبتال المهرجان الخطابي الذي أقيم في أعلى الشارع بالقرب من الجلب الذي احتمى به المناضولن أثناء الأحداث، وذلك وسط زغاريد النساء وأمام الآلاف تناول الكلمة من فوق منصة بسيطة المناضل أحمد الطالبي المسعودي هذا الوجه اليساري ابن الجنوب، حيث تناول الكلمة باسم اللجنة الوطنية المشكلة من مكونات تجمع اليسار الديمقراطي، وبنبرته الشعرية خاطب الحضور في كلمة مزجت في حديثها عن المنطقة بين عمق التاريخ ومأساة الحاضر، معلنة أن قضية إفني أصبحت الآن قضية وطنية وأنها تختزل أزمة المغرب الذي يتطلع إلى الخلاص من الاستبداد والظلم والقمع والاستغلال.
طفل إفني ورسائل المدينة القوية
أما كلمة مدينة إفني والتي أرادت أن ترسل من خلال طفل متألق يافع، أعمق الرسائل، وفي مقدمتها الاعتزاز بهذا التضامن الشعبي واليساري مع سيدي إفني، والتأكيد على المطالب الأساسية للمدينة وعلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وبنبرة حادة وتحازمة قال : لسنا أبناء الصبليون، ولسنا انفصاليين، إننا أبناء أيت باعمران الأحرار الشرفاء. وبعد ذلك كلمة حكيم الزاهدي باسم اللجنة المحلية بأكادير وكلمة دفاع المعتقلين، تلك الكلمات توقفت عن مغزى ما وقع، ودلالاته، احتجت نددت، طالبت، وباختصار قالت بصوت واحد : ارفعوا أيديكم عن سيدي إفني. ولينتهي المهرجان الذي أداره الرفيق محمد العوني حيث توجه الجميع لتناول وجبة الغذاء، فجميع المنازل فتحت في وجه عشرات المئات من المشاركين والمشاركات في لحظة إنسانية رائعة أبرزت كرم وضيافة وطيبوبة أهل ايت باعمران الذين أظهروا صورة عالية من التآزر والتلاحم بينهم لا مثيل لها، لقد حكى الجميع بعد ذلك عن حفاوة استقبال في المنازل حيث بقي الكل مشدودا لتلك الصور الرائعة عن أحد مناطق مغربنا العظيم.
مشهد الوداع ودموع المناضلين
أما لحظة الوداع، فلقد كانت من أقوى اللحظات في مغزاها الإنساني والنضالي والعاطفي لا سابق له. لقد خرجت المدينة لتودع القافلة في مشهد رائع جماهير غفيرة تتحلق حول الحافلات والسيارات وتلوح بشارات النصر والأعلام، لم يستطيع العديد من المناضلين والمناضلات حبس الدموع كانت لحظة مؤثرة، وفي هذه اللحظات كانت القافلة تتحرك على طول شوارع المدينة تودع مدينة دخلت التاريخ مرة أخرى، كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة بعد الزوال حيث تغادر القافلة هذه المدينة محملة بالأسئلة المفتوحة والذكريات والصور الجميلة، مدينة توجهنا إليها لنتضامن ونساند، فأعطتنا الدروس والعبر، كما أبلغناها رسائل شعبنا، رسائل التضامن ووحدة المصير والقضية، قضية الحق في التوزيع العادل للخيرات والحق في الحياة الكريمة والحق في الديمقراطية والحرية، فسلاما لك أيتها المدينة الشامخة وسلاما لأبنائك الأحرار وللمعتقلين والجرحى.
#رشيد_الإدريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|