أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم الحلفي - قمة روما وأزمة الغذاء في العراق














المزيد.....

قمة روما وأزمة الغذاء في العراق


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعتبر سهل شمامك في جنوب مدينة اربيل من اغني المناطق الزراعية، فخصوبة الأرض فيه ووفرة المياه، جعلته دائم الخضرة، واعتبر في يوم ما سلة اربيل الغذائية، ولكن من يزور تلك المنطقة هذه الأيام يصاب بالذهول، حيث الأرض جرداء تفتقد الخضار الا ما ندر، وتغيب عن ناظريك حركة الفلاحين ونشاطهم الدءوب في الحقول العامرة آنذاك بشتى أنواع الخضروات. ليست المنطقة تلك هي استثناء مما لحق القطاع الزراعي من إضرار، بل ان اغلب المساحات الزراعية في العراق تضررت الى حد كبير، مما يؤكد ان القطاع الاقتصادي الزراعي في خطر كبير، بعد ان كانت الزراعة في يوم ما المصدر الأساس لاقتصاديات البلاد كما أنها كانت ولم تزل المهنة الرئيسية للعراقيين على مر العصور، مما يتطلب التوقف عند هذه الحالة ومعالجتها بمسؤولية، لأنها لا تمس العاملين في هذا القطاع وحدهم بل لانعكاساتها الكبيرة على غذاء العراقيين وحياتهم، خاصة وان هناك أزمة غذاء عالمية باتت تهدد الأمن الغذائي والإنساني، كما دار البحث في قمة روما الأخيرة، التي توقفت أمام تدهور الزراعة في العالم، وأكدت على مخاطر أزمة التغذية في العالم وأهمية معالجتها، واللافت ان هذه الأزمة لا تلقي بضلالها على بلدان القحط والمجاعات وحسب بل لها آثار كثيرة على مختلف البلدان بما فيها البلدان الزراعية التي بدت تستغل إنتاج بعض محاصيلها الزراعية لتصنيع الوقود العضوي، دون الالتفات الى نحو مليار إنسان يعانون الجوع.
لا يعيش العراق, بالتأكيد, بمعزل عن هذه الأزمة وذلك لتبعيته الى للخارج في ما يتعلق باستيراد المواد الغذائية، وباتت اسواق العراق تفتقر الى أي إنتاج زراعي محلي الا ما ندر، ولم يقتصر الاستيراد على الحبوب فقط بل يتم استيراد كافة المنتجات الزراعية حتى الخضروات التي لا تتطلب زراعتها الكثير من المستلزمات.
لم يحظ القطاع الزراعي في العراق باهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة، ومنذ فترات طويلة، رغم أهميته القصوى ووجود عوامل مشجعة بشرية ومناخية ومالية وفنية، وأدى هذا الإهمال إلى إضعاف الإنتاج المحلي فأصبحت التغذية نتيجة ذلك مرتبطة بالخارج.
صحيح ان هناك عوامل عديدة أثرت على ذلك منها الحصار والحروب، والأوضاع الأمنية الصعبة التي مر بها العراق، إضافة الى مشكلة تراجع حصة العراق في المياه نتيجة سياسية الموارد المائية في تركيا وإيران وسوريا وبناء السدود دون التنسيق الكافي مع العراق والتجاوز على حصة العراق في الأنهار الدولية وحسب ما تقتضيه القوانين والدولية، كما ان سوء الإدارة في استخدام الموارد المائية اثر أيضا وبدرجة كبيرة في تفاقم أزمة المياه في بلدنا.
وفي القوت الذي تعتبر فيه وزارة الزراعة جهة الاختصاص في هذا الجانب، لكن لا تستطيع النهوض لوحدها في هذه المسؤولية، نتيجة سنوات الجفاف والإهمال الطويلة، ما يتطلب وضع برنامج حكومي شامل، على ان تسهم فيه الجمعيات الفلاحية، الى جانب الخبراء والمختصين، والبدء في الانطلاق في إعادة بناء القطاع الزراعي، ويتطلب ذلك فيما يتطلب تبني خطة اقتصادية، تعطي الأولية لتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي بصورة علمية، ومنح الفلاحين حزمة من الخدمات والإصلاحات على صعيد سياسات تنظيم لاستصلاح الأراضي وتقديم الدعم المالي ومنح الإعانات لهم، ورصد الأموال لإصلاح الأراضي، وزيادة رأسمال المصرف الزراعي، وتوفير البذور والأسمدة، وتأجير الآلات بأسعار مناسبة وصيانة المنتجات الزراعية من الأمراض وتلقيح الحيوانات وتقديم الإرشاد الفني.

وتبقى مسالة حصة العراق من مياه دجلة والفرات والأنهر الدولية الأخرى، وتنظيم ذلك باتفاقيات دولية مع تركيا وإيران وسوريا، هي مهمة وطنية لا تقبل التأجيل.

على الحكومة الاستعداد الكافي لمواجهة آثار الجفاف ونقص الغذاء، فخصوبة ارض العراق تؤهله للإسهام في حل مشكلة الغذاء لا ان يكون من المسببين لها كما هي بلدان أخرى في العالم، وحتى لا تبقى لازمة الشاعر بدر شاكر السياب تدور مر السنين "ما مر عام والعراق ليس فيه جوع"!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها
- انصفوا اللاجئين العراقيين...واعينوهم
- الاتفاقية العراقية الامريكية ... تعجيل ام تأجيل؟
- كي تؤكد للناس ان الأمن مستتبٌ ..... تّحرك معهم!
- كنت وستبقى نزيها
- برنامج خاص لمهمات عامه
- بعد إعمار البصرة!
- انتخابات مجالس المحافظات واستحقاقاتها
- غدا ليس -كل خميس-
- مدينة الصدر تراهن على استبدال البندقية بالسلام والتنمية
- ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟


المزيد.....




- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...
- استمرار تدهور مناخ الأعمال بقطاع السيارات في ألمانيا
- بحضور ماكرون.. السعودية توقع اتفاقيات مع شركات فرنسية
- مصر.. ساويرس يمنح الجامعة الأمريكية أكبر تبرع في تاريخها ويت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم الحلفي - قمة روما وأزمة الغذاء في العراق