|
أحداث صعدة .في اليمن. وقائع وأرقام
محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشر موقع يمن حرعدد من التقارير عن مايحري في مدنيه صعدة اليمنيه من صراعات وتصفيات حسديه للمواطنين تقوم السلطه الحاكمه في اليمن ضداتباع الحوثيون لاهميه اطلاع القاري بشكل عام عن مايحري نعيد نشر ماوصل لنا من تقارير عن حقايق الحرب مع الحوثيون لم يكن إتفاق الدوحة الذي وقعه الحوثيون مع الحكومة اليمنية في شهر فبراير من العام الجاري كافياً لتطبيع الأوضاع في محافظة صعدة التي عانت من أربعة حروب متتابعة خلال السنوات الأربع الماضية، الاتفاق الذي لم يختلف الطرفان حوله وإنما حول تنفيذ بنوده ، كان بمثابة بارقة الأمل لأبناء المحافظة في أن تستقر أوضاعهم ويأمنوا على أنفسهم وعلى مصادر أرزاقهم .
رغم مرور أكثر من أربع سنوات على إندلاع الشرارة الأولى لحروب صعدة إلا أنه حتى الآن لم يسلط الضوء بشكل كافي على تفاصيل المشكلة وأسبابها ونتائجها وآثارها الكارثية . البداية بدأت فصول الصراع في الثامن عشر من حزيران/يونيو من عام 2004م حينما توجهت حملة عسكرية بقيادة محافظ محافظة صعدة حينها «يحيى العمري» إلى منطقة مران النائية وكان الهدف المعلن القبض على «حسين بدر الدين الحوثي» مع من معه ، كان «حسين الحوثي» قبلها قد وجه أتباعه على مدى عامين في نشاط حركي تمثل في الهتاف بشعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل في المساجد والتجمعات، خاصة الجامعين الكبيرين في صنعاء و صعدة، القوات الحكومية أصرت على أن يسلم الحوثي ومن معه أنفسهم دون قيد أو شرط بينما اعتبر «حسين الحوثي» ذلك الطلب غير قانوني وغير شرعي مؤكداً أنها مجرد وسيلة لتصفيته مع أتباعه وتقديمهم" كباش فداء لأمريكا" حسب تصريحه لإذاعة الـ "بي بي سي" وقناة أبو ظبي حينها، فقرر خوض الحرب دفاعاً عن النفس حسب رؤيته وتصريحاته . الحكومة اعتبرت ما يقوم به الحوثي مخالفاً للدستور والقانون ونشرت في وسائل إعلامها مجموعة من التهم ضد الحوثي وجماعته . استمرت الحرب الأولى من 18/6/ 2004 وحتى 10 /9 / 2004 يوم أن أعلنت القوات الحكومة مقتل «حسين الحوثي» . خلفت الحرب الأولى أكثر من 1300 قتيل من الطرفين منهم 200 من المدنيين ، بينهم الكثير من النساء والأطفال. الحرب الثانية انفجرت الحرب الثانية في منتصف مارس من عام 2005 م إثر محاولة وحدات من الجيش الحكومي اليمني القيام بعملية تسلل لإعتقال المرجع الزيدي« بدر الدين الحوثي» والد حسين الحوثي و الزعيم الروحي للجماعة بعد عودته من صنعاء ومقابلته الشهيرة مع صحيفة «الوسط» والتي أثارت لغطاً كبيراً حينها، عزز من انفجار تلك الحرب الاشتباكات التي حصلت بين مجموعة من أتباع «عبدالله الرزامي» القائد الميداني في الجماعة مع مجموعة من العساكر الحكومية في سوق «الطلح» المشهور ببيع السلاح . الحرب الثانية كان «بدر الدين الحوثي» في واجهتها، ورغماً عن ذلك كانت أقصر الحروب فلم تتجاوز الخمسة والعشرين يوماً،لكنها شهدت أحداثاً كثيرة منها الاستهدافات التي حصلت ضد ضباط في الجيش في العاصمة صنعاء وأتُهمت بها جماعة من أنصار الحوثي أطلقت عليها السلطات الأمنية «خلية صنعاء الحوثية» التي تمت محاكمتها فيما بعد في محكمة يصفها الحقوقيون بالاستثنائية «المحكمة الجزائية المتخصصة» بشئون الأمن القومي والإرهاب، التي أصدرت حكم الإعدام على زعيم الخلية وأحكام بالسجن على البقية.. كما حصلت في هذه الحرب عملية اقتحام مدينة صعدة من قبل عشرين مقاتلاً من أتباع الحوثي استطاعوا الصمود ليومين، ثم تم قتل أربعة منهم واعتقال اثنين وانسحاب الباقين، وقد شهدت مدينة صعدة في الثامن من إبريل عملية سحل جثث أولئك القتلى من أتباع الحوثي في شوارع المدينة، حسب رسالة من نائب مفتي الجمهورية «محمد المنصور» إلى الرئيس حينها . وبحسب تقرير قدمته وزارة الداخلية للبرلمان بعد أحداث الحرب الثانية فإن الخسائر المادية خلال الحربين الأولى والثانية بلغت 525 مليار ريال ما يعادل تقريباً مليارين ونصف المليار دولار كخسائر مباشرة بخلاف الخسائر المادية غير المباشرة . وفي الخامس عشر من أبريل عام 2005 أعلن رئيس الجمهورية انتهاء جميع المعارك في جميع جبهات القتال في صعدة . الحرب الثالثة أما الحرب الثالثة فقد بدأت في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 2005 م حين تبادل الطرفان اتهامات باعتداءات واغتيالات؛ انتهت باشتعال الحرب مرة أخرى . تواصلت هذه الحرب على مدى ثلاثة أشهر واتسمت بنوعية جديدة في أسلوب الحرب تمثل في حرب العصابات التي اتبعها الحوثيون، ومع قرب الانتخابات الرئاسية حينها حرصت الحكومة اليمنية على تهدئة الموقف، وأرسلت العميد «يحيى الشامي» للوساطة، وهو الشخص الذي عين بعدها محافظاً للمحافظة خلفاً لسلفه «يحيى العمري» . بعد الحرب الثالثة تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وساطة ليبية غير معلنة لإنهاء ملف الصراع العسكري في صعدة بين طرفي الحرب ، لكن مع بداية الحرب الرابعة بدأت بعض وسائل الإعلام الحكومية بتوجيه إتهامات لكل من إيران وليبيا بدعم أتباع الحوثي ، لكن الزعيم الليبي معمر القذافي نفى ذلك في مقابلة له مع قناة الجزيرة أجريت بتاريخ 27 من شهر آذار/مارس عام 2007 م ، وأضاف القذافي حينها بالقول أن الرئيس اليمني هو من طلب منه التوسط في حل قضية صعدة وطلب منه دعوة يحيى الحوثي إلى ليبيا . وحول ما أثير عن دعمه للحوثي وعلاقة ذلك بتوتر العلاقات اليمنية الليبية نفى القذافي أن يكون هناك أي توتر في العلاقات اليمنية الليبية ، ودلل على ذلك بزيارة وزير خارجيته حينها إلى صنعاء ، وبالإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس اليمني معه في وقت سابق . وقال القذافي أن الذي إتهم ليبيا بعلاقتها بالحوثي هي الصحف المأجورة في اليمن وليس الحكومية أو الرئيس اليمني كما قال . وقد كان ملاحظاً التعتيم الإعلامي على أحداث الحرب الثالثة ، الأمر الذي ألقى بظلاله على إنعدام المعلومات عن أي تفاصيل حول أعداد الضحايا والخسائر من الطرفين في هذه الحرب ، سواءً من المصادر الرسمية أو من غيرها الحرب الرابعة كانت بداية الحرب الرابعة في السابع والعشرين من يناير 2007 م وكان من أهم أسباب قيامها قضية طرد يهود "آل سالم" الشهيرة حينما قام مجموعة من أنصار الحوثي المنتمون لمنطقة آل سالم بطرد سبعة من اليهود اتهموهم بأنهم ينشرون الرذيلة بين أوساط الشباب بحسب رسالة وجهها لهم «يحيى الخضير» قائد الحوثيين في منطقة آل سالم . بعد ذلك وجه رئيس الجمهورية إنذاره لـ «عبدالملك بدر الدين الحوثي» – الذي ظهر كقائد عام لجماعة الحوثي – وأتباعه بتسليم أنفسهم وأسلحتهم فوراً، فرد عليه الحوثي برسالة وضح فيها بأنه ملتزم بالنظام الجمهوري والقوانين النافذة ولكنه رفض تسليم نفسه وأتباعه، فتم إرسال حملة عسكرية ، لكنها ما إن وصلت منطقة «المهاذر» على المدخل الجنوبي لمحافظة صعدة حتى حصل اشتباك بينها وبين المسلحين الحوثيين، وكان قد سبق ذلك قصف على منطقة مذاب بحسب ما صرحت به حينها بيانات الحوثيين . كانت الحرب الرابعة أطول حروب صعدة حيث استمرت أكثر من أربعة أشهر ، وقد توسعت حتى شملت أغلب مديريات المحافظة، وتوسعت إلى خارجها ولأول مرة استطاع الحوثيين السيطرة على عدة مديريات سيطرة كاملة، ومنها مديريات «رازح وغمر و قطابر»، وبحسب تقديرات ذكرتها بعض التقارير والصحف فإن عدد القتلى في الحرب الرابعة قد جاوز الـ2000 قتيل من الجنود والمسلحين والمدنيين . وقد شهدت الحرب الرابعة عملية نزوح واسعة للسكان المتضررة مناطقهم من الحرب ، وبحسب إحصائية قدمها مندوب «الصليب الأحمر» فإن حوالي أكثر من خمسة آلاف عائلة صارت مشردة بلا مأوى وتعاني من ظروف إنسانية خطيرة . في حين تحدثت بعض التقارير الصادرة عن منظمات يمنية عن وصول أعداد النازحين إلى أكثر من مئة ألف نازح ومشرد . الفصل الأول من الوساطة القطرية في منتصف يونيو من عام 2007 وقع طرفا الحرب على اتفاق مصالحة برعاية «قطرية» تضمنت بنود الاتفاق التزامات على الطرفين ، حيث تلتزم الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المفقودين وتعويض المتضررين مقابل نزول المسلحين من الجبال وعودتهم للحياة الطبيعية وتسليمهم لأسلحتهم المتوسطة والثقيلة .ومضت الأشهر دون حصول أي تقدم في تنفيذ لبنود للاتفاق. الفصل الثاني من الوساطة القطرية خلال الفترة من يونيو 2007 وحتى فبراير 2008 لم يتفق الطرفان على آلية محددة لبدء تنفيذ الاتفاق ، وحصلت خلال هذه الفترة اشتباكات متقطعة ومواجهات متفرقة ، وفي منتصف شهر فبراير الماضي تم الإعلان من العاصمة القطرية «الدوحة» عن توقيع جديد للاتفاقية السابقة وملحق تنفيذي بها، وقد مثل طرف الحكومة في هذا الاتفاق الأخير الدكتور «عبدالكريم الإرياني» المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وبحضور العميد «علي محسن الأحمر» قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، ومن جهة أتباع الحوثي وقع الشيخ «صالح أحمد هبرة» وبحضور الشيخ «علي ناصر قرشه». بعد ذلك توالت اللجان الرئاسية المكلفة بإيجاد آلية لبدء تنفيذ الاتفاقات القائمة خاصة اتفاق الدوحة الأخير، غير أن تلك اللجان جميعاً لم تستطع القيام بمهامها نتيجة صعوبات واجهتها، من ضمنها وجود أطراف أخرى تستفيد من استمرار الحرب كما يقول الطرفان، وكان قد تبادل الطرفان الإتهامات عن إختلاق العراقيل والصعوبات إنتهاكات حقوق الإنسان النائب البرلماني «أحمد سيف حاشد» صرح قبل أشهر لموقع «السياسة الدولية» أن الحكومة اليمنية اعترفت بوجود أكثر من ثلاثة آلاف معتقل على خلفية حرب صعدة . وكان تقرير أعده «المرصد اليمني لحقوق الإنسان» لعام 2007 م قد ذكر أن عشرات الآلاف من اليمنيين شردوا من منازلهم ودمرت عشرات المنازل والمساجد والمدارس كما اعتقل المئات منذ اندلاع المعارك بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين في «محافظة صعدة» شمالي اليمن. ونقل مراسل «الجزيرة نت» بصنعاء «عبده عايش» عن التقرير أن الاشتباكات خلفت وراءها الكثير من المآسي والعديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، وأفقدت المواطنين في صعدة الشعور بالأمان، كما أدت إلى توقف الكثير من المدارس وتأخر الآلاف عن التعليم. وقد أشار التقرير إلى المعارك التي جرت بين قوات الجيش وأتباع الحوثي خلال الأشهر الأولى من عام 2007 وأدت إلى تشريد أكثر من خمسين ألف مواطن من قراهم ومناطقهم. وتطرق المرصد في تقريره إلى نماذج من الانتهاكات التي تعرضت لها الممتلكات الخاصة بالمواطنين، وأشار إلى تدمير 79 منزلا بشكل كلي، و74 منزلا بشكل جزئي، في حين أحال الجيش 110 منازل إلى مواقع عسكرية، كما أن 9 مساجد تعرضت لتدمير جزئي، و 8 مدارس دمرت جزئيا، في حين أصبح عدد من المراكز الصحية مقرات عسكرية. وتحدث التقرير عن تعرض الكثير ممن ينتمون للمذهب الزيدي ومن المحسوبين على الحوثيين للاعتقال أو الاختفاء، ورصد 286 حالة فقدان منذ اندلاع الحرب بين الدولة وجماعة الحوثي في يونيو/ حزيران 2004. ولفت كذلك إلى تعرض ما لا يقل عن ألفي شخص للاعتقال خلال العام الماضي فقط، مبينا أن 370 شخصا لا يزالون رهن الاعتقال وقد تجاوزت فترة احتجاز بعضهم عاماً كاملاً. تقرير لـ (حركة دفاع لرصد ومناهضة انتهاكات حقوق المرأة في اليمن) كشفت في تقرير لها عن رصدها لـ220 حالة انتهاك للنساء في صعدة بسبب الحرب، وألحقت تقريرها بكشف مفصل بأسماء النساء والانتهاكات التي وقعت عليهن من قتل وإصابه لبعضهن نتيجة القصف وكذلك الاعتقال والتعرض للتحرش والضرب. وفي حديث نقلته الجزيرة نت رأى مدير «المرصد اليمني لحقوق الإنسان» المحامي« محمد المقطري» أن ما ورد في التقرير يعكس ما وصلهم من معلومات، وهي لا تمثل الواقع والحقيقة، وفي اعتقاده أن الأرقام الفعلية أكبر مما ورد. وأرجع شح الحصول على المعلومات والحصر الدقيق للأضرار والآثار التي خلفتها المعارك، إلى عدم المقدرة على تقصي الحقائق ميدانياً نتيجة إغلاق السلطات لمحافظة صعدة واعتبارها منطقة عسكرية، ومنع وسائل الإعلام من نقل ما يدور فيها. واعتبر «المقطري» أن الانتهاكات التي جرى رصدها في التقرير تعد مؤشرات خطيرة لعدم التزام الدولة بتطبيق المعايير الدولية في حماية حقوق الإنسان خاصة أثناء النزاعات والصراعات الداخلية. ورفض التبرير الحكومي بأن السلطة تواجه جماعة مسلحة أعلنت التمرد على الدولة، وقال إن هذا لا يعني أن تُنتهك حقوق الإنسان، فقضية أن هؤلاء يعتبرون فئة خارجة على القانون أو متمردة أو حركة أيا كان شكلها لا يعطي مبرراً بأن تنتهك حقوق الناس وأن يفقدوا حماية القانون. عودة التوتر خلال شهر إبريل الماضي حصلت عمليات اغتيال لشخصيات بارزة بمحافظة صعدة، منها شخصيات موالية للدولة آخرها اغتيال النائب في البرلمان اليمني « صالح هندي دغسان»، وقد اتهمت الدولة أنصار الحوثي بالوقوف خلف تلك الاغتيالات، في الوقت الذي نفى الحوثيون ذلك . في الــ22 من إبريل الماضي حصلت اشتباكات مسلحة على أحد مداخل مدينة ضحيان التي يسيطر عليها الحوثيين، وقتل مجموعة منهم وكذلك من الجنود، وفي الوقت الذي اتهمت الدولة أتباع الحوثي بقتل الجنود والتقطع للقافلة العسكرية التي مرت من هناك، فإن الحوثيون أكدوا أن بداية إطلاق النار كان من موقع «جرف الهوى» التابع للقوات الحكومية ، ودعوا لتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة . «يحي الحوثي» شقيق«عبد الملك»– المقيم في العاصمة الألمانية بعد حصوله على اللجوء هناك – كان قد نشر رسالة له في الأول من شهر مايو الجاري اتهم فيها من سماهم "الأيدي العملية" بالوقوف خلف تفجير اشتباكات نقطة ضحيان . وأكد في نفس رسالته – المطولة – أنه كان قد تواصل خلال جولات صراع سابقة مع كبار مشائخ اليمن لمحاولة تهدئة القتال وإنهاء ملف الصراع . كما إتهم بعض لجان الوساطة بأنها تعمل على التجسس لمحاولة إغتيال شقيقه عبدالملك الحوثي وقيادات الحركة . وقال أن بعض أفراد لجان الوساطة يعملون لحساب جهات خارجية ويتسلمون رواتب شهرية من دول خارجية . داعياً أتباع شقيقه عبدالملك في ذات الرسالة إلى أن يتحملوا قدر استطاعتهم، وأن يكونوا عوناً للوساطة القطرية، كما دعا القطريين إلى الصبر ومواصلة المساعي والمحاولة المستمرة في إقناع السلطة في تنفيذ الاتفاق . جامع سلمان والدراجة المفخخة ! في الثاني من شهر مايو الجاري شهدت مدينة صعدة عملية إرهابية هي الأولى من نوعها، وعلى غير العادة وبشكل قلب موازين وأدوات الصراع جاء ذلك الانفجار ليضع المزيد من علامات الاستفهام حول المستفيد من مثل ذلك العمل . دراجة نارية ملغمة كانت أم سيارة مفخخة، لا فرق فالضحايا بالعشرات والمشهد يكاد يقترب من مشاهد العنف الدموي القائم في بلاد الرافدين . عشرات القتلى والجرحى حصيلة العملية ورعب وخوف عم أرجاء مدينة السلام المثخنة بجراح الحروب المتعاقبة . اعتبر محللون أن محافظ محافظة صعدة « المصري» كان موفقاً في لقاءه الأول مع قناة الجزيرة بعد ساعات قليلة من الانفجار أذ لم يتسرع حينها باتهام جهة معينة بارتكاب الجريمة، لكن هذا التعامل الحذر لم يتواصل، فقد أعلنت مصادر حكومية على موقع «المؤتمر نت» اتهامها الصريح للحوثيين بالحادثة بعد ثلاث ساعات من وقوعها، وفي اليوم التالي أعلن المحافظ «المصري»اتهام أتباع الحوثي صراحة بالوقوف خلف العملية . الحوثي من جهته نفى تورط أتباعه في العملية و أدانها وأستنكرها وقدم التعازي لأسر للضحايا! من جهته أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور« أبو بكر القربي» في أحد تصريحاته أن إدانة أنصار الحوثي للعملية هو شيء إيجابي ! التفجير أثار استنكار واستهجان كل الأطياف السياسية والدينية والمدنية في اليمن وخارجة، وقد توالت البيانات التي تستنكر الجريمة، فقد أدان علماء اليمن العملية ودعوا في بيان لهم لملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة . أما منظمة المؤتمر الإسلامي فقد اعتبرت العملية محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وأدانت العملية على لسان سكرتيرها الذي سلم رسالة لوزير الخارجية القربي من أمين عام المنظمة، وكذلك كان حال الحكومة السورية والقطرية وحكومات أخرى استنكرت عملية التفجير . وعلى الصعيد الداخلي فقد حصل إجماع وطني على إدانة العملية والمطالبة بالتحقيق وملاحقة مرتكبيها ، فحزب الرابطة اليمني وصف العملية بالبشعة ومرتكبيها بالسفاحين وأكد في بيانه أن العملية تدق ناقوس الخطر و تستصرخ الضمائر في الوطن لإنقاذه من طواحين دمار أوشكت أن تفتك به حسب ما جاء في البيان . أما حزب الحق المعارض فقد طالب كل القوى الخيرة بالتعاون لكشف لجناة وتسليمهم للعدالة وتفويت الفرصة على دعاة استمرار الحرب من استغلال هذا الحادث لقطع الطريق على الجهود الخيرة لإنهائها، وأكد على أهمية الوعي بمخاطر المرحلة التي تمر بها اليمن جراء التسرع في اتخاذ القرارات والتسرع في إطلاق الأحكام غير المتروية، وجاء بعد ذلك بيان أحزاب اللقاء المشترك على نفس الصعيد. الشعب اليمني حسب وصف بعض الصحفيين أثبت وعيه الكامل وباستحالة جره إلى مربع الحروب الطائفية. حتى الآن يبدو المشهد ضبابياً بحيث لا يمكن التكهن بأن أي من طرفي الصراع له مصلحة حقيقية في القيام بمثل هكذا أعمال . فكثير من السياسيين يرون أنه ليس من مصلحة الدولة أن تخلط الأوراق في هذه المرحلة الحرجة بالذات، وأن تبحث عن مشاكل وتدخل في صراعات جديدة، وفي المقابل يرون أنه ليس من مصلحة الحوثيين أن يفقدوا ولو جزء من قاعدتهم الشعبية التي تتعاطف معهم خاصة في صعدة بهذه العملية . لكن ما حدث أن كل تلك الإرجريمة الجمعة الدامية في «جامع بن سلمان» بصعدة أُريد لها من قبل منفذيها أن تكون شماعة لإنفجار الوضع ، وخوض طرفي الصراع حرب جديدة وذلك ما كان فقد بدأت فعلياً منذ بداية هذا الأسبوع ، وكانت أولى الإشتباكات في مركز مديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران ، فقد حصلت إشتباكات على الشارع العام الواصل بين محافظتي عمران وصعدة على خلفية قيام بعض العناصر الموالية للحوثي من أبناء المنطقة بمنع التعزيزات العسكرية من المرور عبر مناطقهم ، فشنت القوات الحكومية هجوماً واسعاً على أولئك المسلحين وقامت بقصف مناطقهم وأدى ذلك إلى تشريد آلاف المواطنين الفارين من المعارك بحسب ما ذكرت العديد من التقارير الصحفية . كما تحدثت مصادر أتباع الحوثي عن قصف طال مدينة ضحيان ومناطق أخرى من المحافظة وتحدثوا عن ضحايا مدنيين ونساء وأطفال لازالوا تحت الأنقاض في بيت القاسمي وبيت التركي كما جاء في أحد المواقع المقربة منهم وكما نقلته الصحف اليمنية . وتوسعت رقعة المعارك لتمتد إلى محافظتي صنعاء مديرية بني حشيش وإلى محافظة الجوف شرق محافظة صعدة . وفي الوقت الذي نفت المصادر الحكومية وقوع إشتباكات في بني حشيش ولم تعلق على أحداث الجوف فإن مصادر إخبارية أكدت حصول هجمات على أحد معسكرات الجيش بمديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف . كما تحدثت عدة مصادر عن إشتباكات عنيفة بين المسلحين من أتباع الحوثي والقوات الحكومية في منطقة "بيت السيد" وما جاورها من مناطق مديرية "بني حشيش" ونشرت بعض المواقع أنباء عن إعتصام قام به ذوو الجنود القتلى في تلك الإشتباكات والتي طالبوا فيها بالكشف عن مصير أبنائهم.
حسين عبدالله الأحمر المكلف من قبل الرئيس في آخر لجنة وساطة لتنفيذ إتفاق الدوحة كان قد أفصح عن إستيائه من وقوع الإشتباكات في بداية مهمة لجنته الرئاسية . وتناقلت الصحف والمواقع الإخبارية خبراً فاجئ الجميع عن لقاء جمع حسين الأحمر مع يحيى الحوثي في ألمانيا يوم الجمعة الماضية الموافقة 16 من شهر مايو الجاري . إلا أن حسين الأحمر نفى اللقاء بالحوثي ، بعد مرور 4 أيام على تداول الخبر . الآن لا يلوح في الأفق أي أمل في تهدئة قريبة في ظل الوعيد المتبادل من طرفي الصراع ، فالناطقون بإسم الحكومة اليمنية والقيادات العسكرية يتوعدون أتباع الحوثي بالقضاء عليهم وتخليص الوطن من شرورهم حسب تعبيرهم ، وأتباع الحوثي يتوعدون بنقل المعارك إلى جبهات أخرى ومحافظات عديدة كما يصرحون ، حتى إلى محافظات جنوبية كما قال قائدهم عبدالملك الحوثي في عدة لقاءات صحفية . وفي ظل الأوضاع الإقتصادية القائمة يتحتم على الجميع أن يتحملوا مسئوليتهم في محاولة رأب الصدع وتجنيب اليمن شر المزيد من الحروب التي ليس فيها منتصر سوى أعداء الوطن . والخاسر فيها هو شعب اليمن وأمن اليمن وإقتصاد اليمن وإستقرار اليمن . هاصات قد مهدت لإنفجار الموقف ، وعلى ذلك تكاد تكون فرضية وجود طرف ثالث سعى لتفجير الموقف هي الفرضية الأقرب ربما لاستجلاء الحقائق .
#محمد_النعماني (هاشتاغ)
Mohammed__Al_Nommany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحفي اليمني عبدالكريم الخيواني صحافي مشاكس صديق السجون وغا
...
-
دعوة لإسقاط الرئيس علي عبدا لله صالح
-
رؤية في المستجدات السياسية
-
وكان الاستعمار ارحم
-
يحكي إن قلبي أراد إن ينفصل
-
الله غفور رحيم والرئيس لايرحم احد
-
الله غفور رحيم والرئيس اليمني والبلياردو
-
بيان إشهار حركة دفاع رصد ومناهضة انتهاكات حقوق المرأة في الي
...
-
معا لإيقاف الحرب في صعده
-
السعودية وفشل الوساطة القطرية في اليمن
-
شي من معانات الجنوبيين في روسيا
-
الحوار المتمدن ملتقي حوار لكل الاحرار ومنبر حر
-
روسيا. وصراع مابعد الانتخابات علي السلطة والسلطه
-
التشيع في منظور الدولة اليمنية يستوجب القتل والتشريد
-
جنوبيون في امريكا هتفو-بالروح بالدم نفديك ياجنوب-و بتطبيق قر
...
-
مبادرة ورسائل لسياسيين وكتاب وصحفيين تطالب الرئيس اليمني بال
...
-
مبادرة: تطالب الرئيس اليمني بالتنحي عن السلطة
-
بمناسبة الذكرى التسعين لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمىا جتماع
...
-
التدخل الليبي والإيراني ومعارضه الخارج في مجلس النواب -و الا
...
-
ردفان -1963----2007 م
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|