أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي أمكور - العدالة المريضة














المزيد.....


العدالة المريضة


المهدي أمكور

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:36
المحور: حقوق الانسان
    


العدالة المريضة
ان تحقيق العدالة الحقيقية , كيفما كانت الظروف الزمكانية, يستلزم العمل على ثلاث عناصر:
- العنصر الأول هو الضحية, بحيت يجب تعويضها علئ الضرر أو الأضرار , المادية منها و المعنوية, و التي تكبدتها من جراء ظلم أو اعتداء ما, و الضحية هنا تشمل الإنسان الذي وقع عليه الإعتداء نفسيا كان او جسديا,بالإضافة الئ أقاربه الذين من حقهم الإستفادة من هذا التعويض في حالة وفاة الضحية.
- العنصر التاني هو المجرم الذي مارس فعل الإعتداء بطريقة مباشرة أو غيرمباشرة عن طريق المشاركة في تنفيد الجريمة بإصدار أمر تنفيد الجريمة أو بتوفير أدوات تنفيدها عن سوء نية, هذا المجرم الذي يجب أن ينال عقابه إذا كان مواطنا بسيطا وأن يعاقب ويعتدر عن جريمته مع حرمانه من مواقع المسؤولية إذا كان مسؤولا في أجهزة الدولة أو في المجالس و المؤسسات التي ينتخبها الشعب.
- العنصر التالث هو المجتمع الذي يجب أن تقدم له ضمانات قانونية و زجرية تحميه من تكرار مثل تلك الجريمة بحيت يستحيل الى مجتمع تحكمه قوة القانون عوض قانون القوة.
وكل عدالة تستثني أي عنصر من هذه العناضر تتحول لا محالة إلئ عدالة مبتورة وناقصة وبالتالي عاجزة عن توفير بيئة سليمة, يعيش فيها الإنسان أفرادا وجماعات في أمان و اطمأنان , بيئة ترفض و تلفظ كل شخص لا يحترم القانون , بيئة معافات من كل الإمراض التي تنخر بعص المجتمعات من رشوة وفساد وظلم…, بيئة يسقط فيها النقاب عن الوجوه الغادرة وتظهر فيها حقيقة الشيطان سافرة كما قال أحد الشعراء.
العدالة في كنف الأنظمة الغربية الديمقراطية لم تصل إلى ما وصلت اليه اليوم إلا بعد أن أعطت لكل عنصر من العناصر التي ذكرناها حقه بالتمام و الكمال,بحيث لم تغفل ضحية إلا وأنصفتها ووفرت لها ولو حدا أدنى من التعويض ,كما لم تترك مجرما واحدا إلا وعاقبته بما يستحق من عقاب , هذا بالإضافة إلى أنها أنتجت قوانينا تسمو فوق كل المواطنين مهما كان مركزهم السياسي أو الإجتماعي أو الإقتصادي ...تماشيا مع ما نص عليه البند 2 من المادة 27 من النظام الأساسي للمحكمة الجناءية الدولية > وكذلك >.
أما العدالة في ظل الأنظمة العربية بشكل خاص والإستبدادية الشمولية بشكل عام فقد أثبت التاريخ كما الواقع والوقائع بأنها عدالة كانت دائما ولازالت سقيمة ومريضة, عدالة تخلط الحابل بالنابل , فتحول المجرم,برنة هاتف أو رزمة نقوذ..., إلى إنسان ذو قضية , هذفه تحقيق الصالح العام وحماية أمن الوطن والمواطنين, وفي أحسن الأحوال تبحث عن بعض الضحايا هنا و هناك لتقدمهم قربانا يتحملون العقاب مكان المجرم الحقيقي, في حين أن الصحية تتحول إلئ خارج عن القانون والدين,يستحق بذالك العقاب أو الرجم كأخف عقوبة والنفي أو القتل كأقسئ عقوبة, وأما القوانين التي من المفروض أن تحمي كل فرد من أفراد المجتمع دون تمييز ولا انحياز فإنها ليست إلا سيفا مسلطا علئ رقاب الضعفاء, فلطالما استعملت لإخراس صوت كل من سولت له نفسه أن يجاهر بالمطالبة بحقوقه,فهي تحوي أفخاخا وألغاما كثيرة من قبيل عدم المساس بالمقدسات والتوابث الوطنية أو ما يسمئ بحصانة بعض الشخصيات المرموقة...والتي تحول دون أخد العدالة لمجراها الطبيعي,وهذه بعض الأمثلة علئ سبيل المثال لا الحصر:
-تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة في المغرب والتي اكتفت بالتعويض المادي للضحايا وتبنت مقاربة الإفلات من العقاب مما جعل سيناريو أنتهاك حقوق الإنسان يتكرر في مدينة سيدي افني بمشاركة بعض المسؤولين الذين شاركو في قتل الشعب المغربي بالرصاص في ما يسمئ بسنوات الرصاص, كما أن هذه الهيأة خرجت بتوصيات لم تر النور إلئ يومنا هذا والتي نصت علئ ضرورة التأصيل الدستوري لمبدأ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا,بالإظافة إلئ تعزيز مبدأ فصل السلط ومنع الدستور لكل تدخل من طرف السلطة التنفيدية في تنظيم وسير السلطة القضاءية.
-واقعة ما يسمئ ب(فتاة القطيف) في السعودية والتي تناوب فيها سبعة شبان علئ اغتصاب فتاة في مقتبل العمر وتصويرها وتهديدها بالسلاح الإبيض , وعوض أن تنزل المحكمة أقسئ العقاب علئ المجرمين قامت بإصدار حكم الجلد علئ الضحية, فأي عقل يقبل بهكذا عدالة؟ْ



#المهدي_أمكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المشبوهة
- التحريم ليس كافيا في زماننا
- حكم الأكثرية... أم إقصاء الأقلية...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: النازحون السوريون يواجهون ظروف شتاء قاسية
- الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير المزيد من ا ...
- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي أمكور - العدالة المريضة