خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:26
المحور:
المجتمع المدني
ماهي صورة طريقتنا في انجاز مهامنا الوطنية؟
حين اخذ نهج ابطاء الكفاح المسلح في الوضع الفلسطيني يتبلور , استكان المجتمع الفلسطيني الى صيغة المطالبة ووقف الامر عند حد تعليق الجرس بعنق القيادة , وحين اهملت الصلة بالجماهير الفلسطينية , استكان المجتمع الفلسطيني الى صيغة المطالبة وايضا تم تعليق الجرس بعنق القيادة في صورة مطلب تثوير م ت ف . والان يتم تعليق جرس المطالبة في عنق القيادة الفلسطينية في كثير من المطالب والشعارات ,
ولكن حين توفرت لقوى فلسطينية نية تخريب مسار التسوية و منع استكمال تنفيذ استحقاقات اتفاقيات اوسلو , تبلورت ايجابية التضحية بالنفس وبذل الدم , ونجح الخط الديني والقومي العربي في انجاز هذه المهمة , وحين تعلق الامر بضرب شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية في تمثيلها للفلسطينيين في المفاوضات مع اسرائيل وامام باقي دول العالم نجح ايضا الخط الديني والقومي العربي في ضرب هذه الشرعية بالدم والحديد والنار وصولا الى تقسيم الشعب والقضية , قسم ديني قومي عربي متذيل للقرار الخارجي , وقسم وطني يقف موقف المراة التي قبلت التخلي عن ولدها بدلا من قتله بالاقتسام , فكانت دعوة الحوار الوطني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي دعت السلطة الفلسطينية لها وتقابل كما يقولون في بلادنا بذان من طين وذان من عجين.
اين يكمن الضعف اذن , اين المشكلة ؟
في حين يحتاج انجاز المهمة الوطنية الى عملية بناء وصبر ومشاركة واسعة بين مركز القرار السياسي والشعب ممثلا في تنظيماته (الاهلية) وهي عملية مشروطة اصلا بالقدرة المحلية على الابداع , فان عملية الهدم والتخريب تحتاج في الواقع الى امكانيات اقل وتستحدث نتائج اسرع , فهي تحتاج الى ادارة سياسية تامرية وقوة تنفيذية تسندها وتشكل اداتها العملية , لكنها ايضا تحتاج الى خبرة دولية ترشدها , وقد توفرت جميعا للخط الديني والقومي العربي فكانت ( الفوضى الموجهة ) التي نجحت في قطاع غزة , ونحمد الله ان السلطة الفلسطينية استطاعت في الضفة الغربية ان توقفها عند الضرر الاقل . اما عملية البناء وانجاز المهمة الوطنية فلا زالت تتلمس طريقا للتحقق ولذلك اسباب
1) لا شك انه حتى هذه اللحظة لا زالت الجماهير الفلسطينية تعيش الحالة المطلبية الانتظارية ولم تستكشف بعد نهج الابتكار والابداع والمشاركة الديموقراطية في انجاز المهمة الوطنية , حيث نجد المطلوب من الرئيس ورئيس الوزراء والاجهزة تحقيق كافة المطالب من موقع وحالة النسك والزهد حيث يجب ان نذهب لمقابلة الوفود الرسمية على دراجات هوائية , وتقديم كشوفات حال بنكية يوميا في مواجهة الاشاعات التي تطلقها اجهزة المخابرات المعادية , ويجب على زوجات المسئولين الفلسطينيين تقديم كشف حالة يومي عن مقدار اهتمام المسئولين بهن والوقت اللذي يمضونه معهن , اما امهات الانبياء الجدد وورثة محمد وعيسى فان (لا اله الا الله ) ستر لما ابتلاهم الله العلي القدير به وهم مقدسون الى درجة ان لا يسئلوا فهم لا يتصرفون عن هوى ( ان هو وحي يوحى) حتى اصبحنا لنكاد نشهد لهم مقترنين بالله تعالى
2) ادارة سياسية حديثة الخبرة في مجال الادارة بصورة عامة وفي مجال الادارة المختصة بشرووط الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة بصورة خاصة وهي مثقلة بالامراض القومية العربية المكتسبة من الخارج ولم تكن في تاريخ خبرتها سوى ادرة سياسية لعملية كفاح مسلح حدد لها تحالف الاعداء شرط ان ( تصبح مجال التجربة الفلسطينية الذاتية في اثبات القصور والعجز والفشل ) للوصول الى قناعة فلسطينية عن عدم الجدارة على القدرة على الاستقلال في دولة
3) فصائل فلسطينية اصبحت مهمتها رفع الشعارات وتحديد المهام فحسب والمساومة على الموقع في السلطة , والاستمرار في محاولة تحسين مساومتها ( الداخلية) بعمليات مسلحة بين الحين والاخر
4) وعي سياسي ( مقولب) على ان لا تغير في مجريات الصراع الدولي وان العداء الاوروبي والامريكي للعرب ( ومنهم الفلسطينين ) هو عداء تاريخي ثابت لا يتاثر باي متغيرات , جمود عقائدي قابل للكسر فعلا غير انه لا قابلية له لان يلين , فان اختلاف ميزان القوى بعد انهيار المعسكر الشرقي ( لا يعني شيئا ) وان تصاعد موقع الولايات المتحدة في ميزان القوى مع باقي المراكز( لا يعني شيئا ) وان التغيرات الاقتصادية الاجتماعية السياسية في مصر وسوريا والعراق والجزائر...الخ ( لا تعني شيئا ) وان رفض اطلاق التسوية والعودة الى اطلاقها ( لا يعني شيئا ) وان تخلف الخط الديني عن الكفاح المسلح تاريخا طويلا من الزمن والعودة الى اطلاقه بعد ضرب الاتجاه الوطني ( لا يعني شيئا ) وان قيام الرجعية ببذل الجهد من اجل تجميع قيادة مقاومة الخط الديني وسماح اسرائيل والولايات المتحدة لها بذلك( لا تعني شيئا ) وان رفض سوريا اطلاق الكفاح المسلح ليس الفلسطيني فحسب بل والسوري ايضا , لكنها تلم وتئوي كل اتجاه انفصالي فلسطيني ( لا يعني شيئا )
صورة عن الواقع
تمثل قضية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات داخل وخارج فلسطين , احد القضايا مثار البحث ليس في المفاوضات مع الاطراف الاخرى بل مثار بحث داخلي فلسطيني واحد مجالاات التحريض ضد السلطة باعتبارها المفاوض الفلسطيني , ولا يعدو الجهد المبذول لتعديل ميزان القوى للصالح الفلسطيني حولها سوى رفعها كمطلب حقوقي عادل ومنصف وتاريخي ولا يمكن للتسوية ان تترسخ الا بايجاد الحل المقبول فلسطينيا لها .........الخ من الشروط التي تفرض على المفاوض الفلسطيني من قبل البعض حالة الاتكاء على اريكة معلومة استحالة الاستجابة في ظل حالة ووضع ميزان القوى الراهن مع العدو , وبدلا من ان تقوم هذه الفصائل( المتمسكة بهذا المطلب كخط احمر وتجاوزه يعني الخيانة ) بتصعيد ما تجيده؟ الكفاح المسلح من مستواه الراهن ( الازعاجي ) الذي لا يؤثر فعليا حتى على ( توازن الرعب الذي تدعي انها استحدثته في العلاقة مع اسرائيل) الى مستوى الكفاح التحريري الذي يمكن فعلا ان يغير في ميزان القوى فانها وبعد ان اصبح لها مصلحة فصائلية خاصة في التهدئة مع اسرائيل , انجزت وبسرعة خارقة هذا الامر , وبلتت تهدد من يمس به بالويل والثبور وعظائم الامور ؟
اننا لا نتوقع منها غير هذا اصلا , لكننا نطرح صورة التعامل الانتهازي الفصائلي مع المطالب الوطنية لنبين في النهاية الفرق الواضح بينه وبين الصورة الحقيقية التي يجب انجاز المهمة عليها وفي نفس الوقت تكون لبنة في نهج الناء الفلسطيني السياسي الاقتصادي الاجتماعي الديموقراطي الشاملة
لنقف اولا عند سؤال ؟ هل يمكن تحقيق مطلب لا يمكن النضال في سبيله , ومن الاجدر بالنضال من اجل هذا المطلب المعنيين مباشرة بهذا المطلب ام سواهم حتى لو كانو من نفس المجتمع ؟كيف سيمكن النضال في سبيل مطلب عودة اللاجئين اذا كان اللاجئون في حال سبات ولا يناضلون في سبيل خصوصيتهم في المهمة ؟
من هنا يجب ان نبدأ في معالجة هذا المطلب وبصورة وطنية ثورية تفرض نفسها على :
1) هيكل البنية السياسية في الواقع الفلسطيني باعتبارها لبنة من لبنات الاساس الموضوعي لهذه البنية السياسية وشرعية تمثيله للمجتمع الفلسطيني , ليس هذا فحسب بل بديلا عن هيكل البنية الراهن المؤسس بصورة لا ديموقراطية على اساس الامكانيات الاقتصادية وتحولها الى قوة مسلحة ( وطنية نعم لكنها قمعية في ان معا )
2) كلبنة موضوعية مستقلة متشابكة على المستوى الشعبي حالة الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتقي بها الى ان تصبح احد الركائز الراسخة لبنية وحدة وطنية برنامجيا وهيكليا مؤسس لاتحاد جبهوي على المستوى السياسي العام تقرر لا مجال للمحاصصة فيه بل يعكس بصورة صحيحة تمثيل الاغلبية ليس فقط الاغلبية الشعبية بل هذه الاغلبية المتولدة عن الممارسة النضالية الاعلى مستوى والارقى برنامجيا
3) تحجيم المحاولات الاقليمية والعالمية لاجهاض التمثيل الفلسطيني المستقل عبر بلورة تماسك والتفاف شعبي فلسطيني حول ممثله الشرعي والوحيد ( السلطة الفلسطيني في الوقت الراهن ) في نفس اللحظة التي يتم خلالها الخضوع السياسي الواعي من قبل هذه السلطة لنتائج الديموقراطية الفلسطينية ( كبناء لا كحالة مؤقتة ) واعادة صياغة صورة هذه السلطة بما يتناسب وهذه الصورة
4) التاثير المباشر على المؤسسات والمحافل الدولية اثناء تحديدها لمواقفها من المطالب الفلسطينية , اي دعم المطلب السياسي بتجسيد مادي للالتفاف الجماهيري حوله
5) ابقاء الصلة النضالية حية بين المؤسسة السياسية الفلسطينية والمؤسسة الاهلية الفلسطينية على اساس المهمة لا على اساس وعي الاحساس الوطني فحسب
المنظمة الاهلية الفلسطينية
ينضح الان ما نقصده بكل العرض السابق , انه الدور المفترض للمنظمة الاهلية الفلسطينية باعنبارها حلقة من حلقات تكثيف الموقف الفردي الفلسطيني من وضع تعاكس الاتجاهات الفردية الى وضع اطار تجمعي اكثر توحدا ويرتقي الى اتجاه ديموقراطي مشارك لا يشعر بعجز فرديته اما قوى القمع التي تستهدف وطنيته وتبقي عليه فوة عمل رخيصة فحسب
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟