أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - عقلية الحرس القومي لم تزل بيننا














المزيد.....

عقلية الحرس القومي لم تزل بيننا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 722 - 2004 / 1 / 23 - 04:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن من باب الطرافة أن يرفع مواطن عراقي تقريراً الى مقر الحرس القومي في المدينة في العام 1963 يذكر فيه انه راقب مواطن آخر من أبناء المدينة وتابعه في السوق ثم راقبه وهو يشتري الرقي ( البطيخ الأحمر )  وبما أن الرقي أحمر أذن فهو شيوعي .
تذكرت هذه الواقعة التي كان يتم من خلالها تقييم الناس واعتقالهم وفصلهم في زمن موبوء قبل أكثر من اربعين سنة تراجع فيها العراق مهرولاًُ الى الخلف حتى حل زمان أغبر  يصير فيه صدام قائداً للعراق .
وفي الزمن الصدامي الهجين كان يتم تصنيف الناس مع الحزب والثورة أو معادي للحزب والثورة ، وحين صار الشيوعي والقومي والعلماني والأسلامي يلتقون في قاعات الأعدام وأقبية المخابرات والأمن العام والشعبة الخامسة وفي قاعات سجن الفضيلية كان الجميع يستذكر ماكان يتردد على السنة السذج والمغرضين من الصاق تهمة الألحاد والكفر بالشيوعية ومحاولة تطويع الدين لأغراض سياسية   لغرض أيهام السذج من الناس وذر الرماد في العيون .
لقد اكتشف اهل العراق ابعاد اللعبة السمجة التي كانت القوى السياسية تحاول أن تنال من خصومها الشيوعيين بتطويع الدين الحنيف لصالح مقاصدها المريضة ، والدين الأسلامي منهم ومن هذه التخرصات براء .
وبعد هذا الزمن المرير الذي قاسينا ماقاسيناه من جور وظلم صدام والذي انتهى الى غير رجعة .
تعود نفس الأصوات تحاول أن تنشر سمومها في هواء العراق فتعيد لعبة  الصراخ المريض وفي محاولة لترجمة الأنحرافات النفسية   والعقد التي زرعها صدام حسين في المجتمع العراقي  ، وما أن صدرت الأعتراضات العلمية والقانونية  والواعية على قرار مجلس الحكم الأنتقالي المرقم 137 في 29/12/2003 القاضي بألغاء العمل بقانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 59 المعدل وعرض الأنتقادات الواعية والأشارة الى مساهمة القرار المذكور في غبن حقوق المرأة العراقية والأسرة بالأضافة الى كونه يمثل نكوصاً وعودة الى الوراء في أعتماد المذهبية والطائفية المقيتة حتى صدرت أصوات من تحت الركام تمارس أدوار الرجعية والحرس القومي سيء الصيت في عام 63 .
فقد صدرت الأصوات المريضة التي تهاجم الشيوعية وتتهمها انها وراء حملة الاعتراضات ، وهي غير الحقيقة لكن النفوس المريضة تريد مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي للتنفيس عن مكبوتات نفسية تعشش في عقولها البليدة  ولدوره الوطني في النضال ضد الطاغية .
أن قرار مجلس الحكم ليس نصاً مقدساً لايمكن مناقشته ، وهو بالتالي قابل للشرح وبيان السلبيات والأيجابيات ويمكن أن يتحاور المرء من خلاله ومن خلال القانون ، ولم يكن قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 59 ملكاً للحزب الشيوعي او للشيوعيين  وأنما ملك العراقيين الذين عملوا وفق نصوصه مدة خمس وأربعين سنة وبالأمكان تطوير هذه النصوص بما يتلائم مع روح العصر وبما لايخالف المباديء الأسلامية والتي حاشا ان تغبن حق الأنسان وأن تكون تدعو للمساهمة في التفريق والتمذهب على حساب وحدة المذاهب والناس .
لأن أطلاق الأتهامات بأن الشيوعيين وراء الحملة أتهامات رخيصة ومبتذلة  وتدعو للسخرية فالقانون يخص العراق والعراقيين رجالا ونساءاً وكل قوميات العراق ومن ضمنها كل أحزاب العراق ، وحين نفتح عيوننا في القرن الجديد لنجد ان بيننا من يعيش بعقلية القرون المندثرة ويروج للأتهامات الساذجة التي تذكرنا بالتقرير المرفوع عن مشتري الرقي الذي صار شيوعياً لأن الرقي أحمر .
ومن السذاجة أن نقوم بتعليق قضايانا على شماعات الغير مادامت القضايا تهم الجميع دون أستثناء ، ومن المخجل أن نسمع أن مازال بيننا من يفكر بعقلية الحرس القومي ونماذج كتابة التقارير الخاصة بالتحريات الجنائية ومراكز الأمن ، وأن بيننا من يفكر أن يحكم العراق بهذه العقلية ناسياً أو متناسياً أن الشيوعي والأسلامي والقومي كانوا يعتلون حبال المشانق ويستقبلون الرصاص بصدورهم سوية دون أن يفرق صدام وسلطته بينهم .
علينا أن نفكر بعقولنا ولانتراجع في فهم الدنيا التي تخطت زمناً ليس من السهل أن نتجاوزه فالدنيا والتاريخ والعالم يتقدم ، وكل من يفكر بعقلية الحرس القومي ولغة البعث 63 يجب أن نلفظه من حياتنا ولايقبله المستقبل العراقي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمنح أكراد العراق الفيدرالية
- تهريب النقد العراقي
- القانون لايلغى بقرار يامجلس الحكم
- حتى لاننسى تضحيات العراقيين
- ألغاء قانون الأحوال الشخصية العراقي تكريس للمذهبية
- جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته
- صدام ومؤسسة غينز
- صدام أسير حرب أم مجرم حرب ؟
- الحاجة اليومية للعراقي ضرورة ينبغي الأهتمام بها
- الفيدرالية من قضايا العراق الأولى
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - عقلية الحرس القومي لم تزل بيننا