أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد صلاح الدين - فلسطين شلل عمل الوعي السياسي في الاراضي المحتلة















المزيد.....

فلسطين شلل عمل الوعي السياسي في الاراضي المحتلة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 09:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قاوم الفلسطينيون الاحتلال البريطاني في فاتحة القرن العشرين . رفضوا كل المشاريع الاحتلالية التي أرادت تمكين الصهاينة من ارض فلسطين التاريخية ، وحتى تلك التي كانت باسم الهيئة الأممية ، التي دعت وبعثت أكثر من لجنة من اجل دراسة الأوضاع السكانية والجغرافية والاقتصادية بغية الوصول إلى غرض تقسيم فلسطين بين يهود وبين الفلسطينيين العرب ، يكون فيها للأولين نصيب الأسد ، رغم قلتهم السكانية قياسا للسكان الأصليين العرب، وما تبقى من الأرض فهي في النوع والمساحة والسيادة أيضا تكون سلبا لا إيجابا على الفلسطينيين ، وعلى الأقل قرار التقسيم ، ولاحقا حديث الحل بشرعية مجلس الأمن بالقرارين الصادرين عنه صاحبي الرقم 242 ، 338 لسنتي 1967 ، 1973 .

في تلك الفترات الاحتلالية بريطانية وصهيونية عبر كيان "إسرائيل" ، لم يكن الشعب الفلسطيني ليمارس أي نفاق أو تملق في سياق علاقته الجدلية مع الاحتلال المحكومة بمسلمة علائق الحق والباطل، العدل والظلم في التاريخ الإنساني على وجه العموم. لأي جهة كانت فلسطينية أو عربية أو دولية ، فالعميل والخائن والمنافق الذي تظهر علائم ووقائع سلبيته الضارة بحق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة ، كان إما أن ُيحاكم ثوريا فيعدم ، أو ُيعزل ُفيعرف على انه بين الناس مذموم منبوذ. وهو في كل الأحوال ليس بذي رأي مسموع أو مؤثر في اتجاه صوغ الاتجاه العام الشعبي ، مهما كان موقعه أو منصبه ، رفيعا أو وضيعا .

هذا هو وضع الفلسطينيين في تعاملهم مع الاحتلال "الإسرائيلي" ؛ شعب تحت الاحتلال يقاوم محتله ، وبالتالي فان جميع الأشخاص والعلاقات كانت لابد أن تمر في معمل العلاج ألتقييمي ، في إطار ذلك الوضع السابق ، رفض الفلسطينيون في العقد الثامن من القرن الماضي روابط القرى ، لأنهم رأوا فيها حالة ارتباطيه خدمية وأمنية للاحتلال في المقام الأول ، ولم يرضوا أن تكون هذه الروابط بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لكن نسق العلاقة المعروف بين الاحتلال والشعب الواقع تحت هذا الاحتلال ، اختلف بصورة غير طبيعية ومشوهة جدا في الحالة الفلسطينية ، تحديدا بعد دخول وقبول قيادة منظمة التحرير للشروط الأمريكية و"الإسرائيلية" لعملية سلام كانت قد بدأت مع مطلع العقد الأخير من القرن الفائت ، قلبت أوضاع الفلسطينيين رأسا على عقب ، وهذا الانقلاب في الأوضاع يشمل ما يلي :
- فلسطينيون قدموا اعترافا بالمحتل ، والقانون الدولي في الأساس يطلب ذلك من الاحتلال نفسه أولا ، باعترافه بحقوق الشعوب المحتلة، ولا يطلب من الأخيرة اعترافا من أي نوع بالقوة التي تحتلها لا في أثناء الاحتلال ولا بعده .
الفلسطينيون ُجردوا باتفاقات السلام مع" إسرائيل" من حقهم في الدفاع عن أنفسهم ، ضمن شرط نبذ العنف والإرهاب . وحق مقاومة الاحتلال حق أساسي داخل في صلب مبدأ تقرير المصير المقنن والمعترف به في الشرعة الدولية ومجمل العلاقات الدولية.
- وفلسطينيون أصبحوا وكلاء عن الاحتلال في الجوانب المدنية الخدمية والأمنية الضابطة والقامعة لحالة الحراك الطبيعية المعروفة في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" ، بحيث بات الاحتلال نظيفا من هذه الأعباء .

الخطير في الحالة الانقلابية للوضع الفلسطيني بعد متاهة السلام والحديث عن مفاوضات بألفاظ التاريخية والحتمية والإستراتيجية ، أنها أفرزت واقعا أخلاقيا واجتماعيا فلسطينيا قائما على الخوف والنفاق السياسي والاجتماعي . وعدم قول الحق وممارسته في جدليتنا مع" إسرائيل" . والسبب في ذلك تحديدا وتوضيحا ، هو تلك الحالة الارتهانية المالية التي تبدأ بالتحكم فيها من قبل "إسرائيل" وأمريكا وأوروبا في مواجهة القيادة الفلسطينية الرسمية ، والأخيرة بدورها تتحكم بالفلسطينيين من خلال شراء الولاء السياسي لخط ولجهة بعينها .

وما أريد قوله هنا في الساحة الفلسطينية ، انه رغم كل المآسي والجرائم التي لحقت بالفلسطينيين وقضيتهم ، بسبب مشروع السلام ، بحيث أن المفاوض الفلسطيني عاجز عن أن يتمكن بإستراتيجيته والته التفاوضية أن يزيل حاجزا واحدا أو يطلق أسيرا واحدا من بين مئات وآلاف الحواجز والأسرى ، إلا انه ورغم ذلك تجد من بين الفلسطينيين وهم كثر ، من يصمت ولا يقول لا لهكذا سياسة ونهج ثبت عبثيته وفشله ، رغم تكرار هذا الفشل والعبث أكثر من مرة . وكان آخره انابوليس في تشرين الثاني 2007 وما تلاه من لقاءات كثيرة ، أدت إلى زيادة الاستيطان لا إلى إيقافه على الأقل ، فسجلت الإحصاءات المختلفة بناء 9000 وحدة استيطانية منذ انابوليس وحتى اليوم ، بينما الأمر غير ذلك في سنوات انتفاضة الأقصى، فكان الرقم ضئيلا بالنسبة للرقم الجديد فقط 1600 وحدة استيطانية.
والسبب كما اشرنا بسبب انقلاب الحالة الفلسطينية عموما ، وانشغالهم بكيفية توفير احتياجاتهم المدنية والخدمية والتمويلية ، التي هي من مسؤولية الاحتلال .ولكان الصورة باتت كالتالي ، شعب مرتهن لمال سلطة حكم ذاتي ، وسلطة حكم ذاتي مرتهنة ل"إسرائيل" وأمريكا والغرب .

النفاق والتملق واضح في الساحة الفلسطينية ، حتى من قبل بعض القيادات الحزبية الأخرى العلمانية واليسارية.
فلا يفهم المرء مثلا كيف أن التهدئة التي توصلت إليها حماس مع" إسرائيل" عبر الوسيط المصري هي سياسة خاطئة ، وان حماس تعمل وكيلا امنيا للاحتلال ، وان لاحق لها في منع المقاومة ، وان الأمر راجع إلى قيادة هؤلاء الذين يقولون أنهم يريدون المقاومة ، واقصد هنا بالمرجعية دون مواربة قيادة حركة فتح المفاوضة للاحتلال.
في مقابل هذا كله ، نجد أن التهدئة هي من اجل رفع الحصار عن غزة التي حوصرت موضوعيا بسبب التشبث بمنهج مفاوضات مضمونه شروط أمريكية و"إسرائيلية" ، ومن اجل إعطاء الفرصة للمقاومة لتقوى أكثر وأكثر . وهذه هي التهدئة الأولى من نوعها فلسطينيا التي يكون فيها توازن مطلبي مع الاحتلال ، فكانت التهدئة السابقة تتم من طرف واحد هو الفلسطيني ، ومع ذلك كانوا يوافقون عليها . أما حديث المقاومة والمرجعية ، فهؤلاء الميدان أمامهم في الضفة المحتلة حتى تشملها التهدئة، ثم إن المرجعية هذه لا تعترف أصلا بالمقاومة وتعتبرها إرهابا وعبثا .

"إسرائيل" نفسها تشهد بانتصار خط المقاومة عليها في غير مناسبة وعلى لسان غير مسؤول وإعلامي فيها ، ولقد أكد" الإسرائيليون" انتصار حماس في التهدئة ، بل انتصار الإسلام الراديكالي في المنطقة الذي يعتبرون حماس جزءا منه ( حاييم رامون نائب رئيس وزراء "إسرائيل " في معرض تعقيبه على التهدئة مع حماس)، فلماذا إذن هذا الكذب والنفاق ، وحتى المزايدة ؟

لقد رهن أوسلو وشروط أمريكا و"إسرائيل" ومعهم الأوروبيون إرادة كثير من الفلسطينيين لصالح فتات مال ومكاسب ذاتية مقابل تزوير وقلب حقائق القضية ، بل والاستعداد للتنازل عنها ببيعها في سوق من يدفع أكثر، عدا عن صمت كثير من الفلسطينيين عن القول والتحرك في إنصاف أو محاسبة مناهج سياسية ونضالية في إطار من التقييم العلمي الموضوعي. هذا هو الشلل في حراك الوعي السياسي الناتج عن الحال الأمني والمصلحي الذي خلف الراحل عرفات بعد موته، والمكرس الآن بشكل جلي في الضفة الغربية المحتلة .

انتهى المشروع الوطني في سياق خط السلام والمفاوضات برحيل عرفات .هذا الرجل هو الوحيد من بين طاقم المفاوض الفلسطيني الرسمي الذي أراد دولة للفلسطينيين في نهاية المطاف على كامل أراضي ال67 بغض النظر عن طبيعة رؤيته لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين . لكنها "إسرائيل" ومشروعها الصهيوني المعروف . لهذا حاصروه ، ثم قتلوه:.
كاتب فلسطيني



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلام الصحابة في غزة المنتصرة على الحصار
- وزن الاستراتيجيات في فلسطين
- التزام بسلام حتى ضياع كل فلسطين!
- في الضفة الغربية أجواء لا علاقة لها بالحوار
- هل سيكون هناك حوار جدي بين فتح وحماس هذه المرة؟
- لا بد من وضع حد لعبثية نهج المفاوضات
- كيف هي الشراكة مع قاتلي اطفال غزة؟!
- التفكير باستراتيجيات واقعية لتنفيذ حق العودة
- غالبية فلسطينية بلا تمثيل شرعي حقيقي
- اسرائيل تمنع الفلسطينيين من الزواج بأجانب!
- فلسطينيون بسببهم يستمر الحصار على غزة!
- مؤسسات حقوق الإنسان تصمت على جرائم الفساد في السلطة الفلسطين ...
- المفاوضات خيار استراتيجي لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ...
- القتل البطيء لامل اللاجئين الفلسطينيين في العودة!
- سوريا دعوة جدية لاسلمة الحياة السياسية
- الموقف الحقوقي المغيب عن تقييم واقع التجربة الديمقراطية الفل ...
- لماذا لا تجرى انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية؟!
- المفاوضات في المنظور الفلسطيني الرسمي
- هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟
- أشك في هوية وانتماء قادة فلسطينيين


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد صلاح الدين - فلسطين شلل عمل الوعي السياسي في الاراضي المحتلة