ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:35
المحور:
المجتمع المدني
للوهلة الأولى انتابنا شك عميق ، ولم نصدق ملء أعيننا ، أن تكون سورية أصبحت في وضع محرج للغاية يزيد على مرحلة الخطر خطراً آخر ، لكن جميع هذه الشكوك بددتها تقارير صندوق السلام المعني برصد الحالات والحوادث التي تجعل من الدول فاشلة كالفساد وغيره .
ليس غريباً أن يغدو العراق دولة فاشلة طبقاً لمعايير الدول الفاشلة التي لا تملك من زمام أمرها شيئاً ، وكذلك لبنان الذي ولهذه اللحظة لم تستطع الدولة بسط سيادتها على كامل تربها الوطني وإخضاع جميع المنظمات والقوى السياسية لسلطتها ، وليس الوضع أفضل حالاً في الأراضي الفلسطينية التي تشهد تناحراً أخوياً دامياً أضر بالقضية وأدخلها في متاهات وتفاصيل يومية عقيمة لا يرجى من ورائها إلا إطالة عمر الاحتلال وتأخر قيام الدولة الموعودة .
لكن الأشد غرابة وحيرة ، أن تلحق سورية بقائمة هذه الدول الفاشلة ، سيما وأنها كانت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي نموذجاً يسبق نماذج دول غربية خرجت لتوها من رحى الحرب العالمية الثانية كإيطاليا وألمانيا .
لماذا سورية دولة فاشلة ؟ بألم مرير سنقبل بهذه الحقيقة الفاجعة على مضض ، فحقيقة أن سورية أصبحت فاشلة تعني فيما تعني ، انهيار أحد الأعمدة التي يتألف منها البيت العربي ، وكونها صارت دولة فاشلة يعني أيضاً أنها لم تعد جزءاً من الحل بل غدت جزءاً من الأزمة ، كأزمات لبنان والعراق وفلسطين المتتالية ، فالدول الفاشلة تنتظر مَن يعينها على حل مشكلاتها ولا قدرة لها في ابتكار الحلول وانجاز التسويات .
المؤشرات التي استند إليها صندوق السلام فيما يخص الوضع في سورية ، تختلف عن المؤشرات في لبنان ، عموماً هي مؤشرات لا تقل خطراً عن المؤشرات الأخرى في العراق ولبنان ، من حيث قوة الفساد الذي ينهش هياكل المجتمع السوري بعلم الدولة أو تغاضيها ، فضلاً عن أزمة حقوق الإنسان ، وانعدام الأمل في نظر الأجيال القادمة .
سورية دولة فاشلة، ليس لأن عدوى الفشل انتقلت إليها من العراق ولبنان، بل ربما لأنها شاخت كثيرا، واستهلكت أكثر ما أنتجت، بعكس دول بلغت من الشيخوخة ما بلغت ولم تعرف طريقاً إلى الفشل كالصين على سبيل المثال.
إذا استمر هذا الفشل فإلى أين المصير؟ هل هناك ما هو أسوأ من أن تكون
بلداً فاشلاً ؟ نرجو أن نكون مخطئين في رأينا .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟