|
دور النفط والغاز في تعزيز الثِقل النوعي الإقليمي والدولي للعراق
عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 ومعه منظومة دول حلف وارشو ، إنتهت الحرب الباردة بين العالمَين الإشتراكي والرأسمالي ، وأصبحت جميع البلدان الأوربية تنظر إلى طبيعة العلاقات القائمة فيما بينها وتعيد تقييم تلك العلاقات من منظور المصالح الإقتصادية المرجوة منها . وقد أسسَت دول المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي قبل تفككها مجلس التعاضد الإقتصادي ( منظمة سيف ) لتنظيم العلاقات الإقتصادية مع بعضها ، ومن خلال تلك المنظمة قام الإتحاد السوفيتي بمد ثلاث خطوط مزدوجة للنفط والغاز من حقول سيبيريا إلى تلك الدول ، وسُمِّيت ( بخطوط الصداقة ) ، وهي كالتالي : - الخط الأول يمتد من روسيا - هنغاريا - بولونيا - المانيا الديمقراطية - ثُم تمّ تمديده أخيراً إلى النمسا . الخط الثاني من روسيا - بيلوروسيا ( روسيا البيضاء ) - بولونيا - المانيا . الخط الثالث من روسيا - أوكرانيا - جيكوسلوفاكيا - المانيا . كانت تلك الدول لاتدفع عملة صعبة للإتحاد السوفيتي ، وإنما كانت تجري عملية مقايضة بمنتوجاتها الصناعية والزراعية . أما في الظرف الراهن ، فإنها تدفع عن كل ما تحتاجه بالدولار واليورو، خاصة وأنّ قسماً منها أصبح عضواً في الإتحاد الأوربي وحلف الناتو . لقد أدركَت روسيا أنها تستطيع فرض نفسها على الساحة الدولية عامة وأوروبا خاصةً ليس عن طريق ترسانتها النووية فقط ، وإنما من خلال قدرتها الإقتصادية المتمثلة بإمتلاكها مصادر الطاقة التقليدية ( النفط والغاز ) ، مما حفزها على الشروع بمد خط رابع للغاز ، وهو قيد الإنشاء الآن ، يبدأ من روسيا وتحت مياه البحر الأسود إلى بلغاريا ثم الى اليونان وإلى صربيا عن طريق مقدونيا . ما ذكرته أعلاه يجعلنا نتفاءل ، بعد أن أعلنَت الحكومة العراقية ، خلال زيارة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لمقر الإتحاد الأوربي في بروكسل ، عن مشروع إنبوبي النفط والغاز ألى أوربا الغربية عن طريق تركيا . إنّ هذا المشروع سيغيّر طبيعة العلاقات بين العراق وتركيا ، وسيجعل تركيا تتخلى عن سياسة الإبتزاز وإستخدام منابع نهر الفرات كورقة ضغظ على العراق ، ويجب أن لا ننسى تصريحات رئيس وزراء تركيا الراحل ( أوزال ) في حينها عندما قال ( هم يبيعون لنا النفط وسنبيع لهم المياه ! ) . أصبحت تركيا تدرك أن السياسة النابعة من ذهنيات حفنة من الجنرالات الكمالية ستضرها إقتصادياً وتعزلها دولياً وللسببين التاليين : أولاً - تحاول تركيا جاهدةً ولسنوات طويلة الدخول الى الإتحاد الأوربي ، لكنها تجابَه بالرفض لعدة أسباب منها مسألة حقوق الإنسان . فإذا قامت بحجز مياه الفرات عن العراق كالسابق ، سوف لن تسكت أوربا الغربية على هذا الفعل ، إذ أنها تنظر للعراق كشريك إقتصادي إستراتيجي ( يؤمن لها مصادر الطاقة ) وبالتالي لن تسمح لتركيا بمثل تلك الممارسات ضد العراق وستغلق باب الإنضمام للإتحاد الأوربي بوجهها . ثانياً - أنّ مرور أنابيب النفط والغاز عبر الأراضي التركية ، يؤمّن لتركيا ما تحتاجه من نفط وغاز ( حصتها ) نتيجة ضريبة المرور . إنّ الملتقى الإقتصادي العراقي التركي يبعث على الأمل ويزيل كل خلافات الماضي ومنها مشكلة شحة المياه ، خاصةً بعد أن اعلن وزير التجارة الخارجية التركي ، أن حجم التبادل التجاري سيصل عام 2010 الى عشرين مليار دولار . وما دام العراق يخطط لزيادة إنتاجه النفطي حتى يتمكن من إحتلال الصدارة في مجال التصدير ، يتوجب عليه زيادة طرق اماكن التصدير ، وأعني مَد خط مزدوج جديد عبر الأراضي السورية ، وهذا المشروع سيطور العلاقات مع سوريا ويجعلها تغيّر موقفها إيجابياً نحو العراق الجديد .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصير الإقتصاد العراقي بيد مَنْ وإلى أين يسير ؟
-
هل ستفرِض الأجندة الوطنية نفسها بعد أحداث البصرة ؟
-
سلطة الظل و المخطط الرهيب
-
الكورد الفيليون و التُهَم المُشَرِّفة
-
الذاتية والتخبط الإقتصادي و هدر المال العام تحت ستار القانون
-
بإختصار... تأكيد على نداء بناء عراق ديمقراطي مدني
-
الإنفاق اللاعقلاني و هوَس بناء المطارات
-
الثقافة العراقية وإنتشالها من الإحتضار
-
الإنهيار و التحالفات وكشف الأوراق أمام الشعب
-
الأقلام الجريئة وعام الحسم والتعرية
-
تغييب و طمس ثورة 14 تموز و مشكلة العلم العراقي
-
ملاحظة سريعة
-
عكس القاعدة
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس
...
-
بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا
...
-
الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح
...
-
نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي
...
-
فرنسا دخلت في مأزق سياسي
-
القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
-
7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
-
مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
-
ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|