أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - ديمقراطية الوزير الجذماء















المزيد.....

ديمقراطية الوزير الجذماء


احمد البديري

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعمدُ الوزارات المعنية بشؤون الطلبة في العالم اجمع إلى التسابق لأجل تديم أقصى ما تجود به حكوماتها من اجل الرقي بالجانب التعليمي من تذليل الصعوبات ورفع المعوقات وتقديم أفضل الخدمات مما يسهم بتنشئة الكوادر العلمية والسياسية ... الخ ، ونجد النتائج واضحة من خلال استقراء للمجتمعات المتفوقة عمرانيا وطبيا وصناعيا وثقافيا وسياسيا وأدبيا والتي يرجع أسباب تفوقها إلى الاهتمام بالقاعدة الشبابية الطلابية ..
وتعد مرحلة الامتحانات النهائية ( البكلوريا) للمرحلة الثانوية الأهم في مسيرة طالب العلم وأخطرها وأصعبها لكونها تحدد مصيره ومستقبله لذا لا يبخل الطالب باستنفاد كل طاقته وإمكانياته في سبيل تحقيق ما يصبوا إليه من نجاح وتفوق ويبذل من اجل هذا الهدف الجهد الجهيد والعناء الكبير ، وإحساسا من المؤسسات الحكومية التي تعنى بالتعليم بحجم معاناة هؤلاء الطلاب فأنها لا تقصر في توفير مستلزمات ومتطلبات وسائل التفوق والنجاح ..
يحصل هذا في اغلب أنحاء العالم وحتى الدول النامية او الفقيرة يوجد هناك منظمات دولية ومؤسسات إنسانية وأكاديمية تقدم هذا الخدمات من اجل الحصول على نخبة المجتمعات وتوظيف قدراتهم وتسخيرها لتحقيق الأهداف والمشاريع التي يسعون إليها من خلال تقديم تلك المعونات ، إلا أن ما حدث سابقا ويحدث ألان في العراق الغارق في الفوضى والاستغراق في أظهار القوة والتسلط على الآخر نجد العكس تماماً ، ويجد طلبة العلم وذويهم وكوادرهم التدريسية إن الرياح الحكومية تجري بما يلبي طموحاتهم وأمانيهم المتواضعة بل أن القرارات الغريبة والإجراءات العجيبة لوزارة التربية ووزيرها الواعظ قتل اغلب الطموحات والأحلام وتميزت تلك القرارات خلال عامين من تسلم السيد الخزاعي لمقاليدها بجملة من القوانين التعسفية بالإضافة للإهمال الكامل لشريحة التدريسيين وعدم التفاعل مع متطلباتهم بل والتقاطع في الكثير من الأحيان مما سبب إرباكات مستمر في قطاع التعليم كان الخاسر الرئيسي فيه الطلبة المغلوب على أمرهم .
ما تميزت به وزارة التربية العراقية عن وزارت التربية والتعليم في أرجاء المعمورة هو تقديم كل ما يسبب بانهيار المنظومة التعليمية بل أنها اختارت أيام الامتحانات للصفوف الثانوية المنتهية للإعلان عن اختراعاتها وإبداعاتها وأخر صرعات الإداريات الفنتازية فيها ، ولن تنسى الكوادر التدريسية الطلب الذي قدمه السيد الوزير للبرلمان قبل عامين من ألان بقطع رواتب التدريسيين خلال العطل الدراسية لعدم استحقاقهم بحسب شرع السيد الوزير مما سبب نقمة واسعة في الأوساط التدريسية واحتجاجات كبيرة إزاء هذا الطلب المسخرة .
وعودة على القرارات الخاطئة التي اتخذتها الوزارة خلال مرحلة الامتحانات والتي كان في طليعتها القرار الغريب بنقل مراكز الامتحانات إلى كليات الجامعات البغدادية علما ان هذه الكليات تقع في مناط بعيدة عن محل سكن اغلب مناطق بغداد ونتج عن هذا القرار إرباك في استعداد الطالب لأداء الامتحانات وتحميله عبء كبير يتمثل في استهلاك وقت كبير من وقته الثمين للتنقل في وسائل النقل إلى مقر تلك القاعات الامتحانية والتي يلعب الزحام الذي تشهده شوارع العاصمة في أوقات الزخم الصباحي مما سبب هدرا غير مبرر في وقت الطلبة بالإضافة إلى فقد الكثير من تركيزهم الذهني وتحول بالتالي لعامل سلبي أمام المهمة والواجب الذي ينتظرهم في قاعة الامتحان .
بالإضافة إلى ذلك فأن الإهمال والإدارة السيئة في المؤسسة التربوية الحكومية ظهر جليا من خلال عدم التهيئة المناسبة للمراكز الامتحانية والتحضير لتقديم الخدمات الأساسية كالماء البارد لإطفاء لهيب الحر الذي يخنق أجوائهم جراء الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وعدم وجود أجهزة تكييف او مراوح كأضعف الإيمان في الكثير من تلك القاعات في المحافظات بالإضافة للحيرة التي تملكت الطلبة لعدم وجود أسمائهم في مراكز الامتحان المخصصة لهم كما حصل في الكثير من مراكز بغداد مما فوت على الكثير المشاركة في أداء باكورة امتحاناتهم ..
ولأننا لا نريد الاستطراد في ذكر المعوقات والسلبيات في إدارة وزارة التربية ومديرياتها والتي لن تقودنا بالنهاية إلى نتيجة تذكر بسبب الفوضى التي تعم البلاد فأننا نعرج على الحدث الجسيم والخطب المهول والحادثة المثيرة والسابقة الخطيرة التي شهدها المركز ألامتحاني في كلية التربية الأساسية بمنطقة سبع أبكار وتمثلت تلك الجريمة والانتهاك الخطير لأرواح طلبة العراق وعماد مستقبله بالاعتداء الإجرامي الذي كان بطله بامتياز السيد الوزير الموقر ونفذ سيناريوهاته بكل وحشية فيلق حمايته الإرهابي والذي يجب ان لا يمر مرور الانتهاكات الأخرى او يجري تسويفها وتبريرها من قبل السلطة الحاكمة وأجهزتها التنفيذية والتي لم تجد سوى التعبير عن عميق حزنها لما جرى وفتح تحقيق بالموضوع بالرغم من الإصابات الخطيرة التي تعرض لها (6) من الطلبة في محصلة أولية والوزير الذي ينتمي للائتلاف الحاكم لم يتقدم بالاعتذار وإعلان مسؤوليته عن الأحداث الخطيرة وإنما اكتفى خلال لقائه بالسيد رئيس الوزراء باتهام الطلبة بالتحضير لانقلاب طلابي عبر عملية اغتيال تستهدف الحاج الوزير وهو ما ظهر جليا من خلال التصريح الوقح الذي اطل علينا به مدير المكتب الإعلامي في الوزارة والذي بين أن الطلبة كانوا مسلحين وحالوا اغتيال الحاج الوزير وهي بالتأكيد تهمة جاهزة من قبل هذا المسؤول لاستباحة دماء الطلبة الأبرياء بعنوان خروجهم على القانون مما استوجب صولة وزارية تربوية عسكرية للقضاء على العصابات الإجرامية ؟!!
ولعل السكوت على مثل هذه الجريمة سوف يكون حافز لمسؤولين آخرين في تكرار التجاوزات والانتهاكات والجرائم بحق جميع شرائح المجتمع العراقي والتي تكررت في الآونة الأخيرة من قبل حمايات بعض الساسة المتنفذين بالسلطة على مرأى ومسمع الجميع دون أن ينبس ببنت شفة أحد من السياسيين أعضاء البرلمان أو قادة الأحزاب والتيارات والحركات السياسية ، لذا فأن الواجب يحتم على جميع العراقيين الوطنيين من رجال دين وسياسة وواجهات اجتماعية وعشائرية ومؤسسات مجتمع مدني لاستنقاذ ابناهم وأهليهم من براثن تلك الغدد السرطانية التي بدأت تستشري في أوساط الشارع العراقي ..
أن هذا الانتهاك الصارخ والفاضح لكل السنن الإلهية والدساتير الوضعية والذي أصبح من الواضحات يجب أن يوضع له حد من قبل جميع من يعنيه أمر المجتمع العراقي والدور الأكبر ملقى على عاتق الأخوة البرلمانيين الغائبين علن هذا الحدث الخطير والذي يتطلب منهم موقفا عاجلا لاستدعاء وزير التربية ومسألته وتقديم الموضوع للقضاء العراقي لمحاسبة المجرمين الذين تسببوا بهذه الواقعة دون أن يأخذهم في الله لومة لائم أو مصالح حزبية وفئوية ضيقة وعكس ذلك فأن الجميع مسؤول تجاه هذا التقصير أمام الله أولا وإمام المجتمع العراقي ثانيا وأمام التاريخ ثالثا ..





#احمد_البديري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الوحدة الوطنية.. المشروع الذي لن يرى النور؟
- أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها
- الدول العربية والهروب من الواقع الديمقراطي في العراق
- قربان من نوع اخر....الى دعاة المدرسة اللاواقعية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - ديمقراطية الوزير الجذماء