|
دعوة لتأسيس منظمة (مواطنون عرب ضد الغباء)
ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في واحدة من فقرات برنامجها (الساعة العاشرة) الذي تقدمه قناة دريم الفضائية استضافت الإعلامية اللامعة منى الشاذلي قبل ايام مواطنا مصريا أطلق حركة مجتمع مدني هي الأولى من نوعها، ليس في مصر فحسب وإنما في العالم العربي كله، وهو دليل على عبقرية العقل الجمعي المصري. هذه الحركة، كما أسماها مؤسسها (مواطنون ضد الغباء) تضم في عضويتها شخصيات من خلفيات ثقافية واجتماعية متباينة في مستوياتها، وستكون مهمتها فضح الغباء الحكومي الإداري أمام الجماهير. ولأن (الغباء) أصبح سمة من سمات الحياة السياسية العربية أعتقد أن المطلوب تأسيس منظمة (مواطنون عرب ضد الغباء) وفتح باب الانتساب لها لتضم كل المراقبين الرافضين للغباء الذي يتحكم في حياة العرب السياسية (أنظمة ومعارضات). فألنظام الرسمي العربي ما زال يضطهد شعوبه ويستهين بها ويغيب معارضيه في السجون والمعتقلات و يضع كل أوراقه في سلة الإدارة الأمريكية ويبني آماله على حلول موعودة للقضية الفلسطينية ولعملية إحلال الديمقراطية وما إلى ذلك. وهو لا يرى، (بحكم غبائه المستحكم) أن هذه الإدارة تعمل عكس ذلك تماما وأنها تتجاهل العرب وتتعامل معهم وكأنهم أمة من (الغجر) بلا تاريخ ولا حضارة، ويتسابق ديمقراطيوها وجمهوريوها لتقديم الولاء المطلق لإسرائيل ويهرولون نحو (الإيباك) لإثبات حسن السلوك .. وإسرائيل تسخر من عقل هذا النظام السياسي العربي (من يسمون أنفسهم اليوم محور الاعتدال) من الحكام الذين يتجاهلون هموم شعوبهم واحتياجاتها ويصدرون مشكلاتهم للخارج ويعملون على خلق ( احزاب ) و( قوى ) هدفها التصفيق لافعالهم وتاليه ادوارهم في حياة الاوطان هذا المحور المتهافت على التسوية والراكض نحوها دون أن يمتلك أيا من أدوات التفاوض الحقيقية التي تمكنه من مواجهة العنجهية العسكرية الإسرائيلية فأوجد ردود افعال في شارعه جعلت جماهيره تنتمي بعفوية وغضب الى المحور الاخر ( المعارض ) . أو من يسمون أنفسهم محور الممانعة اليوم (دولا وأحزابا) وهم وللاسف ليسوا أفضل حالا ينتظرون الحلول من طهران التي اصبحت القبلة وباتت نظرية (ولاية الفقيه) بديلا ثوريا لنظريات (ماركس وجيفارا) عند اغلب الماركسيين والشيوعيين و(عبد الناصر) عند العروبيين والناصريين. تلك النظريات التي تربت عليها أجيال من العرب حملت معها خيبتها إلى القرن الجديد بعد تداعيات الفشل والانهيار وبدلا من المراجعة العقلية لما جرى حملت معها الشعارات التي أوصلتها لتلك الخيبة حيث مازالت تلك الشعارات تلعب دورها في ايهام الجماهير العربية بحكاية تحرير القدس على يد نظام (ولاية الفقيه) التي أوجدت بدورها جيش المهدي وعصابات بدر وتوابعهما في العراق لبدء مسيرة التحرير الموعودة بالإجهاز على فلسطينيي العراق قتلا وتهجيرا لإبعادهم إلى أقاصي الدنيا ( بعضهم وصل شيلي وبعضهم طرق ابواب البرازيل) فالتحرير على الطريقة الإيرانية يجري في العراق بإعلان (فوضى) مقابل ( الفوضى الخلاقة ) للرئيس الأمريكي الأكثر غباء في التاريخ، وهي – أي إيران- قدمت صورة في العراق عن منهج ولاية الفقيه في التحرير، فهي ( تقاتل امريكا ) حتى آخر عراقي !! وكل ذلك لايراه مؤيدوا هذا المحور ويرون ان الدكتاتورية المذهبية التي قهرت الشعوب الايرانية واجهضت وتجهض كل محاولاتها لنيل حقوقها الوطنية المشروعة ( نظاما معاديا للامبريالية ) و هنا أيضا تسخر اسرائيل من العقل العربي المعارض لأنها تدرك جيدا أن إيران ونظامها السياسي يمتلكان مشروعا قوميا يلتقي بالأساس مع فكرها السياسي الهادف إلى تشتيت الوعي العربي وتدمير قواه الأساسية الفاعلة، وإلا فماذا نقول عندما يمنع إخواننا الأحوازيون العرب من إبداء رأيهم ، مجرد رأيهم، فيما يجري لهم من قمع واضطهاد على يد الدولة القومية الإيرانية المتدثرة بعباءة الإسلام، بمداخلة فقط في المؤتمر القومي العربي كي لا ينزعج الحليف الاستراتيجي لهذا المؤتمر (دولة ولاية الفقيه)، وهم في هذا المؤتمر القومي (.....) يتجاهلون ما يجري على الساحة العراقية ويغمضون عيونهم عن السياسات الإيرانية المزدوجة في التعامل مع الشيطان الأكبر لأنهم ما زالوا يصدقون (الكذبة الإيرانية) حول معاداة الإمبريالية !!! ومن يرد المزيد عليه البحث على محركات الإنترنت عن تصريحات رافسنجاني وأبطحي التي تلت احتلال العراق والتي قالوا فيها بكل صراحة لولا إيران ما تمكنت أمريكا ( الامبريالية ) من احتلال العراق وأفغانستان. ايضا عليه متابعة الاعلام الايراني الذي اصبح يستخدم في الكثير من الاحيان عبارة ( دول الخليج الفارسية ) وليس دول الخليج الفارسي فقط!! رغم كل هذا يصر ( الغباء السياسي ) العربي على التعامل مع اي موقف مختلف مع ( الدكتاتورية المذهبية ) في ايران بانه موقف يخدم (الامبريالية ) الامريكية !! اليس مايجري في العراق صورة من صور الغباء السياسي حيث يقتل العراقي عراقيا آخر تنفيذا لرغبات دولية واقليمية تسعى لتمزيق البلد والسيطرة على ثرواته وعبر سياسيين من مختلف الملل والنحل، ومايحدث في لبنان من صراعات على (محصصات) طائفية في وطن كان ملاذا لاحرار العرب وحلمهم في الدولة المدنية التي تحترم الانسان وحقوقه المشروعة اليس غباءا سياسيا يغفل احتياجات المواطن اللبناني الذي هو الضحية لمشروعين سياسيين آخر اهتماماتهما الوطن والمواطن . إن حركة (مواطنون عرب ضد الغباء) لن تكون مهمتها فضح الغباء السياسي العربي لأنه بات مفضوحا ولكنها حاجة ملحة لخلق (هزة) داخل المجتمع العربي المستكين للغباء عسى أن يتمخض عن ذلك تيار سياسي يعمل على تحرير العقل العربي ليبدأ نهضة جديدة تكون امتدادا لتلك النهضة التي قادها الرواد في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بوجه الاستعمار في مرحلة التحرر الوطني... مشاريع قطرية وطنية تحترم الانسان وحرياته الاساسية وتؤهله لمواجهة المتغيرات التي يشهدها العالم بعيدا عن ضغط الاجهزة و السلاح او استنساخ تجارب من خارج الاوطان ايا كان مصدرها . إن الغباء السياسي العربي، سلطة ومعارضة، هو استعمار من نوع جديد صادر العقل العربي وحوله الى ( جهاز استنساخ ) غير قادر على انتاج تجارب وطنية تحترم الفرد ودوره في عملية البناء والتغيير والعرب اليوم بحاجة لأن يتخلصوا منه، وحركة (مواطنون عرب ضد الغباء) يمكن أن تكون البداية. *رئيس تحرير جريدة ( البلاد ) كندا [email protected]
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين لاترى بعض (العيون ) سوى السواد....عن الصناعة في العراق و
...
-
شهاب التميمي ( النقيب الصح ) في الزمن ( الخطأ )
-
رحلة في ذاكرة مواطن عراقي من كركوك
-
عراقيوا عمان .....عمالقة في مختلف الاختصاصات يبحثون عن فرصة
...
-
اعتذر يا ( فخامة ) رئيس الوزراء من اهل العراق لانهم ليسوا جا
...
-
رحيل عبدالرحمن عارف رجل لم ينصفه شعبه فانصفه ربه
-
نقابات عمال النفط والطبقة العاملة العراقية هي الشرعية الوحيد
...
-
حور مع الكاتب والصحفي العراقي خالص عزمي
-
دعوة للتضامن مع الزميلة نرمين المفتي
-
عن ( هوار محمد ) و ( شذى حسون ) وحب العراق
-
الاحتلال ( الديمقراطي الامريكي ) ومواقفه ( الديمقراطية ) من
...
-
جمعة اللامي موقف مشرف في زمن رديء
-
هل انتهت محنة الفلسطينيين في العراق
-
مطلوب موقف واضح من حماس في قضية فلسطينيوا العراق
-
لماذا لايكون وزير دفاع العراق المقبل كلدانيا ووزير داخليته ص
...
-
في الذكرى السنوية لرحيل الزعيم الوطني العراقي جعفر أبو التمن
...
-
متى نتعلم من العالم كيف يتحاور المختلفون
-
مطلوب لجنة تحقيق دولية مستقلة في العراق
-
كريم جثير وداعاوستذكرك شتاءآت كندا وثلوجها الناصعة مثل قلبك
-
على أعتاب المؤتمر الانتخابي لنقابة الصحفيين العراقيين
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|