أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - علماني في مكة والمدينة 2














المزيد.....

علماني في مكة والمدينة 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين دخلت المدينة المنورة ومكة كنت قد سئلت فيهما عن تجار النخاسة والعبيد فعلمت من الناس أنهم قد تركوا مواقعهم القديمة واتخذوا لهم مواقع جديدة وقاموا أيضا بتطوير مهنتهم من مهنة النخاسة وتجارة العبيد والرقيق إلى مهنة عصرية أكثر جاذبية من تجارة العبيد .

وهذه المهنة ليست معقدة بل هي مهنة العرب جميعا الذين لا يملكون مهنة يقتاتون منها ولا صنعة لبوسا .

وما على السعودي الجنسية إلا ّ أن يقوم بتكفيل جماعة من الهنود والباكستانيين والبنغاليين للسماح لهم بالعمل ولفتح محلات تجارية وهؤلاء هم جماعة العبيد المحدثين .

فالبنغالي يعمل في السعودية والسعودي بمقابل ذلك يقوم بتقديم كفالة له أو بتكفيله وبمقابل ذلك يدفع له البنغالي أو الهندي أو إن صح التعبير الأجنبي , نعم , يقوم الأجنبي بفتح مصلحة له شريطة أن يكفله رجل سعودي وعلى ذلك تتم شروط الصفقة بينهما بحيث يكون بها جانب يعمل وجانب آخر يتلقى دخلا شهريا بدون أن يعمل بتاتا .

وهنا تكتمل شروط عدم تقدم المجتمع المدني بحيث أن المواطنين لا يعملون لا في المصانع ولا في المتاجر إلا ما ندر منها وبهذا لا يندمج المواطن السعودي في بوتقة المجتمع المدني احديث بل يظل في المجتمع المكي والمدني القديم مترفعا عن العمل ولا يعتبر العمل إلا مهنة الأنذال والأوباش ويبقى هو بعيدا عن مراكز صنع المجتمع المدني ويبقى المجتمع المدني أسيرا ويبقى المجتمع الإقطاعي القديم والقبلي في العائلة الممتدة قائما بذاته كما هو القديم قائم على قدمه.

فالقديم في مثل تلك الحالات قائم على قدمه والمخالفة الشرعية والعقائدية لا تتكرر ودفع ضرر المجتمع المدني أهم بكثير من جلب مصالح المجتمع المدني .
والنهي عن المجتمع المدني سنة مؤكدة وقتل الطاقات الشبابية عمل نضالي وبطولي والذي يمسك وبحوزته قانون مدني عصري هعو كمن يمسك في الحرم المكي وبيده سيجارة من التبغ .

إن نمط التفكير ما زال قديما وهو مناهض للمجتمع الحديث وأينما أسندت ضهرك تجد خلفه هنديا يعمل وسعوديا ينظر إليه .
وأينما أسندت ضهرك أو أينما أسندت ضهري لأرتاح لا أجد إلا بنغاليا أو هنديا أو مصريا أو ...إلخ يقول لي :
نهم,ويقصد بكلمة نهم : نعم , وبهذا أشعر وكأنني في بلد غير عربي وإذا أردت أن أحدثه أشعر وكأنني غير عربي وأنطق بالعربية برطانة .
وبهذا لا يوجد في مكة مكيون ولا يوجد كذلك في المدينة مدنيون والمدينتان خاويتان على عروشهما من أهلهما فلا يوجد مجتمع مكي تقوم بالتحدث إليه أو بدراسته إنثربولوجيا أو إركيولوجيا أو ميثو لوجيا ..
إننا في مكة بل نحن في الهند والسند والبنغال وبلاد الواق الواق ومن أمنيتي أن أرى مكيا أشعث أغبر تأتم الهداة به .
لا أرى في مكة غير وجوه ليست عربية بل عبيد ولكن بتسميات وضيفية جديدة بدل إستخدام كلمة عبد ,يستخدم محلها , عامل ,وبدل أمة : خادمة .
وكلهم حلوا محل عبيد مكة وإمائهم القدامى ومشيت في الشوارع ودخلت المحلات التجارية فلم أجد بها إلا لصوصا وحرامية منتشرون في مكة والمدينة وهم ليسوا من أخل مكة الأقحاف أو المدينة ولكنهم عمال وأصحاب محلات تجارية تدخل عليهم مسلما ثم تشتري منهم فيرجعون الباقي لك ناقصا وحين تعد وتسألهم يقولون لك :
آرف شو إنت بده كمان , ببسي؟
أي أنه يقول : عارف شو بدك إنت كمان ببسي ؟
فإذا كشفته كانت هذه حجته وإن لم تكشفه يسرقك في وضح النهار .
وغالبيتهم هكذا ومنهم الصالحون ومنهم ما دون ذلك .

وتدخل حدود المدينة بتحية أهلا وسهلا بكم... ولكنك لا تجد من أهل المدينة من أحد ....ولا من أهل مكة ...وهم نائمون في بيوتهم لا يعملون بفضل النفط وتجارة العمرات والحجيج ...ولا تجد غير الهند إذن أنت في الهند بلدية الهند ترحب بكم ..أو أنت في البنغال ...حتى أن نوعية غذائهم وطريقة طهيهم للطعام تكاد أن تفرض على عرب الشام والحجاز.

أما الذين يذهبون لأداء العمرة ومناسكها فإنهم لا يطوفون في الكعبة بقدر ما يطوفون في المحلات التجارية ليشهدوا منافع لهم .
ولو أن الأسعار ترتفع قليلا عن أسعار بلدانهم فإن نسبة المعتمرين ستتراجع بنسبة 5%في عامها الأول وفي كل سنة ستتراجع أكثر وأكثر ولكن توفر حاجيات الطبخ والنفخ والملبس والمشرب وهدايا الأطفال تجعل من مكة والمدينة مراكز جذب للسياحة الدينية .

لست الوحيد الذي إستاء من هذه الظاهرة بل أيضا عمر بن الخطاب الذي كان يقول : أرى الرجل فيعجبني ..فأسأل عنه ؟فإذا قيل لي لا صنعة له سقط من عيني .
وهذا يعني أن 80% من سكان مكة والمدينة سقطوا من عين عمر بن الخطاب اليوم .
إن هذه المشكلة عي التي أسقطت الخليفة عثمان بن عفان وأردته قتيلا كما أنها هي التي أدت إلى خلق أزمة إقتصادية وسياسية في نهاية خلافة عمر بن الخطاب , وما زالت المشكلة قائمة ومازال أهل المدينة لا يعملون وكذلك المكيون فهم في غنى عن العمل وتجارتهم أن يتاجروا وهم ببيوتهم نائمون .







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماني في مكة والمدينة
- هوايتي جمع القبلات
- من يحيي المعاني إذا ماتت ؟
- رائحة إبط الرجل تنظم الدورة الشهرية للمرأة
- الإستعمار للمواطن العربي أفضل
- العبقرية ليست للعرب
- الثقافة التي تطعمنا الخبز أو خبز المسيح
- بابلوف في المخابرات1
- هل سيبقى بوش حمارا؟
- هل سيبقى بوش حمارا ؟
- دعوة لفتح ملفات الأدب الجاهلي والمسكوت عنه
- العمل الثقافي المقدس
- الرجل يقف على قدمين والمرأه على قدم واحده
- المثقفون ملح الأرض
- عشقي للجمال في الحوار المتمدن
- القوانين العراقية أرست قواعد الديانات التوحيدية .
- خذوا حذركم عند كل عربي
- الخليفة المعتصم المثمن
- شكرا أمريكيا وإسرائيل
- الجريمة تدل على نوعية المجرم


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - علماني في مكة والمدينة 2