صراع الجبابرة

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    

صيفنا مثل سحنتنا ، وقريب من فحولتنا ، يتعدى معدلات الحرارة القصوى في كل ارجاء المعمورة ، وكأن الشمس خلقت خصيصا للعراقيين من اجل منحهم الحرارة الجغرافية والجسدية والجنسية ...
لاشئ يطفئ تلك الحرارة ( مشتعلين على الآخر ) ليل نهار والرغبة تطفح من اعماقهم امام صراع قطبي الازمة العراقية ، وزيري الكهرباء والنفط ، الذين كانا يتعكزان على الوضع الامني والارهاب في اخطائهم التي لم يقتنع بها الشعب مطلقا لانه ( اتخم ) بالتصريحات الاعتذارية اليومية ....
فبعد ان جفت منابع الارهاب او ( اضمحلت ) برزت اسباب الازمة ، فكل وزير يلقي باللائمة على الاخر ...
وزير الكهرباء يتهم وزير النفط بأنه السبب في ازمة الكهرباء لانه لايزود وزارته بالوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية ، ويسند كلامه التقرير الامريكي الذي انتقد سياسة وزير النفط وان الاخير هو السبب الرئيس في زيادة معاناة الشعب من جراء الانقطاع الدائم للكهرباء صيفا وشتاءا ، ربيعا وخريفا ، ليلا ونهارا ...
والوزير المتهم ( امريكيا وعراقيا ) يلتزم الصمت وكأنما النفط العراقي ( يورث ) بالنيابة ، وان هناك ( تكرم ) على الشعب بقطرات منه ، ففي الشتاء ينام الشعب متقرفصا ، تحت لحاف واحد ، وفي الصيف عرايا كما خلقهم الله من شدة الحر ...
الوزراء يتبادلون الاتهامات والسيد رئيس الوزراء يتفرج ولم يقدم على اي اجراء للحد من معاناة الشعب العراقي ..
اليس بالامكان ان يكون رئيس الوزراء اكثر جرأة في معالجة هذا الملف الذي فتك بالعراقيين ، فالخدمات اهم من العسكرتاريا ، والكهرباء اهم من الرصاص والماء اهم من التصريحات النارية ...
كان بالامكان الاقدام على التغيير الوزاري واستبدال الوزراء الذن لم يقدموا شيئا لشعبهم امام تفرج كتلهم على اخطائهم وكأن الوزارات ملك عشائري وطائفي ومحاصصاتي ، ليس هناك مكان للكفاءة والمهنية والعلمية ، انت من الكتلة الفلانية او المذهب الفلاني فأنت اهل للكرسي ، والكرسي اهل لمؤخرتك ..!!
بأي منطق تقاس الاشياء ، شعب يعاني الامرين ، من انقطاع تام للطاقة الكهربائية في صيف لاهب يحرق اعصاب العراقيين الغيارى وشحة في مياه الشرب والعديد من البلاوي التي اجتمعت من كل حدب وصوب .، والكتل تتفرج على اداء وزرائها الاشاوس الذين لايفكون لغز الوصفة السحرية للعمل الوزاري ..
منذ اكثر من سنة ونحن نسمع عن التغيير الوزاري ، فكل مستشار يطل علينا يعلن ان الاسبوع المقبل سيكون التغيير الثوري بعون الله وارادته ، ويخرج مستشار اخر ليعلن ان اصرار بعض الكتل يعيق التغيير بل حتى الترشيق ، ورئيس الوزراء حاير مابين ( حانة ومانه ) لايدري ماذا يعمل امام اصرار الكتل ...
يادولة الرئيس ، كن ثوريا وتجاوز عناد الفرقاء أو الغرماء ، سمهم ماشئت ، المهم ان تخلص الشعب من تلك الورطة التي وقعوا فيها ، الخدمات هم الشعب الاول والاخير ...
فليطفئ المسؤولين مولداتهم او الخطوط المباشرة التي لاتنقطع ابدا وليروا حجم المعاناة التي يعيشها الشعب يوميا ، وسيكون لكل حادث حديث ....

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات