|
مقالة الخبر العاجل في الميزان
ياسر أبوغليون
الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:33
المحور:
الصحافة والاعلام
بتنا نعيش في زمان يأتيك فيه بالأخبار العاجلة من لم تزود ! وهذا له تفسيران أحدهما إن الخبر العاجل أصبح مشاعاً يصل للجماهير دون بهرجة البروباغندا الإعلامية للسلطة الحاكمة والمقربين من مراكز صناعة القرار وبالتالي يجوز القول أنه تم تأميم الخبر العاجل لصالح الجماهير على حساب النخبة وثانيهما الفوضوية التي يوضحها المثال التالي فقد وصلت الأمور بأحد باعة الموز على جانب طريق عام من طرقات إحدى المدن العربية إلى كتابة النص التالي على عربته المتنقلة : خبر عاجل : كيلو الموز بأربعين قرشاً ! بعيداً عن روح الدعابة والفكاهة في الموقف السابق إلى أي مدى تغلغلت موجة الخبر العاجل في قطاعات المجتمع العربي؟ وهل هذه الموجة الإعلامية الجديدة تقوم على مهنية وحرفية عالية وعلى أحكام وأسس ومعايير منضبطة أم أن السياق التاريخي ( الحقبة السياسية التي تمر بها الأمة) تحديداً يخدم هذه الموجة ويصقل إطارها العام في حكم المؤكد أن التحليل المنطقي لظاهرة الخبر العاجل وشريط الأخبار الذي يدعي الوصول إلى قلب الحدث في راهن اللحظة الزمنية البكر الأولى لهذا الحدث ، لن يتجاوز بحال من الأحوال جملة من السمات التي تسم الإعلام العربي وتسم الخبر العاجل لا يمكن القفز عنها وأولها إن ظاهرة الخبر العاجل ظاهرة صناعية بأيد سياسية فصناعة الحدث بضاعة السياسي وأما المثقف والطليعي فلا دور لهما ولا بواك وبالتالي يصبح الإعلام العربي مسيراً لا مخيراً . وفي ظاهرة الخبر العاجل يبرز الجانب الدعائي وفيه يحشد الإعلامي ومن خلفه أسطول كامل من المساعدين كل القوى بهدف إثبات صدقية ومصداقية وحيادية ومهنية المنبر الإعلامي الذي يعملون لصالحه على اختلاف المنابر الإعلامية التي نشهدها الآن هذا بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في خلق الانطباع والهالة الإعلامية المتمثلة في كون ذلك المنبر الإعلامي ـ ولا أقصد منبراً بعينه ـ يمتلك ناصية السبق الإخباري الوليد الشعري للسبق الصحفي الذي عرفته صحافتنا العربية فيما مضى مع اختلاف التسمية في كثير من الأحيان لتصبح الخبطة الصحفية حيناً والسبق الصحفي حيناً آخر وفي المجمل فهذان التوصيفان الإعلاميان أنجبا ما نعرفه الآن تحت مسمى الخبر العاجل ولهذا يصلح وصف الإعلام العربي ( قنواته الفضائية تحديداً) بالدعائي من جانبين التزكية للنفس وإدعاء الحرفية والمهنية . يبدو الخبر الإعلامي في واقعنا العربي في الأغلب الأعم كلاحقه تستتبع أو تستجيب للحدث السياسي )زغرودة القابلة بعيد تمام الولادة) وهذا من أوضح ثوابت الإعلام العربي وثوابت الخبر العاجل حيث النفاق في إطار مفارقة واضحة، فأين نحن من تأصيل الإعلام العربي التنويري الذي يستبق الحدث لا الإعلام التهريجي الذي يمجد الحدث ويأتي متأخراً كتأخر طائر (أبي سعد) في نهاية الفصل الربيعي لبلاد الشام. ولعل سخرية الصحفي اللامع سليم عزوز تضيف شيئاً لهذا الحال : فقد أشار في مقالة ساخرة في القدس العربي إلى كيفية تعامل الإعلام العربي مع فرضية وقوع الحرب العالمية الثالثة : حيث سيكون إعلامنا العربي الريادي منشغلاً ببث الأخبار المملة في مرتبة الصدارة وهي التي لا ينفك يكررها طيلة النهار أما أخبار الحرب العالمية الثالثة فستأتي في نهاية المطاف . وهذا يعني قطعاً خطورة الخلط بين جانبين هما : الإعلام الاستشرافي والإعلام التهويلي فما زاد عن حده انقلب ضده وعليه نبحث عن معادلة إعلامية متوازنة لا تهول بل تستشرف . من سمات الخبر العاجل عدم وجود معايير محددة تمكننا من وسمه بوسم العاجل وهذا ولد العشوائية التي أشرنا إليها في البدء بحيث أصبح ما هب ودب يوسم بالخبر العاجل فما تراه قناة ما خبراً عاجلاً ليس بالضرورة أن يراه غيرها بنفس رسم الاستعجال ولسان الحال يقول : قل لي ما الخبر العاجل الذي تريده ، أقل لك من أنت.
أما بروز الجوانب الشخصية من قبل المراسل فحدث ولا حرج عن سمة تبدو في إعلامنا العربي فنشاهد المراسل يركز على الذات باحثاً عن الأمجاد والشهرة ولك أن تتخيل بعض المراسيلن يقومون بحركات تهريجية أو إدعاء التعرض لإصابات بالقرب من مواقع الصدامات أو جبهات القتال وقس على ذلك رغبة في زيادة أسهم الفضائية التي يعملون لها أو المنبر الإعلامي الذي يعملون له. وعلى هامش البحث عن الخبر العاجل برزت ظاهرة المراسل الحربي وهذا مشاهد كما في حرب الخليج الثانية سواء في القنوات العربية أم الغربية وقد لاحظنا هذا بوضوح لدى مراسلي بعض القنوات الفضائية مؤخراً ولا ينفي هذا وجود المراسل الجاسوس العسكري المتخفي في صورة المدني فالمراسل الإعلامي مفهوم مطاط من السهل اختراقه من قبل فئة الجواسيس العسكريين. لكن ماذا عن الجانب الحرفي المهني في الخبر العاجل وهل هنالك نوعية معينة من الأخبار تأتي من منطلق قطعت جهيزة قول كل خطيب ؟ أم تأتي الأخبار بصورة أبعد ما تكون عن الحرفية والمهنية ؟ لعل الفضائيات في هذا السياق تجتهد في سعيها البالغ نحو الحرفية قدر الإمكان وتفسير كلمة الإمكان هنا لا يقتصر على الفضائيات وحدها بل إن البعدان السياسي و الاجتماعي يمارسان ضغوطاً على الفضائيات بحيث يصبح هامشها الحركي محصوراً في آفاق محددة ، خذ مثلاً على ذلك وثيقة الإعلام العربي مؤخراً التي تزعم البحث عن ميثاق عام للإعلام العربي ضمن ثوابت. وعلى الرغم من كل ذلك فإن قدرة الفضائيات مشاهدة عياناً في تصويرها للحدث بكل واقعية بمعنى النزول إلى أرض الواقع أو ما يعرف باقتناص بؤرة الحدث في لحظته الزمكانية الأولى وفي المجمل الهروب الشديد من التنظير الممل إلى الواقع العملي التطبيقي الميداني . وهنا تطرح إشكالية عميقة في الفكر العربي :قل لي ما الخبر العاجل الذي تحبّـــذه ، وما الخبر الذي تستعجله ، أقل لك من أنت ؟! صدور شريط جديد لأسامة بن لادن أوانفجار عربة هامفي في ضواحي بغداد أوالموصل ومصرع جنود المارينز فيها يشكل بؤرة للخبر العاجل في أغلب الفضائيات ، بينما ارتفاع سعر برميل النفط ،أو تدهور البورصة المالية تراه خبراً عاجلاً في فضائية ما ولكن حتماً لن نجد إجماعاً حوله باعتباره من الأخبار العاجلة في الفضائيات ككل ،من هنا نلاحظ تذبذب المقاييس في صناعة الإجماع حول بؤرة الخبر العاجل في الفضائيات هذه المفارقة تجد لها تفسيراً في كون الخبر يرتبط بمجريات الحدث السياسي القومي على حساب الحدث الاجتماعي أو الاقتصادي وبالعودة إلى بائع الموز فإن ظاهرة توصيف الخبر بأنه عاجل في كثير من الحالات توصيف فوضوي بلا معايير تستوجب وصفه بالعاجل مما يفرض سؤالاً صريحاً : ما الفيصل في كون الخبر عاجلاً أم خلاف ذلك ؟ !! ثم من ناحية أخرى : ما تراه أنت عاجلاً هل بالضرورة أن يراه غيرك بنفس رسم الاستعجال الذي رأيته أنت به ؟ ! يبدو أن قابلية الخبر للنشر في واقعنا العربي تنطلق وفق قراءة واعية وتاريخية للنفسية العربية ضمن أطر سوسيولوجية معرفية فلا زلنا نذكر في هذا المقام الاتهامات التي وجهت لبعض الفضائيات بأنها علاوة على كونها تسيّـر ( تروج ) للفكر المقاوم تقوم بدغدغة الجماهير وملامسة الأوتار الحساسة والوصول لحالة نشر الخبر الذي يريده المستمع عاطفياً بمعنى الاستجابة لعاطفة المتلقي على حساب مصداقية الخبر نفسه وهنا تكمن المفارقة بكل أبعادها بين تلقي الخبر كما هو والرغبة في إضافة البهارات إليه ، وهذه مفارقة أخرى صارخة في مجتمعنا العربي . وعلى هامش الخبر العاجل يجري استضافة سيل من المعلقين والخبراء والسياسيين كإضافة وتضخيم للحدث والمبالغة في التوصيف إلا أنــه من زاوية أخرى يجرى اصطياد الجهلاء من مدعي السياسة وإيقاعهم في الشراك الإعلامية المنصوبة لهم بحرفية ومهنية عالية خير مثال على ذلك إيقاعات بعض القنوات المتكررة بقيادات سياسية مغمورة بل وحتى عريقة .
الخبر العاجل تاريخياً الوسائل البدائية في نشر الخبر العاجل تمثلت في إشعال النيران وتصاعد الدخان عالياً أو قرع الطبول إيذاناً بالحروب والأخطار هنالك عمق تاريخي في مرجعية و ارهاصات الخبر العاجل في تاريخنا العربي الشواهد كثيرة سوسيولجية الطابع تتقاطع مع عوامل دينية وتاريخية وجغرافية منها ما يحمله البشير من أنباء الفتوحات و مدفع رمضان و المسحراتي منبئاً بالسحور الرمضاني وقس على هذا أما في العصر الحديث فقد جاء تأميم عبد الناصر لقناة السويس بمثابة خبر عاجل بمواصفات قومية وجاءت صواريخ صدام في قلب الكيان الصهيوني خبراً عاجلاً بمواصفات عسكرية وجاء سقوط القدس ومن بعدها بغداد خبراً عاجلاً بمواصفات كربلائية وقديماً قيل في تراثنا العربي : الشعر ديوان العرب أما الآن فقد أصبحت الكلمة مرئية ومسموعة ومكتوبة هي البديل . فهل هنالك مرجعية تاريخية للخبر العاجل في العقل العربي الذي يسمـــه بعض العلماء الاجتماعيين بالعقل الانتظاري ؟ ينبغي تذكر حقيقة أن في الإرث والذهن العربي حيثيات تكــوّن وترسخ الخبر العاجل تلامس قبولاً لدى الأسماع بسبب وجود حالة ترقب في العقلية العربية انتظاراً للنصر القادم ومن هنا اسألني : ما الخبر العاجل الذي ترغب في سماعه ومشاهدته ، أقل لك من أنت هل هو مثلاً تذبذب أو استقرار أسواق البورصة العالمية أم عودة فلسطين حرة عربية أم قيام وحدة عربية محيطاً وخليجاً أم شمولية الليبرالية الغربية وديمقراطيتها بنمطها الخاص ( الهدف المنشود من بعض النخب المستغربة ) لتشمل الوطن العربي كله ؟ ! المرجعية المتعلقة بالخبر العاجل لها بعض الشواهد التاريخية فأنباء الفتوحات الإسلامية كانت ترد متواترة للمدينة المنورة باعتبارها أخباراً عاجلة يتلهف لسماعها الناس كافة وهي قطعاً في الإطار السياسي في بدء نشوء الدولة ففئة الفرسان كانت تقوم بالدور الإعلامي في إيصال الأخبار العاجلة من منطقة لأخرى وقس على ذلك في النطاق الاجتماعي .
الخلاصة لعل من موجبات النهوض بإعلامنا العربي حاجتنا ضرورة إعادة هيكلة وتأهيل المجتمع العربي هذا في إطار المجتمع أما في إطار الإعلام نفسه فالمطلوب من إعلامنا الاستشراف تماماً كزرقاء اليمامة وقراءة خارطة الواقع وصولاً لاستباق الأحداث وعدم المهادنة والارتقاء بالمستوى ونبذ الخبر المتثاقل ـ نقيض الخبر العاجل ـ المصفد بكل قيود وأصناف الرقابة المتباطئ بأثر رجعي السلحفي TURTLE الذي هو في المحصلة خبر زاحف ولعل المقارنة بينهما تظهر مقدار حاجتنا للتغيير ؛ فالخبر العاجل : نافذ صريح واضح لا يراوغ لا يهادن معبر لا يقبل البروباغندا حيزه المجتمع المدني ، بينما الخبر الزاحف : كلاسيكي رجعي محافظ مراوغ مجامل كاذب في كثير من الحالات يعتمد على البروباغندا فهي عموده الفقري حيزه المجتمع المتخلف . ترى ما هي الكيفية الأمثل في التعامل مع الخبر العاجل ؟ هل يفيدنا التعامل السلحفي مع تسارع الخبر العاجل ـ وهذا للأسف مشاهد في إعلامنا العربي ــ أم ينبغي التسريع في نشر الخبر حال حصوله ثم ماذا عن صناعة الحدث أو بمسمى مخفف تحـويـره وجره بعيداً عن السياق الذي ولد فيه خذ مثلاً على هذا المواجهات في فلسطين كيف يجري تصويرها إعلامياً كفـــعــل وليس كرد فعل ومرة أخرى تبرز جدلية إعلامية جديدة هنا فحواها ثنائية : الخبر العاجل و استعجال الخبر فسمة الاستعجال تعطى للخبر بإيماءات من السياسي فالخبر الضار بالخصم يتم استعجاله والخبر المؤثر سلباً يتم تجاهله وهنالك نوعية من الأخبار يتم لفها بإطار من الضباب التعتيمي لئلا تصبح في عداد الأخبار العاجلة المحركة لمشاعر الجماهير فإعلامنا العربي ينتظر الاستقلال أما آن له أن يترجل مستقلا مبتعداً عن دوره التقليدي( الجزرة أمام الحصان )؟ وكشاهد على العصر وفي زمن المذياع قبل الانفجار الفضائي الحالي كان المواطن العربي في الغالب يلجأ في بحثه عن الخبر العاجل إلى موجات القسم العربي في إذاعة البي بي سي آنذاك كنا في غيابات الجب في جزيرة الخبر الزاحف نتلمس الرؤية من وراء البحار إلا أن الضباب انقشع وانسحب البساط من تحت أرجل الإعلام الرجعي وقريباً سيزول بالكامل بعيد الانفجار الفضائي الإعلامي المذهل وفي كل الأحوال فهنالك ثلاثة محاور في التعاطي مع الخبر العاجل : محور صناعته ومحور اصطياده ومحور تجاهله والتساؤل المشروع هنا هل التحليلات المنصبة على ما يتأطر في حيز ما بعد الخبر العاجل هل هذه التحليلات تثري دائرته أم توسع آفاقه فقط أم تنمطة وتسطّحه وتخرج به عن مساره؟ وهي مجموعة من المتناقضات المميزة للإعلام العربي صحيح أن الفضائيات تدغدغ مشاعر الجماهير إلا أنها تدور في فلك ما بعد الخبر العاجل كرؤية تاريخية وشهادة على العصر وطالما كانت الرغبة النفسية الدفينة للخبر العاجل هدفها التغيير ونفض الغبار عن الوضع السياسي الراهن للأمة بكل جموده و ثقله فقد نلتمس العذر .
#ياسر_أبوغليون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصين تفرض عقوبات على مؤسسات وأفراد كنديين
-
ساليفان: لا تزال هناك إمكانيات للدبلوماسية مع إيران والصين
-
بحضور الوزير التركي.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيه
...
-
الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب
...
-
إسبانيا: فرحة الميلاد في يانصيب -أل غوردو- الأكبر.. فمن صاحب
...
-
أساور الساعات الذكية: راحة عصرية أم خطر كيميائي يهدد صحتك؟
-
ترامب: انتظر عقد لقاء مع بوتين لحل الأزمة الأوكرانية
-
الشرع يستقبل جنبلاط في دمشق
-
خامنئي: الشعب سيسحق من يتعاون مع واشنطن
-
نتنياهو يتوعد بضرب الحوثيين
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|