أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!














المزيد.....

خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:38
المحور: الطب , والعلوم
    


هل من ماء، ومن حياة، بالتالي، على سطح المريخ؟ إنَّه، في معظم عالمنا، وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص، سؤال من الأسئلة "الكاسِدة"، ككساد بضاعة، وإنْ لم يكن بالسؤال "الفاسِد"، ككثيرٍ من أسئلتنا وتساؤلاتنا.

الأمر كله لا يعنينا، فثمَّة أمور لا تَشْغُل، ولا يمكنها أن تَشْغُل، ولو اصغر حيِّزٍ من تفكيرنا واهتمامنا، ما دام كل وقتنا وجهدنا (تقريباً) يُسْتَنْفَد في البحث عن لقمة العيش، وما يشبهها من ضرورات العيش اليومي. وهذا إنَّما يعني، على ما اعتقد، أنَّنا لم نلبِّ بعد حاجاتنا الأولية والأساسية بما يُضيِّق المسافة الشاسعة بين عقلنا واهتمامنا وبين هذه الدرجة العليا من الحضارة في جانبها الروحي والفكري.

ما كان افتراضاً واحتمالاً من قبل، وهو وجود الماء (الذي منه يُخْلَق كل شيء حيٍّ) أصبح الآن، أي منذ هبوط مسبار الفضاء "فينيكس" على سطح "الكوكب الأحمر"، في منطقته القطبية الشمالية، في منزلة الحقيقة المؤكَّدة المُثْبَتة التي لا ريب فيها. الآن، أصبح لدينا، أي لدى علماء في "ناسا"، دليلاً قاطعاً على وجود ثلج، أو ماء، على سطح المريخ.

على أنَّ "الخبر"، الذي كان له وقع الصاعقة على العلماء من ذوي الصلة بمهمة المسبار "فينيكس"، ليس خبر اكتشاف الماء، على أهميته، وإنَّما خبر اكتشاف أنَّ تربة المريخ "قلوية" أكثر بكثير ممَّا كان متوقَّعاً، حتى أنَّ أحدهم قال، وقد كان مصاباً بالدهشة والذهول، إنَّ نوع التربة هناك يمكن أن تجده في حديقة منزلك.. إنَّه قلوي، وربَّما يصلح كثيراً لأن تزرع فيه نبات الهليون.

لقد اكتشفوا الآن، في عيِّنة ترابية مرِّيخية، وبفضل الذراع الآلية لـ "فينيكس"، ومختبره الكيميائي، وجود الخصائص والعناصر التي لا بدَّ من وجودها من أجل وجود حياة، وُجِدَت من قبل على سطح المريخ، أو موجودة الآن، ولو في شكل ميكروبات، أو يمكن أن تُوْجَد مستقبلاً.

ومع أنَّ النتائج التي توصَّلوا إليها ما زالت أوَّلية، فإنَّ الاعتقاد بوجود شروط ومقوِّمات (أو بوجود بعضٍ من شروط ومقوِّمات) الحياة، وفي مقدَّمها الماء، على سطح المريخ هو الآن أقوى، وأقوى كثيراً، من ذي قبل، فكوكبنا، كوكب الأرض، الذي طالما تصوَّرناه على أنَّه مركز الكون ومحوره، هو الآن قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد صفة "كوكب الحياة الوحيد" في الكون.

والاكتشاف الأهم، على ما أعتقد، ليس هذا.. ليس وجود الماء، أو شروط ومقوِّمات الحياة، أو الحياة نفسها، على سطح المريخ. إنَّه الاكتشاف الذي بفضله ما عاد جائزاً، أو مقبولاً، من وجهة النظر العلمية، أن ننظر إلى الحياة على أنَّها "ظاهرة أرضية"، أو "ظاهرة كوكبية"، فكوكب الأرض، وأي كوكب آخر، ليس بالموضع الذي فيه أُنْتِجَت، وتُنْتَج، "مادة الحياة"، في عناصرها ومكوِّناتها الأساسية. كوكبنا مع سائر الكواكب التي عَرَفَت، أو يمكن أن تَعْرِف، الحياة، بصورها ودرجاتها المختلفة، ليس في حدِّ ذاته بمُنْتِجٍ للحياة؛ فالعناصر والمكوِّنات الأساسية لـ "مادة الحياة"، أو ما يمكن تسميته "بذور الحياة"، إنَّما جاءته من الخارج، من السماء، من نجوم عملاقة انفجرت، فتناثر في الفضاء ما أنْتَجَتْهُ تلك النجوم من "بذور الحياة"، حتى إذا وَجَدَت "بيئة كوكبية" ملائمة لنموِّها، كـ "البيئة الأرضية"، نمت؛ ولقد ثَبُت وجود الجزيئات الأساسية للحياة كالحامض الأميني في الفضاء.

حتى العناصر الكيميائية الموجودة في الأرض، كالحديد، وكالعناصر الأثقل منه، لا تُنْتَج، ولا يمكن أن تُنْتَج، إلاَّ في بواطن النجوم العملاقة، والتي هي المفاعلات النووية الطبيعية، أو لدى انفجار تلك النجوم. إنَّ تلك النجوم العملاقة هي وحدها المصانع التي تُصْنَع فيها الجزيئات الأساسية للحياة، أو "بذور الحياة"؛ وهي وحدها التي تتولَّى، لدى انفجارها الحتمي، مهمة توزيع ونشر تلك "البذور" في أرجاء الكون والفضاء، فإنْ وَجَدَت تلك "البذور" كوكباً صالحاً لنموِّها نمت.

كانت الأرض من تلك الكواكب (التي لا عدَّ لها ولا حصر). واليوم، عرفنا أنَّ جارنا الأحمر، كوكب المريخ، يمكن أن يكون منها. وغداً، سنعرف كواكب أخرى عَرَفَت، أو تَعْرِف، الحياة؛ وقد نعرف من الكائنات الحيَّة الكونية ما يفوق البشر تطوُّراً.

كانت الأرض، في تصوُّرنا ومعتقدنا، مركز الكون ومحوره قبل أن تبان لنا على حقيقتها. إنَّها الآن، على ما نعلم علم اليقين، نقطة صغيرة في بحر الكون. وكانت الحياة، في تصوُّرنا ومعتقدنا، ظاهرة كوكبية أرضية، أو ظاهرة لا وجود لها إلاَّ في كوكبنا؛ وها نحن نعلم اليوم أنَّها، في "بذورها"، ظاهرة نجمية، وأنَّ الكوكب (الصالح للحياة ككوكب الأرض) ليس سوى "حقْلٍ"، أُلْقِيَت فيه "بذرة سليمة"، فنمت؛ لأنَّه مستوفٍ للشروط "الخارجية" لنموِّها.

ولم يبقَ إلاَّ أن يلقى "سيِّد الكون"، أي الإنسان، المصير نفسه، فغداً، أي بعد عشرات، أو مئات، أو آلاف، السنين قد نكتشف أنَّ الإنسان، على عظمته، اصغر، وأصغر كثيراً، من أن يكون سيِّد الكون، أو سيِّده الأوَّل، أو من سادته الكبار، أو حتى من سادته!

وإلى أن نكتشف تلك الحقيقة المرَّة لا مانع من أن نظلَّ على "غرورنا الكوني"، مستمتعين بوهم أنَّنا روح الكون وعقله، وأنَّ أحداً لا ينازعنا السيادة عليه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!


المزيد.....




- كل ما تريد معرفته عن الالتهاب الرئوي عند كبار السن.. الأعراض ...
- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
- أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
- الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو ...
- الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
- ” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا ...
- مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث ...
- وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي ...
- نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
- للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!