أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء















المزيد.....

العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 721 - 2004 / 1 / 22 - 05:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أن من الطبيعي في سنن الحياة أن تسعى الشعوب الى تطوير مجتمعاتها عن طريق أبتكار الأفكار الحديثة و العملية أو أقتباسها من المجتمعات و الحضارات الأخرى لكي تساعد في تقدم المجتمع و تطوير مؤسساته سواء الأجتماعية منها أو السياسية و نبذ ما هو قديم و غير عملي و واقعي من بعض الأفكار التي لا تزال تعشعش في بعض المجتمعات و تدفع بها الى الوراء .. لكن ما هو غريب و غير طبيعي هو أن تتمسك بعض الشعوب و المجتمعات بالتقاليد و الأعراف القديمة و التي ( ما أنزل الله بها من سلطان ) مقابل رفض عارم و صارم لكل ما هو حديث و جديد و مفيد للدولة و الأنسان و لمستقبل الأجيال القادمة في هذه المجتمعات .
جميعنا نعلم بأن ماحدث في العراق في التاسع من أبريل ( 2003 ) كان من أجل أنهاء الديكتاتورية و نشر الديمقراطية و ترسيخ مباديء أحترام حقوق الأنسان في المجتمع العراقي المهشَّم بعد أن كان صدام قد ألغى و داس على أبسط بل و كل حقوق الشعب العراقي و أبقى فقط على حقوقه و حقوق عائلته و خاصته و التي و صل التعامل معها الى مرتبة التقديس مقابل أستهتار و أنتهاكات صارخة قل نظيرها في تأريخ البشرية بحق الشعب العراقي .. لذا أعتقد أن أغلب العراقيين و نحن منهم نسعى الى أن يكون العراق بعد هذه السنين العجاف من الديكتاتورية قبلة الديمقراطية و أحترام حقوق الأنسان في المنطقة لنعوض شعبنا في المقام الأول عن تلك السنين السوداء و لنثبت في المقام الثاني لكل العالم بأننا فعلاً نستحق أن نكون شعب بلاد الرافدين و أحفاد الحضارات السومرية و الأكدية و الآشورية التي بزغت و شع نورها الى العالم أجمع من أرض العراق المباركة .
لذا فأن أصدار مجلس الحكم قبل أيام للقانون ( 137 ) الذي يلغي قانون الأحوال المدنية و الشخصية القديم و الذي كان سارياً منذ 40 سنة و أيكاله مهمة البت في مثل هذه الأمور الى رجال الدين و زعماء العشائر يعد تجاوزاً صارخاً على حقوق العائلة العراقية بشكل عام و على حقوق المرأة العراقية بشكل خاص و التي باتت تشكل الآن أكثر من نصف المجتمع في العراق بسبب الحروب و الممارسات العبثية للنظام المقبور و ما رافقها من قتل و أبادة لخيرة شباب العراق و رجاله .. كما أن أصدار هذا القرار يلغي و بجرة قلم كل الحقوق التي حصلت عليها المرأة العراقية نتيجة كفاحها و نضالها المرير منذ تأسيس العراق الحديث بدئاً من العهد الملكي مروراً بالأنظمة الجمهورية التي تعاقبت على حكم العراق منذ أنقلاب 1958 و التي كان آخرها حكم العفالقة الفاشي المقبور .
أن هذا القانون في حال رفع عنه الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الفيتو و أُقِر من قبل المجلس يعني العودة بالعراق و بشعب العراق الى الوراء و بالتحديد الى القرون الوسطى بعد أن كان هذا الشعب قد خطا في أربعينيات و خمسينيات و ستينيات القرن المنصرم خطوات كبيرة و جبارة بأتجاه بناء مؤسسات المجتمع المدني و تفعيل دورها .. فالعودة الى التعامل مع المرأة كما ذكر في القانون الجديد ككائن من الدرجة الثانية و مع مسيحيي و يهود و صابئة و يزيدية العراق كمواطنين من الدرجة الثانية بعد تسميتهم في القرار الجديد بأهل الكتاب يؤسس لولادة مجتمع شمولي عنصري الغلبة فيه لطائفة على أخرى و لقومية على أخرى و لدين على آخر كون الدين الفلاني هو دين الأغلبية و القومية الفلانية هي قومية الأغلبية و قد حذرنا من هذا مراراً كوننا نريد أن يكون العراق الجديد عراقاً لجميع العراقيين يتساوى فيه الجميع في الحقوق و الواجبات دون تمييز و ليس حكراً على طائفة أو قومية بعينها كما يراد له أن يكون في غفلة من الزمن .
أن أستغلال بعض الأحزاب الأسلامية في مجلس الحكم لغياب بعض الأحزاب و القوى الأخرى من أحدى جلسات المجلس من أجل تمرير هذا القانون يدق ناقوس الخطر لممارسات مستقبلية أشد خطورة قد تقدم عليها هذه الأحزاب في حال أنفردت بالحكم أو قدّر لها أن تصل الى سدة الحكم بأي شكل من الأشكال فأتباع سياسة اللّف و الدوران و الألتفاف من خلف المنافس السياسي و ضربه من تحت الحزام تنفرد به فقط الأحزاب و الحركات ذات الرؤى و الأفكار الشمولية و التي تسوغ  و تبرر مشروعية أقصاء الآخر في سبيل الوصول الى غاياتها و بأي شكل كان .. لذا نتمنى أن لا تكون بعض أحزاب المجلس و بعض أحزاب خارج المجلس من هذا النوع من الأحزاب و الحركات السياسية التي بدأت تنقرض في أغلب دول العالم المتحضر خصوصاً و أن أغلبها قد شارك في مؤتمرات المعارضة العراقية السابقة و أكد على أيمانه و قناعته بضرورة قيام عراق حر ديمقراطي بعد سقوط نظام صدام و هذا ما حدث الآن و بقي أن تفي هذه الأحزاب بوعودها و تثبت صدق نواياها .
أن العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي البرلماني و غيرها من المصطلحات التي دأب أغلب من هم في مجلس الحكم الآن على ترديدها خلال السنين التي سبقت سقوط النظام المقبور لا يكون و لا تقوم له قائمة بدون أن تكون الأولوية فيه لسيادة القانون و فقط القانون على كل شيء في البلاد لا أن يترك تسيير المعاملات الى رجال الدين و فض الأشكالات و النزاعات بين الأفراد الى شيوخ و زعماء العشائر الذين يجب الآن الحد من سطوتهم على المجتمع عن طريق تفعيل لدور مؤسسات المجتمع المدني فهؤلاء يجب أن يبقى دورهم أجتماعياً يقتصر على نصح و توجيه الناس و تثقيفهم في أمور دينهم لا أن يحل محل دوائر الدولة و مؤسساتها و يختزل دور السلطات الثلاث في الدول المتحضرة بسلطة منفردة لها الأمر و النهي و تشريع القوانين و تنفيذها كما يحدث للأسف في عراق اليوم .
لذا نرجوا في الختام من السادة في مجلس الحكم و بالذات من أتخذوا و شرعوا مثل هذا القرار أن يعيدوا حساباتهم في هذا القرار الذي هو و كما و صفه أحد أعضاء المجلس نفسه و هو الأستاذ جلال الطالباني بأنه غير شرعي لكونه لم يحصل على موافقة ثلثي أصوات أعضاء المجلس كما ينص قانون مجلس الحكم و كون التوقيع عليه كان في فترة تواجد فيها أغلب أعضاء مجلس الحكم خارج بغداد ( أي أن الأمر دبّر بليل ) .. كما نرجوا من البعض ممن نجلهم و نحترمهم في مجلس الحكم أن لا يقعوا فريسة للعادات و الأفكار التي كانت سائدة في مجتمعات ما قبل الأسلام و يحاولوا تطبيقها على مجتمعات اليوم .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق
- وليمة لآكلي لحوم البشر
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء