|
التعصب الديني.... إلى متى؟
بطرس رشدى جندى
الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:27
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الأطفال في دول عديدة على مستوى العالم تقوم بدراسة العلوم والرياضيات بكل أنواعها ولكن في مصر الحال مختلف لأن الطفل يدرس في مرحلة ابتدائي أجزاء من القرآن في مادة اللغة العربية ويتم إجبار الجميع على حفظ الآيات وإذا رفض أحد الحفظ فيضمن له الرسوب في المادة وبالتالي لن يجتاز السنة الدراسية ولن يحصل على الشهادة وإذا تم التوقف عند الأطفال فنجدهم ملائكة لا يعرفون سوى الحب واللعب والضحك ولكن تتغير الأمور تماماً أثناء حصة الدين فيتم تقسيم الفصل إلى طرفين مسيحيون ومسلمون، والمسيحيون تخرج إلى خارج الفصل لدراسة مادة الدين المسيحي لعدم وجود مكان لهم والمسلمون يكونوا بداخل الفصل ويأتي إليهم أستاذ غير متخصص في دراسة الدين!! ويزرع فيهم بوادر الكراهية والتعصب تجاه إخواتهم المسيحيون، ولأن الأطفال ملائكة يعطون الثقة للكبار وبالتالي يعتبرونهم قدوة لهم. وهنا تسمع الأطفال منه ان المسيحيون كفر وفاسدين وعقيدتهم غير صحيحة حتى يقوم باتهامهم اخلاقيا باوقح التعبيرات ولكن قبل هذه الحصة تجد الأطفال يعاملون بعضهم بالحب ويقوموا باللعب معاً.
ولكن تتغير الأمور بعد حصة الدين الإسلامي والأطفال تقوموا بترديد كلام الأستاذ بأن المسيحيون كُفار ومن هنا ينعزل الأطفال عن بعضهم من مرحلة ابتدائي إلى مرحلة ثانوي لأنهم لا يريدون الدخول في المشاكل مع أحد.
وللأسف يقوم بعض الآباء بزرع أفكار التعصب في أولادهم وأتمنى أن يحدث العكس أن يقوم المدرس بزرع الحب في أولاده تجاه الأديان الأخرى وأن يختفي التعصب تماماً من حياتنا.. سوف تكون الحياة مختلفة ورائعة بكل المقاييس وأشك أن يتحقق هذا الحلم لأنه ليس من السهل تحقيقه.
وبالتالي نستخلص بعض أسباب التعصب الديني كالآتي: أولاً: يتم زرع جميع أنواع الكراهية والتعصب في الأطفال منذ الصغر عن طريق المناهج الإسلامية الموضوعة في المدارس، وأيضاً قيام الآباء والأمهات بإعطاء مفاهيم خاطئة عن الأديان الأخرى ثانياً: التليفزيون والقنوات الفضائية لها دور في زيادة التعصب الديني والتي تقلل من شأن الديانات الأخرى وتسخر من عاداتها وطقوسها، وكان الشيخ الشعراوي قبل موته يقول دائماً على شاشات التليفزيون (أن الدين عند الله الإسلام) وبالتالي كل مَن يسمع هذا الكلام يعتبر أن المسيحيين ليس لهم دين وأنهم كفرة من وجهة نظر الإسلام وبالتالي يجب تطهير الدولة منهم ونجد بعض الشيوخ في خُطب الجمعة يكفّرون الأقباط ويدعونهم بأبناء الخنازير وللأسف لا يوجد رقابة من الدولة أو الأزهر على الخطاب الديني الذي يُقال للمصليّن ويتكوّن لديهم مشاعر الكراهية والتعصب تجاه الديانة المسيحية، وسمعت من أحد الأشخاص أنه كان يحضر صلاة الجمعة في أحد المساجد وإذ به يجد الشيخ يقوم بتكفير المسيحيين فصرخ الشخص في وجه الشيخ قائلاً (نريد سماع عظة تُزيد من علاقتنا بالله) ولكن الشيخ تجاهل كلامه وترك الشخص المسجد وكان حزيناً على ما حدث من الشيخ وبالتالي يوجد مسلمون يرفضون كلام العنف والتعصب ضد الأديان الأخرى
ولمعالجة هذا الأمر يجب عمل الآتي: أولاً: إلغاء حصص الدين من المدارس وأيضاً إلغاء الآيات القرآنية من جميع مناهج اللغة العربية. ثانياً: عمل قوانين مُشددة في جميع المدارس والأماكن العامة تمنع التحدث في الدين، ومَن يخالف هذا الأمر يدفع غرامة مالية كبيرة. ثالثاً: عمل مادة تسمى (المبادئ والقيّم) والهدف من هذه المادة كيفية التعامل مع الأخرين بحب واحترام، وأتمنى أن تكون الدراسة عملياً وليس نظرياً بمعنى إدخال الطالب في مواقف متعددة وتعليمه كيف يكون إيجابي ويتصرف بعقلانية في هذه المواقف وتكون درجات هذه المادة مؤثرة في نجاح أو فشل الطالب في السنة الدراسية. رابعاً: عمل لجنة مُخَصصة ضد التعصب الديني يكون الهدف منها معاقبة الذين يسيئون إلى الأديان عن طريق الفضائيات والصُحف والكُتب. خامساً: ممنوع عرض أفلام أو مسلسلات تخص الأديان على القنوات الفضائية المصرية. سادساً: تخفيض عدد السماعات المُعلّقة على جدران المساجد وعمل عقوبة لمن يخالف الأمر. سابعاً: اختيار الشيوخ المثقفين وإرسالهم إلى المساجد لكي يقوموا بإلقاء الخُطب يوم الجمعة. ثامناً: ممنوع تعليق الشعارات الدينية في الشوارع والأماكن العامة. تاسعاً: عمل ندوات يكون الهدف منها تقريب العلاقات والفكر.
ويوجد شروط أخرى مرتبطة بالوظائف والسياسة وأنا لا أريد أن أقوم بإعلانها لأن يوجد مسلمون يعترفون بأن المسيحيون لم يأخذوا حقوقهم في الوظائف وعلى رأسهم الأستاذ صلاح السعدني الممثل الذي صرّح في برنامج (البيت بيتك) وقال أن المسيحيون لديهم مطالب ويجب تنفيذها، وأن هذه المطالب كانت من سنين عديدة ولم يتحرك مسئول واحد بتنفيذ أي طلب لهم!!! ولهم الحق كاملاً في مطالبهم
#بطرس_رشدى_جندى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون لحماية الأديان
-
صراع لن ينتهي
-
أيها الآباء.... أبنائكم في خطر
-
القبطى والتعيين
-
المواطن والمستبد
-
تكرار سيناريو العنف ضد الاقباط
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|