|
التكنولوجيا البيئية
فدى المصري
الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 08:00
المحور:
الادارة و الاقتصاد
إن العقل الإنساني له إبداعاته وتصوراته ؛ حيث قام الإنسان بفضل علومه وابتكاراته الذهنية من اختراع الوسائل والتقنيات والآلات التي سهلت حياته ، والحاجة الإنسانية هي التي دفعت به إلى الابتكار ، واستغلال علومه في متابعة الاكتشافات والتعديل عليها وفقا ً لما يحقق له النمو والتقدم ، وبما أننا نعايش مشكلة قديمة حديثة ، متبلورة في قضية البيئة ومشاكلها ، التي تعتبر من أهم القضايا التي تسعى إليها الحكومات لمعالجتها والتخفيف من آثارها ، والنتائج السلبية التي سببتها على كافة عناصرها ، وميادينها المائية ، الهوائية ، الطبيعية ، البحرية ، وما سببته من تخريب موائل البيئة ، وتفكيك الواقع الإيكولوجي للطبيعة بصورة عالمية ، ومحلية . ولعل الفكر الإنساني غير محدود ؛ عبر ابتكاراته واختراعاته ، واستغلال ذلك في ابتكار التكنولوجيا النظيفة ، عبر ابتكار التقنيات التي تخفف من استغلال الطاقة المؤثرة في تلوث البيئة ، واستبدالها بطاقة أخرى أقل تأثيرا ً ، عبر تبني تقنيات جديدة إما تعمل على الطاقة المتجددة ، أو توليد طاقة جديدة أقل إنبعاثا ً للمواد السامة من جراء استغلال الوسائل والآلات المرافقة للنشاط الاقتصادي البشري. إزاء ذلك ، فما هي الوسائل التكنولوجية التي تم ابتكارها لتكون صديقة للبيئة ، وحفزت الحكومات على تبنيها ، وتشجع مواطنيها على استخدامها في ممارستهم للحياة الاقتصادية والمعيشية اليومية ؟ من هنا نلفت النظر بأن الابتكارات العلمية والجهود الفردية التي تهتم بهذه القضية ، وجهت قدرتها في سبيل ابتكار وسائل تعتمد الطاقة المتجددة لما لها من نتائج إيجابية عبر استغلالها في حياتنا ، تبعاً لتحقيقها انبعاث للمواد تعتبر صديقة للبيئة وغير مضرة أو مسببة للكوارث البيئية . وكان لهذا الابتكار الوضع الصعب التي آلت إليه البيئة ، من ظواهر وكوارث بمختلف الأصعدة والمجالات ، من سياسات التبذير في الطاقة ، الاحتباس الحراري ، الأمطار الحمضية ، التلوث الهواء ، وثقب الأوزون ، الإفراط في استغلال الموارد البيئة من الكائنات النباتية والحيوانية ، تغير المناخ العالمي ، زوال الغابات وتخريب موائل البيئة الطبيعية ، وما آلت من انقراض أو اختفاء آلاف الأنواع من الكائنات الحية ، نقص وندرة الطاقة المائية ، ننونه هنا بأن وفقاً ما جاء في تقرير التنمية البشرية المستدامة يقدر بأن يعاني 2,9بليون شخص إضافي من تقلص الإمدادات المائية بحلول سنة 2025، وأن ترتفع احتياجات العالم من الطاقة بنسبة 60% بحلول سنة 2030. انطلاقا من كل هذه المشاكل لا بد من التصدي لها والعمل على إيجاد الطرق المناسبة للتخفيف من نتائجها وتأثيراتها البيئة المختلفة ، وذلك عبر إيجاد التكنولوجيا المناسبة ، تساهم في التصدي لهذه المشاكل و تساهم في الحفاظ على سلامة موارد البيئة ، انطلاقا ً من مفاهيم التنمية البشرية المستدامة ، في سبيل المحافظة على سلامة البيئة ومواردها للأجيال البشرية الحالية والمقبلة ؛ حيث بواسطة هذه التكنولوجيا التي يتم اكتشافها تساعدنا في التوصل إلى غد مشرق أقل ضرر بيئي وأكثر إنتاجية وسلامة صحية . والجدير بالذكر هنا أن المهتمين بهذه التكنولوجيا ،يتوجهون إلى إيجاد الوسائل التي تستند في تشغيلها على الطاقة البيئية المتجددة ذاتيا ً ( كطاقة الشمس ، المياه ؛ الرياح ، الأمواج ، المحيطات...... ) وتوليد منها الطاقة الغير متجددة كالكهرباء بالدرجة الأولى ، النفط الذي يشكل مصدر الطاقة الأساسية للتقنيات ووسائل التصنيع الاقتصادي بشكل عام .وأبرز هذه التكنولوجيات نوجزها بما يلي : 1-تحلية مياه البحار وذلك عبر إزالة الملح والمعادن من مياه البحر لتوفير مياه الشفة لأجزاء من العالم التي تعاني من ندرة المياه العذبة.وتعتبر هذه الطريقة مكلفة وتستهلك الكثير من الطاقة . 2-اعتماد على الطاقة الهيدروجيني ، حيث يروج استغلال خلايا وقود الهيدروجيني من قبل الأفراد (hydrogen fuel cells) كبديل خال من التلوث للوقود الأحفوري . وهي تنتج الماء بدمج الهيدروجين والأوكسيجين ، وتولد الطاقة في هذه العملية .وقد أبتكر العلماء مؤخرا ً طرقا ً لتشغيل الكمبيوترات المحمولة وأجهزة صغيرة بواسطة خلايا الوقود. 3-استخدام طاقة المياه وقوة ضغط اندفاعها لتوليد الطاقة الكهربائية ، حيث أقيمت على مجاري الأنهار والشلالات محطات لتوليد الطاقة الكهربائية ، وأنشئ حديثا مولد لتوليد طاقة الكهرباء من خلال استثمار قوة الأمواج على شاطئ البحر في بريطانيا ، كطريقة لاستغلال الطاقة الكهروميغنسيطية التي تولدها الأمواج مع تلاطمها عند الشواطئ. 4-استغلال طاقة الرياح ، حيث يمكن توليد الطاقة الكهربائية من خلال قوة الرياح ، حيث أنها تساهم بإنتاج 1% من الكهرباء في العلم . والتنويه هنا أن المجتمع العرفي يفقد حسن استغلاله لهذه الطاقة التي تعد من الطاقات المهمة والمهملة من قبله. 5-صنع النفط من أي شيء تقريبا ً يحتوي مادة الكربون عبر ابتكار تكنولوجيا تحول المواد إلى نفط، يعني استغلال أي نوع من النفايات التي تحتوي على مادة الكربون بتكوينها مثلا من أحشاء الدجاج إلى الإطارات المستعملة ، حيث يمكن تحويل هذه المواد إلى "نفط" بتعريضها للحرارة والضغط الكافيين وذلك من خلال عملية تدعى إزالة التبلمر الحراري،(THERMO_DEPOLYMERIZATION) ، وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة التي تنتج بها الطبيعة النفط ، ولكنها تسرع ملايين السنين للوصول إلى المنتج نفسه. 6-استغلال طاقة الشمس ، وذلك عبر ابتكار أفكار جديدة في كيفية استخدام طاقة الشمس عوضا ً عن الطاقة الكهربائية للتسخين مثلا ً، كما ابتكر تقنية لاستغلال طاقة الشمس التي تصطدم بالأرض في شكل فوتونات ، يمكن تحويلها إلى كهرباء أو حرارة ، وذلك باستخدام أما الخلايا الشمسية أو اللاقطات الحرارية. كما تم ابتكار الطاقة عبر استخدام طاقة المحيطات المائية ، والتي قدرت وزارة الطاقة الأميركية بأن المحيطات تمتص كل يوم حرارة من الشمس تعادل 250 بليون برميل من النفط .وثمة اعتماد تكنولوجيا لتحويل الطاقة الحرارية إلى كهرباء باستعمال فارق الحراري بين سطح المحيطات الساخن والقاع البارد ، وهذا الفارق الحراري يمكن أن يشكل توربينات باستطاعتها تدوير مولدات كهربائية . عدا عن استخدام أفران شمسية في تسخين المياه أو الطهي الطعام ؛حيث أن هذه الأفران قادرة على الطهو بدرجات حرارة متفاوتة ، من المعتدلة إلى العالية ، ويمكن تسخين أوان ٍ عدة فيها دفعة واحدة ،عبر استخدامها للطبخ وتجفيف الأطعمة ، وتسخين المياه . والجدير بالذكر أن هناك ثلاثة أشكال للأفران الشمسية وهي : صناديق تختزن الحرارة ، مكثفات منحنية (بارابولاس) ، أفران مسطحة على شكل ألواح. وقد أنتشر استخدامها سريعا ً في الصين والهند كل هذه التكنولوجيات من وحي ابتكار الإنسان الذي أولى العناية بقضايا بيئته بسبب ما آلت الأحوال البيئية السيئة وانتشار الأمراض من جراء اختلال توازن البيئة ، فسعى جاهدا إلى إيجاد الطرق البديلة للطاقة الغير متجددة ، كون أصبحت الطاقة عصب الحياة الاقتصادية البشرية . المرجع : صحيفة البيئة والتنمية : راغدة حداد وعماد فرحات ، عدد 120 مارس 2008
#فدى_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة والحجاب في المجتمع الإسلامي المعاصر
-
واقع العنف الممارس ضد المرأة العربية
-
االتحولات لدى الاسرة العربية المعاصرة
-
الامن المائي في الوطن العربي
-
الحرية والمجتمع اللبناني الديمقراطي
-
التنمية وأسس التخطيط لها داخل المجتمع
-
أي حرية نريدها للبناننا?!
-
الإنماء السياسي في المجتمع اللبناني
-
الانتحار بين رحم المعاناة ومأساة الحياة
-
أثر الطائفية في المجتمع اللبناني بين الداء والدواء
-
السجن هو إصلاح أم تأديب
المزيد.....
-
السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت
...
-
وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا
...
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|