أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - في وطننا امرأة أسمها نسرين..














المزيد.....

في وطننا امرأة أسمها نسرين..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 721 - 2004 / 1 / 22 - 07:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قيل قبل زمان بعيد ان شجاعة المرأة لا تقهر.. 

ترسخ هذا القول عندي مذ  شاهدت بعيني مقاومة امرأة بصراوية واحدة لحظة دخول القوات الإنكليزية إلى شوارع مدينة البصرة عام 1941 وهي تصرخ بأعلى صوتها حين وقفت على الجسر فاتحة ذراعيها : لن تمروا .

ما مروا إلاّ برصاصهم مستقراً بين نهديها .

في اليوم التالي منحتها جماهير البصرة أعظم التشريف والتبجيل حين أعلنت  إضراباً عاماً فيه حب أبدي  لتلك المرأة العراقية الفقيرة الكادحة .. وأظن أنه كان حباً مقدساً حين وارتها الحشود تراب قبرها ..

زعفران ..  كان اسمها . لكنها صارت في أعماقي أماً وأختاً وحبيبة .

في هذه الأيام  شب في أعماقي لهب،  فجأة  ، وأنا أسمع من بعيد ، أخباراً عن المرأة العراقية الطاهرة  ، بأجمل معاني مقاومة الاستعباد  في اعتصام ساحة الفردوس، تقودها امرأة جميلة  شاركتهاِ فيه نساء محبات للحرية مدافعات عن كرامتهن وعن كرامة وطن الرافدين الكريمين ،  وهن يصرخن  جميعاً بصوت واحد وصل أسماعي وأنا هنا في بقعة الحرية الخضراء هولندا مثلما وصل أسماع الملايين   :

ــ لن يمر قرار عبودية المرأة  رقم 137 .

قيل في الأخبار أن امرأة شجاعة جميلة أنيقة  وقفت في مقدمة العذراوات والأمهات  الصارخات ..

أمنت ووثقتُ أن ليس في المرأة العراقية ضعف . لم تأخذها منا دماء حروب ظالمة ولا صخور حلبجة ملوثة بسمومهم ولا كل الدورات الدموية المروعة التي اختصرت وسائل مقابرهم الجماعية .. ظلت المرأة العراقية شمساً لدنيانا ولحياتنا ولأرض وطننا ..

قيل أن اسمها نسرين .

آمنتُ ووثقتُ أن المرأة العراقية  قادرة أن تحطم بقوتها سلاسل صنعها رجال حاكمون في مكاتبهم  ، يريدون وضع المرأة العراقية في قارورة العبودية .. فصرتِ أنت ،  يا نسرين ، ملكة الحرية المختارة للمرأة العراقية .. بل أنتِ نظيرة الآلهة الإغريقية في عقلك ِ وروعتك ِ ..

أقبلي رجائي يا نسرين بمباركتكِ ثلاثاً :

الأولى حين تركت ِ مقعد الوزارة وحلقت ِ في أعلى السماوات العراقية تصرخين بحق أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا ..

الثانية يا نسرين ، يا منقطعة النظير  ، حين واكبت ِ مشاعر الجميع في مسيرة الشارع العراقي مع أخواتك الشجاعات ..

بوركت ِ ثالثة ، يا نسرين ، حين وقفت في النور حين هزنا خوف عليكن من قانون ٍ شديد الظلام .

والله ما حييت ُ وزيراً ، يوماً ما ، لكنني أحييك ِ واحيّ كل أياديهن   الطاهرات  اشتبكت مع يديك في دائرة متحدة وانتن مسرورات..

مـَن تجتهد بدأب ِ واسع يشاركها حبٌ ينزل من السماء وعند ذاك لا يبقى في وجه وطننا  شيء من بقية سوداء في ارض الرافدين و في وجوه أبنائها وبناتها  بل سيبزغ لألاء الحرية والديمقراطية بنسوة يحلقن قبلنا نحن الرجال علواً وسمواً ..

أيتها الشهيدات .. يا نساء العراق اللاتي جف حليب الأطفال في صدورهن :

في وطننا امرأة أسمها نسرين ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 18/1/2004

 



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 567
- ضرورة تضييق وادي أحداث كركوك ..
- مسامير صغيرة 566
- مسامير صغيرة 565
- مسامير صغيرة 564
- مسامير صغيرة 563
- مسامير صغيرة 562
- مسامير صغيرة 560
- مسامير صغيرة 559
- مسامير صغيرة 552
- استيقظوا .. إنها فِعلة مرفوضة ..!
- ابتسم بمسامير صغيرة 543
- الفتاوى الدينية.. وحاجة شعبنا إليها ..!
- كلام الناس : أدلوا بشهاداتكم ..!
- كلام الناس : رواية لكاتبها ..‍‍!!
- سلاماً.. يا أدباء المنفى ..!!
- كلام الناس : أيام المزبن كَضن ..!!
- كلام الناس : ضد الاغتيال .. ضد العنصرية ..!!
- كلام الناس : أيار في غمار الندى الأول ..!
- نقرة السلمان


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - في وطننا امرأة أسمها نسرين..