أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية















المزيد.....

قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 08:00
المحور: القضية الكردية
    


لو القينا نظرة فاحصة لتاريخ مفاوضات الوفود الكوردية مع الحكومات العراق المركزية منذ اندلاع ثورة التحرر الكوردستانية، و قيمناها حياديا لتبين لدينا نقاط الخلاف و اسباب فشل جميعها و كيفية تجاوزها في العراق الجديد بعد سقوط الدكتاتور. منذ انبثاق حركات التحرر الكوردستانية ، شهد العراق عدة مراحل من المفاوضات الطويلة الامد و الغير المثمرة بين الكورد و الحكومات المركزية العراقية و اهمها في الاعوام 1964 و1970 و 1984 و 1991 ، و فشلت جميعها نتيجة عدم التوصل الى الحل النهائي في القضايا المصيرية و ادت الى حدوث حروب و ويلات، و هذه المفاوضات المتتالية تدل على ان الحركة التحررية الكوردستانية مهما كانت كينونتها و افكارها الا انها كانت مضطرة للدفاع عن وجودها و كانت في نفس الوقت مؤمنة بان قضيتها يمكن حلها سلميا ، و فشل المفاوضات ادت الى خيبات امل و حسرات لانها لم تحل القضية عن طريق الحوار و منطق الحكمة و العقل.
و الهدف العام لتلك المفاوضات هو التوصل الى الحل العادل النهائي للقضية الكوردية المستعصية و من اجل المساواة بين جميع فئات الشعب العراقي ، و كان اكثر الشعارات هو الحكم الذاتي لشعب كوردستان ضمن العراق الموحد لحين سقوط الدكتاتور ، فتغيرت الاوضاع و كان جزء من اقليم كوردستان محرر منذ الانتفاضة، و حمل الكورد شعار الفدرالية بعد الانتفاضة ، و بعد بناء العراق الجديد اصبحت الفدرالية شعار اكثرية الاتجاهات ضمن عراق ديموقراطي تعددي حر ، و تمخض عن الاجتماعات و المفاوضات الاخيرة للقوى السياسية العراقية دستور توافقي صوًت علية الشعب في استفتاء عام و لاول مرة في تاريخ العراق.
لو قارننا بين بنود الاوراق المقدمة من الوفود الكوردية في المفاوضات بين كل فترة و اخرى نشاهد ان هناك قضايا مركزية مصيرية موقع الخلاف و هو قضية كركوك و المناطق التي يجب ان تقع ضمن منطقة الحكم الذاتي و النفط و سلطات المركز و الاقليم و حقوق الكورد في العراق ، الى ان أُقر بعض منها في الدستور العراقي الدائم . و مثلما حدث التغيير في وضع الحركة التحررية الكوردستانية و برز قوى جديدة الى الساحة، كذلك تغيرت مواقف الحكومات المركزية ايضا في نظرتها للقضية الكوردية الشائكة، الا ان اطراف التفاوض تغيرت و تبدلت ايضا و كانت المناورات و الحيل السياسية التي فشلت المفاوضات في كل مرحلة مازالت باقية في سير المفاوضات لحد اليوم .
بعد التمحص لما قدمه الوفد الكوردي المفاوض في عام1964 نرى ان المطاليب الاساسية هو تعديل الفقرة الاخيرة من المادة 19 من الدستور العراقي المؤقت و ايجاد بديل يرضي الطرفين و هو كيفية حكم المناطق التي يوجد فيها الكورد اي كوردستان العراق و علاقتها بالمركز و شكل ادارتها عند انبثاق مجالس تنفيذية و تشريعية و القوانين السارية عليها و الانظمة العامة و اللغة المستخدمة و مالية اقليم كوردستان و حصة الاقليم المحافظات الكوردستانية من المناصب و المواقع السياسية العامة في الحكومة المركزية و نسبة الموظفين الكورد و الحقوق الثقافية الاقتصادية الاجتماعية و الحريات الديموقراطية و ضمان مساواتهم التامة في الحقوق و الواجبات مع مكونات العراق الاخرى . و كان الطلب الكوردي الاول في مفاوضات 1964 هو تغيير او نعديل المادة الاولى من الدستور المؤقت التي نصت على ان الشعب العراقي جزء من الامة العربية الى(الشعب العربي في العراق جزء من الامة العربية) و التي حُلت و ثبتت هذا النص اخيرا في الدستور العراقي الدائم بعد السقوط، و كان الطلب الكوردي الثاني هو ( تتطور القومية الكوردية بنفس المستوى الذي تتطور فيه القومية العربية من النواحي السياسية و الاقتصادية و الثقافية) بالاضافة الى ضمان حقوق الكورد خارج حدود الاقليم الكوردستاني و تحديد وضع الكورد في حال الاتحاد بين العراق مع اية دولة عربية التي كانت من الشعارات المركزية المتداولة من قبل القوى العربية في حينه . اما في عام 1970 كان الخلاف الرئيسي حول كركوك و ضمان عودته الى حدود الحكم الذاتي حينئذ، و تبين فيما بعد ان المفاوضات لم تصل الى نقطة الحل الجذري و تملصت الحكومة المركزية خلال سنوات الاربع من المفاوضات مما ادت الى قرار اندلاع ثورة ايلول و ما حصلت لها و النكسة التي جاءت مقابل تنازل الدكتاتور العراقي لشاه ايران عن امور برعاية بومدين التي كانت من الاسباب الرئيسية الثمان سنوات من حرب العراقية الايرانية و نتيجة غرور صدام ،و سميت باتفاقية الجزائر و ما جلبت ورائها لحد اليوم، و الغريب في الامر ان اغلب نقاط المفاوضات كانت قومية بحتة لم يتطرق اي طرف الى ظروف الشعبين الكوردي و العربي في العراق بجميع طبقاته و اخر ما فكروا فيه هوالطبقة الفقيرة المعدومة التي اصبحت فيما بعد وقود الحروب المتتالية، و كانت الشعارات القومية الايديولوجية هي المسيطرة في حينه . اما مفاوضات عام1984 كانت في ظروف مغايرة تماما و كان الطرف الكوردي حزب واحد بين العديد من الاحزاب و التيارات و في ظرف كان الدكتاتور في حال حرب مستعرة مع ايران ، الا انه راوغ كثيرا و لم يتم التوصل الى اي شيء يُذكر ايضا، و حتى في هذه المرحلة لم يتم التوصل الى ما توصل اليه الطرفان في المفاوضات السابقة، اما المرحلة الرابعة هي مفاوضات عام1991 و بعد الانتفاضة و الهجرة الجماعية و متغيرات الوضع الدولي و لم يتم التوصل الى شيء ايضا و كان السبب ليس الطرفين فقط و انما تدخلات الدول الكبار و الظروف الموضوعية هي التي كانت من الاسباب الرئيسية لفشل هذه المرحلة ،هذا بالاضافة الى غرور الدكتاتور ايضا كما نعلم .
اليوم بعد سقوط الدكتاتورية و التغييرات الجذرية التي حصلت في العراق و العالم و انهارت الدولة العراقية بكاملها ، تم وضع اللبنة الاولى لبناء الدولة العراقية الجديدة من قبل الجميع ، و الكورد اليوم هم الطرف الاساسي لاعادة بناء العراق الجديد و الشعار الذي اتفق عليه الجميع هو العراق الفدرالي الديموقراطي التعددي، و تغيرت ميزان القوى الداخلية و يشترك جميع فئات الشعب العراقي في عملية البناء على الرغم من المشاكل و الخروقات، و ان كان رئيس الجمهورية و وزير الخارجية و عدد من الوزراء العراقيين من الكورد، الا انه القضايا الرئيسية الهامة المخالف عليها منذ اولى مراحل المفاوضات كما هي ، و هي قضية كركوك و النفط و سلطة المركز و الاقاليم و المالية، اي الحلول الجذرية لم تحصل لحد اليوم . منذ مدة يزور وفد حكومة اقليم كوردستان العراق بين فترة و اخرى بغداد لبحث الخلافات القديمة الجديدة بين الاقليم و المركز و على نفس القضايا المركزية ، لذلك يمكن ان تحصل بعض الترقيعات هنا و هناك الا ان العقليات التي تدير التفاوض لم تتغير بشكل يثق المواطن العراقي الى انهم يصلون الى الحلول النهائية ، فلم نرالتغيرات الجذرية لبناء الثقة الكاملة فيما بينهما اي نتاكد من الخلافات المستمرة العويصة يمكن حلها بالعقليات الجديدة المؤمنة بالديموقراطية و الحرية و حقوق الانسان و ضمان العدالة الاجتماعية و المساواة و الايمان بالعلم و التقدم بعيدا عن التعصب القومي الايديولوجي الديني المذهبي، اي يمكن احقاق الحق في عصر العولمة و النظام العالمي الجديد و اقرار حق تقرير المصير من الحقوق البدائية لاي شعب بعيدا عن الضرر و ايذاء الشعوب الاخرى، فالقانون و الدولة و الحكومة و السلطات التشريعية و كل ما يعمل من اجل تنظيم المجتمع هو من اجل الانسان و السعادة البشرية ليس الا، اي المساواة و العدالة الاجتماعية و حرية الانسان من المقومات الاساسية لحل اية قضية شائكة ان آمن بها جميع الاطراف و ليس المصالح الحزبية و الايديولوجية الضيقة . اليوم، ان تميزت المفاوضات بهذه الروحية التقدمية و الانسانية سيكون حل القضايا المصيرية العويصة التاريخية ممكنة لوضع حد للخلافات المستمرة ان كانت النوايا انسانية بحتة و الدماء التي سالت في هذه الطريق منذ نشوء الدولة العراقية كانت غالية على الجميع، و اليوم نعيش في عصر السلم و الحوار .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
- هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
- الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
- المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي
- لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
- هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
- هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
- الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
- كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
- آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
- السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية