أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية














المزيد.....

اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 721 - 2004 / 1 / 22 - 07:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاشك ان اسامة بن لادن استطاع ان يكسب اعجاب و تعاطف قطاع عربض من الشعوب العربية وخاصة بعد احداث 11 سبتمبر و هو يتمتع بكاريزما اكتسبها من انه المليونير الذى فضل الجهاد والعيش فى الصحراء وبين الجبال على رغد العيش الذى يتمتع به كثير من افراد عائلته, كاريزما اكتسبها من انه استطاع ان يناجز امريكا و هى حتى الآن لا تستطيع ان تضع يدها عليه رغم الملايين التى رصدتها و رغم اطنان القنابل التى قصفت بها جبال تورا بورا.. انها بلا شك صورة بطولية لشخص يؤمن بفكرة و يضحى من اجلها .. ولكن رغم ذلك هل افاد فعلا بن لادن المشروع الذى يؤمن به وضحى من اجله كما يعتقد الكثيرون ؟ هل افاد بن لادن مشروع الدولة الأسلامية الذى ينادى به و بصوت عالى صاخب منظرو المشروع الأسلامى فى مقابل مؤيدى الديمقراطية و الليبرالية.
ان اسامة بن لادن قد سنحت له الفرصة التى لم تسنح لغيره من انصار المشروع الاسلامى السنى لكى يثبت لنا امكانية تطبيق هذا المشروع على ارض الواقع ولكنه فشل فشلا ذريعا فى اغتنام هذه الفرصة, لقد سنحت له بعد تحالفه مع طالبان وسيطرتهما معا على معظم افغانستان الفرصة فى و جود الدولة التى يستطيع من خلالها أن يثبت لنا نحن انصار الديمقراطية وللعالم اجمع ان الدولة الأسلامية اليوتوبيا التى ينادى بها هو انصاره هى قابلة للتحقيق والأزدهار والأستمرار, ولكنه لم يفعل وبدلا من ذلك بدا فى محاربة طواحين الهواء مما ادى فى النهاية الى وأد مشروعه فى المهد والى هروبه بين الجبال كبطل يصلح للأساطير الشعبية نعم ولكنه هو و مشروعه غير صالح للوجود على ارض الواقع.
سيقول اصحاب نظرية المؤامرات ان قوى الكفر العالمى تآمرت على بن لادن و على طالبان للقضاء على التجربة الاسلامية فى مهدها و هذا كلام غير حقيقى لأن طالبان فى بدايتها كانت تستمتع بتاييد جارتها باكستان و كانت تستمتع بتاييد معظم دول الخليج و دعمها المادى حتى وجود اسامة بن لادن بها هو و حلفاؤه من الأفغان العرب كان مرحبا به بطريقة او اخرى من الحكومات العربية كحل لمشكلتهم وابعادا لمشاكلهم.
كان يستطيع بن لادن و حليفه الظواهرى تحت حماية الملا عمر الذى كانوا يطلقون عليه أمير المؤمنين أن يعملوا فى هدوء و روية لأقامة دعائم الدولة الأسلامية و مؤسساتها التى تحفظ لمواطنى هذه الدولة كرامتهم الأنسانية و تحولهم لمواطنين نستطيع ان نفاخر بهم الأمم الأخرى, كانوا يستطيعون أن يثبتوا لأنصار الديمقراطية و العلمانية اذا كانوا فعلا يملكون رؤية و اضحة ان الأسلام فعلا دين ودولة و لكنهم لأنهم لا يملكون سوى الشعارات التى لا تصلح على ارض الواقع فشلوا فشلا ذريعا و لم نرى من هذه الدولة الا التمسك بالقشور كالعادة كمنع التليفزيون و الموسيقى والمسارح واضطهاد المرأة و منعها من التعليم وتحطيم التماثيل .. اما العدل و العمل و الانتاج و بناء مؤسسات الدولة العادلة فلم نرى شيئا منها .. و بقت القبلية و العشائرية كما هى, وبقت زراعة وتجارة المخدرات المصدر الأساسى للدخل.. طالت اللحى ولبست المرأة الشوال.. ولكن كل شىء آخر بقى كما هو ان لم يكن اسوأ.
ونتيجة لهذا الفشل الذريع فى الداخل بدأ اسامة بن لادن مغامراته الخارجية بدآ من تفجير السفارة الأمريكية فى دار السلام و انتهاءا بتفجير برجى التجارة فى نيويورك وهى مغامرات قد تكسب تعاطفنا واعجاب بعضنا ولكنها لاتؤدى الا الى استعداء امريكا و العالم علينا و الى تشويه الدين السلامى ووصمه بالرهاب.
لقد كانت عند اسامة بن لادن الفرصة لأثبات نظرية الدين و الدولة فى الأسلام ولكنه فشل و اثبت لنا كما اثبت لنا التاريخ تكرارا و مرارا ان اقحام الدين فى السياسة لا يؤدى الا الى صراع دموى على السلطة مثل الذى بدأ بين الصحابة فى فجر الأسلام وكنا اعتقدنا اننا تخلصنا منه ليطل لنا من جديد فى نهاية القرن العشرين على يد اسامة بن لادن وأيمن الظواهرى.
لقد فشلت كل النظم الشمولية من قومية او شيوعية او دينية و هاهو النظام فى ايران يلفظ انفاسه الأخيرة.. فدعونا نتحد جميعا بالمطالبة بالديمقراطية و الأحتكام الى صناديق الأنتخابات و نرضى جميعا بالنتيجة حتى لو كان الفائز هم الأخوان.. دون اراقة دماء ودون اتهامات بالكفر و العمالة للشرق او الغرب.. دعونا نخرج من ثقافة حب و لا اقول عبادة الابطال سواء كان صدام او بن لادن او حتى عبد الناصر الى حب المواطن العادى و حقه فى الحياة الكريمة الحرة.. دعونا نتبنى ثقافة صناديق الأنتخاب.. لعله حلم آخر من احلام اليقظة.. دعونا نتعلم من أعدائنا فنستطيع التصدى لهم.. أنه عصر العلم والعمل و التكنولوجيا وليس عصر البطولات الدون كيشوتية.. انه عصر المدير التنفيذى وليس عصر الزعامات التاريخية.. والله أعلم.

د/ عمرو اسماعيل

 



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية