أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رزاق عبود - بصراحة ابن عبود - يا اعداء الشعب االكردي، اتحدوا!!!















المزيد.....



بصراحة ابن عبود - يا اعداء الشعب االكردي، اتحدوا!!!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 721 - 2004 / 1 / 22 - 07:11
المحور: القضية الكردية
    


منذ ان بدأ الحديث عن الفيدراليه، ومطابة  ممثلي الشعب الكردي، والقوى المسانده لحقوقه المشروعه ،بالوفاء، بماتعهد به الأخرون اثناء النضال ضد النظام الفاشي في بغداد. وما التزموا به في مؤتمرات، ووثائق المعارضه قبل اسقاط النظام، وما صرحوا به في الأيام الأولى بعد سقوط النظام البعثي الفاشي. ومازالوا، يرددوه للصحافه العالميه، والفضائيات العربيه، ويعملون ضده في الخفاء، والممارسه الفعليه . نعم منذ بدأت المطابه الجديه، باحقاق الحق، وتسديد الحساب، حتى بدأت ترتفع الشعارات المطالبه، بمنع تقسيم العراق، وضرورة التصدي، لمخاطر تجزأة العراق، اوانها مقدمه لتقسيم جديد للعالم العربي. وغيرها من الشعارات الطنانه، التي لا تخفي ورائها سوى شوفينيه بغيضه، وتنكر لحق الشعب الكردي  في تقرير المصير، وتنصل عن الألتزامات، والوعود التي قطعوها للشعب الكردي عندما كانوا في ضيافته.

 

فجأة صارت العلاقات دبس على عسل بين سوريا، وتركيا من جهه، وبين تركيا، وايران من جهة اخرى، فتوالت الزيارات الرسميه، وتحسنت العلاقات المتوتره، وارتفعت التصريحات المبطنه، والصريحه ضد مشروع الفدراليه، باعتبارها خطر على وحدة العراق، والمنطقه. وتزايد التنسيق لوأد التجربه قبل ان تولد . وتوالت التصريحات من مجلس التعاون الخليجي، واقطابه الى جامعة الدول العربيه. وتجمع قومييون،عرب، واتراك، وفرس، وبعثيين قدامى، وجدد، وصحفيي، ومرتزقة صدام، وغيرهم، في جبهة مشبوهه. وقد وجدوا في الأمر مدخلآ لشق الصف الوطني، وزيادة تعقيد الوضع السياسي في العراق. والغريب من غير العراقيين، انهم يطالبون بعدم التدخل في شوؤن العراق. في نفس الوقت الذين يعلنون فيه رفضهم للفدراليه، وهو شأن عراقي داخلي محض!

 

ان كردستان، كات شبه مستقله خلال ثلاثة عشرعاما، قبل سقوط النظام الصدامي، ولا زالت تدير شوؤنها بنفسها. ولم نسمع تصريحا، من هؤلاء بخوفهم على وحدة العراق. واليوم عندما اختار الأكراد بانفسهم الأتحاد مع العراق، وأقترحوا الفدراليه، شكلآ لذلك، ارتفعت الأصوات معارضه، ومناهضه، ومتخوفه من خطر تقسيم العراق. فهل اصابت العقول لوثه؟ واذا كان من الممكن لأسباب، واضحه فهم خوف، ومعارضه سوريا، وايران، وتركيا من الفدراليه، فلا افهم، اي خطر تشكله الفدراليه على السعوديه، ودول الخليج! الا اذا كان المقصود مغازلة ايران. ولا افهم لماذا لم تكن الفدراليه خطرا على سوريا، ولم تكن تهدد وحدة العراق، وتمزيق الوطن العربي من جديد، عندما كانت الأحزاب الكرديه، والمعارضه العراقيه تصدر بياناتها في دمشق قبل سقوط النظام الصدامي، وتعد الشعب الكردي بالفدراليه. ان الأخوه الأعداء هؤلاء لا يجمعهم سوى الفزع من تجربة اقليم كردستان الجنوبيه الديمقراطيه، والأداره الناجحه للشعب الكردي لأموره بنفسه، وخوفهم من تحولها الى نموذج لكل الأكراد الممزقين، والمحتله اوطانهم في سوريا، وايران، وتركيا. ولكي لا نتهم بالتدخل في شوؤنهم الداخليه، سنحاول توجيه حديثنا، ولومنا، وعتابنا للعراقيين فقط، واحزابهم الوطنيه، والقوميه، والأسلاميه. وهذا حق ديمقراطي لم يلغه بعد مجلس الحكم الأنتقالي.

 

الديمقراطيه للعراق وحق تقرير المصير للشعب الكردي
ليس هناك اليوم اشد سخونه على المسرح السياسي العراقي، وربما في المنطقه كلها، من قضيه الفدراليه، او عدمها . هذا يتمسك بها، وذاك يتبرأ منها، واخر يجد تفسيرا اخر لها، وكثيرون صاروا يبتدعون اسماء جديده  للفدراليه : اداريه، ومناطقيه، ودينيه، وطائفيه،  و..و .. فكلها، قد يقبل بها البعض، ماعدا مايدعونه الأن "الفدراليه القوميه ، أو العرقيه"، وعلى رأسهم المناور الذكي، بول بريمر. فهذه ليست اول مره يخذل فيها الشعب الكردي. ولا اول مره يجري فيها الألتفاف على الحقوق القوميه للشعب الكردي، ووفق كل الصيغ التي طرحت سابقا رغم قصورها. من الأداره الذاتيه، او الحكم الذاتي،او اللا مركزيه، ثم الفدراليه، وكلها، تخلى فيها الطرف الأخر، عن وعوده للشعب الكردي الذي ناضل، وضحى كثيرا في سبيل هذا الحق الطبيعي لكل الشعوب. فبعضهم يقول : "لايمكنني تصور العراق دون حدوده الحاليه ، دون كردستان العراق بالذات"  واخر كردي يفكر "ترى هل كتب على الشعب الكردي ان يبقىمجزئآ؟ ولماذا يرضى بذلك من يرفعون شعار حق تقرير المصير؟"  والقوى الوطنيه العراقيه كلها"المعارضه سابقآ" طرحت، وتطرح موضوع التجديد في التفكير، والممارسات السياسيه ، وضرورة تحقيق نقله نوعيه على صعيد اشاعة الديمقراطيه، وتنشيط صراع الأراء على اسس مبدأيه، والأسهام الفعال في انعاش الحياة السياسيه فكريا، وممارسه، ونقلها الى مستويات اكثر كفاءه، وقدره على النهوض بمسؤولياتها الوطنيه، والقوميه، والأقليميه، والعالميه. ولكن يبدو ان القضيه الكرديه تستثنى دائما من هذه التطورات،والتجديدات، رغم تطور الأهتمام العالمي بالقضيه الكرديه، خاصه بعد انتهاء الحرب الصداميه مع ايران. وخصوصآ بسبب المجازر الوحشيه التي ارتكبت بحق هذا الشعب على يد الطغمه الفاشيه التى كانت تحكم في بغداد باستخدام السلاح الكيمياوي ضد مدن، وقرى كردستان العراق. وكان لابد لهذه التطورات ان تستثير مهمة تدقيق مواقف الحركه الوطنيه وشعاراتها تجاه القضيه الكرديه. فلقد حددت الكثير من الأحزاب والقوى الوطنيه، وبجرأه، موقفها المبدئي من قضية الشعب الكردي بالأعتراف بحقه في تقرير مصيره، ووحدة وطنه المجزأ كردستان، وثبتت هذه المواقف في  برامجها. وبعضها لا زال يصر" ان تفضل وحاول ان يبدو ديمقراطيا" على ان شعار الحكم الذلتي، او الحكم الذاتي "الحقيقي" . الشعار "الأنسب"، و"الأكثر" امكانيه على كسب تأييد جماهير حركتناالوطنيه ، والراي العام العربي، والدولي، والأكثر انسجامآ مع" طاقات" الحركه التحرريه الكرديه، وظروف المنطقه، وجغرافيتها السياسيه.

 لا نجد اذن لا تدقيقآ، ولا تجديدآ في مواقف بعض القوى ألأخرى، وشعاراتها، فيما يخص القضيه الكرديه، ما عدا اضافة كلمة" حقيقي" احيانا بعد شعار الحكم الذاتي الذي لم يختره الشعب الكردي، بل تحاول فرضه عليه هذه القوى المعنيه. وهذا يعني ضمنيا عدم الأعتراف بخصوصيات الشعب الكردي، ولا  بوحدة ارضه كردستان، بل تبقيه اسيرا في اطار جمهوريه عراقيه "ديمقراطيه". وهنا ايضأ لم يضيفوا سوى كلمة الديمقراطيه الباهته.

 

ان الأعتراف بحق تقرير المصير يتعارض، باعتقادي، مع فرض صيغ مسبقه كالأتحاد الأختياري، او الحكم الذاتي، او اي صيغه اخرى مهما تبعها من كلمات حقيقي، او صادق، او غيرها. ومهما اختلقت من مسوغات نظريه، او حجج قانونيه، او تبريرات سياسيه، فالحقيقه تبقى واحده: الشعب الكردي، كأي شعب اخر على الأرض، له الحق في توحيد ارضه، وشعبه وانشاء دولته القوميه "الوطنيه" المستقله . وبالنظر لأن هذا المطلب، وللأسف الشديد، بعيد المنال في الظروف الحاليه. او صعب التحقيق، مباشرة، بسبب مقاومة امريكا، ودول اقليميه له، فمن الضروري تطوير الشعار في الأقل الى حق تقرير المصير الذي يقرر الشعب الكردي بنفسه شكله باستفتاء عام "في كردستان"، يترافق مع اقامة البديل الديمقراطي في العراق . واعتقد ان هذا ما ناضل، ويناضل الشعب الكردي في سبيله، وقدم الوف التضحيات في سبيله، وعلى طريقه.

 

كثير من الدول، والشعوب، والأحزاب، والمنظمات، والهيئات في العالم، والمنطقه اعترفت لشعوب عديده، ومنها الشعب الكردي بحقها في تقرير المصير. فلماذا نتأخر نحن في العراق عن ذلك بدل ان نتعلل بما يسمى "الراي العام العربي  والدولي" او "طاقات الحركه التحرريه الكرديه"!  ان العباره الأخيره، استهانه واضحه، بامكانيات الشعب الكردي العظيم، وتاريخه الثوري الحافل، وتجربته الرائده في ادارة  "اقليم"  كردستان منذ بداية التسعينات، وحتى الأن بشكل يثير الأحترام، والتقدير. وللمنتقدين نقول: لا تخلو تجربه من النواقص.  ويتضمن الحديث عن "طاقات" الحركه التحرريه الكرديه نبرة استصغار واضحه. وهي ذات اللغه التي استخدمتها الدول الأستعماريه سابقآ عن شعوب افريقيا، واسيا، والأدعاء بعدم قدرة الشعوب، على ادارة شوؤنها بنفسها . وتمسك اعمى، بدون وعي، ربما بما قسمه الأنجليز، والفرنسيون، وقبلهم الأمبراطوريتان التركيه، والفارسيه، وما رسخته الرجعيه في اذهاننا كفرضيات ثابته عن الوطن غير القابل للتجزأه . وهو نفس شعار المستعمرين البريطانيين، والفرنسيين الذين رفضوا استقلال الهند، والجزائر مثل . او لكأنه اقرار ابدي بحدود الأمبراطوريات، والمستعمرات القديمه. او لكأن علينا ان نقر بأطماع تركيا بأراضي بلغاريا، واليونان، وقبرص، او"لواء الموصل"، او مطامع الملك حسين سابقآ بالضفه الغربيه. وبالمناسبه، سؤال مشروع لماذا نقر للشعب العربي الفلسطيني بحق تقرير المصير " عن حق" وتكوين دولته الوطنيه، بل نقر حتى بتقسيم ارضه التاريخيه بأسم هذا المبدأ، باعتباره حلآ مرحليآ، ونحجب عن الشعب الكردي ذات الحق و نفس الحلول.

 

ان مفاهيم لينين حول افضلية الدوله الكبرى التي يتعلل بها،نظريآ، بعض الكوسموبوليتيين لم يدع لتطبيقها على اساس العسف، والضم القسري . فهذه سياسه ستالينيه خاطئه لا علاقه لها بها بمبدأ حق تقرير المصير، ومزايا الدوله الكبرى التي دعا لها ماركس ولينين. ولقد رأينا نتائجها الكارثيه في الأنهيار السريع للدوله الكبرى الستالينيه، والأحتراب الرهيب في يوغسلافيا السا بقه .ان الدول الأتحاديه الكبرى يجب ان تتحقق، عبر اوسع ديمقراطيه، وسماع رأي الشعوب، والجماهير. معروف ايضآ رفض لينين لمشروع ستالين حول الضم القسري لجمهوريات روسيا السابقه، واصراره على طرح الموضوع على مجالس السوفيتات، وهي ايضا قاصره، ومتخلفه عن مفاهيم العصر الحديث، والظروف السياسيه الدوليه المعاصره. عصر القوميات، والتحرر، والديمقراطيه التعدديه.

 

 لقد رفضت جميع القوى الوطنيه، والقوميه، واليساريه، والأسلاميه مشروع الحكم الذاتي للفلسطينيين الذي طرحه السادات والقاده الصهاينه، ولا زالت ترفض ذلك . فالشعب الفلسطيني، وهذا حق مشروع، لن يرضى بغير الدوله الوطنيه المستقله. فكيف يا ترى نرضى للأكراد بما لا نرضاه لغيرهم؟ ام انهم اقل قيمه من الأخرين؟ اقر الجميع، ايضا، بحق ارتريا بالأنفصال عن أثيوبيا "الثوريه" ، فلماذا لا نقر لشعب اخر بنفس الحق، وهو بوضعه التاريخي، والقانوني، والجغرافي، والسياسي، والعرقي ، يقترب كثيرا، ان لم يتطابق، مع وضع ارتريا حيث ضمت قسرآ الى اثيوبيا هيلاسي لاسي، كما ضمت كردستان الى العراق الهاشمي . ورغم تقدميه النظام الذي اطاح بهيلاسي لاسي، وتأييده لقضايانا العربيه، ومدافعته عن حرية الشعوب، ودعم حق تقرير المصير لشعوب اخرى في العالم ـ ورفضه ـ مادام الأمر يمس حدود دولته "الكبرى" وبذلك وقع في تناقض مع ايديولوجيته نفسه، وسياسته الخارجيه المعلنه عن دعم حركات التحرر في العالم. اي الكيل بمكيالين كما تفعل اليوم القوى الوطنيه، والقوميه العراقيه، والعربيه. ويحق لنا ان نفترض ان الحكم العراقي المقبل في العرلق سينظر له كما نظر الى النظام الأثيوبي حيث سيعيش حالة تناقض  صارخ في السياسه العمليه مع شعاراته عن الديمقراطيه، والحريه وحق تقرير المصير. فشعار الحكم الذاتي قاصر لأن الأكراد كألأرتيريين، شعبا وليسوا اقليه بلا ارض، ولا وطن تعيش في منطقه اخرى. بل هم جزء من شعب ممزق، وارضه جزء من  كردستان الوطن المجزأ بين اريعة دول وبالتالي فهو يعيش على ارضه المحتله، والمجزأه ، ومن حقه كبقية شعوب الأرض ان يتوحد، وان يقيم دولته الوطنيه ايضآ.

 

كفانا تناقضا! دعمنا وحدة فيتنام، ولا ندعم النضال من اجل وحدة كردستان! فرحنا لوحدة اليمنيين فلماذا نتكدر عندما يجري الحديث عن وحدة ارض كردستان؟ نطالب بوحدة الكوريتين فلماذا نسكت عن المطالبه بتوحيد كردستان؟ رفضنا مرارا سابقا ما اراد عنصريوا جنوب افريقا فرضه على على ناميبيا، وجنوب افريقيا نفسها من "اداره ذاتيه" او "حكم محلي" وغيرها من محاولات الألتفاف على، او نكران حق تقرير المصير الكامل لشعوب ناميبيا، وجنوب افريقيا. وهي نفس المحاولات التي يريد العنصري ، شارون فرضها الأن على الشعب الفلسطيني. وكم هاجمنا وشتمنا وتظاهرنا ضد موزوريوا في زيمبابوي لأنه خان شعبه، ووافق على حكم محلي، وادارة ذاتيه "للسود" في ظل الحكم العنصري للأقليه البيضاء؟ هناك الكثير من الأمثله يمكن ايرادها. الا يحق للشعب الكردي ان يطالبنا بنفس المواقف؟؟

 

ومادام البعض يتحدث عن "المدى المنظور" لنفترض ان وحدة قامت بين سوريا، والعراق فهل سنصفق لوحدة شعبي الأمه العربيه في سوريا، والعراق وننسى "الأقليه" الكرديه في الدوله الجديده؟ ام سيحملنا الأنصاف، والواقعيه، والشعور الأنساني، وما تمليه علينا مبادؤنا الى مساندة، ودعم وحدة الشعب الكردي المجزء في ا لبلدين، وتشكيلهما قاعده لأستعادة وحدة كل اراضي كردستان وشعبها، وانشاء دولته القوميه، ولو على جزء من ارضه مثلما اقرينا ذلك للضفه الغربيه وقطاع غزه ، املا في استمرار النضال لوحدة كل ارض كردستان. امل أن لاتنطبق علينا حكايه ابو كاطع الساخره عن "صيف وشتاء فوق سطح واحد" . وامل ان لا نكون قد نسينا انه "رغم ظروف المنطقه وجغرافيتها السياسيه" لم يتوقف احد ، فرد او حزب في السلطه، او خارجها من شيوعي الى ملكي في الدعوه الى الوحده العربيه رغم تعدد دولها، واختلاف انظمتها الأجتماعيه، والسياسيه، وتباعدها، وتفرقها، بل حتى حروبها تعلل باسم الوحدة العربيه. فما الذي يمنع الأكراد من المطالبه بحقهم، حق تحررهم، ووحدتهم، كما هو حق العربي والفيتنامي والكوري والألماني...الخ ؟؟؟

 

 ان التشبث بكردستان يشبه تشبث احزاب الأمميه الثانيه بمستعمرات دولها، وهي قضيه اشار لها لينين، وفضح شوفينية مدعييها، وخيانتهم لمبادئ الأمميه الحقه . فالشعب الذي يضطهد شعبا اخر لا يمكن ان يكون حرآ. وهذا هو الحال في كل البلدان التي يضطهد فيها الشعب الكردي. اشار المناضل الوطني الخالد يوسف سلمان فهد عام 1945 انه من حق  الشعب الكردي بناء تنظيماته الديمقراطيه الضروريه التي تمكنها من تبيان رأيها في البقاء الأختياري، او الأنفصال متى تم للعراق تحرره من ربقة  الأستعمار، او عند ظروف تلائم الشعب الكردي ... ولعمري انها الظروف التي تلائم الشعب الكردي للأختيار. فمن، ومتى يا ترى سمح للشعب الكردي بالأختيار الحر او بابداء رايه؟ ومتى استفتي عن حق تقرير المصير فأختار الأتحاد الأختياري؟ ولماذا نفترض مسبقآ انه يريد الأتحاد مع الشعب العربي في العراق، ولا يريد التوحد مع بقيه شعبه الكردي في بقية اجزاء كردستان الأخرى؟ من اعطانا الحق بابقاء كردستان مجزأه كما ورثناها عن الأستعمار، وكل ذلك باسم الديمقراطيه، وحق تقرير المصير؟ ووحدة العراق، وظروف المنطقه، او عدم نضج الظروف، وحتى اصحاب هذه الحجج يعرفون انها باطله ولا معنى لها.

 

يدعي بعضهم " لم تكن للأكراد في يوم ما دوله "! فاضافه الى جهلهم بالتاريخ، بودنا ان ان نذكرهم ان معظم بلدان القاره الأفريقيه، والأسيويه، وامريكا الأتينيه، بل الولايات المتحده الأمريكيه نفسها لم تكن لها دول. ولكنها الأن دول مستقله ومعترف بها حتى من مستعمريها السلبقين. ان ما يجب ان نقوم به هو ادانة الأستعمار الفارسي، والعربي، والعثماني وألأنجليزي، والفرنسي الذين حرموا في اوضاع معينه، ولأهداف استعمارسه محدده الشعب الكردي من توحيد نفسه، واقامة دواته، كما ندين الأن امريكا لأنها قضت على شعب الهنود الحمرـ اثمرت المظاهرات والأعتصامات التي استمرت اشهرا في كندا في بداية التسعينات الى الأعتراف  بحقوق هذا الشعب، وتعويضه عن الخسائر التي لحقت به هناك ـ كما ادنا وندين بريطانيا، والصهيونيه العالميه لأنهما حرمتا شعب فلسطين، من اقامة دولته الوطنيه المستقله على ارضه. نقربدولة استيطانيه "اسرائيل" ولا نقر لشعب يعادل عمره التاريخ بنفس الحق ... اننا ندعم شعب الصحراء الغربيه في اقامة دولته الحره، والمستقله، ونختلف في ذلك مع دوله، وشعب شقيقان في المغرب الذي يشبه موقفهما من الصحراء الغربيه نفس موقف البعض من قضية كردستان. في نواحي عديده. ونسينا ان الشعب الكردي يملك نفس الحق سواء في سوريا، او ايران، او تركيا، او العراق، او اي مكان اخر. و"رغم التشرذم والتقسيم بفعل سخريات التاريخ المأساوي يظل الأكراد شعبآ واحدآ، امه، واحده ، اذ لديهم لغه مشتركه تنتمي الى المجموعات الغربيه للغات الأيرانيه، ولديهم تاريخ مشترك يمتد الى ثلاثة الاف سنه، وثقافه مشتركه، وخصائص قوميه مشتركه. وقد تتباين العادات، والأعراف من منطقه الى اخرى، ولكن وحدة الأكراد قائمه ـ ديميتري زغيرسكي. الثقافه الجديده العدد 212/1989 ص65ـ66 ـ

 

يجب ان نؤكد هنا بان الحركه التحرريه الكرديه في العراق بالرغم من تمسكها بخطها ألأستراتيجي وهو تمتع الشعب الكردي بحقه في تقري مصيره ، بما فيه ألأنفصال، الا انها اليوم تتمسك ايضا بربط حل المسأله الكرديه  بالنظام الديمقراطي المقبل في العراق الذي يتسع لأقامة جمهوريه عراقيه ديمقراطيه يمارس فيها الشعب الكردي حقه في تقرير مصيره في اطار دوله عراقيه  متحدده متعددة القموميات، اي ممارسة حق تقرير المصير، وفق مبدأ الأتحاد الأختياري الحر في دوله عراقيه اتحاديه.  ولكن هذا لا يفترض ان الحركه الكرديه ستختار الحكم الذاتي. وفي الواقع فان شعارات الحركه الكرديه المطروحه على الساحه هي التي سمحت للبعض بهذا الأستنتاج الخاطئ، اومحاولة فرضه على الساحه. والمعروف ان الشعارات المذكوره جاءت لأسباب تكتيكيه، واضحه، وعلى اثر الهزيمه السياسيه، والعسكريه التي مرت بها في اوائل التسعينات من القرن الماضي. ولكن يحق لنا ان نسال اي حزب يمثل الشعب الكردي كافه؟ فلو افترضنا ان جماهير كل الأحزاب في الساحه الكردستانيه العراقيه تساوي مليون انسان فماذا عن البقيه من أبناء الشعب الكردي، وهي حوالي ثلاثة ملاين انسان؟ لايجوز فرض  ألأمور من فوق على الناس بالطريقه القديمه.  فالجماهير هي الحكم، وهي صاحبة الحق في اختيارقيادتها ولها الحكم الحاسم.  فالسؤال الذي يجب ان يطرح. من الذي اختار هذه الصيغه؟ ان الأمر يشبه تخيير المحكوم بالقتل، باي سلاح يقتل. ففي كلتا الحالتين هو مقتول. ثم ماذا لو افترضنا ان الأمر قد حسم بهذا الشكل في ايران، وسوريا، وتركيا؟ افلا يعني ذلك عمليآ اجهاض حق تقرير المصير، والغاء حلم كردستان الموحده الى الأبد، وتحويل الشعب الكردي الى اقليات في هذه الدول الى ابد الأبدين؟ لماذا لا ندع الأخرين ـ الجماهيرـ  ياخذون دورهم كاملآ؟ ولماذا نفرض انفسنا بوصله للأخرين وقد ضللنا الطريق اكثر من مره؟

 

ثم ان هذه الشعارات تجاوزتها المرحله، وان الشعب الكردي في العراق مارس "الأستقلال النسبي" بتجربته الخاصه، ومن حقه تجاوز هذه المرحله، والتقدم نحو صيغ اكثر تطورا، واكثر ملائمه، وانسجامآ مع ما تحقق من منجزات، ودور في الأجهاز على نظام صدام، وما يامله من نضاله، وتضحياته الطويله. ومع هذا فضل الفدراليه على الأنفصال. ومرة اخرى يضع مصلحة العراق الديمقراطي فوق مصلحته، وحقه في الأنفصال، واقامة الدوله كبقية شعوب المنطقه. ومع هذا يعتقد الشوفينيون ان الأكراد يبالغون عندما يطالبون بالحد الأد نى الممكن الأن، اي الفدراليه!

 

دائما ما يردد ايضا ان الشعبين في العراق  يواجهان مهام واحده. انا لا ارى ذلك فالشعبان يلتقيان في قضية الديمقراطيه لأنها قضية عامه باعتبار،انهما كانا يعيشان تحت ظل سلطه ديكتاتوريه قمعيه واحده. لكن للشعب العربي في العراق هذه المساله " الديمقراطيه" ذات اوليه، يفكر بعدها، او خلالها بنوع النظام اللاحق الذي سيختاره. اما الشعب الكردي فلا زالت امامه مهمة التحرر الوطني، والأنعتاق القومي، وتوحيد ارضه، وانشاء دولته الوطنيه. وفي ضوء توازن القوى في كردستان المستقبل سيكون شكل الدوله، والنظام الأجتماعي، والسياسي فيها. ولا خلاف في ان نضال الشعبين في العراق من اجل الديمقراطيه مرتبطان، ولكن امام الشعب الشعب الكردي مهمتان: الأولى الديمقراطيه السياسيه للعراق عامه، والثانيه حق تقرير المصير. فقد سبقه الشعب العربي في العراق بتقرير مصيره، وانشاء دولته الوطنيه المستقله منذ بداية العشرينات من القرن الماضي . ان نسيان هذا الأمر او تناسيه يوقعنا فيما يسمى حرق المراحل لأن الديمقراطيه، ومن ضمنها حق تقرير المصير للشعوب له اسبقيه. اي حان الأن واجب حل القضيه القوميه للشعب الكردي على اساس ديمقراطي يمنح الشعب الكردي حقه في الأختيار، وليس تقييده بنوع مسبق من الحلول من البدايه، وهو الحكم الذاتي الذي لم يختره الشعب الكردي ولم يستفتى عنه. فاذا استفتي الشعب العربي في العراق عن نوع النظام الذي يريده فمن حق شريكه الشعب الكردي ان ينال نفس الأمكانيه.

 

لقد ادى الشعب الكردي قسطه، وقدم الشهداء في القضايا الوطنيه للشعب العرلقي، ولكن المفارقه ان الشعب العربي في العراق بنى دولته الوطنيه. اما الشعب الكردي فبقي بلا دوله، ولم يعترف له بحق تقرير المصير، ولذا فأن واجب المناضلين العرب ومناضلي شعوب المنطقه الأخرى، هو تفهم المشاعر القوميه العادله للشعب الكردي، ودعم نضاله العادل والمشروع من اجل التمتع بحقوقه القوميه، وشجب السياسات الشوفينيه التي ينتهجها الحكام. ويجب على هؤلاء المناضلين ان لاينسوا ان كردستان العراق جزء من كردستان الكبرى، وليس من اراضي العراق بحدوده الحاليه التي رسمها الأستعمار الأنجليزي، وفق مصالحه، ومخططاتهألأنيه،والمستقبليه.ان المنطقه كلها كانت موزعه بين الدوله العثمانيه، والفارسيه. ثم جاء الأستعمار البريطاني، والفرنسي فتقاسما المنطقه، واقتطعا اجزاء من كردستان، ضمت لكل دوله كانت، او لا زالت تحت نفوذهما كالعراق، وايران، وسوريا، وتركيا لأغراض استعماريه واضحه، ومعروفه، ولا داعي لتكرارذكرها. وبالتالي علينا ان لانتمسك بشعار الحكم الذاتي، اوالوطن الواحد، وتناسي حق تقرير المصير فنفعل ما فعله المستعمرون في معاهدة سيفر بأن وعدوا الأرمن بدوله كبرى، ووهبوا الأكراد حكما ذاتيا في كردستان المصغره. ثم حولت عصبة الأمم قضية كردستان الى قضية "لواء الوصل". فهل نسمح لأنفسنا نحن المطالبون بالديمقراطيه ان نمنح الديمقراطيه لأنفسنا فقط وننسى الشعوب الأخرى. فنقع بالحبائل التي رسمها المستعمرون، وننخدع كما ينخدع المرأ بلوحه جيدة التزوير. علينا ان نتحرك في سياساتنا، وتفكيرنا، وتطبيقاتنا دائما نحو الأفضل، والأوضح، والى امام، وان لا نبقى مشدودين لما رسمه لنا الأخرون في الماضي، والحاضر في دهاليز المؤامرات الدوليه. يجب تثبيت حق الشعب الكردي بحق تقرير المصير، وهذا اضعف ألأيمان، فحتى غورباتشوف، وقبل ان يهدم الأتحاد السوفيتي على راس شعوبه قال:"...وعلينا ان نقوم بكل ما في وسعنا لأعادة الحقوق المستلبه الى الأكراد..". ففي كردستان المجزأه على يد الأمبرياليه يشكل الشعب الكردي اكبر شعب في العالم محروم من ابسط الحقوق القوميه، والأنسانيه، ولم يتحقق له العيش داخل كيان دولته الوطنيه المستقله. ولازال يقدم التضحيات من اجل حقوقه العادله. واليوم في عصرنا الحالي، بالأرتباط مع كل التغيرات الجاريه في العالم كله، وحيث يجري التدقيق والمراجعه في سياسات الأحزاب، والدول، والمنظمات، علينا نحن ايضا في العراق المراجعه، والتدقيق في الكثير من المواقف، والأراء، والتوجهات السياسيه، وعلينا التضامن، والتعاون، وتنظيم العمل مع حركة التحرر الكرديه  في سبيل اقامة جبهة ديمقراطيه عريضه لتحقيق اليمقراطيه للعراق، وحق تقرير المصير للشعب الكردي. هذا الشعار المنسجم مع نفسه، ومع الواقع هو السياسه الصحيحه، التي يجب ان تتبع، وتتحول الى شعار يومي لكل قوى التحرر والديمقراطيه في العراق، وليس في كردستان فقط. وان لايختلط علينا الفرق بين شعار الحكم الذاتي، وحق تقرير المصير. علينا ان نؤكد على موقفنا المبدئي من حق تقرير المصير بكل ما يعنيه، واذا لم نفعل فاننا نلحق ضررا، بمبادئنا، وقيمنا، وتوجهاتنا السياسيه، والتزاملتنا النضاليه تجاه شعوبنا.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة ابن عبود - الملا عمر وبن لادن اعضاء جدد في مجلس الحكم ...
- بصراحة ابن عبود - المتأمرون، وحدهم لا يؤمنون بنظرية المؤامره
- بصراحة ابن عبود - الا تخجلون؟؟؟؟
- بصراحة ابن عبود - وانقلب السحر على الساحر
- تهان جميله بمناسبة الذكرى السنويه الثانيه لأنطلاق موقع الحوا ...
- ماهكذا نبدأ طريقنا الجديد ، ايها الأحبه
- البصره ، وصورة الأمس


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رزاق عبود - بصراحة ابن عبود - يا اعداء الشعب االكردي، اتحدوا!!!