عبد الغني مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 06:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جنرال الرابية ميشال عون وهو العلماني كما في الإعلان كان قد نافس البطرك صفير في التمسح بالمسيحية في محاولة للحفاظ على قاعدة مسيحية كانت قد انحازت إليه كردة فعل على خطوة غبية قام بها وليد جنبلاط في الساعات التي تلت مظاهرة 14 آذار المليونية وعقد خلالها تحالفه مع حزب الله وحركة أمل وهما متهمان بالتواطوء مع سوريا المتهمة باغتيال رفيق الحريري . نافس بابا المسيحية اللبناني فكيف لا ينافس رئيس الجمهورية المسيحي التوافقي ؟ دون حياء أو خجل يقول للعماد سليمان " لست أنت من يمثل المسيحية حتى تأخذ وزارتين سياديتين من حصتك للمسيحيين، أنا من يمثل المسيحيين وأنا من له أن يسمي مسيحياً لوزارة سيادية . الإشكال ليس في إصرار الرئيس على عدم التنازل عن وزارة الدفاع لصالح الجنرال عون، الإشكال هو في أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون حصة الأقلية وزارتين سياديتين بينما حصة الأغلبية وزارة سيادية واحدة . لا رئيس الوزراء المكلف سيقبل بهذا الأمر ولا رئيس الجمهورية على استعداد لأن يسمح بأن يتسم عهده منذ البداية بالضعف .
على العماد سليمان أن يقطع رأس القط منذ الليلة الأولى لكي يترك تاريخاً تذكره الأجيال اللاحقة . لذلك أقترح على فخامة الرئيس استدعاء الرجل الثاني في المعارضة، رئيس مجلس النواب، وتوجيه إنذار من خلاله للمعارضة، لرجلها الأول حسن نصرالله ولرجلها الثالث ميشال عون، يقول : إذا لم تقبل المعارضة بالسلة التي عرضها عليها فؤاد السنيوره فسيقوم رئيس الجمهورية وهو الذي لم يوقع على اتفاق الدوحة المخالف لأبسط القواعد الدستورية والذي حط من صلاحيات رئيس الجمهورية يالطلب من السنيوره المسمى من قبل الأغلبية بتأليف وزارة غير حزبية من المهنيين أصحاب الإختصاص الذين لا ينتمون لأي من الجانبين 14 أو 8 آذار .
أعتقد أن السنيوره سيرحب بهذا الأمر خاصة ونحن نعلم أن الهدف الأول لجماعة الأغلبية هو انتظام الهيئات الدستورية في أعمالها وهو ما يسمح لرئيس الجمهورية وللحكومة أن يتفرغوا لمعالجة المسائل الأكثر إلحاحاً وهي الضغوطات المعيشية التي يعاني منها الشعب اللبناني، الشعب الذي باعه حزب الله مقابل السلاح الذي لم يعد له دور معلوم وباعه جنرال الرابية في المراهنة على كرسي بعبدا .
#عبد_الغني_مصطفى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟