أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان















المزيد.....


الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في السادس والعشرين من حزيران من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهي مناسبة كي يقف العالم مليا امام تعاظم الفواجع والالام التتي يتسبب بها الادمان على المخدرات ، وما هي الجهود التي بذلتها البشرية لمواجهة هذه الآفة التي تئن تحت وطئتها كافة المجتمعات.
ولمشاركة العالم بهذه المناسبةعقدت هيئة تحرير مجلة متخصصة بمكافحة المخدرات اعمل سكرتير تحرير لها "متطوعا بدون اجر لقناعتي بالرساله التي تحملها" اجتماعا لوضع تصور لمحتويات العدد الذي تقرر صدوره بهذه المناسبة.
والمجلة تابعة لواحدة من الجمعيات الخيرية الاسلامية التي نبتت كالفطر في اطار نشاط الحركات الاسلامية السياسية لتكون وسيلة للوصول الى قطاعات المجتمع لاستقطاب المؤيدين والانصار والاعضاء للتنظيم السياسي وايضا منبرا اعلاميا للدعاية والترويج للحزب بالاضافة الى انها تشكل وسيلة جيدة للحصول على الاموال من خلال التبرعات والاعلانات الي تحصل عليها بوسائل التخجيل والاحراج واستغلال التعاطف الطبيعي من الناس مع العمل الخيري الاسلامي.
وبالتالي جميع اعضاء هيئة التحرير ينتمون لحزب سياسي اسلامي باستثنائي (بل انا على النقيض من افكارهم وتوجهاتهم) ، ولم اكن اتدخل بمضامين الموضوعات التي يقررون نشرها حيث ان الدور الذي اسند لي دور فني فقط.
لكن طالما انني دعيت لاجتماع لبحث امور خاصة بالمجلة اذن لا بد وان يكون لي راي سواء اخذوا به ام لم ياخذوا.
وبدأ الحوار بقول رئيس التحرير انه يجب ان تكون موضوعات العدد باكمله تدور حول شعار : بالايمان نقضي على الادمان" . واضاف انه يجب ان نستغل المناسبة لتعزيز ايمان الناس بالاسلام وبذلك "نضرب عصفورين بحجر" نحارب الادمان على المخدرات وبنفس الوقت نزيد من قاعدتنا الجماهيرية ، خصوصا وان العلمانيين لديهم العديد من الصحف والمجلات وبالتاكيد سيفردوا صفحات لهذه المناسبة.
فقلت له ولكن الايمان وحده لا يكفي لمكافحة تعاطي المخدرات فهناك اسباب اجتماعية واقتصادية وايضا سياسية تساهم بقوة في دفع الانسان للتعاطي.
فقال لا لا نريد الا التركيز على الايمان لان الانسان المؤمن يكون قادرا على الابتعاد عن كل ما يسيء الى نفسه او الى الاخرين.
قلت : اكيد انك لا تقصد الايمان بالمطلق بل ان ما تقصده هو الايمان وفق المفهوم الاسلامي له ، وبالتحديد وفق مفهوم حزب الاخوان المسلمين وبذلك تستثني المواطنين والمقيمين من الاديان الاخرى وممن هم لا يتعاطفوا مع الاخوان المسلمين؟
تدخل احد الحضور ثم تبعه اخر واخر كل يدافع عن وجهة نظر زميله واجمعوا بما فيهم رئيس التحرير الذي شارك بالتدخلات ان التركيز على الايمان هو نهج اسلامي، اما من يركز على الاسباب الاقتصادية والاجتماعية فهم العلمانيون الكفره.
واضافوا اننا نطرح الاسباب الاجتماعية بعلاقتها بالايمان، لكننا لا نعتقد ان الاسباب الاقتصادية تشكل دافعا للادمان على المخدرات لان المدمنين ينتمون لكل المستويات الفقراء والاغنياء، فالبعد عن الدين هو السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات.
لم انبس ببنت شفة وبقيت صامتا طيلة الاجتماع افكر بالمنطق الذي يؤمن به هؤلاء وبثقافتهم ومدى اطلاعهم على الحقائق الموضوعية سواء في مجتمعهم او بالمجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية.
فهيئة التحرير المصونة ومن ورائها حزب له امتداد جماهيري واسع لا تعلم ان نسبة كيرة من المصريين ما ان ينتهوا من تناول طعام الافطار في شهر رمضان حتى يجهزوا (الجوزة) لتعاطي الحشيش، فهؤلاء مؤمنين وقد صاموا النهار كله استجابة لما فرضه الله عز وجل، كما ان الكثير من رجال الدين في مصر يتعاطون الحشيش كغيرهم من معظم ابناء الشعب المصري بغض النظر عن دينهم مسلمين او مسيحيين سواء من ابناء المدن الكبرى او مدن الريف او الصعيد، فهل هؤلاء ليسوا مسلمين او مؤمنين؟؟
كما ان نسبة المدمنين على المخدرات في ايران الدولة الوحيدع بالعالم التي يحكمها رجال دين ارتفعت بنسبة 650 بالمائة منذ عام 1979 بعد انتصار الثورة الاسلامية الخمينية عما كانت عليه ايام حكم الشاه العلماني.
وطبقا لتقرير المخدرات العالمي الذي اصدرته الامم المتحدة عن مدمني المخدرات في العالم، توجد في ايران اعلى نسبة من المدمنين في العالم، اذ ان 2.8 في المائة من السكان الذين تزيد اعمارهم عن 15 سنة مدمنون على نوع من المخدرات.
ويوجد بالسجون الايرانية حوالي 80 الف نزيل بتهم لها علاقة بالمخدرات من بين 170 الف سجين . كما يوجد نحو 45 الف جندي ورجل امن على طول الحدود الافغانية والباكسانية لمكافحة تهريب المخدرات يقتل منهم سنويا حوالي 4500 جندي في معارك مع المهربين.
وحسب تقارير صحفية من مصادر عدة بما فيها ايرانية ذكرت انه عندما دمر الزلزل (مدينة بام) في نهاية عام 2003، كان من بين مواد الاغاثة التي ارسلتها الحكومة الى المدينة جرعات من الميثادون وهو مخدر مركب يستخدم لعلاج مدمني الهيروين والمورفين، نظرا لان نحو 20 في المائة من سكان المنطقة التي دمرها الزلزال من المدمنين.
والزائر لطهران يمكنه ان يشاهد بام عينه في شوارعها القديمة، كيف يصطف سائقو الاجرة وغيرهم من المدمنين من ابناء الطبقة العاملة للحصول على الميثادون مجانا من احدى الدوائر الحكومية المتخصصة بمكافحة الادمان.
ويقدر خبراء المخدرات ان 20 في المائة من سكان طهران البالغين «لديهم علاقة باستخدام المخدرات». ويشمل ذلك نصف مليون تاجر مخدرات في طهران وحدها.
ومن يقوم بزيارة الى (حي ميدان خار) في جنوب طهران حيث البيوت الصغيرة المتلاصقة في مساحة صغيرة، يرى البؤس الذي يعيشه السكان حيث يضم البيت الواحد عددا من العوائل ، تسكن كل عائلة في غرفة صغيرة الحجم. وسوف يكتشف الزائر كيف ان الفقر والبطالة هما السببان الرئيسيان في الادمان على المواد المخدرة في هذا الحي الذي يعتبر بؤرة للاستهلاك والمتاجرة بالمخدرات.

فكيف يرى الاسلام السياسي ان الايمان وحده كفيل بالقضاء على الادمان ، وكيف يتجاهل ان اكثر الفترات ازدهارا لزراعة المخدرات في افغانستان (المنتج الاول للافيون والهيروين بالعالم) كانت في فترة امارة طالبان الاسلامية ومستشاريها الشيخ اسامه بن لادن والفيلسوف ايمن الظواهري؟.
كما ان منطقة البقاع في لبنان والذي تسكنها اغلبية مسلمة ينتج فيها افضل انواع الحشيش في العالم، تنافسها منطقة جنوب المملكة المغربية من حيث الكمية والذي يعتبر اكبر مصادر تزويد السوق الاوروبية بمادة الحشيش. وكلا المنطقتين يعاني ساكانهما من الفقر والبطالة والاهمال .
وفي فلسطين تشير التقارير ان عدد المدمنين على المخدرات ارتفع بشده في السنوات الاخيرة وخصوصا في مدينة القدس ، بالاضافة الى الانتشار الواسع لمتعاطي المخدرات في الوسط العربي الفلسطيني في اسرائيل .
كماان التقارير في باكستان الاسلامية وفي العديد منالدول العربية كلها تشير الى نمو وتصاعد في عدد المدمنين على المخدرات، فهل هذه الزيادات الهائلة في عدد متعاطي المخدرات وكل ما تجره من ماسي والام وفساد اخلاقي وجريمة وانتشار الدعارة والجريمة هو بسبب ضعف الايمان الاخواني؟.
ام ان الفقر والبطالة والجهل وانتشار الامية والقهر السياسي والاجتماعي للمراة والطلاق والتمييز والمحسوبية هي الاسباب التي تدفع للانحراف باشكاله المتعددة ومنها الادمان على المخدرات.
وبالتالي فان مكافحته تتطلب التصدي لهذه الاسباب اما شعار " بالايمان نقضي على الادمان" فان ظاهره عمل انساني ، لكن باطنه نشاط سياسي يهدف للترويج للاسلام السياسي.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اجتماع خاص بالكويت .. الهدوء بالعراق يحتاج عشر سنوات
- ما هي المواصفات والمهام المطلوبة من القيادة الفلسطينية
- ام انس : من يجلس على المقاعد او الكراسي سيذهب الى جهنم
- شكرا ابو مازن .. نعم نريدها دولة ديمقراطية ليبرالية..
- سميره وجدت حلا للصراع الابدي
- سيدة مصرية : ديار الكفر احسن من ديار المسلمين
- الفلسطيني طرد الجن (شرلوك) من البدوية ام فهد
- هكذا يتخذ خلفاء المسلمين قرارتهم وهكذا يلغونها
- المستقبل المفقود .. امة تفتقد الى القادة رغم اعدادهم الغفيرة
- الرسول امر بقطع راس الاعلامي
- الاخلاق الاسلامية لا تختلف عما جاء في الديانات الاخرى السماو ...
- معلمة المدرسة تهدد بالاستقالة
- المحاربة هيلاري كلينتون الى اللقاء .. ولنساء المسلمين العزاء
- على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
- عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
- تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
- شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
- الجن خطفوا الاولاد
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
- انت دائما معي


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان