أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - تطور العقل وتدرج الشرع (2)














المزيد.....

تطور العقل وتدرج الشرع (2)


عبدالحكيم الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-أما عن العقل:فهو ذلك الوصف الذي يفارق الانسان به سائر البهائم وهو الذي استعد به لقبول العلوم النظرية وتدبير الصناعات الخفية الفكرية .كما قال الحارث المحاسبي في حد العقل:(إنه غريزة يتهيأ بها إدراك العلوم النظرية وكأنه نور يقذف في القلب به يستعد لإدراك الأشياء ولم ينصف من أنكر هذا ، ورد العقل إلى مجرد العلوم الضرورية ..).ولا سيما وقد ظهر شرف العلم من قبل العقل ، والعقل منبع العلم ومطلعه وأساسه .والعقل على هذا الأساس هو الآلة التي أنيط بها التكليف في هذه الحياة الدنيا،لمعرفة الخطاب التكليفي والوضعي ،والكشف عن سنن الله ونواميسه في الكون والنفس ،وبالجمع بينهما يتحقق للإنسان العاقل أهداف استخلافه في الأرض (إنى جعل في الأرض خليفة) ويسعد بالأمن والراحة في هذا الكون(من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).

واللافت للنظر أن الوحي تدرج في تنزيل الشرائع مراعاة لتتطور العقل وتشكله وأكتماله ، ويمكن أن يلحظ هذا التدرج كل متدبر للقرآن الكريم حيث يجد أن التدرج بمعانيه الشاملة سنة ثابتة ؛ تدرج في الخطاب الاصطفائي ، تدرج في الخطاب التكليفي ، كل ذلك باعتبار مراحل نمو وتطور مدارك العقل البشري في إطار تدافعه مع واقعه المعيش .

- فمثلا في مراحل الخطاب الأصطفائي : كان الخطاب الإلهي ابتداء من آدم وانتهاء إلى محمد عليهم السلام خطابا(حصريا)يقوم على (الاصطفاء)ويتوجه إلى دوائر بشرية معينة كما قال تعالى:(إن الله اصطفى آدم ،ونوحا، وآل إبراهيم ،وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ). فآدم أول البشر إرتقى إلى مرتبة الاصطفاء بعد ما تدرج في مراتب الإنابة والتوبة(ثم إجتباه ربه فتاب عليه وهدى).فكان هاديا مهديا وكان في ذريته من شاء الله تعالى من النبيين والمرسلين. وأما نوح عليه السلام فقد حدث على عهده ذلك الطوفان العظيم فإنقرض من السلائل البشرية من إنقرض ونجا هو وأهله في الفلك فكان بذلك أبا ثانيا للجم الغفير من البشر،وفشت فيهم الوثنية حتى ظهر فيهم إبراهيم عليه السلام نبيا مرسلا وخليلا مصطفى وتتابع النبيون والمرسلون من آله وذريته(ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ، ونوحا هدينا من قبل،ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون،وكذلك نجزي المحسنين،وزكريا ويحي وعيسى وإلياس كل من الصالحين ،وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين، ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم وإجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ).

ثم بعد انتشار تلك الانحرافات المتنوعة في ذرية إبراهيم عليه السلام خاصة بين اتباع موسى وعيسي عليهما السلام ، وادعى كل واحد منهما أنه صاحب المنهج الإبراهيمي (وقالوا:كونوا هودا أو نصار تهتدوا،قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)،جاء الخطاب الإلهي يمهد لعملية الانتقال الاصطفائي من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل ،ومن قيادة بيت المقدس إلى بيت الله الحرام(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)حيث بشر موسى وعيسى عليهما السلام بهذه المرحلة النهاية من الأصطفاء(وإذا قال عيسى ابن مريم إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ).فكان ذلك الاصطفاء الأول من ذرية إسماعيل والبشرى بسيد الأولين والآخرين والخاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ثم الاصطفاء المؤقت المرحلي للعرب من ذرية إسماعيل(وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)(وانذر عشرتك الأقربين)،كل ذلك تمهيدا لإلغاء مرحلة الخطاب الاصطفائي الحصري والخلائفي(ثم جعلناكم خلائف في الأرض)،وتأسيسا للخطاب العالمي الذي يشمل كافة البشرإلى يوم الدين(قل يا أيها الناس أني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض ، لا إله إلا هو يحي ويميت ، فأمنوا بالله ورسوله النبي الآمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعللكم تهتدون).

فكان هذا الخطاب العالمي إيذانا بإحلال المنهج الرباني عن إبتعاث الرسل والخطاب الاصطفائي(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)،وجعل الرسالة الخاتمة المنهج الرباني الخاتم مهيمنة على كافة الرسائل السماوية السالفة(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )هيمنة إحتواء وإستعاب .

يتبع




#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
- المرأة والازدراء المركب (1-5)
- الإمام الشافعي راح ضحية ضربة قاتلة من مالكي !!
- الإمام الشافعي وحقيقة شعاره رأي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خ ...
- الإمام الشافعي ومشروعه الأصولي
- الإمام الشافعي ...وتوظيف النسب في السياسديني.
- الإمام الشافعي...وقيمة حرية الرأي !!
- هل الملائكة تلعن المرأة من أجل شهوة الرجل؟!!
- الإمام مالك...وقيمة حرية الرأي!! (2)
- الإمام مالك ...وقيمة حرية الرأي (1-2)
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة... وإشكالية الفهم
- أبو حنيفة ضحية الفكر التأثيمي !!
- قراءة نقدية لحديث(النساء ناقصات عقل)5
- السلف .. والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث(النساء ناقصات عقل..)4
- الرسول ...والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث النساء ناقصات عقل 3
- القرآن والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث النساء ناقصات عقل - المحور الثاني: فحص مفر ...
- قراءة نقدية لحديث (النساء ناقصات عقل..)1-5


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - تطور العقل وتدرج الشرع (2)