أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دافيد إدغار - كيف سبق لماركس توقع الشمولية














المزيد.....


كيف سبق لماركس توقع الشمولية


دافيد إدغار

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أجل… إن البروليتاريا لم تلعب دورها الذي كان منتظرا منها ، كما شكلت اشتراكية الدولة كارثة. إلا أن هذا لا يمنع من أن النصوص المؤسِّسة للماركسية تظل راهنة بشكل مذهل؛ فلقد استشعرت عيوب الرأسمالية الجامحة اليوم.
الماركسية اليوم - لندن

في يوم من الأيام قال إرنستو تشي غيفارا إن الخطأ ليس خطأه إذا كانت الحقيقة ماركسية. في فترة ما بعد الحرب وحتى حدود سنة 1989 كان من الممكن بالكاد الدفاع عن هذه الأطروحة، لكنها منذ ذلك التاريخ أضحت بصراحة غريبة وشاذة. ومع ذلك، فقد أكد السيد جون كاسيدي في أكتوبر 1997 وفي أحد أعداد النيويورك التي حاولت صوغ بعض التوقعات بخصوص المستقبل، بأن مفكر الغد الأكبر لم يكن شخصا آخر غير رينان القرن 19 الذي أصبح اليوم موضة [ cf. CI رقم 367، 13 نوفمبر 1997، ص 47 ]، وذلك لأنه إذا كانت بعض أفكاره لم تبد غريبة الأطوار إلا في الماضي، فقد انكشف أكثر فأكثر أن وصفه المتعلق بأوجاع ومآسي المجتمع الحالي وصف صحيح. إن كاتب المقال، تماما كالمؤرخ هوبسباون، استشهد في معرض دعم أقواله بتكهنات ماركس التي بدا اليوم أنها تتحقق.

في بيان الحزب الشيوعي المنشور منذ 150 سنة لاحظ ماركس وإنجلز أن البورجوازية « المدفوعة بحاجتها إلى منافذ دوما جديدة تكتسح العالم بأجمعه »، والبيان غير الراضي على توقع العولمة بهذا الشكل أعلن عن عدد معين من عواقب هذه السيرورة التي تبدو واضحة اليوم، ولكنها عواقب لم تكن كذلك بدون شك في سنة 1848. إن الرأسمالية في المقام الأول لم تخلق فقط قطاعات إنتاجية جديدة، ولكنها دمرت أيضا بشكل دائم القطاعات التي كان عليها في الماضي أن تخلقها بذاتها (وبخاصة القطاعات الوطنية القائمة على المواد الأولية الأهلية)، وفي المقام الثاني، فإن حاجات جديدة تظهر، وتشهد ديناميكية جديدة لتوحيد الإنتاج كما هو شأن الاستهلاك العالمي انطلاقا من الميتروبول. وفي المقام الثالث، فإن جزءا متعاظما من التجارة التي أضحت بذلك شمولية ينهض من الإنتاج الفكري. وأخيرا فإننا نشهد تفقيرا لغالبية السكان.

لقد كان حل مشكلة الفقر تقليديا بالنسبة للماركسيين المحاصرين يمر عبر العالمية. اليوم، وبالنظر للفوارق داخل البلدان الصناعية، فإن عالمية مثل هذه لم تعد ذات موضوع. إن ما لم يسبق لماركس وإنجلز أن توقعاه بطبيعة الحال هو تكسر نظام الطبقات؛ لقد اعتقد كلاهما أنه على الرغم من عولمة متسارعة للرأسمال الباحث دوما عن منافذ جديدة، فإن العمل سيتوحد وسيتمركز وسيصبح عسكريا أكثر فأكثر بدون توقف.

تستدعي الوعكة الحالية للاقتصاد إعادة تحديد دور السياسة

لكن الفقرة الأكثر حدسية في البيان هي تلك الفقرة التي تصف العواقب الثقافية للخصوبة الاقتصادية لدى الرأسمالية: أي تحلل كل « العلاقات الاجتماعية الجامدة والمغطاة بالصدأ » واختفاء المهن التقليدية والأسرة المعوضة بـ « هذا الارتجاج الثابث لكل النظام الاجتماعي، هذا الاضطراب وهذا اللاأمان المؤبد ». وهكذا رأى مؤلفا البيان في حيوية الرأسمال ذاتها بذور المرض الذي اعتقدا أنه قاتل. لكنه لا يكفي حسب كاسيدي القيام بتشخيص سليم، إذ يتوجب أيضا إيجاد حلول سياسية، وماركس كما نعرف لم يقترح نموذجا نظريا للشيوعية أو للاشتراكية. في الممارسة فإن هذين النظامين تطلعا لحل المشاكل الاقتصادية باعتماد وسائل سياسية، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد الموجه من النمط السوفياتي أو النيوديل على الطريقة الأمريكية أو عمليات التأميم. وعندما نتأمل مشروع توني بلير فإننا سنجد أنه فهم كل هذا. إن المبدأ الرئيس لديه هو كالتالي: الاقتصاد هو ما هو، وكل ما يمكن فعله هو وضع حدود لإفراطاته ومبالغاته. ومن وجهة نظر أكثر تفاؤلية فإن الوعكة الحالية للاقتصاد الليبرالي الكلاسيكي تستدعى إعادة تحديد لدور السياسة في الاقتصاد. إن الخطأ الأكبر للماركسية لم يكن متمثلا في اعتبار البروليتاريا صنيعة الرأسمالية وضحيتها، ولكن في كونها أرادت أن تجعل منها العامل الوحيد والأوحد للتغيير. وفي الواقع فإن الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية تمثلتا إحداهما كما الأخرى في حلف في ما بين الأكثر فقرا والأنتلجنسيا حول برنامج جامع اجتماعيا. لقد أرادت الليبرالية الجديدة أن تكون حلا بديلا لاشتراكية دولة هي في حالة إفلاس، ومن ثمة فقد فتحت إمكانيات جديدة للتغييرات الاجتماعية الاقتصادية والتكنولوجية. وبالموازاة مع ذلك فقد أيقظت أيضا، وإلى حد ما عمقت مشاكل الفقر واللاأمان والفوارق التي حاولت الاشتراكية التصدي لها. لقد ولدت اشتراكية الدولة في قلب الرأسمالية الصناعية ذاته، بيد أننا نرى اليوم ربما سياسة جماعية وهي ترتسم سواء بداخل العولمة أو على هوامشها. رأسمالية صناعية، اشتراكية الدولة، الليبرالية الجديدة والنزعة الوطنية، العولمة، المحليـة. اشتراكية الدولة، الليبرالية الجديدة، الطريق الثالث. أطروحة ونقيض الأطروحة ثم تركيب. ألا يذكركم هذا بأي شيء ؟
بقلم: دافيد إدغار David Edgare
المصدر: مجلة "كوريي أنترناسيونال" ("البريد الدولي") Courrier Internationale عدد 420
ترجمة ونسخ: عبد الكريم شوطا (أكتوبر 2005)



#دافيد_إدغار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دافيد إدغار - كيف سبق لماركس توقع الشمولية